الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / ابن تيمية في صورته الحقيقية – صائب عبد الحميد

ابن تيمية في صورته الحقيقية – صائب عبد الحميد

ب – تكذيبه بمنزلتهم العظمى :
وله في هذا الباب كلام كثير يدل على عصبية لا حد لها . .
وقد اخترنا منه هذه النماذج :
مما جاء في منزلة أهل بيت الرسل عامة وأهل بيت
نبينا ( ص ) خاصة :
قوله تعالى في أهل بيت إبراهيم ( ع ) : * ( رحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) * . ( هود : 73 )
وقوله تعالى وقد ذكر ثمانية عشر نبيا بأسمائهم ثم قال :
* ( وكلا فضلنا على العالمين . ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم
واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ) * . ( الأنعام : 86 – 87 )
وقوله تعالى : * ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل
عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض ) * . ( آل عمران : 33 –
34 )
وقوله تعالى في إبراهيم ( ع ) : * ( وجعلنا في ذريته النبوة
والكتاب ) * . ( العنكبوت : 27 )
وقوله تعالى : * ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا
صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) * . ( الأنبياء : 72 – 73 )
وقوله تعالى في أهل بيت نبيا ( ص ) : * ( إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * . ( الأحزاب : 33 )
وقوله تعالى : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى ) * . ( الشورى : 23 )
وقول رسول الله ( ص ) في علي وفاطمة والحسن
والحسين ( ص ) : ” اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا ” . ( صحيح مسلم ح / 2424 ، سنن الترمذي
ح / 3205 ، 3787 ، 3871 وغيرهما )
وقوله ( ص ) وقد سأله الصحابة ( رض ) عند نزول قوله
تعالى : * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما ) * . ( الأحزاب : 56 ) فقالوا : كيف
نصلي عليك يا رسول الله ؟
فقال : ” قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما
صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
إنك حميد مجيد ” . متفق عليه .
وقوله ( ص ) : ” إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله
وعترتي ” . ( صحيح مسلم ح / 2408 ، سنن الترمذي ح / 3788 ، مسند
أحمد 3 : 17 )
والمطلوب هنا :
ما هو موقف ابن تيمية من هذه العقيدة المسطورة في
الكتاب والسنة ؟
إن ابن تيمية يقول بالحرف الواحد : إن فكرة تقديم آل
الرسول هي من أثر الجاهلية في تقديم أهل بيت الرؤساء ! !
( منهاج السنة 3 : 269 )
إذن فاصطفاء الله تعالى لأهل بيت الأنبياء والرسل
وجعلهم الأئمة والقادة والأوصياء من بعدهم وإنزاله إياهم
تلك المنازل الرفيعة ، وكل ما جاء بحقهم في السنة المطهرة
هو من أثر الجاهلية في تقديم أهل البيت الرسول ! !
إن لم يكن هذا هو التكذيب بالدين والسخرية بكتاب الله
وسنة رسوله ، فكيف سيكون التكذيب والسخرية ؟ !
لما قال تعالى : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا ) * ودعا الرسول ( ص ) عليا وفاطمة
والحسن والحسين فجلل عليهم كساء وقال : ” اللهم هؤلاء
أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ” وافق ابن
تيمية على صحة ذلك ، لكن ماذا رأى فيه ؟
إنه لم ير فيه لأهل البيت أية مزية ! فقال : إن هذا مجرد
إرادة من الله لهم بالتطهير ، ودعاء من النبي لهم بذلك ، ولا
يعني هذا أن الله قد طهرهم حقا ! ! ( منهاج السنة 2 : 117 )
إن ابن تيمية لم يرد ما أراده الله ورسوله ، ولهذا فقط لم
يؤمن به ! !
وكذب بكل ما ورد بحقهم في القرآن الكريم . . كآيات
سورة الدهر : * ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا ) * التي أجمع أصحاب التفسير على أنها نزلت
فيهم . . وكقوله تعالى : ” إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * التي أجمع
أصحاب التفسير على نزولها في علي حين تصدق بخاتمه
وهو راكع .
وكذب بما جاء في علي خاصة في السنة الصحيحة رغم
ثبوتها بالأسانيد الصحيحة والطرق المتعددة .
فكذب بحديث المؤاخاة وأن النبي ( ص ) آخى عليا ( ع ) ،
رغم أن هذا قد تواتر نقله وأجمع عليه أصحاب السير
قاطبة . ( الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 22 ، سيرة ابن هشام 2 : 109 ،
السيرة النبوية لابن حيان : 149 ، الإستيعاب 3 : 35 ، أسد الغابة 2 : 221
و 4 : 16 ، 29 ، عيون الأثر 6 : 167 ، البداية والنهاية 7 : 348 ، شرح نهج
البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 167 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 135 ، وأخرجه
أيضا : الترمذي في السنن ح / 3720 ، والبغوي في مصابيح السنة ح / 4769 ،
والحاكم في المستدرك 3 : 14 )
أما ابن تيمية فيكذب بذلك كله ويقول : أما حديث
المؤاخاة فالباطل . ( منهاج السنة 2 : 119 )
ويقول : والنبي لم يؤاخ عليا . ( منهاج السنة 4 : 75 ، 96 )
وعلى هذا النحو سار مع عامة فضائل علي ( ع ) ولكن
من دون أن يحمل معه أي دليل ومن دون أن يعتمد على
نقل صحيح عن أئمة السلف ، وإنما هو الهوى والعصبية . .
ج‍ – التنقص منهم وتجريحهم :
لم يقف ابن تيمية عند الدفاع عن خصوم أهل البيت ، ثم
التكذيب بمنزلتهم ومناقبهم ، بل تعدى وراء ذلك فأطلق
عليهم لسانا لم تعرفه هذه الأمة إلا عند النواصب الذين
امتلأت قلوبهم غيضا وحقدا على آل الرسول . . وهذه نبذ
من كلامه فيهم :
إنه ينفي أن تكون هناك مصلحة من وجود أهل البيت ،
ويقول : ” لم يحصل بهم شئ من المصلحة واللطف ” .
( منهاج السنة 2 : 84 )
هذا والنبي ( ص ) يقول : ” إني تارك فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا بعدي : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ولن
يفترقا حتى يردا علي الحوض ” . ( سنن الترمذي : ح / 3788 ،
مسند أحمد 3 : 17 ، المستدرك 3 * 148 وغيرها )
وفي حديث آخر : ” إني تارك فيكم الثقلين : أولهما
كتاب الله فيه الهدى والنور . . . وأهل بيتي ، أذكركم الله في
أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل
بيتي ” . ( صحيح مسلم ح / 2408 أخرجه بعدة طرق )
لكن ابن تيمية أتى على هذه الأحاديث فأولها تأويلا
يضحك منه حتى البسطاء . . فقال : ” الحديث الذي في
مسلم إذا كان النبي قد قاله فليس فيه إلا الوصية باتباع
الكتاب ، وهو لم يأمر باتباع العترة ولكن قال : أذكركم الله في
أهل بيتي ” ! ! ( منهاج السنة 4 : 85 )
ترى ألم يقل ( ص ) : ” إني تارك فيكم الثقلين : أولهما
كتاب الله ” ، ثم واصل الحديث حتى ذكر أهل البيت ، فإن
كان الأمر باتباع الكتاب وحدة فأين هو الثقل الثاني إذن ؟ ؟
حقا إن الهوى يعمي ويصم ! !
استغراقه في الطعن على علي ( ع ) والنيل منه ،
متمسكا بالقصة الموضوعة في خطبته ابنة أبي جهل ،
والفاطمة الزهراء عنده ، وكرر الكلام فيها في أكثر من موضع
من كتابه منهاج السنة ! هذه القصة التي نسجها المسور بن
مخرمة ، أو كذبها عليه الكرابيسي .
وكان الرجلان معا ناصبيين مشهورين ببعض علي
والانحراف عنه وبتعظيم أعدائه وموالاتهم . . وهذا معلوم
جدا من حال الكرابيسي . ( شرح نهج البلاغة 4 : 64 )
أما المسور بن مخرمة ، فكان لا يذكر معاوية إلا صلى
عليه ! ! ومع ذلك فقد كان حليفا للخوارج ، يجتمعون عنده
ويستمعون حديثه ، بل كانوا ينسبون إليه فيعدونه قدوة
لهم ! ! ( أنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 3 : 390 – 393 )
أليس من دواعي الشك والاستغراب أن تقبل رواية
هؤلاء في النيل من علي بن أبي طالب ؟ !
أما ابن تيمية فتنبسط أساريره لهذه القصة المختلقة ظنا
منه أنه سينال حقا من منزلة علي . . أو على الأقل يشفي
بعض ما في صدره ! !

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...