وابنه محمد الجواد من سادة قومه.
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف، جليل.
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى (1).
فلو لزم اتباع أحد لكانوا هم الأولون، ولو استحق غيرهم شيئا فهم الأحرون.
فبهم يحصل الحق اليقين، وبدونهم يشك في تحقق المراد من حديث الثقلين، وبالالتزام بهم يتم الاحتياط، وبالإعراض عنهم يخشى التفريط والإفراط.
ولو أعرضنا عن هذه الأدلة القاطعة، وقلنا بأن أهل البيت في حديث الثقلين لا يختص بالأئمة الاثني عشر، ولا بالعترة، فلا ريب في أن العترة هم ضمن المقصودين، كما لا ريب في أن إجماعهم على شئ يقدم على إجماع غيرهم على خلافه، ومخالفتهم لغيرهم تزعزع كيان مخالفهم.
وتدوين الحديث مما قد اتفق جميع أهل البيت على إباحته وجوازه، وعدم منعه، ولم أعرف في ذلك منهم مخالفا، فهم في جواز التدوين على منهاج واحد.
وقد عقدنا هذا الفصل لإثبات التزامهم بالتدوين عملا وقولا، بل رأيهم في التدوين أدل دليل على استحقاقهم لما قلنا فيهم، من أن
(١٣٢)
مفاتيح البحث: حديث الثقلين (2)، كتاب حق اليقين للسيد الشبر (1)، الحسن بن علي (1)، الجود (1)، الجواز (1)
أحكامهم موافقة لنصوص القرآن الكريم، وآراؤهم أوفق بمسلمات الأذواق السليمة، ومقبولات العقل والأعراف الحكيمة.
فقد أباحوه حيث منعه المانعون، وحثوا عليه الأمة تلف الأساليب والوسائل فنشروه عندما منعه غيرهم، ولم يترددوا في ذلك طرفة عين، ودأبوا على أدائه وتبليغه، منذ عهد الرسالة المبكر، فضبطوه في مؤلفاتهم، وسعوا في حفظه وأودعوه كل ثقة أمين، ولذلك حفظ الحديث الشريف عندهم – وعند أصحابهم وأتباعهم – مسجلا، مكتوبا، محفوظا من الدس والتزوير والتحريف والتصحيف (1).
في الوقت الذي كان الحديث الشريف معرضا لمنع المانعين كما سنذكره في القسم الثاني من هذه الدراسة (2).
وكذلك قاوموا عملية منع التدوين، فأبطلوا حجج المانعين ودفعوها، وألفوا كل ما في وسعهم من الحديث الشريف في الكتب الجامعة، والصحف الواسعة، فتداولوها، وتناقلوها.
وبذلك ظهر الحق الذي أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين.
وقد ذكر العلامة الطهراني – في تعليق له على الحديث المسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، المرفوع بطريق الصادق عن آبائه: عليهم السلام
فقد أباحوه حيث منعه المانعون، وحثوا عليه الأمة تلف الأساليب والوسائل فنشروه عندما منعه غيرهم، ولم يترددوا في ذلك طرفة عين، ودأبوا على أدائه وتبليغه، منذ عهد الرسالة المبكر، فضبطوه في مؤلفاتهم، وسعوا في حفظه وأودعوه كل ثقة أمين، ولذلك حفظ الحديث الشريف عندهم – وعند أصحابهم وأتباعهم – مسجلا، مكتوبا، محفوظا من الدس والتزوير والتحريف والتصحيف (1).
في الوقت الذي كان الحديث الشريف معرضا لمنع المانعين كما سنذكره في القسم الثاني من هذه الدراسة (2).
وكذلك قاوموا عملية منع التدوين، فأبطلوا حجج المانعين ودفعوها، وألفوا كل ما في وسعهم من الحديث الشريف في الكتب الجامعة، والصحف الواسعة، فتداولوها، وتناقلوها.
وبذلك ظهر الحق الذي أنبأ عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين.
وقد ذكر العلامة الطهراني – في تعليق له على الحديث المسند إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، المرفوع بطريق الصادق عن آبائه: عليهم السلام
(1) لقد عزمت على جمع ما أثر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في التأكيد على جمع الحديث والمحافظة عليه، والخطوط التي رسموها لذلك مما يعتبر أساسا لعلوم الدراية والرواية والرجال، في كتاب مستقل، أعاننا الله على إتمامه.
(١٣٣)
مفاتيح البحث: الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (2)، حديث الثقلين (1)، القرآن الكريم (1)، الصدق (1)، المنع (1)، الوسعة (1)، أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله (1)
والذي أوردناه في الفصل الثاني من هذا القسم برقم (34) الدال على الإيمان بسواد على بياض، ما نصه: حيث أن الرواية هي عن الصادق عن آبائه عليهم السلام فمضمونها – في الحقيقة – صادر عنهم جميعهم، فإنهم رووها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مقام إثبات مضمونها.
وقال: أما حث الأئمة عليهم السلام على الكتابة، لئلا يضيع من أصلاب الرجال، لأنه يجئ على الناس زمان هرج لا ملجأ للناس إلا كتبهم، مما لا يخفى على من له أدنى خبرة.
وقال – أيضا – وكذا اهتمام أصحاب الأئمة عليهم السلام في الضبط والتدوين، وأنهم كانوا يكتبونها في مجالس الأئمة بأمرهم، وربما كتبها لهم الأئمة عليهم السلام بخطوطهم الشريفة (1).
ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (الشهيد عام 40 ه) كان الإمام عليه السلام في طليعة المبيحين للتدوين (2).
وقد علمنا أنه كتب بخطه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابه الكبير، الذي تحدثنا عنه بتفصيل في الفصل الثاني من هذا القسم (3).
وقال: أما حث الأئمة عليهم السلام على الكتابة، لئلا يضيع من أصلاب الرجال، لأنه يجئ على الناس زمان هرج لا ملجأ للناس إلا كتبهم، مما لا يخفى على من له أدنى خبرة.
وقال – أيضا – وكذا اهتمام أصحاب الأئمة عليهم السلام في الضبط والتدوين، وأنهم كانوا يكتبونها في مجالس الأئمة بأمرهم، وربما كتبها لهم الأئمة عليهم السلام بخطوطهم الشريفة (1).
ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (الشهيد عام 40 ه) كان الإمام عليه السلام في طليعة المبيحين للتدوين (2).
وقد علمنا أنه كتب بخطه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابه الكبير، الذي تحدثنا عنه بتفصيل في الفصل الثاني من هذا القسم (3).
(١) محجة العلماء، للطهراني (ص ٢ – ٢٥٣).
(٢) الإلماع (ص ١٤٧) وعلوم الحديث لابن الصلاح (ص ١٨١) وتدريب الراوي (ص ٢٨٥) وانظر:معالم العلماء، لابن شهرآشوب (ص 2) ومؤلفو الشيعة في صدر الإسلام لشرف الدين (ص 13).
(3) لاحظ (ص 62) رقم 2 كتاب علي عليه السلام.
(٢) الإلماع (ص ١٤٧) وعلوم الحديث لابن الصلاح (ص ١٨١) وتدريب الراوي (ص ٢٨٥) وانظر:معالم العلماء، لابن شهرآشوب (ص 2) ومؤلفو الشيعة في صدر الإسلام لشرف الدين (ص 13).
(3) لاحظ (ص 62) رقم 2 كتاب علي عليه السلام.
(١٣٤)
مفاتيح البحث: الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (2)، الشهادة (1)، كتاب معالم العلماء (1)، ابن شهرآشوب (1)
وقد قيل في ذلك الكتاب إنه أول كتاب في الإسلام (1).
كما روى الإمام عليه السلام كثيرا من النصوص المرفوعة، الدالة على إباحة التدوين، وقد سبقت كذلك.
لكن الإمام عليه السلام قد أظهر التزامه بإباحة التدوين، بالقول والفعل، وتضافرت النصوص الموقوفة عليه في ذلك، وسنذكرها في مجموعتين:
1 – في مجال التصنيف والتأليف.
2 – في مجال الروايات الموقوفة عليه.
أولا: في مجال التصنيف:
قد مر في الفصل الثاني ذكر كتاب علي عليه السلام الذي كتبه الإمام عليه السلام بخطه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإنما لم نعده مؤلفا للإمام، لأنه كما تدل عليه نصوصه ورواياته، قد كتب بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبإرادته وبإشراف تام منه عليه، ومثل هذا إنما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لا يقوم فيه إلا بدور الكاتب الذي يملى عليه فيكتب.
وتدل النصوص على أن الإمام عليه السلام قد ألف كتبا كثيرة:
روى البحراني بسنده عن عبد الملك بم أعين، قال: أراني
كما روى الإمام عليه السلام كثيرا من النصوص المرفوعة، الدالة على إباحة التدوين، وقد سبقت كذلك.
لكن الإمام عليه السلام قد أظهر التزامه بإباحة التدوين، بالقول والفعل، وتضافرت النصوص الموقوفة عليه في ذلك، وسنذكرها في مجموعتين:
1 – في مجال التصنيف والتأليف.
2 – في مجال الروايات الموقوفة عليه.
أولا: في مجال التصنيف:
قد مر في الفصل الثاني ذكر كتاب علي عليه السلام الذي كتبه الإمام عليه السلام بخطه بإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإنما لم نعده مؤلفا للإمام، لأنه كما تدل عليه نصوصه ورواياته، قد كتب بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبإرادته وبإشراف تام منه عليه، ومثل هذا إنما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لا يقوم فيه إلا بدور الكاتب الذي يملى عليه فيكتب.
وتدل النصوص على أن الإمام عليه السلام قد ألف كتبا كثيرة:
روى البحراني بسنده عن عبد الملك بم أعين، قال: أراني
(1) أنظر الذريعة للطهراني (2 / 306).
(١٣٥)