Home / *مقالات متنوعة / ملاحظات واشارات عن المشهد السياسي

ملاحظات واشارات عن المشهد السياسي

اولا : المشهد الاول : اعلانم السيد الصدر عن انسحابه من العملية السياسية
السيد مقتدى الصدرحينما يعلن انسحابه من العملية السياسية ومن الانتخابات وربما فتح المجال بنوع من العناية في الكلام للاشتراك الا ان الاتجاه العام هو الانسحاب , وهنا عدد من الملاحظات :

1- ان السيد قد لاينسحب ويحصل تدخل ووساطة لارجاعه عن قراره وكل الامور متوقفة على المستقبل حتى تتضح صورة المشهد وان كان السيد ماضيافي قراره فان العملية السياسية برمتها ستعاني من الاهتزارات الكبيرة فلاشي يمكن ان يكون بدون ثمن .
2- الجبهة السياسية التي تحركت لثني السيد عن قراره هم المحور الذي توحد نتيجة احداث تشرين والذين كانوا ينسقون دورهم وراء الكواليس الا ان الاحداث ابرزت ترابطهم الوثيق خصوصا في هذه المرحلة , وهم الكاظمي الحلبوسي وبرهم بينما باقي القوى السنية والكردية والشيعية لم تصرح بشي.

3- انسحاب السيد مقتدى يقال عنه ان كان الامريتخذ طابع الجدية فانه يغير المعادلات السياسية فان منافسه الاكبر وهم الفتح سوف يكتسحون الساحة الانتخابية وهذا الامر بدوره لايمكن قبوله من اطراف منافسه واخرى معادية داخليا وخارجيا وسوف يكون التدخل الخارجي والذهاب الى تاجيل الانتخابات كحد ادنى من الاحتمالات السيئة وبالتالي يكون العراق امام احتمالات عديدة .

4- وضع السيد مقتدى الصدر الاعلام الثلاث ( جيش المهدي واليوم الموعود وسريا السلام ) خلفه عند القاء البيان فيه اشارات الى مرحلة امنية عسيرة مقبل عليها التيار او العراق بتصور السيد مقتدى وهو مستعد لها بالويته. المهم ان السيد يفهم ان العراق مقبل على مرحلة عسكرية اكثر منها مرحلة سياسية .

5- مهما قيل عن الاسباب التي دعت السيد الى الاعلان عن الاستقالة او التجميد فان اصل اعلان السيد بالاستقالى او التجميد سواء تراجع عنه او مضى فيه فان العراق على بوابة عالم اخر وان عمر العملية السياسية سيدخل في وضع جديد اشد سخونة وخشونة ………….يتبع
ثانيا : المشهد العراقي والتحرك الدولي

1- ماكيغورك الان يقوم بزيارة العراق ويصرح بعد ان التقي اغلب الرئاسات (( بانه لا انسحاب لقواته من العراق وفق الجهات التي تريد ارغام امريكا على العراق بالقوة )).
ماكيغورك منسق الامن القومي لشوون الشرق الاوسط وشمال افريقيا التقي اغلب الرئاسات ولم تصدر عنه اي اشارة بالانسحاب بل على العكس وهنا لابد ان نتامل كثيرا في ما يقوله هذا الوفد الذي يدرس الامن ومستقبل بقاء القواعد الامريكية في العراق وفي ظل المتغيرات الدولية والاقليمية وان لانذهب بالحماس كثيرا فقد يكون هناك انسحاب امريكي اسواء من البقاء .
2- وعلى فرض ان امريكا تريد الانسحاب او تفكر به فان اغلب المحللين يتجهون الى حقيقة ان انسحاب امريكا من العراق في ظل مصالحها ابعد من المشرقين ولكن يمكن ان يكون تكتيك وكله يمكن التعامل معه الا ان امريكا دوما حينما تضطر الى الانسحاب من اي دولة تحدث خرقا امنيا معقدا فانها انسحبت من العراق وفق اتفاقية صوفا ولكنها عادت الى العراق تحت مظلة داعش. كيف وهي تعد العدة لاعادة داعش ونسف العملية السياسية وارباك الشارع العراقي بالفوضي واخلال الامن وتازيم الاقتصاد وخلق تصدعات في الموقف الشيعي المتصدع اصلا.
3- الكاظمي قريبا يزور واشنطن وهناك يتقرر مصير الجانب السيادي والسياسي للعراق وهناك يتقرر مصير الانتخابات والامن وتتضح الصورة ويقترب فهم المشهد- من وجهة نظر امريكا – حينما نعلم ان فرقة امريكية مهمتها الانقلابات وهي التي تقوم بمهمات خاصة ومنها القاء القبض على صدام حسين وتصفية بن لادن وغيرها تستقر الان في بغداد وليس في القواعد الامريكية , وهنا يتبادر الى الذهن هل ماصرح به السفير البريطاني من ان العراق مقبل على حرائق سياسية وامنية مجرد تحليل او انه يريد ابلاغنا واخبارنا في الواقع هل انه في مقام الاخبار ام الانشاء ؟
ثالثا : الخلاصات
1- المشهد القادم معقد لاسباب عديدة منها الديون والاقتصاد والتمزق في الصف الشيعي وعدم اقبال الجمهور الشيعي على الانتخابات وتصاعد وتيرة التواجد الداعشي وتقاطع المواقف الشيعية كل هذه الثغرات تفتح الابواب الى المشروع الامريكي بان يكون راسخا اكثر وان ينقل احتلاله العسكري حال تم الانسحاب الصوري الى احتلال سياسي عميق وهو ما يعمل عليه الان مع اغراق العراق بمشكلات دولية عميقة منها الاموال والقروض واشراف البنك الدولي ومنها سيناريو ( يوغسلافيا ) .

2- الاحزاب الشيعية غير مستعدة وغير متفقةعلى المرحلة القادمة مع انها مرحلة وجودية معقدة فيها يكون اولايكون للشيعة مستقبل مستقر وهم في سكرة السلطة وتراجع المواقف وتذبذب وضعف ولم يحققوا شيئا يمكن ان يكون منجز الا منجز المصالح الحزبية والاسروية.

3- الجمهور الشيعي تغيرات قناعاته وايديولوجيته بدرجات كبيرة
4- الموثرات السياسية والدعايات الانتخابية والبرامج المشجعة لم يعد منها شيئا ملموسا فان مرحلة تصفير الخطاب هي الحاكمة والبون يتسع .
5- كل الاحزاب الشيعية تعاني الضعف وسوف ترون ونرى الحجوم التي تسفر عنها نتائج الانتخابات – حال تم اجرائها وهو مجرد احتمال وحال اشتركت الجماهير وهو ايضا لايخلو من ضعف فالحكمة اضعف مما كانت عليه وهكذا سائرون والقانون وغيرهم الا الفتح فهي قوية في الانتخابات لكنها ضعيفة فيما بعدها .
6- من البعيد ان تتورط امريكا باي انقلاب عسكري او اي عملية تخلق ردة فعل وصدام يوحد الشيعة ويدفع بالمقاومة والحشد الى الصف الاول من الاحداث وتخسر موقف المرجعية بل ستعمل على خلق التاكل من الداخل وهو المشروع الذي يعمل عليه السيد الكاظمي ومعه اخرون بنحو تدريجي حتى تسفر الاحداث لاحقا وفي تدرج وبنحو بطي عن واقع اخر .

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...