الرئيسية / تقاريـــر / معالم مسرحية داعش _ التوظيف الأمريكي لها في الساحة العراقية مجددا

معالم مسرحية داعش _ التوظيف الأمريكي لها في الساحة العراقية مجددا

هادي بدر الكعبي:

بعد الهزائم الكبيرة التي تكبدها داعش في العراق وإنهاء وجوده العسكري في البلاد لايزال شبح التهديد بورقته الأمنية المخابراتية كخلايا مخيم على الساحة العراقية،خصوصا بعد موجة الأخبار والتقارير الموجهة ولتي تتحدث عن قدرة التنظيم الإرهابي على التحرك والاحتفاظ بقدرة جيدة رغم كل الخسائر العسكرية الكبيرة التي تكبدها.

يراد الان لداعش أن تخلع الثوب العسكري وتلبس الثوب المخابراتي، حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست: ان تنظيم داعش يحاول العودة من جديد الى العراق وتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية فيه رغم إعلان الحكومة العراقية انتهاء التنظيم تماما من الأراضي العراقية.او تلك الأخبار التي تتحدث عن نية نقل الدواعش إلى الحدود السورية العراقية من قبل الأمريكان.

ونحن نتساءل لماذا تسوق هذه الأخبار والتقارير في هذا الوقت بالذات؟ولمصلحة من تسوق؟وهل فعلا ان داعش لديه القدرة على ذلك؟ام توجد أهداف أخرى تسعى إليها امريكا من خلال هذا التسويق؟وما هي تلك الأهداف؟وغيرها من الأمور التي نسلط الضوء عليها على النحو الآتي وهي:

١- أمريكا تواجه تحدي جديد في العراق يتمثل بوجود أطراف وقوى ترفض البقاء الأمريكي فيه،وهذه القوى تحمل مشروعا تعمل عليها ضمن الأطر القانونية تحت مظلة مجلس النواب العراقي من خلال إصدار مشروع قانون يقضي بإخراج القوات الأمريكية من العراق ولاسيما وان مشروع القانون الذي تعتزم تلك القوى تشريعه يستند إلى مواد دستورية كما هو مثبت في الدستور العراقي والذي تنص إحدى مواده على اعتبار العراق دولة مستقلة ذات سيادة تامة على أراضيه.

٢- سوف تعمل امريكا على إيجاد تحركات لمنع او عرقلة هكذا مشروع قانون يتضمن إخراج قواتها من العراق بإيجاد تفاهمات مع تلك القوى والكتل التي لها موقف سلبي من إيران وترغب في الوجود الأمريكي بالعراق.

٣-الدفع بتلك القوى بالوقوف ضد الأصوات التي تصعد في البرلمان والتي تطالب وتقرر وتدافع عن مشروع قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق.

٤-عند فشل الخيارات السابقة ستلجى امريكا إلى ترسيخ علاقاتها مع مسعود بعد أن وجدته مستعدا لتقبل اي مشروع أمريكي لان الاثنين كلاهما يشعران بالخسران لذا فإن مسعود سوف يفتح المجال الأكبر للقواعد الأمريكية ويصعد من دور الشركات الأمنية الإسرائيلية في أربيل.

٥- بالتزامن مع الاتفاق او التفاهم مع مسعود سوف تعمل امريكا على إدخال داعش من جديد الى العراق من خلال الحدود السورية وسوف يتم فتح الثغرات الأمنية على الحكومة الاتحادية من خلال تلك العناصر الإرهابية.

٦-مسعود سيوفر لهم (اي عناصر داعش)غطاء امنيا حتى يمهد ذلك الدعم فكرة الانفصال التي ستكون الثمن السياسي له جراء ما قدمه إلى الأمريكان من خدمة لإبقاء قواتها في العراق.

٧- داعش لن يعود بنفس ما كان عليه سابقا وإنما سيخوض حرب عصابات ذات قسوة وفظاعة لكي يتم لفت نظر الرأي العام العالمي وهو المطلوب كما يبدو من القائمين على توظيفه حتى يكون داعش سببا ببقاء القواعد الأمريكية في العراق ولكن تحت مظلة القرارات الدولية لحماية الأمن الدولي.

٨- سوف يستفيد التنظيم من سهولة الانتقال من الجوار السوري وكذلك تشنج العلاقة بين مسعود وبعض القوى الشيعية ووجود خلاياه النائمة والتي لازالت داخل بعض المناطق.

٩- أمريكا ستعمل بعد إيجاد مخرج للسعودية في قضية خاشقجي على لملمة أطراف الخلاف وهي (تركيا والسعودية وقطر)وتوظيف عناصر القوة التي تمتلكها هذه الدول في مسرحيتها الجديدة ضد العراق في الأيام القادمة خصوصا عند تطبيق مشروع نقل عناصر داعش من سوريا إلى الحدود السورية العراقية أو الداخل العراقي.

١٠- أن التحذيرات الأمريكية يمكن قراءتها على أنها رسائل أرادت القول أن الباب لم يوصد بعد أمام داعش بل ما زال هذا التنظيم موجودا ويمكن الاستفادة منه في الوقت المناسب.

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...