المرأة والأسرة في فكر الإمام الخامنئي
12 أبريل,2019
الاسلام والحياة, صوتي ومرئي متنوع
869 زيارة
منهجيّة البحث في القضيّة
1- التمسّك بالأحكام والأسس الإسلاميَّة:
لا بدّ من انبثاق حركة في المجتمع الإسلاميّ وفي مجتمعنا لإحقاق حقوق المرأة، ولكن بشرط أن تقوم على أساس إسلاميّ ولأهداف إسلامية[1].
ونحن اليوم إذا شئنا إيجاد حركة حقيقية وأساسية للمرأة في بلدنا ليتسنّى لها بلوغ مكانتها المنشودة، لا بدّ من أن نأخذ الأحكام الإسلامية بعين الاعتبار ونستلهم منها ما ينبغي لنا فعله، فأحكام الإسلام هي التي تحدّد لنا مسارنا، كما وأنها تتّسع لكلّ أسلوب عقلائيّ وترتضيه. فإن كانت ثمة تجربة مقبولة في موضع ما، فلا بأس بالاستفادة من تجارب الآخرين، على أن لا يكون فيها تقليد[2].
2- تحديد الغاية والهدف والشعارات[3]:
(السؤال الأول) لا بدّ من استيعاب الهدف الذي نسعى إليه من وراء إحقاق حقّ المرأة، أو توفير الظروف الكفيلة بتكاملها ورفع الظلم عنها أو الحديث عن أوضاعها، وما هي الغاية التي نرمي إليها عبر هذه المساعي والكتابات والأقوال والتشريعات القانونية. هذا سؤال لا مناص من الإجابة عنه.
السؤال الثاني هو ما هي الشعارات والأدوات الكفيلة بإيصال المرأة إلى مكانتها الحقيقية؟ إنّنا نلاحظ اليوم في البلدان الغربية والبلدان السائرة في ركب الثقافة الغربية شيئاً باسم حركة الدفاع عن حقوق المرأة، فهل ما نشاهده اليوم في إيران الإسلامية هو عين ما يجري هناك، أو مشابه له، أو مغاير له؟ يجب أن يعرض في هذا الصدد سؤال جادّ ويلقى الجواب الجادّ.
(إنّ) الهدف من السعي الثقافيّ والحقوقيّ لإيصال المرأة إلى المرتبة المنشودة على الصعيدين الاجتماعيّ والفرديّ، يمكن أن يُصوّر بأحد الوجهين:
الأول: أن نسعى ونكافح ونكتب من أجل بلوغ المرأة كمالها، أي أن تنال المرأة في المجتمع حقوقها الإنسانية والحقيقية أولاً، وثانياً من أجل ازدهار طاقاتها ولتبلغ نضجها الحقيقيّ والإنسانيّ، لتصل في نهاية المطاف إلى كمالها الإنسانيّ، ولتتّخذ المرأة في المجتمع صورتها الإنسانية الكاملة وتصبح إنسانة قادرة على المساهمة في تقدّم الإنسانية وتقدّم مجتمعها، ولتعمل، في حدود إمكاناتها، لتحويل العالم إلى بناء مزدهر وجميل.
الثاني: أن نرمي من وراء هذا الجهد وهذا العمل إلى خلق حالة من الصراع والتناحر والتنافس العدائيّ بين جنسي الرجل والمرأة، وإيجاد عالم محوره التنافس، وكأنّ الرجال في المجتمع الإنسانيّ في جانب والنساء في الجانب الآخر، وهما يتناحران على المكاسب، وتريد
المرأة في هذا الحقل التغلّب على الرجل! فهل هذا هو الهدف؟
إذن يمكن تصّور شكلين من الغاية لهذا المسعى ولهذه الحركة، أوّلهما إسلاميّ، وثانيهما محور لرؤية قصيرة النظر، وهو ما نشاهده بشكل أكبر في المساعي الجارية في البلدان الغربية.
فالسؤال الأول الذي يستلزم الإجابة والتوضيح هو: ما الهدف المراد إنجازه عبر الجهود الداعية لضمان حقوق المرأة؟
السؤال الثاني الذي يحظى بنفس القدر من الأهمية، هو أنّنا حينما نتحدّث عن المرأة وندافع عن حقّها، ما هي الشعارات التي نطرحها وبماذا نطالب وما الغاية التي نسعى من أجل بلوغها؟ هذه النقطة لها أهميّتها. وهنا نجد أيضاً أنّ الرؤية الإسلامية ـ أي ما يُستشفّ من الدراسات الإسلامية والمعارف حول المرأة والتعاريف الإسلامية لها ـ تختلف عمّا هو موجود اليوم في الغرب.
[1] خطاب الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام ويوم المرأة، في طهران – ملعب الحرية الرياضي، بحضور جموع غفيرة من النساء المؤمنات، بتاريخ 19/06/1418ه.ق.
2019-04-12