الرئيسية / من / طرائف الحكم / الثورة الحسينية: خصائص ومرتكزات‏

الثورة الحسينية: خصائص ومرتكزات‏

أقسام الخواص‏

ويقسم الخواص طبعاً إلى فريقين:

أ  خواص فريق الحق.

ب  وخواص فريق الباطل.

فأهل الثقافة والفكر والمعرفة منهم يعملون لصالح جبهة الحق. عرفوا الحق، وعلموا أن الحق مع هذاالجانب فهم يتحركون ويعملون لأجله، إذن فهم يعرفون الحق، وقادرون على تشخيصه، هؤلاء يمثلون فريقاً. أما الفريق الاخر فهم الذين يقفون على الطرف الضد لطرف الحق.

وإذا ما عدنا إلى صدر الإسلام ثانية؛ فهناك فريق أصحاب أمير المؤمنين والإمام الحسين وبني هاشم. وفريق اخر هم أصحاب معاوية، كان فيهم من الخواص، كان فيهم أشخاص أذكياء من ذوي الرأي والتدبير يناصرون بني أمية، وهؤلاء من الخواص أيضاً.

إذن خواص كل مجتمع على نمطين: الخواص من أنصار الحق، والخواص من أنصار الباطل. وماذا ترجون من الخواص المشايعين للباطل؟ لا تتوقعوا منهم سوى التامر ضد الحق وضدكم. وهذا ما يفرض عليكم محاربتهم؛ حاربوا الخواص من أنصار الباطل، هذا أمر لا نقاش فيه.

نأتي الان إلى الخواص من أنصار الحق، وأنا أتحدث إليكم الان، انظروا إلى أنفسكم لتروا في أي موضع أنتم. وحينما نقول أن الأصل هو الفكر والاتباع عن رؤية لا نخلط بين التاريخ والقصة، التاريخ وجه اخر لسيرتنا الذاتية.

التاريخ معناه أنا وأنتم، معناه نحن الموجودون اليوم هنا. وإذا كنا نحن الذين نقوم ونشرح التاريخ، فلا بد أن ينظر كل منَّا محله من هذه القصة، وفي أي موضع منها. ثم لنرى ما الذي فعله من كان يوم ذاك في مثل موضعنا حتى كان نصيبه الخسران، لخطئه؟ حتى لا نقع في الخطأ نفسه. مثل ما هو متعارف في دروس التعليم العسكري، يفرض جهة معادية، والأخرى جهتنا، ثم يلاحظ خطأ خطة جهتنا. وتجدون أن العقل الذي وضع الخطة قد أخطأ في هذا المكان، إذن حينما تريدون أنتم وضع الخطة يجب أن لا تقعوا في ذلك الخطأ نفسه. أو يفرض أن الخطة كانت صحيحة إلاَّ أن الامر أو المخابر أو المدفعي أو المراسل أو جندياً عادياً في جبهتنا ارتكب خطأ، تدركون أنتم وجوب عدم الوقوع في ذلك الخطأ. هكذا هي مسيرة التاريخ. والان عليكم العثور على ذاتكم في هذا المشهد الذي أتحدث عنه في صدر الإسلام.

بعض الناس من طبقة العوام، ولا قدرة لهم على اتخاذ القرار، وأمرهم منوط بالفرصة المتاحة أمام العوام، فإذا صادف أن كانوا في زمن يتصدى لزمام الأمور إمام  كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أو كالإمام الراحل قدس سره  ويسير بهم نحو الجنة، فخير على خير. وأمثال هؤلاء يسوقهم الصالحون، وينتهي بهم الأمر إن شاء الله إلى الجنة. أما إذا صادف وعاشوا في زمن من يصفهم القران بقوله: »وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار« أو »ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلُّوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار«، يكون مصيرهم إلى النار.

إذن احذروا أن تكونوا من العوام، ولا نقصد بكلامنا هذا وجوب إكمال مراحل دراسية متقدمة، أبداً، وقدقلت أن معنى العوام ليس هذا؛ فما أكثر الذين أنهوا مراحل دراسية عليا، لكنهم يحسبون في عداد العوام، وما أكثر من درسوا العلوم الدينية وهم من العوام، وما أكثر الفقراءأو الأغنياء الذين يدخلون في عداد العوام. إن صفة العوام رهن إرادتي وإرادتكم، ولهذا علينا أن ننتبه ولا نكون من العوام، أي يجب أن يكون كل فعل نفعله، عن بصيرة، ومن لا يعمل عن بصيرة فهو من العوام، ولهذا ورد في القران الكريم عن لسان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم: »أدعوا اللَّه على بصيرة من ديني أنا ومن اتبعني«.

إذن انظروا أولاً هل أنتم من فئة العوام أم لا؟ فإذا كنتم من تلك الفئة فسارعوا إلى الخروج منها، حاولوا أن تكون لكم قدرة على التحليل والدراية والمعرفة.

أما إذا كنا في عداد الخواص، فلنرى هل نحن من خواص أنصار الحق أم من خواص أنصار الباطل؟ والمسألة هنا واضحة؛ فالخواص في مجتمعنا من أنصار الحق بلا ريب، لأنهم يدعون الناس إلى القران وإلى السنة وإلى العترة وإلى سبيل اللَّه، وإلى القيم الإسلامية، هذه هي طبيعة الجمهورية الإسلامية. إذن فلا نتحدث الان عن الخواص من أنصار الباطل ولا شأن لنا بهم حالياً، بل تمام الكلام في الخواص من أنصار الحق، والمشكلة كلها تبدأ من هنا.

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...