الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 56 الشهيد عبد الأمير صادق حسن

56 الشهيد عبد الأمير صادق حسن

56 ـ أبوعمار الخزرجي
من مواليد مدينة العلم والجهاد — النجف الأشرف عام1952م، نشأ في أسرة علمائية ملتزمة، ومخلصة لآل البيت عليهم‌السلام فخلقت منه رجلا مجاهدا جسورا شجاعا.
عُرفت تلك الأسرة بمواقفها الجهادية ضد النظام البعثي، فقد قدمت شهيدين في سبيل دينها الحنيف هما الشهيد أبو محمد الخزرجي، والشهيد كريم عبدالأمير الخزرجي: استشهد الأول

 
في ريعان شبابه بعد أن دسَّت له سلطة البعث الجائرة السم، واستشهد الثاني في العراق بعد شهادة أبي عمار، حيث أعدمه أزلام النظام وأخذوا من أسرته قيمة الرصاص الذي اخترق صدره، وذلك كان ديدنهم في إذلال الشعب عندما حكموه بالحديد والنار، ولم يعش والدهم بعدهم أڪثر من خمسة أيام والتحق بأبنائه الشهداء مع أصحاب وأنصار أبي عبدالله الحسين عليهم‌السلام.
أڪمل دراسته الابتدائية والثانوية في النجف، ودخل معهد المعلمين ليتخرج منه معلما ومربيا وعاملا بواجبه ووظيفته الشرعية، وعُرف في كل تلك المراحل والمحطات من حياته بنشاطه وتحركه الإسلامي في الوسط الطلابي، حتى أن مدير المدرسة وما يسمى الإتحاد الوطني وجّها له عدة تحذيرات للانتماء لحزب البعث، لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا، وكانت له مشاركه فاعلة في انتفاضتي 20 صفر و17 رجب.

 
بعد استشهاد أخوه الأڪبر على أيدي أزلام النظام أصبح عُرضة لملاحقة ومراقبة السلطة، فلم يرَ بُدا من الهجرة إلى إيران فكان ذلك عبر الأردن ثم سوريا بتاريخ19/1/1982م، طاويا ذكريات الصبا متحملا ألم فراق أهله وزوجته وطفله الذي جاء إلى الدنيا قبل خروجه بساعات.

 
وفور وصوله إلى إيران التحق بقوات الشهيد الصدر وقضى معها فترة، شارك في عدة عمليات جهادية ضد قوات البغي الصدّامية، وكان نموذجا للمؤمن المجاهد والداعية العامل، أحبه الجميع وكان قدوة لتلك الثلة المؤمنة من قوات الشهيد الصدر.

 
التحق بإخوانه المجاهدين في قوات بدر ضمن الدورة الحادية عشر بتاريخ30/8/1984م، مشاركا في كل العمليات التي خاضها المجاهدون في هور الحويزة، والتي أبلوا فيها بلاء حسنا، ولاينسى المجاهدون صوته الجَهوري، الذي يصدح بمدائح أهل البيت عليهم‌السلام، ‌والذي يشد فيه عزم المجاهدين ويقوّي روحيتهم ويبعث فيهم الإصرار والثبات الحسيني.
كان حسن السيرة دمث الأخلاق بشوشا، ذاب حبا بسيده الإمام الحسين عليه‌السلام، فهو من المبدعين في انتقاء القصائد الحسينية وإلقائها.

 
كان مقداما في تقديم الخدمة للمجاهدين كذلك بلإيثار والفداء والتضحية والتفاني في سبيل الله، ففي عمليات حاج عمران قام مع الشهيد السيد أبوعماد الميالي بالصعود إلى الهدف والوصول إليه واستطاعا أسر مجموعة من أفراد العدو. عند تقدمه لتطهير بقية المواضع أصيب بشظايا رمانة يدوية سقطت بالقرب منه فاستشهدا في الحال فجر يوم26 ذي الحجة 1406ه‍.ق، لينال أمنيته التي طالما دعا الله أن يرزقه إياها، فاستجاب له ربه فأڪرمه بالشهادة ليكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

 
ومن وصيته رحمه‌الله (لقد آن الأوان لنطبّق ما كنا نردد بالأمس — ياليتنا كنا معكم — نعم إننا معكم يامولاي ياأباعبدالله، وإذا تطلب الأمر فإننا سنبذل كل شيء فيه نصرا للإسلام وردعا للكفر والطغيان. ياأباعبدالله سنكون كشبلكم علي الأڪبر حين استفسر وقال: أولسنا على الحق؟ فأجبتموه ببلى، فقال إذن لانبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا…)
سلام عليك أباعمار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...