الرئيسية / تقاريـــر / لبنان – العراق: أزمة نظام وانتفاء وظائف كيان…

لبنان – العراق: أزمة نظام وانتفاء وظائف كيان…

أبداً ليست مصادفةً أن تتقاطع الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتتفق في الكثير من العناصر والمظاهر والأدوات وفي الأسباب والاحتمالات… الأزمات المتفجرة في لبنان وفي العراق وأن تقع في مرحلةٍ زمنيةٍ واحدةٍ وتأخذ إلى حدٍّ كبيرٍ ذات السمات والصفات…

في لبنان، انتخاباتٌ أنتجت تجديداً للطبقة السياسية وتوازناتها مع تعزيز النخب الطائفية الحامية للنهب والفساد والافساد والتعطيل، وكذلك في العراق وكأن اللاعبين هم انفسهم والسيناريوهات قد أُعدّت على ذات الايدي والعقول وماكينات تصميم الخرائط…

وعلى نفس السياق تبدو أزمات تشكيلات الحكومات، فهنا في بيروت اختلافٌ على الحصص، وعدد الوزراء وآليات وقواعد التوازنات ونسب التمثيل، وفي بغداد كذلك بازار بيع وشراء للوزارات والادارات…

هنا أزمة اقتصادية بنيوية ترهب كل من يعرف أرقامها الحقيقية وتنذر بأنّ الانفجار العاتي آتٍ آتٍ آت… وليس من بدٍّ منه ولا في يد الحكومات والمؤسسات الدستورية فرصٌ للحل وايجاد مخارج لأسباب في التركيبة السياسية والدستورية، وما أنتجته الانتخابات من توازنات عقيمة…

وهناك في بغداد أزمة وفساد وعجز وانهيارات اقتصادية واجتماعية وحراك ما زال ينتشي منذ سنوات برغم القمع والقتل والتآمر..

وفي العاصمتين غرق وتسمم وقتل بالتلوث، وما أن أمطرت السماء حتى طافت مجارير الطوائف وتبين عقمها وكارثية اعتماد نظامها ومحاصصاتها.

وكما في بغداد كذلك في بيروت ذات العناصر المؤسّسة للازمات، نظام محاصصة طائفية ودستور لا يُحترم، وخلافات على كل شيء، وفساد يغرق الجميع واحتماء للفاسدين بالطوائف وبالقوى الاقليمية والدولية المساندة..

وهنا وهناك توزانات إقليمية وولاءات وتبعية وانتظار لتوافقات القوى الخارجية، والقوى المعنية ليست على خط توافق أو تواصل بقدر ما هي على صراع قاتل، ولا من يدرك حقيقة الجاري لينهض بوطنه وينجز ما يستطيع لحمايته وتأمين ناسه…

هنا “اسرائيل” في الجنوب، وهناك أمريكا في الشمال والغرب وفي القلب من اللعبة السياسية، وتوازناتها، وكما سفارتها وحلفها من دول مشيخات النفط كذلك في بغداد والحبل على الجرار…

الخلاصة:

هناك أزمة نظام ودستور وفساد وديون واحتكار الطوائف ولعبة توازنات اقليمية ودولية لا تعير مصالح العراق وشعبه وحقوقه أيّ اهتمام بقدر ما تستخدم العراق مسرحاً وساحةً وأرقاماً لمحاولة تحقيق مكاسب وهنا ايضا في بيروت…

هنا افتقد الكيان كل وظائفه، وسقط منذ عقود في حالة الغيبوبة والتعفن وينتظر من يدفنه رأفةً به وبالناس وبمستقبل الاجيال، وهناك في العراق أيضا والحالة ذاتها في كل نظم سايكس بيكو المقبور، والذي أسقطه أصحابه أولاً وأكمل الإجهاز على بنائه وأسسه وعناصر قوته المستنفذة حلف المقاومة، والشاهد المؤسس لعربٍ ولإقليمٍ جديدٍ الجاري في سورية ونتائج النصر الاستثنائي في الحرب العالمية العظمى التي بدأت ترخي نتائجها بتأزيم كل من تدخل فيها وتآمر…

وكما هو في لبنان، مطلوب مشروع وكتلة وطنية اجتماعية حاملة وساعية للمستقبل الجديد، كذلك في العراق، وغدا في كل عواصم الدول القاصرة والوظيفية..

إنّه زمن المقاومة وبلوغها حقبة القيام والنهوض لدفن الماضي…

شاهد أيضاً

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ *  *  * ٢٢١ الأسئلة ...