الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص المعصومين (عليهم السلام )

قصص المعصومين (عليهم السلام )

كـانـت فاطمة الزهراء(س ) دائما تشتغل بالعبادة وفي احدى ليالي الجمع وهي مشغولة .. كان ولدها الامـام الـحسن (ع ) يراقبها وهي في محرابها راكعة ..ساجدة .. ثم راح يتاملها وهي تدعو الى جميع النساء.. والرجال ..والاطفال من الجيران الذين يسكنون حول بيتها الشريف .. ومضت ساعات الليل شيئا فـشـيـئا.. حتى بزغ الفجر.. والامام الحسن (ع ) يتامل امه فاطمة الزهراء(س ) وكانه ينتظر منها شـيـئا.. يا ترى ماذا كان ينتظر الامام الحسن (ع ) ؟ ودعائها.. بادرهاالامام الحسن (ع ) سائلا : ـ لم لم تدع لنفسك يا اماه .. كما دعوت لغيرك ..؟ فاجابت فاطمة الزهراء(س ) ولدها قائلة : ـ يا بني .. الجار ثم الدار.
هـكـذا كانت بضعة المصطفى (س ) تهتم بامور المسلمين وتحرص على طلب الخير والسعادة لهم , ولـكـن ما ان انتقل رسول اللّه (ص ) الى الرفيق الاعلى حتى صبت عليها المصائب , وتعرضت للظلم الـفـادح والاذى الـكـبـيـر مـن لـدن السلطة الحاكمة , فعاشت الحزن واللوعة الى ان قضت نحبها صـابـرة مـظـلـومة محتسبة ولحقت بابيها رسول اللّه (ص ) وهي تشكو اليه ما لقته من ظلم وآلام , ودفنت ليلا , ولم يعرف قبرها , وتلك هي الظلامة الكبرى . لـقـد عـاشـت (س ) والـرسـول يـدعوها (ام ابيها) , وحسب الزهراء البتول من ظلمها قول رسول اللّه (ص ) فيها : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني . الامام الحسن (ع ) دعوة للجهاد لا اعـرف مـاذا اقـول لكم ؟, وبماذا اصفكم ؟ فالانسان ليس بشكله وجسده .. وانما بمضمونه الذي اراده اللّه تـعالى له , حين اعطاه ما اعطاه حتى جعله في مكانة رفيعة تليق بالاحترام والتقدير.. فهو سـيد مخلوقات اللّه في ارضه شرط ان يحسن التفكير بما منحه اللّه اياه .. وهو ذلك العقل الذي امره اللّه تعالى حين خلقه بالاقبال فاقبل .. والادبار فادبر.. انكم تعرفون جيدا ماذا قال له بعد هذا..؟ قال :
وعزتي وجلالي بك اعاقب وبك اءثيب .
فاذا كان حقا ايها الناس بهذا العقل انتم آمنتم باللّه وبرسوله وكتابه وشهدتم بذلك , فاني الان اسالكم بحق ما آمنتم به : ما معنى قوله تعالى 🙁 قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) ((7)) ؟ وما معنى قوله تعالى : ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا..) ((8)) ؟ وما معنى وصية رسول اللّه (ص ) لكم في بيعة غدير خم ..؟ الم يقل : ـ ى اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه تعالى وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا.. ه ؟ يـكـاد قلبي يتفجر بركانا من دماء ساخنة .. الم يكن الامام الحسن (ع )واحدا من اهل بيت النبوة .. ؟ ومـن بين الذين نصت عليهم آيات كتاب اللّه تعالى .. ؟ كـانـت هـذه العقول الانسانية حينما دعاكم امامكم الحسن بن علي (ع ) بعد التحركات الاموية باتجاه العراق مخاطبا اياكم : ان اللّه كتب الجهاد على خلقه .. وسمـاه كرها..ثم قال لاهل الجهاد :
(اصـبـروا ان اللّه مـع الـصابرين ) فلستم ايها الناس نائلين ما تحبون الا بالصبرعلى ما تكرهون .
فاخرجوا يرحمكم اللّه الى معسكركم بالنخيلة .. حتى ننظر وتنظروا.. ونرى وتروا.
الم تكن الامامة اصلا من اصول دينكم .. ؟ تعالى ؟ ؟ اشاعات ودعايات معاوية .. فاءصيبت بالذهول ولفها الارتباك حتى واجهتم امر امامكم الحق ببرود تام .
فـلم تحظ دعوته لكم بالتجهز للحرب .. وتحمل مسؤولية الجهاد بالقبول .. اية عقول هذه التي اذعنت للاموال الاموية بدلا من ان تهب للدفاع عن الحق .. ؟ وفي خضم تلك الاحداث لمع شعاع امل بدد خيبة الامام الحسن (ع ) بواقع الناس من حوله .. وقد تمثل هذا في عدي بن حاتم .. وقيس بن سعد..ومعقل بن قيس .. وزياد بن صعصعة التميمي .. عبر هؤلاء عن وفائهم واخلاصهم لامامهم الحسن (ع ) فشدوا على يديه .. وعاهدوه على المضي قدما في نصرة الحق ومـواجـهة الطغيان والفتنة .. فرفعوا اصواتهم امام الجموع المتخاذلة يلومونهم .. ويحرضونهم على النهوض بمسؤولياتهم الرسالية .
فـفـرح الامـام (ع ) بهؤلاء واثنى على موقفهم الصادق قائلا : صدقتم رحمكم اللّه .. مازلت اعرفكم بصدق النية .. والوفاء.. والمودة الصحيحة .. فجزاكم اللّه خيرا.
لـعل الناس عادوا الى نصرة الحق .. وقبلوا الدفاع عن الاسلام .. وقد كان هذاامل الامام الحسن (ع ) بـهـم .. فراح يرسم الخطط لقيادة الفرق العسكرية ..واختار لقيادتها ابن عمه عبيد اللّه بن العباس .
فـارسـل معه طليعة عسكرية كمقدمة للجيش مخاطبا اياه : يا ابن العم اني باعث معك اثني عشر الف رجـل فيهم فرسان العرب , وقراء المصر , الرجل منهم يزيد الكتيبة . فسر بهم ,والن لهم جانبك .
وابسط لهم وجهك .. وافرش لهم جناحك .. وادنهم من مجلسك .. فانهم بقية ثقاة امير المؤمنين (ع ) سر بـهـم على شط الفرات .. ثم امض حتى تستقبل بهم جيش معاوية .. فان لقيته فاحتسبه حتى آتيك فاني على اثرك وشيكا.. وليكن خبرك عندي كل يوم .. ولا تقاتل جيش معاوية حتى يقاتلك . فان فعل فقاتله .
واذا حدث فاءصبت .. فقيس بن سعد على الجيش ..فان اصيب هو الاخر فسعيد بن قيس يحل محله في قيادة الجيش .
حين اتخذت القطعات العسكرية مواقعها في منطقة (مسكن ) على نهرالدجيل في العراق , كان الامام الحسن (ع ) قد تحرك على راس بقية الجيش فعسكر في منطقة (مظلم ساباط) قرب المدائن .
واني لاخاطبكم الان ايها الناس .. هل هي عقولكم وضمائركم التي جعلتكم تتجمعون وتشكلون جيشا فـي مـعـسكر النخيلة ..؟ ام هي كلمات التوبيخ والملامة التي وجهها اليكم عدي بن حاتم وغيره من اهـل الـبـصائر؟ يـسـتـبد بكم الخور والتشتت .. الا تدركون وانتم على هذه الحالة انكم تعصون اللّه عز وجل بينما معاوية الملعون يعلن عصيانه للّه .. الا ان جيشه يطيعه .
ورغم كل هذا.. فقد حدث ما زاد الطين بلة .. واطفا شعاع الامل في وجه الامام الحسن (ع ) ويا لها من فـاجعة غيرت مجرى الاحداث سريعا بشكل لم يكن متوقعا.. فقائد الجيش تستهويه الاموال .. ويقف ضـعيفا امام الاغراء الذي تسلل اليه في جنح الظلام .. فيصبح جيش الامام الحسن (ع )وهم ينتظرون قائدهم ليصلي بهم صلاة الفجر.. فاذا هو بين صفوف جيش معاوية . وهـكـذا وجـد معاوية ان اقرب طريق لارغام الامام الحسن (ع ) على مبايعته .. هو اشاعة الدعايات المغرضة بين صفوف الجيش والناس ..وبذل الاموال المغرية لشراء ضمائر الناس وعقولهم .. فبعد ان اصـبـح عـبـيـداللّه بن العباس قائد جيش الامام بين صفوف جيش معاوية .. رفع منادي معاوية صوته يخاطب جيش الامام (ع ) : هذا قائدكم عندنا قدبايع .. فعلام تقتلون انفسكم .. ؟ واسـتـمـر مـعـاويـة في نشاطه المحموم .. فكتب الى بعض زعماء الكوفة يعدهم بالمال .. ويمنيهم بالولاية .. فرغب لذلك بعضهم .. وكتبوا اليه يستعجلونه ..ويحثونه على المسير نحوهم .. وضمنوا له تـسـلـيم الامام الحسن (ع ) او الفتك به .. وعلم الامام الحسن (ع ) بذلك . فصار يلبس درعه اذا اراد الصلاة .
### وبـعد كل هذه الا حداث .. كان لابد للامام (ع ) من احد خيارين .. اما ان يستميت هو واهل بيته واهل البصائر من اصحابه فيقفون بضع ساعات امام جيش معاوية .. ثم يخلو الجو بعدها لمعاوية .. او ان يبايع لـيـصون المبادى من التشويه , ويحفظ شيعته من الابادة , والاسلام من ان يمحى فتعود الجاهلية من جديد.. لذلك وجد الامام الحسن (ع ) نفسه مرغما على مصالحة معاوية .
لينصرف بعد ذلك الى تبليغ الناس .. وتعليمهم وارشادهم .. لعل عقولهم وضمائرهم تستجيب لهذا العلم والـتـفـكـر به والعمل بمضامينه .. ولكن هل سيكتفي معاوية بكرسي الحكم .. ؟ ويتوقف عن حياكة دسائسه الخبيثة ..واستغلاله لعقول الناس وضمائرهم بالاغراء..؟ حتى القضاء على الامام الحسن (ع ).. ؟ نـعم , لم يقر لمعاوية قرار حتى دس السم للامام الحسن (ع ) على يد جعدة بنت الاشعث بعد ان مناها الاماني . وهـكـذا نـقـض معاوية الصلح والعهود والمواثيق , وسقطت آخر ورقة كان يحاول التستر بها في اظهاره الاسلام . الامام الحسين (ع ) وحان الوقت تنفس الصعداء وهو يجلس على كرسي الحكم بعد موت اءبيه ثم راح يرددبفرح شديد : لقد اءصبحت حاكما.
لكن سرعان ما صرخ هاتف في راسه : لقد آن الاوان لينكشف ذلك الغطاء.
انتفض صارخا : اي غطاء.. ؟ ـ ذلـك الغطاء الذي حرص والدك على ان يبقى مسدلا على جميع تصرفاته واءفعاله .. فاستطاع بذلك اءن يـمـرر سياسته على عقول الناس .. وقد بذل قصارى جهده ليبقى الغطاء براقا , فحاول بذلك منح سلوكه الصفة الشرعية اءمام الراءي العام ..
اءخذ الخوف يتسرب الى اءعماق يزيد وهو يحاول مقاومته بتحدي ذلك الصوت الصارخ في راسه :
واءنا كذلك .. ساءواصل طريق والدي في المحافظة على ذلك الغطاء مسدلا على سياستي .
تتعالى في راءسه قهقهات ضحك .. ثم يصرخ ذلك الهاتف :
اءنـت .. ؟ وفـي اقـامـة مجالس اللهو والغناء.. اءي مجتمع اسلامي يرضى اءن يعيش عصر الجاهلية تحت راية الاسلام .. ثم ان اءباك فضح نفسه حين اءوصى بالخلافة اليك وهي بحق للامام الحسين (ع ) . وضـع يزيد راءسه بين يديه .. واستغرق في تفكير عميق .. ثم رفع راءسه مرددا: ساءكتب الى والي المدينة طالبا منه ارغام الحسين على اءخذ البيعة منه .. نعم يجب ارغام الحسين على البيعة لي .
ـ مالي والحسين بن فاطمة .. ؟ قـالها الوليد بن عتبة بغضب شديد بعد ان تسلم كتاب يزيد بن معاوية ..وفي هذه الاثناء تعالت قهقهات ضـحـك صـدرت من خبيث كان يجلس قرب الوليد في مجلسه وهو مروان بن الحكم .. فراح الوليد يحدق في وجهه قائلا : لا اءظن اءن الحسين سيوافق على بيعة يزيد . فرد عليه مروان : اءنا اءعلم اءنه لا يجيبك الى بيعة يزيد اءبدا.. ولا يرى له طاعة عليه .
صـمت مروان برهة .. ثم راح يواصل كلامه , وقد ارتسم حقده وخبثه على ملامح وجهه , لو كنت مكانك لم اءراجع الحسين بكلمة واحدة حتى اءضرب عنقه قبل اءن يعلم بموت معاوية .
عظم كلام مروان على قلب الوليد.. فاءطرق براءسه الى الارض وراح يبكي بصمت وهو يردد بحرقة واءلم : ليت الوليد لم يولد.. ولم يكن شيئامذكورا.
تاءمل مروان دموع الوليد وهو يستمع الى كلامه .. فراح يكلمه بهدوء :
ـ اءيـهـا الامير.. لا تجزع مما ذكرت لك .. ان آل علي بن اءبي طالب اءعداؤنامنذ القدم وما يزالون .
وان لم تعالج اءمر الحسين .. فسوف تسقط منزلتك من اءمير المؤمنين يزيد.
فـصـرخ الـولـيـد بوجه مروان بغضب شديد : ـ ويحك دعني من كلامك هذا..واءحسن القول في الحسين بن فاطمة .. فانه بقية ولد النبيين .
بعث الوليد بن عتبة في استدعاء الامام الحسين (ع ) وقد كان الامام يعلم الامر الذي من اءجله اءرسل الوليد في طلبه .. وهذا لا نه راءى في رؤياه كان معاوية منكوس على راسه .. والنار تشتعل في بيته .
فعلم من ذلك بهلاكه ..والوليد الان يريد اءن ياءخذ البيعة منه ليزيد.
اغـتـسـل الامام (ع ) وصلى ركعتين ثم دعا ربه بما اءحب .. واءرسل في طلب فتيانه ومواليه واءهل بـيـته .. فاءعلمهم بشاءنه قائلا : لياءخذ كل منكم سيفه مسلولا تحت ثيابه .. وكونوا بباب هذا الرجل فـانـي مـاض الـيـه ومـكـلـمه ..فان سمعتم صوتي قد علا مع القوم .. وصحت بكم يا آل الرسول .
اقتحمواالباب بغير اذن .. واشهروا السيوف ولا تعجلوا.. فان راءيتم ما تخشون ضعوا سيوفكم فيهم .
واقتلوا من اءراد قتلي .
خرج الحسين (ع ) من منزله .. ومعه ثلاثون رجلا من اءهل بيته ومواليه وشيعته .. فاءوقفهم على باب الوليد قائلا لهم : ـ اءنظروا ما اءوصيتكم به فلاتعدوه .. واءنا اءرجو اءن اءخرج اليكم سالما ان شاء اللّه .

شاهد أيضاً

اذا إيران منتصرة بالحرب الأخيرة..لماذا وافقت على ايقافها؟

حيدري نظر سؤالك ذكي ومهم، ويعكس فهمًا أعمق لديناميكيات السياسة والحرب. إذا كانت إيران تعتبر ...