الرئيسية / تقاريـــر / خطرت لي أثناء العوْم في شبر ماء

خطرت لي أثناء العوْم في شبر ماء

د أسعد ابو خليل: كلمة عن سعد الحريري (خطرت لي أثناء العوْم في شبر ماء).

لو لم يرث هذا الرجل ثروة واسماً من والده (الذي وصل إلى السياسة بالمال والسجود لنظاميْن قمعيّّيْن وليس لنظام واحد) لما كنّا نتكلّم عنه.

المشكلة ليست في إنه يفتقر إلى المواهب والمعرفة والذكاء والكفاءة والمروءة والصدق والشجاعة الأخلاقيّة, بل هذا رجل معتد بجهله وسوء خلقه.

كتب عنه عامر محسن قبل أسبوع: هذا كاد كي يتوقّف صفعه وضربه في الرياض ان يوصل البلاد إلى حرب أهليّة طائفيّة مذهبيّة عندما قرأ نصّاً كُتبه له السبهان–والحريري متعوّد على قراءة ما يُكتَب له بالفصحى والعاميّة–وزعم فيه انه هرب من البلاد بسبب محاولة اغتيال ضد شخصه.

لم يدرك بسبب غبائه وعدم وطنيّته خطورة ما قرأ. لا, ولأنه بسبب جبنه وانصياعه لمعلّمه في الرياض, محمد بن سلمان, يريدنا–مثل بولا يعقوبيان–ان نتشارك معه في مؤامرة التضليل والكذب والخداع وأن نقول إنقاذا لسمعة صاحب المنشار أنه كان حرّاً طليقاً في الرياض, بالرغم من استجدائه دولاً عديدة لتخليصه.

انا كما تذكرون قبل سنة, اعترضتُ على هذا التعاطف معه من قبل مؤيّدي المقاومة في لبنان وناديتُ بالمطالبة بالحفاظ عليه في الرياض, مربوطاً بكرسي لأن هذا ما يستحقّه لما فعله بلبنان وبسوريا أيضاً–كي لا ننسى سجلّ نشر الإرهاب لزلمته وسام الحسن الذي تفجّعت الطبقة الإعلاميّة عليه وانتحبت.

هذا ماذا يريد؟ ظهر اليوم فيما رُتِّبَ له من حفلة هزل–وكل ظهور له هو هزل لأنه لم يتقدّم أو يتطوَّر انملة واحدة بعد أكثر من عقد في العمل السياسي–وصاح أنه “أبو السنّة”. ما هذا القول القميء ولماذا هو–مثل أبيه والسينورة–لا يجدون ملاذا لفشلهما وانهمزامها إلا في التحريض الطائفي والمذهبي؟ ليس هناك مَن هو رجعي ويميني وفاسد أكثر من صائب سلام لكنه لم يتحدّث بهذه اللغة قطُّ. حتى صائب سلام.

هليمكن ان يتصوّر احد ان يتحدّث سليم الحصّ أو الراحل رشيد كرامي بهذه اللغة؟ غير معقول. ميشال عون يقول “بي الكلّ” والصفة لا طائفيّة فيها, ونصرالله الذي يعيّره فريقك لأنه قائد حزب ديني لم ينطق باسم الشيعة على هذه الطريقة القبيحة.

وعلمَ الحريري ان الصحافة في لبنان مدجّنة وفاسدة فلم يكن يخشى ان يظهر امامها لبضع دقائق. لكن كان هناك بعض الشجاعات من الإعلاميّات, أبرزهم نانسي السبع. وسألتك السؤال البديهي الذي لا يسألك إيّاه أي من نخبة الإعلام في لبنان: لا مارسيل غانم ولا دنيز رحمه فخري ولا باقي الشلّة في فريق السبهان المحلّي. وكيف أجبتَ؟ ان خبر اعتقالك وضربك هو من جريدة “الأخبار”.

أبلغَ بكَ الغباء إلى هذه الدرجة؟ الناس لا تقرأ ما يُكتب عن إذلالك وضربك وربطك وصفعك وشتمك في الرياض؟ الصحافة العالميّة تحدّثت عن ذلك لا “الأخبار”. ثم تأتي إلى المؤتمر وتجلب معك “زقيّفة” و”هتّافة” على طريقة زعران الحيّ؟ تفرّستُ في وجوه بعضهم: هؤلاء الذين تمرّسوا في طاعة المخابرات السوريّة يتمرّسون اليوم في طاعة المخابرات السعوديّة وبعض هؤلاء أثرى من الثورة الفلسطينيّة قبل ان ينقلب عليها ويصبح من أعوان إسرائيل في لبنان.

ثم تتوجّه إلى “برنت سادلير” (مراسل سي.إن.إن السابق) كي يسألك سؤالا؟ مزحة كانت هذه؟ هذا كان يعمل لدى والدك وعمل لدى عائلتك فيما بعد وتُظهره لنا على انه مراسل أجنبي في بيروت؟ ألهذه الدرجة تخاف من الحقيقية؟ لم تردْ ان يسألك احد عن الاحتجاز؟ أخبرني أكثر من صحافي اجنبي انهم عندما يسألونك عن الاحتجاز تقول لهم: لا تريد ان تتحدّث عن ذلك.

انتَ لا تستحقّ إلا أن تكون قائدا على برنت سادلر وجمال الجرّاح وباسم السبع وباقي الشلّة. في زمن تنعدم فيه العصبيّات الطائفيّة, أمثالك يُربطون بكرسي من قبل الشعب وليس من قبل صاحب المنشار.

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...