الرئيسية / القرآن الكريم / الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

الامثال في القران الكريم مصدرا للهداية الالهية

30) الأمثال العربية – محمد رضا المظفة
أن بقاء الحال من المحال،فالدنيا متقلبة بأهلها،فمن غنى الى فقر ومن فقر الى غنى ومن صحة الى مرض ومن مرض الى صحة،فإذا أصابه خير حمد الله وشكره على النعمة.وإن اصابه أذى كان كفارة لذنوبه كما قال رسول الله صلى الله عليه واله(ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه) وقد قال الامام الصادق عليه السلام (لا تزال الهموم والغموم بإبن آدم حتى لا تدع له ذنباً).
41 – عن رسول الله صلى الله عليه واله:
(مثلى ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا، فجعل الجنادب (وهى كالجراد) والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدى) .
اما قوله (مثلي ومثلكم كمثل رجل) أي صفتي وصفة ما بعثني اللّه به من إرشادكم لما ينجيكم العجيب الشأن كصفة رجل (أوقد) وفي رواية استوقد (ناراً فجعل) وفي رواية كلما أضاءت ما حولها جعل (الفراش) جمع فراشة بفتح الفاء دويبة تطير في الضوء شغفاً به وتوقع نفسها في النار (والجنادب) جمع جندب بضم الجيم وفتح الدال وضمها وحكي كسر الجيم وفتح الدال نوع على خلقة الجراد يصر في الليل صراً شديداً (يقعن فيها ويذبهن عنها) أي يدفع عن النار والوقوع فيها (وأنا آخذ) روى اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال وفعل مضارع بضم الذال بلا تنوين والأول أشهر (بحجزكم) جمع حجزة بضم الحاء وسكون الجيم معقد الإزار خصه لأن أخذ الوسط أقوى في المنع يعني أنا آخذكم حتى أبعدكم (عن النار) نار جهنم (وأنتم تفلتون) بشد اللام أي تخلصون (من يدي) وتطلبون الوقوع في النار بترك ما أمرت وفعل ما نهيت شبه تساقط الجهلة والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع فيها مع منعه لهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه وعدم درايته بحر الدنيا ولو علم لم يدخلها بل ظن أن ضوء النار يريحه من ظلام الليل فكذا العاصي يظن أن المعاصي تريحه فيتعجل لذة ساعة بذلة الأبد، وفيه فرط شفقته على أمته وحفظهم عن العذاب لأن الأمم في حجر الأنبياء كالصبيان الأغبياء في أكناف الآباء .
ان لنار الآخرة جاذبية تجذب اليها الخارجين على حدود الله تعالى بسبب حبّهم لمتاع الحياة الدنيا وجهلهم بعواقب الامور،فكما لنار الدنيا جاذبية تجذب اليها الجنادب والفراش فكذلك نار الآخرة تجذب العاصين اليها،ومما لا شك فيه هو حرص النبي محمد صلى الله عليه واله على هذا الامة من الذنوب،وفقد ورد عنه صلى الله عليه واله(إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)وقد جاء عن النبي صلى الله عليه واله ايضاً(إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم عليه السَّلام فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم عليه السَّلام فيقول:لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول:لست لها ولكن عليكم بعيسى عليه السَّلام فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى عليه السَّلام فيقول:لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فيأتوني فأقول:أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، وأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع، فأقول يا رب أمتي أمتي، فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعط واشفع تشفع، فأقول: يارب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل) .
فلا بد لنا من التمسك بسيرة النبي صلى الله عليه واله بحذافيرها وما اوصانا به من التمسك بالثقلين،كتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه واله كما جاء في حديث الثقلين.
42- عن رسول الله صلى الله عليه واله،قال :
(مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه) .في كون كل منها يكون وبالا على صاحبه يعذب عليه يوم القيامة فعلى العالم ان يفيض من علمه على مستحقه لوجه الله تعالى ولا يرى لنفسه عليهم منّة وإن لزمتهم،بل يرى الفضل لهم اذ هذبوا قلوبهم لتتقرب من الله تعالى بطلب العلم.وقد قال الطيبي: هذا على التشبيه نحو قولهم النحو في الكلام كالملح في الطعام في إصلاحه باستعماله والفساد بإهماله لا في القلة والكثرة فتشبيه المعلم بالكنز وارد في مجرد عموم النفع لا في أمر آخر، كيف لا والعلم يزيد بالإنفاق والكنز ينقص، والعلم باق والكنز فان.
فإن المال يفنى عن قريب * وإن العلم باق لا يزال .
فلابد من التعلم لله أولا ثم نشر هذا العلم بين الناس لكي يستفيدوا منه،فزكاة العلم نشره كما ورد في الحديث الشريف.ولا نتعلم العلم لأجل الأغراض الدنيوية والمصالح الشخصية فقد جاء عن النبي صلى الله عليه واله(من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله عزوجل لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة،يعني ريحها)
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:(لا تعلموا العلم لتباهوا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا تخيروا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار) وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه واله(مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا لِغَيْرِ اللَّهِ أَوْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) وعنه أيضا صلى الله عليه واله(مثل الذي يعلّم الناس الخير وينسى نفسه، مثل الفتيلة ، تضيء للناس وتحرق نفسها) .

 

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...