الرئيسية / الاسلام والحياة / العوامل التي تقف حاجباً أمام الواقع

العوامل التي تقف حاجباً أمام الواقع

من أبرز العوامل التي تحول دون الإيمان بالواقع هي:

1. التعلق بالدنيا بما تتسع لها من تفاصيل، فاشتباكنا بها وتوغلنا في متاهاتها وانبهارنا ببريقها سلب منّا لُبّنا وحجبنا عن تلك الحقيقة الناصعة و جعلنا ننجذب نحو زخارف هذه الدنيا الدنية فأخذت بنا الى طرُق غير نافذة فبعض خدعته الشهوة فصار لا يعقل ورائها شيئاً و آخر أعيتْه الشهرة و ثالث شغلته الثروة ورابع شغفته القدرة وخامس حجبه العلم وآخر بهَرَه المنصب و…
وإليك ما وصف به أمير المؤمنين عليه السلام أهل الدنيا قائلاً:
“فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وَسِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا بَعْضاً وَيَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَيَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ وَأُخْرَى مُهْمَلَةٌ قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا وَرَكِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا وَلَا مُسِيمٌ يُسِيمُهَا سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى وَأَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وَغَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا وَاتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَلَعِبُوا بِهَا وَنَسُوا مَا وَرَاءَهَا .”
2. العوامل النفسية، فالبعض تدفعه رغبته الى الخلود الى الراحة والدعة و النأي بنفسه عن تحمل المسؤولية، أو ميله الى التحلل والتحرر فيقول بالإلحاد ويعترف باللادينية لأن الاعتراف بالمسؤولية وقبول الرؤية الإليهة تفرض عليه جملة من الممارسات و المعتقدات الخاصة التي تحدد حريته.
3. العوامل الاجتماعية، ونريد بها الممارسات السلبية التي تصدر من المحيط الاجتماعي فينقاد لها الانسان نتيجة المحاكاة او ما يسمى بالعقل الجمعي، وقد تصدر هذه الممارسات من الجهات التي تنتسب الى الدين فتخلق بذلك رؤية سيئة تؤدي الى نفور الناس من الدين، كالذي صدر من رجال الكنيسة في اوربا إبان عصر النهضة.
4. العوامل الفكرية، وهي الأوهام و الشبهات التي تعصف بذهن الإنسان ولا يستطيع مواجهتها و حلّها، فتوجب له التشكيك والتردد في مفاهيمه الدينية فيصاب بما يسمى ” الوسواس الفكري “.

 

السيد ع الحيدري

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...