هل يرضى الإمام صاحب الزمان عليه السلام عني
– حكاية رجل من قم
القصة الأولى
في مدينة قم المقدسة، كان يعيش رجل مؤمن بسيط، قلبه ممتلئ بحب الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام وله رابطة قوية مع الإمام الحسين (عليه السلام) والإمام صاحب الزمان عليه السلام.
كان كل ما يملك يقدمه خدمةً لمجالس الامام الحسين عليه السلام، تارة مال، وتارة طعام، وتارة وقت وجهد.
لا يذكر اسمه أبداً، بل كل عطائه كان ينسبه إلى الإمام صاحب الزمان عليه السلام(وعجل الله فرجه)
“هذا من مولاي… ليس مني.”
وفي إحدى ليالي محرم، جلس الرجل في تكية صغيرة مع مجموعة من خَدَمة الامام الحسين عليه السلام.
دار الحديث عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) – هل يرضى الإمام عن خدمتنا؟
– هل عملنا مقبول عنده؟
غرق الرجل في التفكير، وانهمرت دموعه.
“يا مولاي، إذا كان عملي غير مرضي لك… ماذا أفعل حتى ترضى عني؟”
مرّت أيام… والحديث ذاته تكرر، والدموع ذاتها سالت.
حتى جاءت ليلة فارقة.
بينما هو جالس حزيناً، دخل سيد جليل معروف بصلاحه وعلمه.
نظر في وجوه الحاضرين، ثم قال:
– من هو السيد فلان (وذكر كنيته)؟
نهض الرجل الحزين، وقال: أنا هو… تفضل.
اقترب السيد بخطوات مهيبة وقال:
“يا سيد، أنا مرتين رأيت حلماً واحداً.
المرة الأولى رأيت الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) يقول لي:
اذهب إلى التكية الفلانية، فيها رجل بهذه الكنية، وقل له: عملك مقبول عندي.
لكني لم آتِ لمشاعل عندي.
وفي الليلة الثانية رأيت الإمام صاحب الزمان عليه السلام غاضباً يقول لي:
أما قلت لك أن تخبره بقبول عمله؟!
فجئت الليلة لأقول لك:ان الإمام صاحب الزمان عليه السلام راضٍ عن عطائك.”
ارتجف قلب الرجل، وانهمرت دموعه بحرارة، وعلا صوت البكاء في التكية.
كان ذلك في أيام العشرة الأولى من محرم، بحضور شهود.