الرئيسية / الاسلام والحياة / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

20) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
شرح بعض الأمثال في سورة الرعد:
11 – شرح الآية 14 من سورة الرعد:
(لَهُ دَعْوَةُ الحَقّ وَالّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بشيء إِلاّ كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَما هُوَ بِبالِغِهِ وَمَا دُعاءُ الكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ) .
قوله تعالى: (له دعوة الحقّ) فهو يستجيب لدعواتنا، وهو عالم بدعاء العباد وقادرٌ على قضاء حوائجهم، ولهذا السبب يكون دعاؤنا إيّاه وطلبنا منه حقّاً، وليس باطلا.
ولكن دعاء الأصنام باطل (والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) نعم هكذا في دعوة الباطل ليست أكثر من وهم، لأنّ ما يقولونه من علم وقدرة الأصنام ما هو إلاّ أوهام وخيال، أو ليس الحقّ هو عين الواقع وأصل الخير والبركة؟ والباطل هو الوهم وأصل الشرّ والفساد؟ ولتصوير هذا الموضوع يضرب لنا القرآن الكريم مثالا حيّاً ورائعاً يقول: (إلاّ كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه).

 

 

فهل يستطيع أحد أن يجلس على بئر ويطلب الماء بإشارة يد ليبلغ الماء فاه؟ هذا العمل لا يصدر إلاّ من إنسان مجنون!. هذا مثل ضربه الله لكل من عبد غير الله و دعاءه رجاء أن ينفعه يقول إن مثله كمثل رجل بسط كفيه إلى الماء من مكان بعيد ليتناوله و يسكن به غلته و ذلك الماء لا يبلغ فاه لبعد المسافة بينهما فكذلك ما كان يعبده المشركون من الأصنام لا يصل نفعها إليهم و لا يستجيب دعاءهم.

 
فالنتيجة أن الدعوة الحقّة التي تستعقبها الإجابة هي لله تبارك و تعالى، فهو حي لا يموت، ومريد غير مكره، قادر على كلّ شيء، غني عمّن سواه. وبذلك يعلم أنّ الدعوة على قسمين : دعوة حقّة ودعوةباطلة، فالحقّة لله ودعوة غيره دعوة باطلة. شرح بعض الأمثال في سورة ابراهيم عليه السلام:
12- شرح الآية 18 من سورة ابراهيم عليه السلام:
(مثل اللذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد) .

 
العصف : شدة الريح،في يوم عاصف أي شديد الرياح،وإنما جعل العصف صفة لليوم مع انه صفة للريح لاجل المبالغة،وكان عصف الريح صار بمنزلة جعل اليوم عاصفا كما يقال ليل غائم ويوم ماطر.
مثل الذين كفروا بربهم صفتهم التي هي مثل في الغرابة أعمالهم كرماد اشتدت به الريح حملته واسرعت على الذهاب به.في يوم عاصف،العصف هو اشتداد الريح وصف به اليوم للمبالغة كقولهم نهاره صائم،وشبّه مكارمهم من الصدقة وصلة الرحم وعتق الرقاب وإغاثة الملهوف في حبوطها وذهابها هباءا منثوراً لبنائها على غير اساس من معرفة الله.

 
واما التشبيه بالرماد(مع إمكان الاستفادة من التراب والغبار في ذلك)لأنه عبارة عن بقايا الاحتراق،والاية توضح ان اعمالهم ظاهرية فقط وليس لها اي محتوى،فيمكن ان تنمو وردة جميلة في حفنة من التراب،ولكن لا يمكن ان ينمو في الرماد حتى العلف الرديء. وبالرغم من تناثر الرماد في إشتداد الريح،الا انه يوكده في يوم عاصف،لان الرياح اذا كانت محدودة وآنية فمن الممكن ان ينتقل الرماد من مكان الى مكان ليس بالبعيد،ولكن اذا كان يوم عاصف فمن البديهي ان يتناثر الرماد بشكل اوسع وتنتشر ذراته ولا يمكن لأية قدرة جمعها .

 
أن شرط قبول الاعمال عند الله هو التوحيد الخالص بان الله هو الواحد الاحد،وبما ان هؤلاء الكفار لا يؤمنون بالله فإن كل عمل يعملونه هو للدنيا فقط.اي لا توجد مقدمة للعمل،وهي النية،فالله سبحانه وتعالى يأمرنا ان نعمل له دائما وابدال مهما تغيرت الظروف،اي لا ننطلق بأعمالنا من مصالح دنيوية وشخصية وهذا لا يمكن ان يضمنه الانسان الا بالايمان بالله بالتوحيد الخالص.

 
13 – شرح الآيتين 24-25 من سورة ابراهيم عليه السلام:
(ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طبية كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء،تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون) .

 
إنما ضرب المثل بالكلمة الطبية للدعاء اليها في كل باب يحتاج الى العمل به،وفي كل باب من ابواب العلم.ومعنى فرعها في السماء مبالغة له في الرفعة،فالأصل سافل والفرع عال،إلا أنه من الأصل يوصل الى الفرع.والاصل في باب العلم مشبه باصل الشجرة التي تؤدي الى الثمرة التي هي فرع ذلك الاصل،ويشبه بأصل الدرجة التي يُرتقى منها الى أعلى مرتبة .

 
وأما قوله ألم تر كيف الضرب الله مثلا كلمة طيبة،فهو قولا حقاً ودعاء الى صلاح كشجرة طيبة يطيب ثمرها كالنخلة.وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه واله،أن هذه الشجرة الطبية النخلة أصلها ثابت في الارض ضارب بعروقه فيها وفرعها في السماء ،تؤتي أكلها ،اي تعطي ثمرها كل حين وكل وقت وقته الله لإثمارها بإذن ربها،يعني بإرادة خالقها.واما كلمة ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون،لان في ضرب المثل تذكيراً وتصويراً للمعاني بالمحسوسات لتقريبها من الافهام .

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...