الرئيسية / من / طرائف الحكم / أربعون حديث عن الإمام الرضا في المهدي ١

أربعون حديث عن الإمام الرضا في المهدي ١

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله رب العالمين وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.
وبعد : فإن العلماء الأبرار وأصحاب الفكر وذوي الأبصار كلّما اتّسعت
علومهم شاعت أخبارهم وشعّت أنوارهم ، فكيف إذا كانوا أئمة الهدى و
سفن النجاة وأولياء العباد.
فعند ذلك لا يعلم مدى سعة أنوارهم وبركات آثارهم إلاّ الله تعالى.
فالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أحد هذه الأنوار المشرقة الذين
جعلهم الله مناراً للعباد وسبيلاً للرشاد.
فإنه وان ضُيّق عليه من قبل خلفاء عصره وحسّاد دهره ولكن مع ذلك
فاق نجمه على النجوم وظهر شمسه في الآفاق بحيث أخذوا يقتبسون من
بحره الزاخر.
وأمّا أنا فقد وفّقني الله منذ سنين أن أقتبس من هذه الأنوار الزاهره ، وبعد
أن شملني التوفيق وساعدني الحظ على تأليف مجموعة صغيرة عن السيرة
القرآنية لهذا الإمام العظيم شرعت بتدوين مجموعة أخرى من أحاديث الرضا
عليه السلام وسنواصل هذا الجهد عن الإمام الرضا عليه السلام في مواضيع
أخرى حسب الطاقة ان شاءالله.
أمّا هذا الكتاب فكان بحمدالله ومَنّه حصيلة هذا الجهد فجمعنا فيه أربعين
حديثاً حول المهدي عن الرضا عليه السلام من أمهات الكتب والمصادر
الحديثية كالكافي وكمال الدين والغيبة للنعماني والطوسي ، واثبات
الوصية عن جمع من أصحابه الكرام منهم أيوب بن نوح والريان بن الصلت

 – صفحة 2

وابراهيم بن أبي محمود وسليمان الجعفري والحسن بن محبوب الزراد ، و
الحسن بن علي بن فضال ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن الفضيل
والحسن بن الجهم ، ودعبل بن علي الخزاعي والحسين بن خالد وغيرهم و
قد تطرق الإمام عليه السلام في هذه الأحاديث في المواضيع المرتبطة بالمهدي
عليه السلام منها : ولادته ، وغيبته ، وضع الشيعة في عصر غيبته وابتلاء
المؤمنين بالفتن في غيبته ، وفضل الإنتظار في الغيبة والدعاء له ، والتوسل به
إلى الله ، وخروج السفياني قبل ظهوره والنداء السماوي بظهوره ، وصلاة
عيسى خلفه وهكذا الرجعة ونصرته بالملائكة والتطورات في عصره عليه
السلام.
وسمّينا هذه المجموعة الحديثية ب‍ « الأربعون حديثاً عن الرضا في الإمام
المهدي عليه السلام ».
عسى ان ينفعنا هذا القليل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب
سليم إنه سميع مجيب.
قم المقدسة
محمّد جواد المروّجي الطبسي
12 / 1 / 1389

 – صفحة 3

الحديث الأول
نسب الإمام المهدي عليه السلام
الإمام المهدي هو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى
بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام :
الخلف الصالح من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان و
هو المهدي عليه السلام. 1
الحديث الثاني
الإمام المهدي خفي الولادة
عن أيوب بن نوح قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام :
إني أرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسوقه الله إليك بغير سيف فقد
بويع لك وضربت الدراهم بإسمك.
فقال : ما منّا أحد اختلف إليه الكتب وأشير إليه بالأصابع وسئل المسائل و
حملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه حتى يبعث الله لهذا الأمر
غلاماً منّا خفي الولادة والمنشأ غير خفي في نسبه. 2

__________________
1 ـ تاريخ مواليد الأئمة ص 200 ، كشف الغمة ج 3 ص 265 ،
الفصول المهمة ص 292.

 – صفحة 4

الحديث الثالث
النهي عن تسميته عليه‌السلام
عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول :
القائم المهدي بن الحسن لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه أحد بعد غيبته
حتى يراه ويعلن باسمه ويسمعه كل الخلق.
فقلنا له يا سيدنا وإن قلنا صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي
قال : هو كلّه جايز مطلقاً ، وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه ليخفي إسمه عن
أعدائنا فلا يعرفوه. 3
وعنه أيضا قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول وسئل عن
القائم فقال : لا يرى جسمه ويسمّى اسمه. 4
أقول هذه الرواية إحدى الروايات الناهية بتصريح اسمه وقد ذكر العلامة
المجلسي ثلاثة عشر حديثاً عن تسعة من المعصومين في النهي عن تسمية
الإمام المهدي باسمه الشريف. لكن بملاحظة روايات أخرى مصرحة باسمه

__________________
2 ـ الكافي ج 1 ص 241 ، الغيبة للنعماني ص 168 ، كمال الدين ج 2 ص 370 ، أعلام الورى ص
407 ، كشف الغمة ج 2 ص 314.
3 ـ الهداية الكبرى ص 364 ، مستدرك الوسائل ج 12 ص 285.
4 ـ الكافي ج1 ص 333، كمال الدين ج 2 ص 270 ، اثبات الوصية ص 226 ، وسائل الشيعة ج 11 ص
486 ، اثبات الهداة ج 3 ص 49 ، بحار الأنوار ج 51 ، ص 33

 – صفحة 5

عليه السلام : يحتمل صدور الروايات الناهية كان لأجل الغيبة الصغرى أو
إنشاء السر بولادته.
وإلاّ لما ورد اسمه عليه السلام في حديث اللوح 5 المهداة إلى فاطمة صلوات
الله عليها من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولما صرح باسمه الإمام
الحسن العسكري عليه السلام قائلاً لجاريته : ستحملين ذكراً واسمه محمد و
هو القائم من بعدي 6.
ولما قال النبي صلى الله عليه وآله اسمه إسمي وكنيته كنيتي وكل يعلم
إن اسمه صلى الله عليه وآله محمد ».

__________________
5 ـ كمال الدين ج 1 ص 423.
6 ـ بحار الانوار ج 51 ، ص 2

 – صفحة 6

شاهد أيضاً

تهويل نتنياهو بديل عن الفشل الأمني: المسؤولية العربية أولًا

تهويل نتنياهو بديل عن الفشل الأمني: المسؤولية العربية أولًا 2025-09-16  جهاد حيدر  تشكّل محاولات الاغتيال ...