الرئيسية / شخصيات أسلامية / أنصار الحسين – دراسة عن شهداء ثورة الحسين

أنصار الحسين – دراسة عن شهداء ثورة الحسين

في الزيارة الرجبية
كما جاء في نسخة البحار : مجلد 22 جزء 101 ص 340 – 341
. . . ثم التفت إلى الشهداء وقل :
السلام على سعيد بن عبد الله الحنفي ، السلام على جرير بن يزيد
الرياحي ، السلام على زهير بن القين ، السلام على حبيب بن مظاهر ،
السلام على مسلم بن عوسجة ، السلام على عقبة بن سمعان ، السلام
على برير بن خضير ، السلام على عبد الله بن عمير ، السلام على نافع بن
هلال ، السلام على منذر بن المفضل الجعفي ، السلام على عمرو بن
قرضة الأنصاري ، السلام على أبي ثمامة الصائدي ، السلام على جون
مولى أبي ذر الغفاري ، السلام على عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي ،
السلام على عبد الرحمن و عبد الله ابني عروة ، السلام على سيف بن
الحارث ، السلام على مالك بن عبد الله الحايري ، السلام على
حنظلة بن أسعد الشبامي ، السلام على القاسم بن الحارث الكاهلي ،
السلام على بشير بن عمرو الحضرمي ، السلام على عابس بن شبيب
الشاكري ، السلام على حجاج بن مسروق الجعفي ، السلام على
عمرو بن خلف وسعيد مولاه ، السلام على حيان بن الحارث ، السلام
على مجمع بن عبد الله العائذي ، السلام على نعيم بن عجلان ، السلام
على عبد الرحمن بن يزيد ، السلام على عمر بن أبي كعب ، السلام على
سليمان بن عون الحضرمي ، السلام على قيس بن مسهر الصيداوي ،
السلام على عثمان بن فروة الغفاري ، السلام على غيلان بن عبد
الرحمن ، السلام على قيس بن عبد الله الهمداني ، السلام على غمر بن
كناد ، السلام على جبلة بن عبد الله ، السلام على مسلم بن كناد ،
السلام على عامر بن مسلم ومولاه مسلم ، السلام على بدر بن رقيط وابنيه
عبد الله وعبيد الله ، السلام على رميث بن عمرو ، السلام على سفيان بن
مالك ، السلام على زهير بن سائب ، السلام على قاسط وكرش ابني
زهير ، السلام على كنانة بن عتيق ، السلام على عامر بن مالك ، السلام
على منيع بن زياد ، السلام على نعمان بن عمرو ، السلام على جلاس بن
عمرو ، السلام على عامر بن جليدة ، السلام على زائدة بن مهاجر ،
السلام على شبيب بن عبد الله النهشلي ، السلام على حجاج بن يزيد ،
السلام على جوير بن مالك ، السلام على ضبيعة بن عمرو ، السلام على
زهير بن بشير ، السلام على مسعود بن الحجاج ، السلام على عمار بن
حسان ، السلام على جندب بن حجير ، السلام على سليمان بن كثير ،
السلام على زهير بن سلمان ، السلام على قاسم بن حبيب ، السلام على
أنس بن الكاهل الأسدي ، السلام على الحر بن يزيد الرياحي ، السلام
على ضرغامة بن مالك ، السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق ،
السلام على عبد الله بن بقطر رضيع الحسين عليه السلام ، السلام على
منجح مولى الحسين عليه السلام ، السلام على سويد مولى شاكر .
السلام عليكم أيها الربانيون ، أنتم خيرة اختاركم الله لأبي عبد الله
عليه السلام وأنتم خاصة اختصكم الله ، أشهد أنكم قتلتم على الدعاء إلى
الحق ، ونصرتم ووفيتم وبذلتم مهجكم ، مع ابن رسول الله صلى الله عليه
وآله وأنتم السعداء سعدتم وفزتم بالدرجات العلى فجزاكم الله من أعوان
وإخوان ، خير ما جازى من صبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله . هنيئا
لكم ما أعطيتم وهنيئا لكم ما به حييتم ، طافت عليكم من الله الرحمة ،
وبلغتم بها شرف الآخرة .
نص ما عقب به المجلسي على هذا القسم من الزيارة الرجبية .
( قال السيد رحمه الله : قد تقدم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء
برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان ، ويختلف في أسمائهم أيضا وفي
الزيادة والنقصان ، وينبغي أن تعرف أيدك الله بتقواه أننا تبعنا في ذلك ما
رأينا أو رويناه ، ونقلنا في كل موضع كما وجدناه ) .
بحار الأنوار ج 22 جزء 101 ص 341
الأسماء المشتركة بين الزيارتين
– أ –
1 – أنس بن كاهل الأسدي .
– ب –
2 – بشر ( بشير ) بن عمر ( و ) الحضرمي .
– ج –
3 – جون مولى أبي ذر الغفاري .
4 – جوين ( جوير ) بن مالك الضبعي .
5 – جندب بن حجير ( حجر ) الخولاني
6 – جبلة بن علي ( عبد الله ) الخولاني .
– ح –
7 – الحر بن يزيد الرياحي .
8 – حبيب بن مظاهر الأسدي .
9 – الحجاج بن يزيد ( زيد ) السعدي .
10 – الحجاج بن مسروق الجعفي .
11 – حيان ( حسان ) بن الحارث السلماني الأزدي .
12 – حنظلة بن أسعد الشبامي .
– ز –
13 – زهير بن القين البجلي .
14 – زيد بن ثبيت القيسي : ورد في الرجبية ( بدر بن رقيط ) .
15 – زهير بن بشر الخثعمي – رجحنا أنه متحد مع ( زهير بن سليم
الأزدي ) حسب نسخة الاقبال .
16 – زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي .
17 – زيد ( يزيد ) بن معقل الجعفي – رجحنا اتحاده مع الرجبية في
( منذر بن المفضل الجعفي ) .
– أأنت –
18 – سعيد بن عبد الله الحنفي .
19 – سيف بن مالك ورد في الرجبية : ( سفيان بن مالك ) .
20 – سعيد مولى عمر بن خالد . ورد في الرجبية : ( مولى عمر بن
خلف ) .
21 – سيف بن الحارث بن عبد بن سريع ورد في الزيارة :
شبيب بن الحارث بن سريع .
– ش –
22 – شوذب مولى شاكر ورد في الرجبية : ( سويد مولى شاكر ) .
23 – شبيب بن عبد الله النهشلي .
– ض –
24 – ضرغامة بن مالك .
– ع –
25 – عمرو ( عمر ) بن قرظة الأنصاري .
26 – عمران بن كعب الأنصاري . ورد في الرجبية : ( عمر بن أبي
كعب ) .
27 – عبد الله بن عمير الكلبي .
28 – عبد الله بن عروة بن حراق الغفاري .
29 – عبد الرحمان بن عروة بن حراق الغفاري .
30 – عمرو ( عمر ) بن ضبيعة الضبعي ورد في الرجبية : ( ضبيعة
بن عمر ) .
31 – عبد الله بن زيد بن ثبيت القيسي . ورد في الرجبية :
( عبد الله بن بدر بن رقيط ) .
32 – عبيد الله بن زيد بن ثبيت القيسي . ورد في الرجبية :
( عبيد الله بن بدر بن رقيط ) .
33 – عامر بن مسلم .
34 – عمار بن حسان بن شريح الطائي
35 – عمار بن خالد الصيداوي . في الرجبية : ( عمرو بن
خلف )
36 – عبد الرحمان بن عبد الله بن الكدن الأرحبي . يرجح أنه الذي
ورد في الرجبية : ( عبد الرحمان بن عبد الله الأزدي ) لاتحاد
الاسم واسم الأب .
37 – عابس بن شبيب الشاكري .
38 – عمر بن عبد الله ( أبو ثمامة ) الصائدي .
– ق –
39 – قيس بن مسهر الصيداوي .
40 – قاسط بن زهير التغلبي .
41 – قاسم بن حبيب الأزدي .
– ك –
42 – كرش بن زهير التغلبي .
43 – كنانة بن عتيق .
– م –
44 – منجح مولى الحسين .
45 – مسلم بن عوسجة .
46 – مسعود بن الحجاج .
47 – مجمع بن عبد الله العائذي .
48 – مالك بن عبد الله ( عبد ) بن سريع ( الجابري ) متحد مع :
( مالك بن عبد الله الجابري ) في الرجبية .
– ن –
49 – نعيم بن عجلان الأنصاري .
50 – نافع بن هلال البجلي المرادي .
الأسماء التي وردت في الرجبية
ولم ترد في الزيارة
– ب –
1 – برير بن خضير .
– ح –
2 – حماد بن حماد الخزاعي المرادي .
3 – حلاس ( جلاس ) بن عمرو .
– ر –
4 – رميث بن عمرو
– ز –
5 – زهير بن سائب ( سيار ) .
6 – زائدة بن مهاجر . هل يمكن أن يكون تصحيفا ل ( يزيد بن
زياد بن المظاهر ) ( المهاجر )
7 – زهير بن سلمان ( سليمان ) .
– أأنت –
8 – سليمان بن كثير .
9 – سلمان بن سليمان الأزدي .
10 – سليمان بن عون الحضرمي .
– ع –
11 – عقبة بن سمعان .
12 – عبد الرحمان بن يزيد .
13 – عثمان بن فروة ( عروة ) الغفاري
14 – عمر ( عمير ) بن كناد .
15 – عامر بن مالك .
16 – عامر بن جليدة ( خليدة ) .
17 – عبد الله بن بقطر .
– غ –
18 – غيلان بن عبد الرحمان .
– ق –
19 – قيس بن عبد الله الهمداني .
20 – القاسم بن الحارث الكاهلي ( هل يمكن أن يكون قاسم بن
حبيب ) .
– م –
21 – مسلم بن كناد .
22 – مسلم مولى عامر بن مسلم .
23 – منيع بن زياد .
– ن –
24 – نعمان بن عمرو .
دراسة عن الزيارة المنسوبة
إلى الناحية المقدسة والزيارة .
الرجبية وتحقيق حالهما
أ – في سند الزيارتين وتاريخ تأليفهما
1 – الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة .
– هذه الزيارة أوردها السيد ابن طاووس ( جمال العارفين ، رضي
الدين ، علي بن مؤسسي بن جعفر بن طاووس ) ت 664 ه‍ في كتابه
الموسوم ب‍ ( الاقبال ) في أعمال الأيام والمشهور ، والأدعية والزيارات .
قال :
( فصل فيما نذكره من زيارة الشهداء في يوم عاشوراء .
( رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
رحمة الله عليه ، قال : حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن
عياش ، قال : حدثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن
النعمان البغدادي رحمة الله عليه ، قال : خرج من الناحية سنة اثنتين
وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني – حين وفاة
أبي رحمه الله ، وكنت حديث السن ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي
عبد الله عليه السلام وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم ، فخرج إلي منه :
بسم الله الرحمن الرحيم إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم فقف
عند رجلي الحسين عليه السلام ، وهو قبر علي بن الحسين صلوات الله
عليهما ، فاستقبل القبلة بوجهك ، فإن هناك حومة الشهداء عليهم
السلام ، وأوم وأشر إلى علي بن الحسين عليه السلام ، وقل . . ) .
يتبين من هذا النص أن الزيارة المنسوبة إلى الناحية قد وصلت إلينا
بالطريق التالي .
1 – رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ( ت سنة
664 ه‍ ) رحمه الله وهو من أعاظم العلماء الزهاد العباد الثقات .
2 – أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( ت سنة 460 ه‍ ) رحمه
الله . شيخ الطائفة ، وهو أشهر من أن يذكر .
وقد رواها ابن طاووس بإسناده إلى جده أبي جعفر رحمه الله ، ولم
يتح لنا الاطلاع على رجال طريق ابن طاووس إلى الشيخ الطوسي .
3 – أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش الجوهري ( ت
سنة : 401 ) كان معاصرا للشيخ الصدوق . وكان من أهل العلم
والأدب ، حسن الخط ، وصنف كتبا عديدة ، منها : كتاب مقتضب الأثر
في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، وكتاب الأغسال ،
وكتاب أخبار أبي هاشم الجعفري ، وغير ذلك .
قال الشيخ في الفهرست . إنه سمع وأكثر ، واختل في آخر عمره ،
وكان جده وأبوه وجيهين ببغداد .
وقال النجاشي : رأيت هذا الشيخ ، وكان صديقا لي ولوالدي ،
وسمعت منه شيئا كثيرا ، ورأيت شيوخنا يضعفونه ، فلم أرو عنه وتجنبته
( كتاب الرجال للنجاشي ، ص 67 ، والفهرست للشيخ الطوسي ، ص
57 – 58 ، والكنى والألقاب : 1 / 363 )
4 – أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي :
لم نجد مترجما بهذا الاسم ، سوى ما ذكره التستري في قاموس
الرجال : ( 10 / 194 ) ، ولم يزد على عبارة الاقبال شيئا . وذكر العلامة
المحقق الباحث الكبير الشيخ آغا بزرك الطهراني في ترجمة الشيخ
الطوسي من مشايخ الطوسي : ( أبا منصور السكري ) وقال : ( قال
صاحب الرياض ( رياض العلماء ) يحتمل أن يكون من العامة أو من
الزيدية ) . أقول : استبعد شيخنا النوري كونه من العامة مستدلا بما وجده
من رواياته التي لا يرويها أبناء العامة . إلا أنه لم ينف كونه زيديا ) مقدمة
التبيان ، ص أ ز – أ ح – .
وزاد السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدمة رجال الشيخ على
هذا قوله : ( يظهر من أمالي الشيخ رحمه الله أنه من مشايخه ) مقدمة
رجال الشيخ الطوسي ، ص 37 – 38 .
فهل يكون هذا هو الذي ورد في سند هذه الزيارة ؟ إن هذا بحسب
العادة بعيد جدا . فإن بين ولادة الشيخ سنة 385 ه‍ وصدور الزيارة سنة
252 – قرنا وثلث القرن ( 133 سنة ) .
وعلي أي حال ، فإن الرجل مجهول .
5 – الشيخ محمد بن طالب الأصفهاني :
لم نجد مترجما بهذا الاسم . ذكره التستري في قاموس الرجال ،
( ج 8 / 333 – 334 ) ناقلا عبارة الاقبال ، وزاد عليها قوله : ( ( والمراد
بالناحية فيه ( الخبر ) لا بد أن يكون العسكري ( ع ) لان الحجة ( ع ) لم
يكن ولد في تلك السنة . روى أبو غالب عن أحمد بن محمد عن
محمد بن غالب ، عن علي بن فضال في علامة أول شهر رمضان –
التهذيب – والظاهر كونه الأصفهاني ) .
ولم نعرف وجها لهذا الاستظهار . وعلى أي حال فالرجل مجهول .
هذا هو سند ابن طاووس رحمه الله ، وهو كما ترى ، سند ضعيف
جدا ، ففيه ، مجهولان ، وضعيف هو ابن عياش .
وقال المجلسي رحمه الله في البحار بعد أن أورد الزيارة :
( . . . قال مؤلف المزار الكبير : زيارة الشهداء رضوان الله عليهم
في يوم عاشوراء : أخبرني الشريف أبو الفتح محمد بن محمد الجعفري
أدام الله عزه ، عن الفقيه عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ، عن
الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الطوسي . وأخبرني عاليا الشيخ أبو
عبد الله الحسين بن وهبة الله بن رطبة ، عن الشيخ أبي علي ، عن والده
أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ محمد بن أحمد بن عياش ، وذكر مثله
سواء . . . ) .
وهذا السند ، كما ترى ، ينتهي إلى ابن عياش الضعيف ، وإلى
المجهولين : أبي منصور ومحمد بن غالب .
فالزيارة من حيث سندها ضعيفة .
والتاريخ المذكور للزيارة ، وهو سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، لا
يتفق مع نسبتها إلى الناحية ، والمعني بهذا المصطلح هو الإمام الثاني
عشر من أئمة أهل البيت ، فقد ولد الإمام المهدي ( ع ) سنة 256 ه‍ أو
255 ه‍ ، وتوفي والده الإمام الحسن العسكري ( ع ) في اليوم الثامن من
شهر ربيع الأول سنة 260 ه‍
وقد تنبه الشيخ المجلسي إلى هذه الاشكال ، فقال في البيان الذي
عقب به على الزيارة : ( واعلم أن في تاريخ الخبر إشكالا ، لتقدمها على
ولادة القائم عليه السلام بأربع سنين . لعلها كانت اثنتين وستين ومائتين ،
ويحتمل أن يكون خروجه ( الخبر ) عن أبي محمد العسكري عليه
السلام .
وإذن فنحن ، بسبب هذا التعارض بين تاريخ صدور الزيارة
ونسبتها أمام خيارين .
الأول تأخير تاريخ صدورها عشر سنين فتكون قد صدرت سنة
( 262 ه‍ . ) بدلا من ( 252 ه‍ ) وعلى هذا فيمكن الحفاظ على نسبتها
إلى الإمام الثاني عشر .
الثاني التخلي عن نسبتها ، والمحافظة على تاريخها بافتراض أنها
صادرة عن الامام الحادي عشر أبي محمد العسكري ( ع ) .
وقد جزم التستري بهذا الافتراض فقال : ( . . والمراد بالناحية فيه
( الخبر ) لا بد أن يكون العسكري ( ع ) ، لان الحجة لم يكن ولد في تلك
السنة – قاموس الرجال : 8 / 333 – 334 ) .
والافتراض الأول يواجه الاعتراض عليه .
أولا : بأن تعيين سنة 262 ه‍ . لا دليل عليه ، فيمكن أن يكون
صدور هذه الزيارة بعد هذا التاريخ بعشرات السنين .
وثانيا : بأن التعبير الوارد في السند هو أن هذه الزيارة خرجت ( سنة
اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني ) وظاهر
هذا التعبير أن أبا منصور بن النعمان كتب – بعد وفاة أبيه – يستأذن في
الزيارة ، وأن محمد بن غالب هو الذي أوصل الكتاب إلى الإمام الثاني
عشر ، وأن الجواب عليه مشتملا على الزيارة جاء من الامام بواسطة
محمد بن غالب ، وهذا يتنافى مع ما هو معلوم من أن جميع المكاتبات
والمسائل التي كانت توجه من الشيعة إلى الامام في الغيبة الصغرى كانت
بواسطة السفراء : عثمان بن سعيد العمري ، ومن بعده ابنه أبو جعفر
محمد بن عثمان ، ومن بعده أبو القاسم الحسين بن روح ، ومن بعده أبو
الحسن علي بن محمد السمري . ولم يثبت أن أحدا اتصل بالامام – في
عهد الغيبة الصغرى – عن غير طريق هؤلاء .
والافتراض الثاني أولى بالقبول من الافتراض الأول لولا الاعتراض
عليه بأن مصطلح ( الناحية ) في ثقافة الشيعة الإمامية يعني : الإمام الثاني
عشر المهدي محمد بن الحسن عليه السلام ، في عصر غيبته الصغرى ،
ولا نعلم أنه استعمل للتعبير عن غيره من الأئمة ( ع )
لقد كانت مصطلحات أخرى ، مثل : ( الجناب العالي )
و ( الحضرة ) و ( المجلس العالي ) وغير ذلك شائعة في ذلك العصر للتعبير عن المقامات الرسمية الدينية والإدارية ، كما كانت تستعمل للتعبير عن
السيدات زوجات الخلفاء والسلاطين ، وأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم .
ولكن شيوع أمثال هذا المصطلح في الثقافة العامة لا يبرر الجزم بأن
المصطلح في النص المبحوث عنه قد استعمل عند الشيعة في الإشارة إلى
غير الإمام الثاني عشر .
ويبدو لنا أن مصطلح ( الناحية ) من مصطلحات الثقافة الشيعية
الخاصة ، كما أنه نشأ لأسباب تختلف عن الأسباب التي أدت إلى نشوء
ظاهرة الألقاب في الثقافة الإدارية والعرف الاجتماعي العام في العصر
العباسي الثاني .
فقد نشأت هذه الظاهرة الثقافية في الدولة والحياة العامة لغاية
تكريمية نتيجة للتأثير الثقافي الأجنبي من جهة ، ونتيجة للانحلال الداخلي
في بنية النظام الذي نتج عنه بقاء هيكل السلطة التقليدي ( الخليفة
وبطانته ) دون ممارسة السلطة التي انتقلت إلى مواقع أخرى هي الامراء
المتغلبون الذين تمتعوا بالسلطة الفعلية ومارسوها ، فغدت مظاهر التكريم
شكلية بعد أن فقد النظام قوته الذاتية ، وكانت الألقاب تكثر ، وتتنوع كلما
أمعن النظام في الانحلال من الداخل .
أما في الثقافة الشيعية فيبدو أن لقب ( الناحية ) نشأ لمبررات أمنية
فإن السلطة كانت عازمة على قتل الإمام الثاني عشر ، وكثيرا ما دوهمت
دار الإمام الحسن العسكري وفتشت بحثا عن الإمام الثاني عشر ، مما دعاه
إلى الاختفاء والغيبة ، وكان لا بد للشيعة من الاتصال به فنصب الوكلاء
الذي ذكرنا أسماءهم آنفا ليتصل الشيعة به عن طريقهم ، وفي هذه
الظروف تولد مصطلح ( الناحية ) للإشارة إليه في المكاتبات والحديث .
وهذا لا ينافي أن يكون اختيار هذه الوسيلة للإشارة إلى الامام خضوعا
لمقتضيات الامن ، قد نشأ من شيوع هذه الظاهرة في الثقافة العامة
للمجتمع في ذلك الحين ( 1 ) .
ويبدو أن هذا المصطلح الذي يختلف في أسباب نشوئه عن أمثاله
في الثقافة العامة – يبدو أنه مصطلح شيعي خاص ، فإن ألقاب الخلفاء
والسلاطين ، والقواد والعلماء والكتاب التي شاعت في النصف الثاني من
الدولة العباسية لم يرد فيها ذكر لمصطلح ( الناحية ) وقد عقد القلقشندي
في كتابه صبح الأعشى فصولا ضافية بحث فيها موضوع الألقاب والكنى
من جوانبه التطبيقية ، وذكر ، فيما يبدو كلما كان سائدا في عصره . في
شأن الألقاب وصيغها ، ولم يذكر من بين ما ذكر مصطلح ( الناحية ) ( 2 ) .
إن هذا الاعتراض – وقد أسهبنا في بيان جوانبه – يدعونا إلى الشك
في صدور هذه الزيارة عن الإمام الحسن العسكري إلى أن يثبت لنا أن
مصطلح ( الناحية ) قد استعمل للإشارة إليه كما استعمل للإشارة إلى
الإمام الثاني عشر .
وعلى هذا فلا نستطيع نسبة الزيارة إلى الإمام المهدي ، كما لا
نستطيع ترجيح صدورها عن الإمام الحسن العسكري .
ولا بد لنا في هذه المرحلة من البحث من اعتبارها نصا تاريخيا
مجهول المؤلف ( المؤلف إما أن يكون واحدا من ثلاثة أشخاص هم
الذين ورد ذكرهم في سند الزيارة قبل الشيخ الطوسي : ( أحمد بن
محمد بن عبد الله بن الحسين بن عياش الجوهري ، أبو منصور بن عبد
المنعم بن النعمان البغدادي ، الشيخ محمد بن غالب الأصفهاني ) هذا
إذا كان الأخيران شخصين تاريخيين ، ولم يكونا شخصين مخترعين
وهميين . أو يكون المؤلف رجلا مجهولا غير هؤلاء الثلاثة ) .
ويكون تاريخ الزيارة واقعا بين النصف الثاني من القرن الثالث
الهجري ونهاية هذا القرن ، وتكون نسبة الزيارة حينئذ إلى الإمام الثاني
عشر – مع أنها موضوعة – لتكسب صفة القداسة والوثوق في نفوس
المؤمنين . وهذه طريقة اتبعها الوضاعون في جميع العصور ، في الكتب
والآثار الشعرية وغيرها ليتيحوا لموضوعاتهم فرصة الانتشار والقبول عند
الجمهور الذي يتوجهون إليه بمؤلفاتهم ونصوصهم الموضوعة .
وهذه النتيجة لا تؤثر في نظرنا على قيمة الزيارة المنسوبة إلى الناحية
المقدسة باعتبارها مصدرا أساسيا لاسماء شهداء كربلاء ، يتمتع مؤلفه
بخبرة جيدة بموضوعه ، كما سيظهر لنا من مرحلة تالية في هذا البحث .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...