الثورة الإسلامية الإيرانية شجرة الولاية المباركة – سالم الصباغ
9 فبراير,2018
تقاريـــر
1,347 زيارة
ومازال الشعب الإيراني يحتفل بذكرى ثورته الإسلامية المباركة ، ويشاركه في الأحتفال كل الأحرار في العالم ، وكل المستضعفين في الأرض ، وبعد أن أزهرت شجرت الولاية ، ونضجت ثمارها ، وامتد شعاع شمسها ليبدد ظلام وظلامات ، ويُحيي الأمل في مستقبل مشرق للإنسان والإنسانية ، ويُحيي اليأس في قلوب المستكبرين إن صح التعبير ، ونحن نتذكر مسيرة قطار الثورة منذ 39 عاماَ يجب أن نتذكر ونُذكر ونتعظ ونعظ المشككين والمرتابين ، وكذلك الباحثين عن الحق والحقيقة.
أن شجرة الثورة الإسلامية كما رُويت بدماء الشهداء ومداد العلماء فهي أتت أُكلها وقوي عودها بأمور نُذكر بها :
أولاَ : نظرية ولاية الفقيه
وهي التي جاءت كحل لمشكلة ( الخلافة ) الإسلامية والحاكمية الألهية بعد أن تحولت من نظرية إلى تطبيق على أرض الواقع ، وجاءت نتائجها في دولة قوية مقتدرة تدافع عن المظلومين وتقف في وجه العدو الصهيوني والإستكبار الأمريكي وتمد يدها بالخير لكل الشعوب العربية والإسلامية داعية إلى الوحدة رغم أنها غالباَ لا تلقى إستجابة ولكنها تتحلي بالصبر الجميل ..
فالذين يهاجمون نظرية ولاية الفقيه من بعد ما استجيب لها حجتهم داحضة عند ربهم ، وعليهم أن يرجعوا البصر هل يروا من فطور ، ثم يرجعوا البصر مرتين فسوف ينقلب إليهم البصر خاسئاَ وهو حسير ، بعد أن أصبحت سماء الولاية مزينة بمصابيح العزة والكرامة والإستقلال ، وكلامي ليس لإخواننا أهل السنة فقط بل لقلة من علماء الشيعة أيضاَ الذين يشككون ويهاجمون نظرية ولاية الفقيه حسداَ من عند أنفسهم ، لامانع من عدم الإقتناع بها ولكن أن يتم مهاجمتها واعتبارها بدعة في الدين أو نظير ذلك من الأطروحات ..
يكفي في نظرية ولاية الفقيه أنها حققت الأمر الألهي القرأنى بوجوب طاعة إولي الأمر في قوله تعالى
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
ولم يتم تعطيل العمل بهذه الأية الكريمة ، لا بمعني أن الولي الفقيه هو خليفة المسلمين ، ولكنه يقوم مقامه في وظيفة الحكم بما أنزل الله ، والبديل الأخر لهذه النظرية هو ( الخليفة ) بالمفهوم الداعشي الوهابي التكفيرى وممثله ( أبو بكر البغدادي ) الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين ، ولن نغوص بعيداَ في التحليلات النظرية والبراهين الروائية ولكن يكفي أن نقارن بين :
1 ــ نظرية أنبتت ( دولة إيران الإسلامية ) وإمامها السيد ( الخامينئى ) ..
2 ــ ونظرية أنبتت ( الدولة الإسلامية ـ داعش ) وخليفة المسلمين في العالم كله هو ( أبو بكر البغدادى )
تأمل ثم إختار ……… !! ولو أخلصت لن تحتار …
ثانيا : نظام المرجعية
وهذا النظام لايتيح لكل من ( هب ودب ) أن يُفتي في الدين ، ولكن عليه الرجوع إلى الفقيه الأعلم والأعدل ليأخذ منه الفتوي ، ولذلك لم نجد أحد من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام يقوم بعمل إرهابي ، لأنه لن يجد من يعطيه هذه الفتوى أبدا ، فعندما قامت يد الإرهاب الغادرة بتدمير مراقد أئمة أهل البيت في العراق ، حرمت المرجعية الإنتقام من مساجد أهل السنة
وقال المرجع السيد السيستاني حفظه الله قولته المشهورة ( لا تقولوا على أهل السنة ( إخواننا ) بل قولوا ( أنفسنا ) ) فوئد الفتنة في مهدها ، والعجيب أننا نرى بعض علماء الشيعة يشككون في بعض المراجع ، مع العلم أن مايغيظ الأعداء هو نظام المرجعية الذى أصبحاَ حبلا تعتصم به الأمة من الفرقه والإختلاف ، ولا أستبعد أن يكون العدو الصهيوني مما يدعم هذا السلوك من البعض ، والحمد لله أنهم قلة ، ولا يخسرون إلا أنفسهم .
ثالثاَ : نظام الخمس
وهو ثابت بالقرأن الكريمة في أية محكمة ، والغريب أننى سمعت من قلة قليلة من الفقهاء التشكيك في الخمس ـ ليس في أصل مشروعيته ـ ولكن فيمن يجب أن يستلم الخمس من الفقهاء وما هو الدليل على ذلك من القرأن والسنة ( أي الدليل على أن فلان يأخذ الخمس ) ، محتجين برواية أو روايتين فهموا منها أنها تبيح الخمس للشيعة في زمن الغيبة ، ولم يتفكروا أنهم بذلك يعطلون العمل بأية كريمة حددت الخمس ومصارفه المتنوعة ..
يقول الله عز وجل :
( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
والخلاصة :
لقد نجحت الثورة الإسلامية ، وظهرت شمسها في الأفق ، ورأها العالم كله ، ورأوا النموذج الحضارى الجديد الذي تقدمه للإنسانية ، رأوها في تقدمها العلمى ، وفى سلوكها الأخلاقى في السياسة ، وفي وفائها بوعودها ، وتعهداتها وعملها علي حل مشاكل المنطقة ..
لا أُريد أن اظلم الإمام الخمينى قائد الثورة وأصفه بأنه مجدد هذا العصر ، ولكنه في الحقيقة هو الممهد لدولة العدل الالهي القادمة بإذن الله تعالى
شاركه
2018-02-09