الرئيسية / تقاريـــر / هل سنعرف الإمام المهدي عند الظهور ؟ بقلم سالم الصباغ

هل سنعرف الإمام المهدي عند الظهور ؟ بقلم سالم الصباغ

هل سنعرف الإمام المهدي عند الظهور ؟ بقلم سالم الصباغ

كان أهل الكتاب يعرفون الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله ، وينتظرون ظهوره ، وعاشوا في المدينة المنورة ( يثرب ) انتظارا لهذا الظهور العظيم ، وكانوا يعرفونه بصفاته المذكورة في التوراة والإنجيل.

يقول تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (البقرة/146).

{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } الأنعام 20

ولكنه عندما ظهر وتأكدوا أنه هو كفروا به، يقول تعالى في سورة البقرة :

{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ بِئْسَ مَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } (البقرة/89-90).

كذلك يحدث مع الإمام المهدي عليه السلام، سوف يكذب به فريق من الذين أوتوا الكتاب، ويدخل فيها فريق من المسلمين أيضا فهم أيضا من الذين أوتوا الكتاب وليس اليهود والنصارى فقط .

يقول تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} البقرة/146-149

والدليل على أن هذه الآيات تخص عصر الظهور المبارك للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، هو :
1 ـ الدليل الأول : قوله تعالى في نفس الآيات :

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (البقرة/ 148)
فالآية طبقاَ لمرويات أهل البيت عليهم السلام نازلة في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ألـ 313 ، وهم أنصاره في آخر الزمان ، سوف يجمعهم الله للإمام في وقت واحد عند ظهوره وهم الذين سيحكمون العالم .

2 ـ الدليل الثانى قوله تعالى في نفس الآيات :
{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (البقرة/149)

فوجود هذه الآية في هذا السياق تدل على أنها خاصة بخروج الإمام المهدي عليه السلام ، ليبدأ حركته المباركة من الكعبة المشرفة، ورغم أن الآية يفسرها المفسرون بأنها خاصة بتحويل القبلة، نقول لهم إن كلمة (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) تدل على أنها تتحدث عن خروج معين، فليس من المعقول أن تطلب الآية من الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله كلما خرج أن يتوجه للكعبة، أما آية تحويل القبلة فهي قوله تعالى :

{ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } (البقرة/144).

فنلاحظ أنه لا توجد كلمة خروج ، بل كلمة (وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ) .. فهي الخاصة بتحويل القبلة في الصلاة ، والتوجه إليها في الصلاة .

الخلاصة :

إن فريقاَ من الذين (أوتوا الكتاب) ، وهو معنى أوسع من (أهل الكتاب) يدخل فيه المسلمون فهم يعلمون أن المهدي حق ومع ذلك يكفرون به؛ لأنهم كانوا لا ينتظرون هذا الإمام، بل كانت لهم تصورات مختلفة عنه ، وواضح أن هذا الفريق أكثره من المخالفين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ولا مانع من وجود بعض المنتسبين لمدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ولكنهم بعيدون عن الاهتمام بمعرفة الإمام وصفاته وعلامات ظهوره ، كما أنهم بعيدون عن الإخلاص والتقوى والعمل الصالح ، ولذلك يستطيع الإعلام المضلل أن يقلب لهم الأمور ، ويخدعهم بسهولة .

نعود للسؤال ـ هل سنعرف الإمام عند ظهوره ؟

نعم، إذا كنا ننتظر هذا الظهور، ونعد له أنفسنا ، ونتعلم علامات الظهور، وأحداث عصره ، وقبل كل ذلك الإخلاص والتقوى والعمل الصالح، وتطهير القلب، في هذه الحالة سيكون معرفة الإمام عند ظهوره أوضح من الشمس في رابعة النهار .

المقال من كتابنا :
( أهل البيت عليهم السلام قادة أبرار ومنهج إلهي / رؤية مصرية )
الكتاب مطبوع عام 2016

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...