الرئيسية / القرآن الكريم / تجويد –  القرآن الكريم

تجويد –  القرآن الكريم

الفصل الثالث

 

 

الدرس الرابع عشر: أحكام الراء

الدرس الخامس عشر: همزتا الوصل والقطع

الدرس السادس عشر:أحكام الوقف والابتداء

الدرس السابع عشر: أحكام السكت، الألفات السبع في القرآن الكريم ، سجدات التلاوة

الدرس الرابع عشر: أحكام الراء

 

قبل الشّروع في بيان أحوال الرّاء سنذكر قاعدتين مهمّتين هما:

 

1- حروف الاستعلاء كلها مفخّمة أينما وقعت وخاصّة حروف الإطباق، فإنّها أكثرها تفخيما.

 

2- حروف الاستفال كلّها مرقّقة أينما وقعت، ما عدا الألف فإنّها تابعة للحرف الذي قبلها و الرّاء فإنّها لها أحوالاً وأحكاماً سنبيّنها فيما يأتي مع الاحتراز أن للرّاء صفة التكرير يجب الاجتناب عنها وهي صفة لازمة للحرف لغلظه، وعلى كل حال فللرّاء ثلاث أحوال هي: التفخيم، الترقيق، جواز الطرفين.

 

*أولا: التّفخيم:

 

أ- تفخّم الرّاء في حالة الوصل في ستّة مواضع هي:

 

1- إذا كانت مفتوحة، نحو: ﴿الرَّشَادِ﴾- ﴿الرَّحْمَةَ﴾- ﴿سِرَاجًا ﴾ – ﴿حَذَرَ الْمَوْتِ﴾…

 

2- إذا كانت مضمومة، نحو: ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا﴾- ﴿الَّذِينَ صَبَرُواْ﴾…

 

3- إذا كانت ساكنة بعد فتح، نحو: ﴿مَرْحمة﴾- ﴿عَرْشَ﴾- ﴿قَرْيَةٌ ﴾-﴿يَرْجِعُونَ﴾…

 

4- إذا كانت ساكنة بعد ضم، نحو: ﴿غُرْفة﴾- ﴿مُرْدِفِينَ﴾- ﴿مُرْسِلِينَ﴾- ﴿مُرْضِعَةٍ﴾…

 

6- إذا كانت ساكنة بعد كسر غير أصلي،نحو:﴿أَمِ ارْتَابُوا﴾ ـ ﴿لِمَنِ ارْتَضَى﴾…

 

6- إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وأتى بعدها حرف استعلاء، نحو: ﴿ْمِرْصَادِ ﴾، ﴿قِرْطَاسٍ﴾، ﴿فِرْقَةٍ﴾…

 

ب- تفخّم الرّاء في حالة الوقف في خمسة مواضع هي:

 

1- إذا كانت مفتوحاً ما قبلها، نحو: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴾…

 

2- إذا كانت مضموماً ما قبلها، نحو: ﴿نُذُرِ﴾…

 

3- إذا وقعت بعد ألف ساكنة، نحو: ﴿غَفَّارُ ﴾.

 

4- إذا وقعت بعد واو ساكنة، نحو: ﴿غَفُورٌ﴾.

 

5- إذا كانت ساكنة بعد حرف ساكن غير الياء وكان قبل السّاكن فتح أو ضم، نحو: ﴿الْقَدْرِ ﴾ـ ﴿الامُورُ ﴾ ـ ﴿يُسْر﴾ ـ ﴿النَّصْر﴾…

 

* ثانياً: التّرقيق:

 

أ- في حالة الوصل: ترقّق الرّاء في حالة الوصل في موضعين هما:

 

1- إذا كانت مكسورة مطلقاً سواء في الاسم أو الفعل و في أول الكلمة أو وسطها أو آخرها، نحو: ﴿العارِفين﴾، ﴿رِزقاً﴾، ﴿رِجَالٌ ﴾، ﴿وَالْفَجْر*ِِوَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ٍ، ﴿وَمَن يُرِدْ﴾….

 

2- إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي متّصل بها في كلمة واحدة ولم يقع بعدها حرف استعلاء متّصل، نحو: ﴿شِرْعَةً ﴾،﴿الْفِرْدَوْسِ ﴾، ﴿أَنذَرَهُم﴾،﴿ِمِرْيَةٍ ﴾، ﴿فِرْعَوْنَ﴾…

 

ب- في حالة الوقف: ترقّق الرّاء في حالة الوقف في ثلاثة مواضع هي:

 

1- إذا وقعت بعد ياء ساكنة، نحو: ﴿خَبِيرٌ﴾، ﴿قَدِيرٌ﴾، ﴿خَيْرٌ ﴾..

 

2- إذا وقعت بعد كسر، نحو: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾.

 

3- إذا وقعت بعد ساكن ولم يكن حرف استعلاء وقبله كسر، نحو: ﴿السِّحْرَ﴾، ﴿الذِّكْر﴾، ﴿الشِّعْر﴾…

 

ثالثاً: جواز التّفخيم والتّرقيق:

 

ينحصر جواز التّفخيم والتّرقيق فيما يلي:

 

1- إذا كانت الرّاء ساكنة وما قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور نحو: ﴿كلُّ فِرْقٍ﴾، ولكن التّرقيق أولى.

 

2- إذا سكّنت في آخر الكلمة وكان ما قبلها حرف استعلاء سكان بعد حرف مكسور، نحو: ﴿مِصْرْ﴾، ﴿القِطْرْ…﴾ ولكن الأولى فيهما التفخيم.

 

رابعا: كيفية استخراج حكم الرّاء:

 

نلاحظ أنّ سبب تفخيم الرّاء أو ترقيقها يكون حركة، فالتفخيم مرتبط بالضمّة

 

والفتحة، والتّرقيق مرتبط بالكسرة، فالكسرة إذا تحرّك الحرف بها أو وجدت قبله إنْ كان ساكناً سبّبت الترقيق، وكذلك الفتحة والضمّة في التفخيم.

 

ولذلك فإنّك تجد الرّاء قد رقّقت مطلقاً في حال تحرّكها بالكسر، ورقّقت في أغلب الأحوال عند وقوعها ساكنة بعد كسر، وكذلك القول في التفخيم، لكن إذا وقعت الرّاء ساكنة ونظرت فيما قبلها فوجدته ساكناً أيضاً، فإن السّكون لا يصلح سبباً لترقيق أو لتفخيم، ولذلك فإنّك تبحث عن الحركة في الحرف الثالث، أي الحرف الذي قبل الحرف الساكن الذي قبل الرّاء، فإن كانت حركته كسرة رقِّقت الرّاء ﴿السِّحْرْ﴾، وإن كانت حركته ضمّة أو مفتحة فخّمت الرّاء ﴿خُسْرْ﴾ ﴿القَدْرْ﴾، ويستثنى من ذلك فقط الياء الساكنة إذا وقعت قبل راء ساكنة فإنّها تؤثّر فيه بالتّرقيق وتكون هي السبب بصرف النّظر عمّا قبلها.

 

ولاحظنا أنّ الترقيق بالكسر الأصلي وليس العرضي، والكسرة العارضة فإنّها لا تؤثّر بالترقيق بسبب كونها عارضة.

 

وأحياناً يتنازع الحرف عاملان أحدهما يقتضي التفخيم والآخر يقتضي الترقيق، فينظر إلى المرجّحات التي ترجّح أحدهما، ومنها كون عامل التفخيم أقوى فيقدّم على الضّعيف مثل ” قِرْطَاس “، ومنها الإتصال: فإنّ الكسرة إذا كانت متّصلة بالحرف فإنّها ترجّح على الحرف المستعلي إذا كان منفصلاً،نحو: ﴿فاصْبِرْ صَبراً﴾…

 

أسئلة حول الدرس

 

1ـ  متى ترقّق الرّاء ؟ مع أمثلة توضيحية ؟

2- متى تفخّم الرّاء ؟ مع أمثلة توضيحية ؟

3- متى يجوز في الرّاء الوجهان ( التفخيم والترقيق ) ؟ مع أمثلة توضيحية ؟

4 ـ ما حكم الرّاء إذا وقفنا عليها في أواخر الكلمات التالية: ﴿وانذِرِ النّاس﴾،

 

 ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ﴾، ﴿فَكَبِّرْ ﴾ ﴿يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾، ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾، ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ﴾، ﴿قُمْ فَأَنذِرْ﴾، ﴿وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾.

5 ـ ما حكم الراء في ما يلي:

﴿ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ ﴾، ﴿ِوَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ﴾، ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ ﴾، ﴿رَبَّنَا آتِنَا﴾، ﴿أَسَاوِرَ﴾، ﴿هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا﴾، ﴿نَاصِرَ﴾، ﴿نَصْرُ اللَّهِ﴾، ﴿أَمْرِنَا﴾، ﴿الْكَافِرُونَ ﴾، ﴿كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾، ﴿اصْبِر صَبْراً﴾، ﴿حِجْرٍ﴾، ﴿بالنُّذُر﴾، ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ﴾، ﴿امْرِئٍ﴾، ﴿قَدِيرٌ﴾، ﴿إفَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ﴾.

6- اقرأ سورة المدّثر واستخرج منها أحكام الرّاء وقفاً ووصلاً ؟.

 

 

 

للمطالعة

 

ما معنى هجر القرآن1

 

حينما يكون الإسلام موجوداً في المجتمع على شكل عقائد وأعمال فردية من دون أن تكون هناك حكومة للدين، فإن القرآن والإسلام يصبحان مهجورين في ذلك المجتمع.

 

فما معنى قول الله (عزَّ وجلَّ) في القرآن الكريم في سورة الفرقان:

 

﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾؟

 

﴿اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.

 

لا يعني أن المسلمين تخلوا عن القرآن وعن الإسلام وأبعدوهما عن حياتهم من الأساس، فهذا ليس اتخاذ كما عبر القرآن الكريم:

 

﴿اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.

 

يعني أن القرآن موجود بين ظهرانيهم لكنه مهجور وبعيد عن ساحة الحياة. فماذا يعني هذا؟ إنّ هذا يعني أن القرآن يُتلى من قبل أفراد المجتمع، ويحترم في الظاهر، ولكن لا يُؤخذ بأحكامه وقوانينه. فبحجة فصل الدين عن السياسة سُلب من القرآن الكريم حقه في حكم المجتمع.

1- من خطبة السيد القائد الخامنئي دام ظله ألقاها بمناسبة أسبوع الوحدة الاسلامية في طهران بتاريخ 17 ربيع الأول 1415 هجري

 

فمعنى هجر القرآن يعني أن يبقى للقرآن اسم ولكن لا تكون له أية سلطة في المجتمع. وعلى هذا فإن أية بقعة من العالم الإسلامي لا تكون فيها الحكومة للقرآن تعتبر مصداقاً لشكوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

“يا ربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا”.

 

أما في الجمهورية الإسلامية فلا أثر لهذا الهجران. فالقرآن أصبح هو المحور للقوانين العامة في المجتمع، يعني أن كل ما يرتبط بإدارة شؤون المجتمع يؤخذ من القرآن رسمياً ولا اسمياً. فجميع القوانين تستمد من القرآن الكريم، وكل ما يعارض القرآن يتم نبذه وإبعاده، وحتى السلطة السياسية فإنها تستمد مقوماتها من المعايير القرآنية.

 

إن التمسّك بالإسلام والعمل بأحكام القرآن هو السر في بقاء واقتدار النظام الإسلامي.

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الثورة الإسلامية والغزو الثقافي

النمط من إدراك المصالح والمفاسد البشرية والأخلاق الاجتماعية على العالم أجمع، وعلى الجميع أن يذعنوا ...