استقبل قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السّيّد على الخامنئي المشاركين في مؤتمر “دور الشّيعة في ظهور وتوسّع العلوم الإسلامية” الدّولي حيث شدد على ضرورة أن يعزز العالم الإسلامي من قدراته العلمية لكي يستطيع الوقوف في مواجهة الإملاءات الامريكية.
قائد الثورة الإسلامية ثمّن دور القيمين على هذا المؤتمر وخاصة آية الله مكارم الشّيرازي، وقال: “اليوم فإن كل حركة تؤدي إلى مزيد من التّعرف على المجموعات والفرق الإسلامية هي حركة حسنة وهذا المؤتمر هو من مصاديق الحركة باتجاه اتّحاد الأمة الاسلامية”.
سماحته أشار إلى الجهود المتواصلة التي يبذلها الأعداء من أجل وضع المسلمين في مواجهة بعضهم البعض، وقال: “في هذه الأجواء، فإن كل عمل يؤدي إلى تعرّف المسلمين على نقاط قوّة بعضهم البعض ويُشكّل أرضيّة لتضامنهم، هو يساعد على وحدة الأمة الاسلامية”.
ونوّه الامام الخامنئي إلى دور الشّيعة على مدى التّاريخ في سبيل تطوير وتعزيز العلوم الإسلامية وقال: “يجب تعريف هذه الآثار والخدمات القيّمة إلى العالم الإسلامي لأنها تُعتبر من رموز الفخر وتؤدّي الى تعزيز الوحدة والتضامن بين الامة الاسلامية”.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تفعيل المراقبة الجديّة للوقوف أمام أي شبهات بين الفراق الإسلامية، وقال: “موضوع التّطور العلمي والتّحرّك الجدّي في هذا المجال هما من المسائل المهمة للغاية التي يحتاجها العالم الإسلامي اليوم”.
واعتبر الامام الخامنئي أن السبب الرئيسي لخضوع العالم الإسلامي للقوى العالمية هو التّخلّف العلمي وأضاف: “العالم الغربي وبعد قرون متوالية من التّخلّف العلمي، استطاع ان يستفيد من التطور العلمي للعالم الإسلامي وأن يعزز من ثرواته وقوّته العلمية، العسكرية، السياسية والدّعائيّة وفي نهاية المطاف أن يستعمر الدّول الإسلامية وأن يوصلها الى وضعها الرّاهن”.
وأشار سماحته إلى منطق فرض القوة التي تستخدمها القوى الغربية على العالم الإسلامي وتتبّع الكثير من حكام هذه الدّول للاستكبار العالمي مؤكّدا أنّه يمكن تغيير هذه الظروف عبر تطور العلوم الإسلامية حيث يُمكن للعالم الإسلامي مرّة أخرى أن يعتلي قمة التّحضر البشري.
ونوّه الامام الخامنئي إلى أن التّحرّك في مسير التطور العلمي هو من واجبات الحكومات الإسلامية والنخب في هذه الدّول وقال: “على نخب العالم الإسلامي أن يقوموا بحركة فكريّة عظيمة من أجل تطوير العلوم والوصول الى قمة العلم”.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن حركة الجمهورية الإسلامية في مسير التّطور العلمي هو نموذج ناجح، مضيفًا: “استنادًا الى تقارير المراكز العلمية العالمية، فإن سرعة الحركة العلمية في إيران خلال السّنوات الماضية بلغت 13 المتوسّط العالمي”.
وتابع سماحته بالقول: “سوف نستمر بهذا الطّريق حتّى الوصول الى حدود العلم والمعرفة؛ إيران وعلى عكس الغرب مستعدة لنقل إنجازاتها والتّطور العلمي الذي حققته الى مختلف الدّول الاسلامية”.
كما اعتبر الامام الخامنئي أن التّطور في العلوم الإسلامية والعلوم الطبيعية هو أمر مهم، وقال: “واحدة من المسائل التي يمتلك فيها الإسلام كلاما جديدا على مستوى البشرية هي المسائل الفقهي حيث يجب القيام والاهتمام الجدّي بمزيد من العمل في هذا المجال”.
كما شدد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة الإسراع في الحركة العلمية في مجال الفلسفة والعلوم العقلية، مضيفا: “لقد قام الغرب بتوسيع فلسفتهم لتطال مختلف المجالات السياسية والاجتماعية، ويجب علينا أن نقوم بهذا العمل أيضا لأن الفلسفة الإسلامية أقوى وأكثر تجذّرًا وأصلب من الفلسفة الغربية”.
واختتم قائد الثورة الإسلامية مشيرًا الى انتشار الصّحوة في العالم الإسلامية وتصاعد الانجذاب نحو الإسلام، وقال: “اليوم فإن الشباب المسلم يمتلك الكثير من الأسئلة التي يريد أجوبة حولها ضمن إطار الإسلام؛ لذا يجب أن تتصاعد الحركة العلمية في العالم الإسلامي لكي تستطيع الأمة الإسلامية أن تصل مرة أخرة إلى أوج القوة والتمدّن ولكي يستطيع العالم الإسلامي الوقوف في مواجهة الاملاءات الأمريكية”.