الرئيسية / القرآن الكريم / بين نظرية المؤامرة وبين النبوءة القرأنية – سالم الصباغ

بين نظرية المؤامرة وبين النبوءة القرأنية – سالم الصباغ

ذكرى هدم البرجين ـ في مثل هذا اليوم في عام 2001 كنت راكباَ أتوبيس الرحلات الخاص بالعمل عائداَ من رحلة للقاهرة لزيارة المشاهد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام ، ولم تكن التليفونات المحمولة ( الجوال أو الموبايل ) قد ظهر بعد في مصر ، وفجأة صاح أحد الزملاء وكان معه راديوا صغير أن نيويورك قد تعرضت لهجوم بالطائرات تم فيه تدمير برجين كبيرين ، والقتلي بالألاف ، هكذا وصلنا الخبر المدهش ،
ظننا أن الحرب العالمية الثالثة قد إشتعلت وأن روسيا هاجمت أمريكا ، وانتظرنا نهاية العالم تفاجئنا قبل أن نصل إلى بلدتنا وأهلنا واولادنا …. ثم عرفنا فيما بعد قصة الهجوم الأرهابي واعتراف بن لادن به .
على العموم عرفت كيف يمكن أن تأتي الأحداث المصيرية ، إنها لا تأتى إلا بغتة ، ومن حيث لا يتوقع أحد ، في لحظة واحدة ينهار رمز من رموز الحضارة الأمريكية ، في نيويورك عاصمة العالم الإقتصادية ، ولكن شاءت إرادت الله أن يكون الحادث عبرة لم يعتبر ، وليس نهاية دولة الظلم .
نظرية المؤامرة
وبدأت التحليلات وأهمها نظرية المؤامرة التى تم تأليف العديد من الكتب فيها ، ولكن أي مؤامرة ؟
1 ـ هل هى مؤامرة من الإستخبارات الامريكية ، لإعلان الحرب على العالم الإسلامي تحت زعم محاربة القاعدة والأرهاب ؟ وفعلاَ فمنذ ذلك التاريخ وقد خرجت أمريكا ودمرت أفغانستان ، ثم العراق ، ثم فيما بعد سوريا ، وهاهو اليمن قد تم تدميره تماماَ ؟ ومصر ليست بعيدة عن المؤامرة وخاصة من ناحية الغرب ـ ليبيا أو من ناحية الشرق ـ سيناء ؟
2 ـ هل هى مؤامرة سعودية وخاصة أن معظم الارهابيين يحملون الجنسية السعودية ، ويكون دور السعودية هو تجهيز الأشخاص المستعدين للعملية والتمويل ، بالتعاون مع المخابرات الامريكية ، وكل شئ يمكن شراؤه بالاموال السعودية ، حتى الامم المتحدة ، وإرادات وقرارات الدول الكبرى ، والمنظمات العالمية ، هذا ما أتضح من الدور السعودى في حرب صدام علي إيران ، وحرب أمريكا علي العراق ، والحرب على سوريا ، والحرب على اليمن …!! فالعالم كله لا يجرؤ حتى علي الإدانة أو تقديم برقية عزاء في الشهداء من المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال اليمانيين ..!!
النبوءة القرأنية
بعد ذلك ظهرت تفسير يقول أن في القرأن إشارات رمزية للحدث ‘ في سورة التوبة في قوله تعالى :
( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)
على أساس أن رقم السورة في المصحف هو رقم ( 9 )
ورقم الجزء هو ( 11 )
وعدد الأدوار ( 109 ) أو ( 110 ) رقم الأيات
وكذلك عدد الكلمات من بداية السورة ( 2001 )
اسم الشارع جرف هار ـ هكذا قالوا ـ ولست متأكدا من ذلك الأسم ..
لا أعرف ما إذا كان هذا صحيحاَ ام لا ، ولكن ما يربط بين الايات والحدث هو المعنى والرمزية ، وهو أنه مهما كان حجم البناء الدينى أو المذهبى أو الحضاري من الضخامة والقوة والعظمة ، ولكنه لم يكن مبنى علي الحق ، وعلى تقوى من الله ورضوان ، حتى لو كان هذا المبنى مسجداَ فهو مسجد ضرار، وأن مصير كل هذا إلى الإنهيار في لحظة ما ، وهم يعرفون ذلك ولكن يستكبرون .
طرفة
قرأت لأحد منهم ردا يستنكر فيه ربط هذه الايات الكريمة بحادث البرجين ، حيث أن إبن كثير المفسر المشهور منذ عدة قرون لم يذكر هذا الربط وهذا التفسير في كتابه ، وذكر أنها متعلقة بالمسجد الضرار
الحكمة من الحدث :
مهما كان ليل الطواغيت طويل ، ومهما طالت دولتهم ، ومهما علا بنيانهم ، فإن إنهيار هذا البناء سوف يأتي بغتة لا محالة كما إنهار البرجين ، وسوف ينتهي هذا الليل ويبزغ فجر العدالة ليعم البشرية كلها ، ويفرح بهذا العدل ساكن الأرض وساكن السماء ، وما تستبعده اليوم سوف يكون خبراَ تتناقله وكالات الأنباء والهواتف الذكية والغبية .