الرئيسية / من / الشعر والادب / كـربـلا لا زلـت كـربــاً وبـلا قالها وهو بالحائر الحسيني

كـربـلا لا زلـت كـربــاً وبـلا قالها وهو بالحائر الحسيني

للسيد الرضي عليه الرحمة : قالها وهو بالحائر الحسيني يرثي جده سيد الشهداء عليه السلام :

كـربـلا لا زلـت كـربــاً وبـلا

 

مـا لـقـي عـنـدك آل الـمصطفــى

كـم على تربـك لـمـا صُـرعـوا

 

مــن دم ســال ومـن دمــع جـرى

كم حصـان الذيـل يـروى دمعهـا

 

خـدهـا عـنـد قـتيـل بـالـظـمـا

تمسـح الـتـرب علـى أعجـالهـا

 

عـن طـلا نحـرٍ زميـل بـالــدمـا

وضـيــوف لـفــلاة قـفــرة

 

نـزلـوا فـيهــا عـلـى غيـر قـرى

لـم يـذوقـوا الماء حتى اجتمعــوا

 

بحُـدي الـسيـف عـلى ورد الــردى

تكـسف الشمس شمـوسـاً منهــم

 

لا تــدانـيـهــا ضـيــاء وعــلا

وتنـوش الـوحـش من أجسـادهـم

 

أرجـل الـسـبـق وأيـمـان الـنـدى

ووجـوه كـالـمصـابيــح فمـن

 

قـمـر غــاب ومـن نـجـم هــوى

غـيـرتهـن الـلـيـالـي وغـدا

 

جـائـر الحكــم عـلـيـهـن الـبـلا

يـا رسـول الله لـو عـايـنتـهـم

 

وهـم مـا بـيـن قـتــل وســبــا

من رميـضٍ يمـنـع الظـلَّ ومـن

 

عـاطـش يُسقـى أنـابـيـب الـقـنـا

ومسـوق عـاثـر يـسـعـى بـه

 

خلــف محمـول عــلى غيـر وطـا

متعب يشـكـو أذى الــسيـر على

 

نـقَـب الـمنســم مهـزول الـمـطـا

لـرأت عـينـاك مـنهـم منظـراً

 

لـلـحشـا شـجـواً ولـلـعيـن قـذى

لـيـس هـذا لـرســول الله يـا

 

امـة الـطـغـيـان والـغــي جـزى

غـارس لم يـأل في الغـرس لهـم

 

فــأذاقـوا أهــلـه مــرَّ الـجـنـا

جـزروا جـزر الاضـاحي نسلـه

 

ثـم ســاقـوا أهـلـه ســوق الأمـا

مـعجـلات لا يـواريــن ضحـى

 

سَـنـن الأوجـه أو بـيـض الـطــلا

هـاتـفـات بـرسـول اللّـه فـي

 

بُهـر الـسيـر وعـثـرات الـخـطـا

يـوم لا كـسـر حجـاب مـانــع

 

بـذلـة الـعـيــن ولا ظــلَّ خـبـا

أدرك الـكـفـر بـهـم ثـاراتــه

 

وأديـل الـغـي منـهـم فـاشـتـفـى

يـا قتيــلا قـوَّض الـدهـر بـه

 

عـمـد الـديـن وأعـلام الـهـــدى

قتـلـوه بـعــد عـلـم منـهـم

 

أنـه خـامــس أصـحـاب الـعـبـا

واصريعـا عـالـج المــوت بـلا

 

شــدَّ لـحَـيـيـــنِ ولا مــدَّ ردى

غـسلـوه بـدم الـطـعــن ومـا

 

كـفـنـوه غـيـر بـوغـاء الـثـرى

مـرهقـاً يدعـو ولا غـوث لــه

 

بــأبٍ بــرٍ وجــدٍ مـصـطـفـى

وبــأمٍ رفــع الـلّـه لــهــا

 

عـلـمـاً مـا بيـن نـسـوان الـورى

أيُّ جــدٍ وأبٍ يــدعــوهـمـا

 

جـدُّ يـا جـدُّ أغـثـنـي يــا أبــا

يــا رسـول الله يـا فـاطـمــة

 

يـا أميـر الـمـؤمنيـن الـمـرتضـى

كـيـف لـم يسـتعجـل الله لهــم

 

بـانـقـلاب الأرض أو رجـم الـسمـا

لـو بسبطـي قيصـر أو هـرقـل

 

فـعـلـوا فـعــل يـزيـد مـا عـدا

كـم رقـاب لـبـنـي فـاطـمـة

 

عَـرقـت بـيـنـهـم عـرق الـمـدى

حملـوا رأسـاً يـصـلـون علـى

 

جــده الأكــرم طــوعــاً وإبــا

يتهـادى بيـنهـم لـم يـنـقضـوا

 

عـمـم الـهـام ولا حـلـوا الـحـبـا

ميـتٌ تـبـكـي لـه فـاطــمـة

 

وأبــوهــا وعـلـيٌ ذو الــعــلا

لـو رسـول الله يـحيـى بــعـده

 

قـعـد الـيــوم عـلـيـه لـلـعـزى

معشـر فـيهـم رسـول الله والــ

 

ـكـاشـف الكـرب اذا الكـرب عـرى

صهـره البــاذل عـنـه نفـسـه

 

وحـسـام الـلّـه فـي يـوم الـوغـى

أول الـنـاس الى الـداعـي الـذي

 

لـم يـقـدم غــيــره لـمـا دعــا

ثـم سـبطـاه الـشـهـيـدان فـذا

 

بحسـى الـســم وهـذا بـالـضبــا

وعـلـي وابنـه الـبـاقـر والصـ

 

ـادق الـقــول ومـوسـى والـرضـا

وعـلــي وأبــوه وابــنـــه

 

والـذي يـنـتـظـر الـقــوم غــدا

يـا جـبـال الأرض عـزاً وعُـلا

 

وبــدور الأرض نــوراً وســنــا

جـعـل الـرزء الـذي نـالـكـم

 

بيننـا الـوجـد طـويــلا والـبـكـا

لا أرى حـزنـكـم يـنـسـى ولا

 

رزؤكـم يسلـى وان طــال الـمـدى

قد مضى الـدهر ويمضي بعـدكـم

 

لا الجــوى بـاخ ولا الــدمـع رقـى

أنتـم الـشـافـون من داء العمـى

 

وغـدا السـاقـون من حـوض الـروى

نـزل الـذكـر عليـكم بـيتـكـم

 

وتـخطـى الـنــاس طــراً وطـوى

أيـن عـنـكـم لمضـلٍ طـالـب

 

وضَـح الـسـبـل وأقـمـار الـدجــا

أيـن عنكـم للـذي يـبغـي بكـم

 

ظـلَّ عـدن دونـهـا حــرّ لـظــى

أيـن عنكـم للـذي يـرجـو بكـم

 

مـع رســول الـلّـه فـوزاً ونـجـى

يـوم يغـدو وجهـه عـن معـشـر

 

معـرضـاً ممـتـنعـاً عنــد الـلـقـا

شـاكـيـاً مـنهـم الى الله وهــل

 

يفـلـح الـجيـل الـذي منـهـم شكـا

رب مــا آووا ولا حـامــوا ولا

 

نصـروا أهـلـي ولا أغنــوا غــنـا

بدلـوا ديـني ونـالـوا أُســرتـي

 

بـالـعظيمـات ولم يـرعــوا الــولا

لـو ولي ما قـد ولو من عتـرتـي

 

قـائـم الـشــرك لأبـقـى ورعــى

نقضـوا عهـدي وقـد ابـرمـتـه

 

وعُـرى الـديـن فمـا ابـقـوا عـرى

حـرمـي مسـتـرفـدات وبـنـو

 

بـنـتـي الادنــون ذبـح لـلـعـدى

أتـرى لسـت لـديـهـم كامـرىء

 

خـلـفـوه بـجـمـيـل اذ مــضـى

رب إنـي الـيـوم خصـم لـهـم

 

جئت مظـلـومـاً وذا يـوم الـقـضـا

 

 

هـذي المنـازل بـالـغميـم فنـادهـا

 

واسكـب سخـيّ الـعيـن بعد جمـادهـا

إن كـان ديـن لـلمعـالـم فـاقضـه

 

أو مهجـة عنـد الـطـلـول فـفـادهـا

ولقد حبست على الـديـار عصـابـة

 

مـضـمـونـة الايـدي الى أكـبـادهـا

حسرى تجـاوب بـالبكـاء عيـونهـا

 

وتعـط لـلـزفــرات فــي أبـرادهـا

وقـفـوا بهـا حتـى كـأن مطـيهـم

 

كـانـت قـوائـمـهـن مـن أوتـادهـا

ثـم انثـنـت والدمع مـاء مـزادهـا

 

ولـواعـج الأشـجــان مـن أزوادهـا

هل تطـلبـون من النـواظـر بعدكـم

 

شـيئـاً سـوى عبـراتـهـا وسهـادهـا

لـم يبـق ذخـر لـلمـدامـع عنكـم

 

كـلا ولا عـيــن جـرى لـرقـادهــا

شغـل الـدموع عن الديـار بكـاؤنـا

 

لـبـكــاء فـاطـمـة عـلـى أولادهـا

لم يخـلفـوهـا في الـشهيـد وقد رأى

 

دفـع الـفـرات تـذاد عــن ورادهــا

أتـرى درت أن الـحسيـن طـريـدة

 

لـقنـا بـنـي الـطـرداء عنـد ولادهـا

كـانـت مـآتـم بـالعـراق تعـدهـا

 

أمـويـة بــالـشـام مـن أعـيـادهـا

مـا راقبـت غضب النبـي وقد غـدا

 

زرع الـنـبـي مظـنَّـة لـحـصـادهـا

بـاعت بصـائـر دينهـا بضـلالهـا

 

وشـرت مـعاطـب غيّهـا بـرشـادهـا

جعلـت رسـول الله مـن خصمـائهـا

 

فـلبئـس مـا ذخـرت لـيـوم معـادهـا

نسـل الـنبي على صعـاب مطـيهـا

 

ودم الـنـبـي عـلـى رؤوس صعـادهـا

والـهـفـتـاه لـعصبـة عـلـويـة

 

تـبـعـت أميـة بعـد عــز قـيـادهـا

جعلـت عـران الـذل في آنـافـهـا

 

وعـلاط وسـم الـضيـم فـي أجيـادهـا

زعمت بـأن الـديـن سـوَّغ قتـلهـا

 

أوليـس هـذا الـديــن عـن أجـدادهـا

طلبـت تـرات الجـاهليـة عنـدهـا

 

وشفـت قـديـم الغِــل من أحـقـادهـا

واستـأثـرت بـالأمر عن غيَّـابهـا

 

وقضت بمـا شــاءت عـلى أشهـادهـا

الله سـابـقـكــم الـى أرواحـهـا

 

وكـسـبـتـم الآثــام فـي أجسـادهـا

إن قـوَّضت تـلك القبـاب فــانمـا

 

خـرَّت عمـاد الـدين قبــل عمـادهـا

إن الخـلافـة أصـبـحت مـزويـة

 

عـن شعبهـا بـبيـاضهــا وسـوادهـا

طمـست منـابرهـا علـوج امـيـة

 

تـنـزو ذئـابـهــم عـلـى أعـوادهـا

هي صفـوة الله الـتـي أوحى لـهـا

 

وقــضـى أوامـره الـى أمـجـادهــا

أخذت بـأطـراف الفخـار فـعـاذرٌ

 

أن يصبـح الـثـقـلان مـن حُسّـادهــا

عصب تقـمط بـالنجـاد ولـيـدهـا

 

ومهـود صبـيـتهـا ظهـور جيـادهــا

تروي منـاقـب فضلـها أعـداؤهـا

 

أبـداً وتـسـنــده الـى أضــدادهــا

يـا غيـرة الله اغـضبـي لـنبـيـه

 

وتـزحزحي بـالـبيـض عن أغمـادهـا

من عصبـة ضـاعت دمـاء محمـد

 

وبـنـيـه بيـن يـزيـدهـا وزيـادهـا

صـفـدات مـال الله مـلء أكـفهـا

 

وأكـف آل الـلّـه فـي أصـفــادهــا

ضـربـوا بسيـف محمـد أبـنـاءه

 

ضـرب الغـرائب عـدن بعـد ذيـادهـا

قف بـي ولـو لـوث الإزار فـإنـما

 

هـي مهجـة علـق الجـوى بـفـؤادهـا

بالطف حـيث غـدا مـراق دمـائـها

 

ومـنـاخ ايـنـقـهـا لـيـوم جـلادهـا

تجري لـهـا حبب الـدمـوع وإنمـا

 

حَـبّ الـقـلـوب يـكـنّ من إمـدادهـا

يا يـوم عـاشـوراء كم لك لـوعـة

 

تـتـرقـص الأحـشـاء من إيـقـادهـا

ما عـدتَ إلا عـاد قـلـبـي غـلّـةً

 

حـرَّى ولـو بـالـغـت فـي إبـرادهـا

مثـل الـسـلـيم مضـيضـة آنـاؤه

 

خـزر الـعـيـون تـعـوده بـعـدادهـا

يا جـد لا زالـت كـتـائب حـسـرة

 

تغشـى الـضميـر بكـرّهـا وطـرادهـا

أبـداً عليـك وأدمــع مسـفـوحـة

 

إن لـم يُـراوحـهـا البـكـاء يغـادهـا

أأقـول جـادكـم الـربيـع وأنـتـم

 

فـي كـل مـنـزلـة ربـيـع بـلادهـا

أم أستـزيد لـكم عـلاً بمـدائحــي

 

أيـن الجبـال مـن الـربـى ووهـادهـا

كيف الـثناء على النجـوم إذا سـمت

 

فـوق الـعـيـون الـى مـدى أبعـادهـا

أغنى طلوع الشمس عـن أوصـافهـا

 

بـجـلالـهـا وضـيـائـهـا وبعـادهـا