الرئيسية / الاسلام والحياة / الحياة الآخرة – المحور الثاني: أحكام الميت – 14

الحياة الآخرة – المحور الثاني: أحكام الميت – 14

المحور الثاني: أحكام الميت

 

 

 

 

 

الكفايات:

1- التعّرف على أحكام الغسل وشروطه وكيفيّة تغسيل الميّت.

2- بيان أحكام تكفين الميّت وشروطه الشرعية.

3- بيان كيفيّة الصلاة على الميّت والأحكام الشرعية المرتبطة به.

4- معرفة كيفيّة تكفين الميّت وأحكام الدفن والقبر.

5- بيان ما يجب غسله عند مسّ الميّت.

6- بيان الأحكام الشرعيّة الخاصة المتعلّقة بالشهيد الذي يسقط في أرض المعركة.

 

 

 

المحتويات:

الدرس الأول: غُسل الأموات

الدرس الثاني: تغسيل الميّت

الدرس الثالث: تكفين الميّت

الدرس الرابع: الصلاة على الميّت

الدرس الخامس: الدّفن

الدرس السادس: أحكام الشهيد وغسل مسّ الميّت

 

 

 

الدرس الأول:

غُسل الأموات

 

 

 

أهداف الدرس:

على الطالب مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يذكر ما يجب فعله عند من ظهرت عنده أمارات الموت.

2- يبيّن موجبات الغسل ومن يسقط عنه الغسل.

3- يذكر من هم أولياء الميّت وترتيب ولايتهم.

 

 

 

أحكام الاحتضار

يجب على من ظهرت عنده أمارات الموت ما يلي:

الأوّل: أداء الحقوق الواجبة للخالق والمخلوقين.

الثاني: ردّ الأمانات التي عنده، أو الإيصاء بها مع الاطمئنان بإنجازها.

الثالث: الإيصاء بالواجبات التي لا تقبل النيابة حال الحياة، كالصلاة والصوم، والحجّ غالباً، ونحوها إذا كان له مال.

وأمّا ما يجب على وليّ المحتضر (كالصلاة والصوم) فيتخيّر المحتضر بين إعلام الوليّ وبين الإيصاء به.

 

توجيه المحتضَر

يجب كفاية[1] توجيه المحتضَر المسلم (حتّى الصغير) إلى القبلة، بأن يُلقى على ظهره، ويجعل باطن قدميه ووجهه إلى القبلة، بحيث لو جلس كان وجهه إلى القبلة[2].

 

من يجب تغسيله؟

1- يجب كفاية تغسيل كلّ مسلم، والأحوط وجوباً تغسيل المخالف بالجمع بين الكيفيّة التي عندنا والتي عندهم.

 

2- لا يجوز تغسيل الكافر، ومن حُكم بكفره من المسلمين كالنواصب[3] والخوارج[4].

 

3- يجب تغسيل أطفال المسلمين حتّى ولد الزنا.

 

4- يجب تغسيل السقط إذا تمّ له أربعة أشهر قمريّة. ولو كان له أقلّ من أربعة أشهر لا يجب غسله، بل يُلفّ في خرقة ويدفن[5].

 

من يسقط الغسل عنه؟

1- يسقط الغسل عن الشهيد، بشرط خروج روحه في المعركة قبل أن يدركه المسلمون حيّاً[6]. ويلحق بالشهيد المقتول في حفظ بيضة الإسلام[7]، فلا يُغسل ولا يحنّط ولا يكفّن، بل يصلّى عليه ويُدفن بثيابه، نعم إذا كان عارياً يجب تكفينه[8].

 

2- يسقط الغسل عمن وجب قتله برجم أو قصاص.

 

القطعة المنفصلة عن الميّت

القطعة المنفصلة عن الميّت لها أربع صور:

الأولى: إن كانت لحماً غير مشتمل على العظم لا يجب غسلها، بل تُلفّ في خرقة وتُدفن على الأحوط وجوباً.

الثانية: إن كان فيها عظم، ولم تشتمل على الصدر، تُغسل، وتُلفّ في خرقة، وتُدفن.

 

الثالثة: إن كانت عظماً مجرّداً، ولم تشتمل على الصدر تُدفن[9]، والأحوط استحباباً أن تغسل.

الرابعة: إن كانت صدراً، أو اشتملت على الصدر، أو كانت بعض الصدر الذي هو محلّ القلب (وإن لم يشتمل عليه فعلاً) فيجب أن تُغسل، ثمّ تكفّن، ويجوز الاقتصار في كفنها على الثوب واللفافة (القميص والإزار) إلّا إذا كانت القطعة مشتملة على بعض محلّ المئزر فيجب حينها، ويصلّى عليها وتدفن. وإذا كان معها بعض المساجد يحنّط ذلك البعض.

 

الأحوط وجوباً إلحاق القطعة المنفصلة عن الحيّ بالمنفصلة عن الميّت في أحكام الميّت[10].

 

وجوب الغسل

1- تغسيل الميت واجب كفائي على جميع المكلفين وبقيام بعضهم به يسقط عن الباقين. وكذلك تكفينه والصلاة عليه.

 

2- أولى الناس بتجهيز الميت كتغسيله وتكفينه أولاهم بميراثه، بمعنى أنّ الولي لو أراد القيام بتجهيزه أو عين شخصاً لذلك لا يجوز مزاحمته. بل لا يجوز لغير الولي القيام بتجهيز الميت بدون إذن الولي[11].

 

3- لو امتنع الوليّ عن التجهيز والتوكيل وإعطاء الإذن سقطت شرطيّة إذنه.

 

4- إذا كان الوليّ قاصراً[12]، أو غائباً وجب الاستئذان من الحاكم الشرعيّ[13].

 

ولي الميت

1- الوليّ هو كلّ من يرثه بنسب[14] أو سبب[15]، وتترتّب ولايتهم على ترتيب طبقات الإرث، فالطبقة الأولى مقدّمون على الثانية، والثانية على الثالثة.

 

2- في كلّ طبقة يقدّم الرجال على النساء، ويقدّم البالغون على غيرهم، ومن تقرّب إلى الميّت بالأبوين أولى ممّن تقرّب إليه بأحد الأبوين. ومن انتسب إلى الميّت بالأب أولى ممّن انتسب إليه بالأم.

 

3- في الطبقة الأولى الأب مقدّم على الأولاد والأم، والأولاد مقدّمون على أولادهم. وفي الطبقة الثانية الجدّ مقدّم على الإخوة، والإخوة على أولادهم، وفي الثالثة العمّ على الخال، وهما على أولادهما.

 

4- الزوج أولى بزوجته من جميع أقاربها، إلى أن يضعها في قبرها.

 

5- لو أوصى الميّت في تجهيزه إلى غير الوليّ فالأحوط وجوباً الاستئذان من الوصيّ والوليّ.

 

للمطالعة

 

مستحبّات عند الاحتضار

يستحبّ أمور، منها:

الأوّل: تلقينه الشهادتين، والإقرار بالأئمّة الاثني عشر عليهم السلام,وسائر الاعتقادات الحقّة، ويستحبّ تكرراها إلى أن يموت.

 

الثاني: تلقينه كلمات الفرج[16]، وأن يقول المحتضر: “اللهمّ اغفر لي الكثيرَ من معاصيك، واقبل منّي اليسير من طاعتك”، وأن يقول: “يا من يقبل اليسير، ويعفو عن الكثير، إنّك أنت العفوّ الغفور”، وأيضاً: “اللهمّ ارحمني فإنّك رحيم”.

 

الثالث: نقله إلى مصلاّه إذا اشتدّ نزعه، بشرط أن لا يوجب أذاه.

 

الرابع: قراءة سورتي يس والصافّات عنده لتعجيل راحته، وكذا آية الكرسيّ إلى ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، وآية السخرة وهي (الأعراف، 54 إلى 56)، وآخر ثلاث آيات من سورة البقرة، وسورة الأحزاب.

 

مستحبّات ما بعد الموت

يستحبّ بعد الموت أمور، منها:

الأوّل: تغميض عينيه، وتطبيق فمه.

الثاني: شدّ فكّيه.

الثالث: مدّ يديه إلى جنبيه، ومدّ رجليه.

الرابع: تغطيته بثوب.

الخامس: الإسراج عنده في الليل.

 

السادس: إعلام المؤمنين ليحضروا جنازته.

السابع: التعجيل في دفنه، إلاّ مع اشتباه حاله، فينتظر إلى حصول اليقين بموته.

 

وإن كانت المرأة الميّتة حاملاً وكان جنينها حيّاً فينتظر إلى أن يُشقّ جنبها الأيسر لإخراجه، ثمّ خياطة الجرح.

 

يكره أمور، منها:

الأوّل: أن يُمسّ حال النزع، فإنّه يوجب أذاه.

الثاني: تثقيل بطنه بحديد أو غيره.

الثالث: إبقاؤه وحده.

الرابع: حضور الجُنب والحائض عنده حال الاحتضار.

الخامس: التكلّم الزائد عنده.

السادس: البكاء عنده.

السابع: أن يحضر عنده عَمَلة الموتى.

الثامن: أن يُخلّى عنده النساء وحدهنّ, خوفاً من صراخهنّ عنده.

[1] الوجوب الكفائيّ: وهو المطلوب فيه وجود الفعل من أيّ مكلّفٍ كان، فإذا قام به البعض سقط عن الجميع، وإلّا أثم الجميع.

ويقابله الوجوب العينيّ: وهو الذي تعلّق بفعل المكلّف وتعيّن عليه، ولا يسقط بفعل الغير.

[2] الإمام الخامنئي: الأولى أن يوضع المسلم حال الاحتضار والنزع على ظهره وتوجيهه إلى القبلة بأن يجعل باطن قدميه إلى القبلة، وقد ذهب جمع من الفقهاء إلى وجوب ذلك على الشخص المحتضر مع قدرته على ذلك وعلى الآخرين أيضاً، فالأحوط عدم تركه.

[3] النصب: المعاداة. والناصب: هو الذي يُظهر عداوة أهل البيت عليهم السلام.

[4] الخوارج: فرقة من المسلمين خرجوا على الإمام عليّ عليه السلام .

[5] الإمام الخامنئي: السقط إذا لم يتمّ له أربعة أشهر لا يجب تغسيله وإن ولجته الروح.

[6] الإمام الخامنئي: المؤمن الذي يقتل في سبيل تنفيذ أحكام الإسلام أو في التظاهرات أو في الجبهة في سبيل تطبيق الفقه الجعفريّ له أجر وثواب الشهيد، وأمّا أحكام تجهيز الميّت الشهيد فتختصّ بمن استشهد في ساحة الحرب في المعركة أثناء اشتعال نار الحرب.

[7] بيضة الإسلام: جماعته، وموضع سلطان المسلمين، ومستقرّ دعوتهم.

[8] الإمام الخامنئي: المسلم الذي نفّذ فيه حكم الإعدام حكمه حكم سائر المسلمين، وتجري عليه الأحكام والآداب الإسلاميّة التي تجري على الأموات.

[9] الإمام الخامنئي: إذا انكشف قبر عن هيكل عظميّ وثبت أنّه يرجع لبدن مسلم ميّت وجب دفنه مرّة أخرى فوراً، وكذلك لو كانت عظاماً متفرّقة.

[10] الإمام الخامنئي: الأحوط دفن القطعة المنفصلة من الحيّ سواء أكانت مشتملة على عظم أم لا.

[11] الإمام الخامنئي: التصرّفات – المحتاج إليها لتجهيز الميت – المتعارفة من غسل وتكفين ودفن لا تتوقّف على إذن وليّ الصغير، ولا إشكال فيها من ناحية وجود القصَّر فيما بين الورثة.

[12] القاصر: هو غير الكامل، والكامل هو البالغ العاقل والراشد.

[13] الحاكم الشرعيّ: المجتهد الجامع للشرائط، والمتصدّي للتنفيذ. ويمكن استئذان وكيله.

[14] النسب: ما كان بين الميّت وبين الوارث من صلة رحم.

[15] السبب: ما كان بين الميّت والوارث من مصاهرة وما شاكلها.

[16] كلمات الفرج هي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العليّ العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وربّ الأرضين السبع، وما فيهنّ وما بينهنّ، وربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين.

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...