الرئيسية / تقاريـــر / من هم المعتدون على السفارة الايرانية

من هم المعتدون على السفارة الايرانية

 لقد تعرضت سفارة الجهورية الإسلامية الإيرانية في لندن يوم الجمعة الماضي الى هجوم من قبل عدد من الأشخاص الذين يرتدون لباسا أسودًا موحّدًا؛ حيث قاموا بانزال العلم الإيراني من شُرفة السّفارة ومن ثم لوّحوا بأعلامهم؛ الاعتداء الذي انتهي بعد عدّة ساعات بسبب تدخّل متأخّر من جانب الشّرطة البريطانيّة في لندن.

أما الدّافع وراء هذا الاعتداء، فكان اعتراضهم على اعتقال السيد حسين الشّيرازي نجل السّيد صادق الشّيرازي.

والسؤال هنا، من هم الشّيرازيّون؟ وكيف يُمكنهم تعبئة عدّة أشخاص في لندن من اجل الهجوم على السفارة الإيرانية في لندن؟

الشّيرازيّون هم من بيت سلك مسار الانحراف تدريجيًّا

عائلة “الشّيرازيّون” هم من ضمن العوائل العلميّة التي كانت تقطن مدينة كربلاء المقدّسة. و والد الزعيم الحالي لهذه الاسرة السّيّد صادق الشّيرازي، هو المرحوم آية الله الميرزا مهدي شيرازي من مراجع مدينة كربلاء في عصره وقد توفي في العام 1960. وكان لديه 4 ابناء هم بالتسلسل السني : السيد محمد، السّيد حسن، السّيد صادق والسّيد مجتبى.

بعد عدّة سنوات من وفاة المرحوم الميرزا مهدي الشّيرازي، أعلن السّيد محمد الشّيرازي مرجعيّته وكان يبلغ حينها دون الـ 40 عاما.

جاء إعلان المرجعيّة هذه في الوقت الذي رفض فيه عدد من كبار أساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرق هذا الإعلان وكان من ابرزهم آية الله الشّيخ يوسف الخرساني الحائري الذي ردّ على بعض من تقدّم بالسؤال حول مرجعيّة السّيد محمد الشّيرازي بأن الأخير هو ليس مجتهدا بكل تأكيد ولا يجوز تقليده.

جواب السّيد الشّاهرودي والخوئي القاضي بتحريم تقليد السّيّد محمد الشّيرازي

رفض إعلان هذه المرجعية ورفض صلاحية السّيد محمد الشّيرازي العلمية جاء أيضا من قبل كبير حوزة النّجف العلميّة المرجع آية الله العظمى الخوئي، كما رفض مرجعيّته عدد كبير من آيات الله كان من ضمنهم السّيد محمود الشاهرودي.

بحسب بعض المصادر المقربة من هذه الاسرة فقد وثق تيار “الشيرازيون” علاقاته بالنظام البهلوي البائد وكان منزل السّيد محمد الشّيرازي يتردد فيه عناصر استخبارات الشّاه “السافاك”؛ وتضيف المصادر ذاتها أن السّيد الشّيرازي أوصاهما بأن لا يشاركوا في مسيرات مناوئة لنظام الشّاه وألّا يطلقوا الخطابات ضدّه.

“الشيرازيون” في مرحلة ما بعد انتصار الثورة الاسلامية

بعد انتصار الثّورة الاسلاميّة عادت عائلة الشيرازي جميعها الى إيران وأكمل السّيد محمد الشّيرازي مرجعيّته بصورة مستقلة دون ان ينضوي تحت القوانين السائدة في الحوزات العلمية. وخلال سنوات الحرب المفروضة من قبل نظام صدّام البعثي على الجمهورية الاسلاميّة الإيرانية، وعلى الرّغم من أن السّيد محمد الشّيرازي كان قد هرب من العراق الى الكويت في فترة حكم النّظام البعثي وعلى الرّغم أيضا من استشهاد أخيه السّيد حسن الشّيرازي في سوريا، على ايدي عناصر حزب البعث العراقي، لكنه (السّيد محمد الشّيرازي) اصدر فتوى بتحريم المشاركة في رد العدوان الصّدامي!!؛ الفتوى التي جاءت لصالح النظام البعثي في العراق كما لم يصدر عن أحد من أفراد عائلة الشّيرازي أي خطاب في مواجهة صدّام المقبور والحرب التي فرضها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

توفّي السّيد محمد الشّيرازي في أيلول من العام 2001. وعلى الرّغم من إصدار قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الامام السّيّد علي الخامنئي بيان مواساة برحيله وأقيمت له مجلس تابيني الى جوار مرقد السّيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في محافظة قم المقدسة، لكن أعضاء هذه العائلة استغلوا الظروف ليثيروا اجواء سياسية بالتزامن مع مراسم تشييع زعيمهم.

السّيد صادق الشّيرازي يُعلن مرجعيّته في لندن عبر 16 فضائية وحسينيّة

بعد وفاة السّيّد محمّد، أعلن أخوه السّيّد صادق الشيرازي مرجعيّته. كما انتشر لأخيه الآخر السّيد مجتبى الشّيرازي الذي يقطن في بريطانيا، مقاطع فيديو تداولتها فضائيّات المنافقين قبل عدّة سنوات وهو يوجّه الإهانات لولاية الفقيه ولعدّة شخصيّات كبيرة مثل آية الله بهجت (رض). واصفا هذا العالم والمرجع الجليل بـ “الكفر والالحاد والزندقة”.

مراسم التّطبير في منزل السيد صادق الشيرازي في قم

بعد وفاة السّيد محمد الشيرازي، قامت عائلة الشّيرازيين بتعزيز شبكاتها الفضائية وتوسيع حسينيّاتها خارج الحدود؛ ويهدف هذا الجهاز الدّعائي الذي عزّزوه الى هدفين رئيسيين، الأول وهو بثّ الفرقة والوقيعة بين المسلمين عبر استغلال الاختلافات المذهبية بين الشّيعة والسّنة.

أمّا الهدف الثّاني فهو التّرويج لمراسم تسيء الى صورة مذهب اهل البيت (عليهم السلام) باستخدام طقوس ومراسم وثنية لا تمت للاسلام بصلة كظاهرة “التّطبير” (ضرب الرؤوس بالسكاكين والسيوف)، والمشي على الجمر وغيرها.

واستمرّ هذا المسار في السّنوات الماضية، حتى أن السّيد صادق الشّيرازي أطلق على “أسبوع الوحدة” في ايران،  “أسبوع البراءة” من اجل الترويج لافكاره المحرضة للفرقة والخلافات وشرخ الامة؛ كما أقدم عدد من أنصار هذا التّيار في التّاسع من ربيع الأول بتوجيه الإهانات بشكل علنّي لمقدّسات أهل السّنّة في قم المقدسة.

ومن إنتاجات هذا التّيار أيضًا كان رجل دين شاب متطرّف يدعى “ياسر الحبيب”. وقد أسّس هذا الشّخص عام 2001 هيئة تحت اسم “خُدّام المهدي” في الكويت؛ لكنّه سُجن بسبب تطرّفه وأُطلق سراحه لاحقا وغادر بعدها الى لندن أي المكان الذي يقطنه، الأخ الأصغر للسّيد صادق الشيرازي، السّيّد مجتبى الشّيرازي منذ مدّة طويلة.

وقد أطلق هذا الشخص محطّة فضائية من لندن تحمل إسم “فدك” واستطاع أن يخصص محلّة في أطراف العاصمة البريطانية لندن أطلق عليها إسم “فدك الصّغرى” ويعمل هناك لترويج عقائده المتطرفة وإيجاد الفرقة والخلاف بين السّنة والشّيعة.

مراسم هيئة “خدّام المهدي” المتطرفة قرب منزل ياسر الحبيب في لندن

وتنشط حتى اليوم حوالي 16 فضائية مرتبطة بمكتب صادق الشيرازي وتعمل بشكل يومي لترويج العقائد المتطرّفة، التّهجّم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإشعال نار الحرب بين السّنة والشّيعة أي تقديم خدمات غير مباشرة للتيارات التّكفيرية التي تعيث فسادا في الأمّة الاسلاميّة.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...