الرئيسية / من / طرائف الحكم / المرأة علم وعمل وجهاد

المرأة علم وعمل وجهاد

3- العمل الاداري والاجتماعي والبناء:

“إني أرى أن أهمية هذا العمل الذي تقوم به السيدات اليوم لا يقلّ أهميّة عن المشاغل الأخرى التي يقمن بها في البلاد، بل إن أهميته أكبر من معظم تلك المشاغل. نعم إطرحن هذا السؤال وهو: لماذا لا تتولى النساء مسؤوليات ومديريات أساسية؟ فهو سؤال مقبول”.

“وإذا كانت المرأة تمتلك طاقات علمية مثلاً، أو قدرة على الاختراعات والاكتشافات، أو كانت مؤهلة لأداء نشاط سياسي أو عمل اجتماعي، ولم يسمح لها أن تستغلّ طاقتها تلك، وأن تنمّي قدراتها تلك؛ فذلك ظلم”.

“واليوم أيضاً إذا لم تمارس المرأة المسلمة حضورها في الساحة، فستبقى ساحة البناء ناقصة وستتعطل مسيرة البناء”.

 

ما هو العمل الأنسب للمرأة؟

 

من الأفضل للمرأة إذا أرادت أن تعمل أن تنتخب العمل الذي يتلاءم مع خصوصياتها البدنية والمعنوية فلا تختار الأعمال التي تتلاءم مع قسوة القلب وقد خلقها الله بعواطف جياشة، كذلك لا تنتخب الأعمال التي تحتاج إلى قوة وعضلات.

 

من هنا يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“إن أهم عمل تقوم به المرأة هو ذلك العمل الذي ينسجم ويتناسب مع خلقتها النسوية، ويتلاءم مع أحاسيسها

 


 

وعواطفها التي أودعها الله في وجودها. إن من المهم محاكاة العواطف الجيّاشة والتفاعل مع المحبّة التي أودعها الله تعالى في وجود المرأة كله”.

 

ويعطي سماحته دام ظله بعض النماذج والأمثلة العملية على ذلك قائلاً:

“لنفترض أن بعض النساء قد يشكين من عدم تولي المرأة من قيادة الشاحنات مثلاً، ومن أمثال ذلك، تلك الأمور ليست هامة، وليس لها القيمة التي تجعل الإنسان يكافح لتحقيقها.

أذكر أني حللت ضيفاً على أحد الطلاب الجامعيين في الهند، أردنا أن نستريح بعد الظهر، فسمعنا صوتاً يأتي من الشباك لاصطدام شي‏ء، نظرت من الشباك فرأيت داخل ساحة من خمسماية متر تقريباً سيدة في العقد الخامس من عمرها، تحمل مطرقة في يدها، وتحطّم الأحجار التي تملأ الساحة تلك، كانت امرأة بدينة سوداء، وترتدي الملابس التقليدية، حيث يدعن عادة جزءاً من بدنهن ظاهراً، وجدتها رغم تعاستها تلك لم تنس أن تدعَ ذلك القسم من جسدها مكشوفاً، محافظة بذلك على زينتها تلك.

فسألته: لماذا تتولّى تلك المرأة هذا العمل؟

قال: إنها عاملة.

سألته: كم تتقاضى من الأجر يومياً؟

قال: 4 أو 5 روبيات يومياً.

 


أي ما يعادل 10 تومان يوميً بدل 12/14 ساعة عمل تحطيم أحجار، وكان ذلك عام 1980م بعد انتصار الثورة.

اعتقد إنه لمن بواعث الفخر أننا لا نجد في الأجواء الإسلامية من يكلّف المرأة بمثل تلك الأعمال الشاقة. نعم لدينا نساء يعملن في مزارعهنّ، إنهنّ‏ِ يعملن في الشمال لحسابهنّ، لكنهنّ‏ِ لا يعلمن كأجيرات للاخرين! فهل من المعقول أن يخوض الإنسان نضالاً مريراً من أجل أن تصل المرأة إلى القيام بمثل تلك المهام الشاقة؟! ليست تلك الأمور بذات بال”.

 

وعلى النساء أن لا يتصورن أن تصنيف الأعمال إلى ما يناسب و ما لا يناسب خصوصياتهن هو انتقاص بهن، فكما أن للمرأة خصوصيات كذلك للرجل، وكما أن على المرأة أن تنتخب العمل الأسلم والأنسب لخصوصياتهن فكذلك على الرجل أن ينتخب ما يتناسب مع خصوصياته.

 

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:

“هناك بعض الأعمال التي لا تناسب المرأة، ولا تتلاءم مع تركيبها الجسدي. كما أن هناك بعض الأعمال التي لا تناسب الرجل، ولا تتلاءم مع وضعه الأخلاقي والجسدي. لكن لا علاقة لذلك بقدرة المرأة على التواجد في ساحة النشاطات الاجتماعية أو عدم قدرتها. فإن تقسيم الأعمال يتم حسب الإمكانات والرغبة واقتضاء كل عمل”.

IMG-20181123-WA0020

شاهد أيضاً

في رحاب الولي الخامنئي – الإمام علي عليه السلام 04 \ 17

الفصل الرابع:   الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام مزايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ...