الرئيسية / مستحبات الايام ولياليها / مستحبات – يَومُ الخَميس وليلة الجمعة

مستحبات – يَومُ الخَميس وليلة الجمعة

زيارة (يَومُ الخَميس)

وَهُوَ يَومُ الحَسَنِ بن عَلِي العسكَري (صَلَواتُ الله عَلَيهِ)

فَقُل في زيارته(عليه السلام): [ السَّلامُ عَلَيْكَ ياوَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ ياحُجَّةَ الله وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثَ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ العالَمِينَ. صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، يامَوْلايَ ياأَبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ، أَنا مَولىً لَكَ وَلالِ بَيْتِكَ، وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الخَمِيسِ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ].

 

 

((دُعاء يوم الخميس))
[ بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِما بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِيائَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاتَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالاَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ مابَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ مافِيهِ وَشَرَّ مابَعْدَهُ. اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الاِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍالمُصْطَفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ اسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قضاء حاجَتِي، ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً: لايَتَّسِعُ لَها إِلاّ كَرَمُكَ، وَلايُطِيقُها إِلاّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً اسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسِعَةً فِي الحالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ].

 

يوم الخميس أربع ركعات يهدى إلى
جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام

 

الدعاء كل ركعتين منها :
اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام ، حينا ربنا منك بالسلام ، اللهم إن هذه الركعات هدية منى إلى فلان بن فلان ، فصل على محمد وآل محمد ، وبلغه إياها ، وأعطني أفضل املى ورجائي فيك وفي ، رسولك صلواتك عليه وآله ( وفيه ) 2 ، وتدعو بما أحببت إن شاء الله تعالى . 3

 

صلاة يوم الخميس : باسناده المذكور أيضا قال : من صلى يوم الخميس
عشر ركعات ، يقرء كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشرا ، قالت له
الملائكة : سل تعط .

 

 

في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها

إعلم أنّ ليلة الجُمعة وَنهارها يمتازان على ساير الليالي وَالايام سمّواً وَشرفاً وَنباهة. روي عَن النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ ليلة الجُمعة وَنهارها أربع وعشرون ساعة لله عزّ وَجلّ في كُلِّ ساعة ستمائة الف عتيق من النّار.

وَعَن الصّادق (عليه السلام) قالَ: من مات ما بَينَ زوال الشمّس من يَوم الخميس الى زوال الشمس من يَوم الجُمعة اعاذه الله من ضغطة القبر.

وَعنه (عليه السلام) أيضاً قالَ: انّ للجمعةِ حقّاً فايّاكَ ان تضيّع حرمته أو تقصّر في شيٍ من عبادةِ الله تَعالى والتقرّب إلَيهِ بالعمل الصّالحِ وَترك المحارم كُلَّها فانّ الله تَعالى يُضاعِف فيهِ الحَسنات وَيَمحو السّيّئات وَيَرفَع فيهِ الدّرجات، وَيومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاءِ وَالصّلاةِ فَافعل فإن الله تَعالى يَرسل فيها الملائِكة الى السَّماء الدّنيا لتضاعف فيها الحسَنات وَتَمحو فيها السيّئات، وَانّ الله واسِعٌ كريم.

وأيضاً في حديث معتبر عنه (عليه السلام) قالَ: انّ المؤمِنَ ليدعو في الحاجة فَيُؤخر الله حاجَتَهُ التي سَأل الى يَوم الجُمعة ليخصّه بفضله (أي ليضاعف له بِسَبب فَضل يَوم الجُمعة).

وَقالَ: لمّا سَأل إخوة يوسُفَ يَعقوب أنْ يَسْتَغِفرَ لَهُم قَال: سَوفَ أستَغفِرُ لَكمْ رَبّي ثمّ أخّر الاستغفار إلى السّحر من لَيلة الجُمعة كَي يُستجاب لَهُ.

وَعَنه أيضاً قالَ: إذا كانت ليلة الجُمعة رَفَعت حِيتَان البَحر رؤوسَها وَدَوابّ البَراري، ثمّ نادت بِصوتٍ طَلق ربّنا لاتُعَذِّبْنا بِذنوب الادميّين.

وَعَن الباقِر (عليه السلام) قالَ: إنّ الله تعالى لَيأمر مَلَكا فَيُنادي كُلّ لَيلة جُمعة مِن فَوقِ عَرشِه مِن أوّل اللّيل إلى آخرهِ: إِلاّ عبد مُؤمِن يَدعوني لاخِرَتهِ وَدُنياه قَبلَ طُلوع الفَجر فَأجيبه، ألا عبد مُؤمن يَتوب إلَيّ مِن ذنوبهِ قَبلَ طُلوع الفَجر فَأتوب عَليه، ألا عبد مُؤمن قَد قَترتُ عَليه رِزقه فيسألني الزّيادة في رِزقه قَبلَ طُلوع الفَجر فأزيده وَأوسع عَليه، ألا عبد مُؤمن سقيم فَيسألني أنْ أشفيه قَبلَ طُلوع الفَجر فأعافيه، أَلا عبد مُؤمن مَغموم مَحبوس يَسألني أنْ أطلقهُ مِن حَبسِه وَأفرج عَنهُ قَبلَ طُلوع الفَجر فأطلقهُ وَأخلّي سَبيلهُ، ألا عبد مَظلوم يَسألني أنْ آخذ لَهُ بِظلامَته قَبلَ طُلوع الفَجر فأنتَصِر لَهُ وَآخذ بِظلامَتِهِ. قالَ: فلا يزال ينادي حتّى يَطلع الفَجر.

وَعَن أمير ألمُؤمنين (عليه السلام) قالَ: إنّ الله إختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها. وَإنّ من فَضلِها أنْ لايسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلا استَجيب لَهُ، وَإنِ إستحق قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ وَلَمْ يبقَ شيٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة. فَليلة الجُمعة أفضل اللّيالي وَيَومها أفضل الاَيّام.

وَعَن الصّادق (عليه السلام) قالَ: إجتَنِبوا المعاصي لَيلة الجُمعة، فإنّ السّيّئة مُضاعَفة وَالحَسَنة مُضاعَفة، وَمَنْ تَرك مَعصية الله لَيلة الجُمعة غَفَرَ الله لَهُ كُلّ ماسَلف، وَمَنْ بَارزَ الله لَيلة الجُمعة بِمعصية أخذهُ الله بكلّ ماعمل في عُمرهِ وَضاعفَ عَليه العَذاب بِهذهِ المَعصية.

وَبِسَنَد مُعْتَبَر عَنْ الرّضا (عليه السلام) قالَ: قالَ رَسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إنّ يَوم الجُمعة سَيّد الاَيّام يُضاعِفُ الله عزّ وَجلّ فيهِ الحَسَنات وَيَمحو فيهِ السيئات وَيَرفع فيهِ الدّرجات وَيَستَجيب فيهِ الدّعوات وَيَكشِفُ فيهِ الكُربات وَيَقضي فيهِ الحوائِج العِظام، وَهُوَ يَوم المزيد للهِ فيه عُتقاء وَطلقاء من النّار ما دعا فيه أحد من النّاس وَعرف حقّه وَحرمته إلاّ كانَ حقّا على الله عزّ وَجلّ أَن يجعله من عتقائِه وَطُلقائه من النّار، فإنْ مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وَبعث آمنا. وَما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقّه إلاّ كانَ حقاً على الله عَزّ وَجلّ أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب.

وَبأسناد معتبرة عَن الباقِر (عليه السلام) قالَ: ما طلعت الشّمس بِيوم أفضل من يوم الجُمعة، وَإنّ كلام الطّير إِذا لَقى بعضها بعضاً: سلام سلام يَوم صالح.
وَبسند معتبر عَن الصّادق (عليه السلام) قالَ: من وَافق منكم يَوم الجُمعة فلا يشتغلن بشي غَير العبادة فإنّ فيه يغفر للعباد وتنزل عَلَيهم الرّحمة. وَفضْل ليلة الجُمعة وَنهارها أكثر من أَن يورد في هذه الوجيزة.

امّا أعمال ليلة الجُمعة فكثيرة وهنا نقتصر على‌عدّة منها:

الأول: الاكثار من قول: [ سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله ].

وَالاكثار من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله. فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر فأكثروا من قول: [ سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله ].

وَأكثروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (عليهم السلام).

وَفي رواية أخرى: أنّ أقّل الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة وَما زدت فهو أفضل.

وَعَن الصّادق (عليه السلام): أن الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في ليلة الجُمعة تعدل ألف حسنة وَتمحو ألف سيّئة وَترفع ألف درجة وَيستحبّ الاستكثار فيها من الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (صَلَواتُ الله عَلَيهمِ) من بعد صلاة العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة.

وَروي بسند صحيح عَن الصّادق (عليه السلام) قال: إِذا كانَ عصر الخميس نزل من السّماء ملائكة في أيديهم أقلام الذّهب وَقراطيس الفضّة، لايكتبون إلى ليلة السّبت إِلاّ الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ.

وقالَ الشّيخ الطّوسي: وَيستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه: [ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ].

وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة كانَ لَهُ فَضل كثير.

وَقالَ الشّيخ أيضاً: وَيستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهارك يَوم الخميس فتَقول: [ أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه‌ِتَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لايَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفا وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّا وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلانُشُوراً. وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الاَخْيارِ الاَبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً ].

الثاني: أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة بني إسرائيل والكهف وَالسّور الثّلاث المبدؤة بطسَّ وسورة الَّم السّجدة ويَّس وصَّ وَالاحقاف والواقعة وحَّم السّجدة وحَّم الدّخان وَالطُّور وَاقتربت وَالجُمعة، فإنْ لَمْ تسنحْ لَهُ الفرصة فليختار من هذه السّور الواقعة وَما قبلها.

فقد روي عَن الصّادق (عليه السلام) قالَ: مَنْ قَرَأَ بني إسرائيل في كُلِّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ حتّى يدرك القائِم (عليه السلام) فيكون من أصحابهِ.

وقالَ (عليه السلام): مَنْ قَرأ سُورَة الكهف كُلّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ إِلاّ شهيداً أو بَعثهُ الله مع الشّهداء ووقف يَوم القيّامة مع الشّهداء.

وقالَ (عليه السلام): مَنْ قرأ الطّواسين الثّلاثة في ليلة الجُمعة كانَ مِنْ أولياء الله وَفي جوار الله وَفي كنفه وَلم يصبه في الدّنيا بُؤس أبداً، وَأُعطي في الآخرة مِنَ الجنّة حتّى يرضى وَفوق رضاه وَزوّجه الله مائة زوجة مِنَ الحور العين.

وَقالَ (عليه السلام): مَنْ قرأ سُورَة السّجدة في كُلِّ ليلة جُمعة أعطاه الله كتابه بِيمينه وَلَمْ يُحاسِبْهُ بِما كانَ منه وَكانَ مِنْ رُفقاءِ مُحَمَّد وَأهل بيته (عليهم السلام).

وَبسند معتبر عَن الباقِر (عليه السلام) قالَ: مَنْ قرأ سُورَة صَّ في ليلة الجُمعة أُعطي من خير الدّنيا وَالآخرة مالَمْ يُعط أحَداً مِنَ النّاس إِلاّ نَبيّاً مُرسلاً أو مَلَكاً مُقَرّباً، وَأدخله الله ألجنّة وَكُلُّ مَنْ أحبَّ مِنْ أهل بَيته حتّى خادمه الَّذي يخدمه وَإنْ لَمْ يكن في حدِّ عياله وَلا في حدِّ مَنْ يَشفع لَهُ.

وَعَن الصّادق (عليه السلام) قالَ: مَنْ قرأ في لَيلة الجُمعة أو يَوم الجُمعة سُورَة الاَحقاف لَمْ يُصبهُ الله بِرَوعة في الحياة الدنيّا وَأمّنه من فزع يَوم القيّامة.
وَقال (عليه السلام): من قرأ الواقعة كُلَّ ليلة جُمعة أحبّهُ الله تَعالى وأحبّه الى النّاس أجمعين وَلَمْ يَرَ في الدنيّا بُؤساً أبداً وَلافقراً وَلا فاقة وَلا آفة من آفات الدّنيّا، وَكانَ من رُفقاءِ أمير المُؤمنين (عليه السلام).

وَهذهِ السّورة سُورَة أمير المُؤمنين (عليه السلام).
وروي أنّ من قرأ سُورَة الجُمعة كُلّ ليلة جُمعة كانت كفارة لَهُ ما بَين الجُمعة الى الجُمعة.

وَروي مِثلُهُ فِيمَنْ قرأ سُورَة الكهف في كُلِّ ليلة جُمعة، وفي مَنْ قرأها بعد فريضتي الظّهر والعصر يَوم الجُمعة.

واعلم أنّ الصّلوات المأثورة في ليلة الجُمعة عديدة منها: صلاة أمير المُؤمنِين (عليه السلام)، ومنها الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة الحَمد وسُورَة إِذا زُلزِلَت خَمس عَشرة مَرَّة، فقد روي أنّ من صلاّ ها أمّنه الله تَعالى‌ من عذاب القبر وأهوَال يَوم القيامة.

الثالث: أن يقرأ سُورَة الجُمعة في الرّكعة الأولى من فريضتي المغرب والعشاء، ويقرأ التوّحيد في الثّانية من المغرب والاعلى في الثّانية من العشاء.

الرابع: ترك إنشاد الشّعر ففي الصّحيح عن الصّادق (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) أنّه يكره رواية الشّعر للصّائم والمحرم وفي الحرم وفي يوم الجُمعة وفي اللّيالي.

قال الرّاوي: وإن كانَ شِعراً حقّا ؟ فأجاب (عليه السلام): وإِن كانَ حقّا.

وفي حديث معتبر عَن الصّادق (عليه السلام): أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قالَ: من أنشد بيتاً من الشّعر في ليلة الجُمعة أَو نهارها لَمْ يكن لَهُ سواه نصيب من الثّواب في تلك‌ اللّيلة ونهارها، وعلى رواية أخرى: لَمْ تقبل صلاته في تلك اللّيلة ونهارها.

الخامِس: أن يُكثر من الدّعاءِ لاخوانه المؤمنين كما كانت تصنع الزّهراءِ (عليه السلام)، وإذا دعا لعشر من الاَموات منهم فقد وجبت لَهُ الجّنة كما في الحديث.

السّادس: أن يدعو بالمأثور من أدعيتها وهي كثيرة ونحن نقتصر على ذكر نبذ يسيرةٍ منها:

بسند صحيح عَن الصّادق (عليه السلام): انّ من دعا بهذا الدّعاء ليلة الجُمعة في السّجدة الاَخيرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً لَهُ، والافضل أن يكرّر العمل في كُلِّ ليلة:

[ اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَإِسْمِكَ العَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ ].

وَعَن النّبّي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قالَ: من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجُمعة فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة، من قالَ:

[ اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ وَناصِيَتِي بِيَدِكَ أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُؤُ بِنِعْمَتِكَ وَأَبُوُُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لايَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ ].

وقالَ الشّيخ الطّوسي والسّيّد والكفعمي والسّيّد ابن باقي: يستحبّ أن يدعى بهذا الدّعاء في ليلة الجُمعة ونهارها وَفي ليلة عرفة ونهارها ونحن نروي الدعاء عَن كتاب (المصباح) للشّيخ وهُوَ:

[ اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَاَدَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يارَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ عَفْوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يامَنْ لايَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ وَلايَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتَهُ ؛ أَتَيْتُكَ مُقِرّا عَلى نَفْسِي بِالاِسأَةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفَا بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلاعُذْرَ أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِك‌َالَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الخاطِئِينَ .

فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوِفِهمْ عَلى عَظِيمِ الجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيامَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، ياعَظِيمُ ياعَظِيمُ ياعَظِيمُ، لايَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاّ حِلْمُكَ وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ، فَهَبْ لي ياإِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ البِلادِ، وَلاتُهلِكْنِي غَمّا حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الاِجابَةَ في دُعائِي، وَأَذِقْنِي طَعْمَ العافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلاتُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطَهُ عَلَيَّ، وَلاتُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي.

اللّهُمَّ إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ؟ وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَإِنِّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ ياإِلهِي عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي،

وَأَسْتْرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي فَانْصُرْنِي، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُكَ ياإِلهِي فَاغْفِرْ لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ ].

السابع: أن يدعو بدعاء كميل، وسيذكر في الفصل الاتي إن شاء الله تَعالى (ص135).

الثامن: أن يقرأ الدعاء: اللّهُمَّ ياشاهِدَ كُلِّ نَجْوى. ويدعى بهِ ليلة عرفة أيضاً وسيأتي إن شاء الله تَعالى (ص454).

التاسع: أن يقول عشر مرات: [ يادائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، ياباسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، ياصاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا ياذا العَلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ ].

وهذا الذكر الشريف وارد في ليلة عيد الفطر أيضاً.
العاشر: أن يأكُل الرمان كما كانَ يعمل الصادق (عليه السلام) في كل ليلة جُمعة، ولعل الاَحسن أَن يجعل الاَكُل عند النوم، فقد روي أنّ من أكلَ الرمان عند النوم أمن في نفسهِ إلى الصباح وَيَنبَغي أن يبسط لاكلِ الرمان منديلاً يحتفظ بِما يتساقط من حَبِّهِ فيجمعهُ ويأكلهُ وكما ينبغي أَن لايشرك أحداً في رمانتهِ.

روى الشيخ جعفر بن أحمد القمّي في كتاب (العروس) عَن الصادق (عليه السلام): أنّ من قال بَينَ نافلة الصبح وفريضته مائة مَرَّة: سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، اسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. بنى الله لَهُ بيتاً في الجنة.

وهذا الدعاء رواه الشيخ والسَّيِّد وغيرهما وقالوا: يستحبّ أن يدعى بهِ في السَّحر ليلة الجُمعة، وهذا هو الدعاء: [ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي الغَداةَ رِضاكَ وَأَسْكِنْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا أَرْجُوَ وَلا أَخافَ إِلاّ إِيّاكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي ثَباتَ اليَقِينِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَوْحِيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقامَةِ وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ وَالرِّضا بِالقَضاء وَالقَدْرِ، ياقاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ يامَنْ يَعْلَمُ مافِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاغْفِرْْ ذَنْبِي وَأَوْسِعْ رِزْقِي وَاقْضِ حَوائِجِي فِي نَفْسِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَأَهْلِي. إِلهِي، طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إِلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إِلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ العُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاّ إِلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإِلَيْكَ المُلْتَجاءُ، يا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مَسْؤولٍ، هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي، يامَلْجَأَ الهارِبِينَ بِأَثْقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها عَلى ظَهْرِي، لا أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطَّالِبُونَ وَأَمّلَ مالَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يامَنْ فَتَقَ العُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فِي كِفاءٍ لِتَأْدِيَةِ حَقِّهِ ، صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وَآلِهِ ، وَلاتَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ عَلى عَقْلِي سَبِيلاً وَلا لِلْباطِلِ عَلى عَمَلِي دَليلاً ].

فاذا طلع الفجر يَوم الجُمعة فليقُل: [ أَصْبَحْتُ فِي ذِمَّةِ الله وَذِمَّةِ مَلائِكَتِهِ وَذِمَمِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَذِمَّةِ مُحَمدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَذِمَمِ الأَوْصِياء مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، آمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلامُ وَعَلانِيَتِهِمْ وظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ فِي عِلْمِ الله وَطاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ].

وَروي أنّ من قالَ يَوم الجُمعة قَبلَ صلاة الصبح ثلاث مرّات: [ أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ]. غفرت ذنوبه ولو كانت اكثر من زبد البحر.

 

صلاة أخرى في يوم الخميس للحاجة : من كانت له حاجة مهمة
فليغتسل يوم الخميس عند ارتفاع النهار قبل الزوال فليصل ركعتين ، يقرء في
الأولى منهما الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد وآخر الحشر .
( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم
* هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز
الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له
الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) .
وانا أنزلناه في ليلة القدر . فإذا سلم يأخذ المصحف فيرفعه فوق رأسه ثم
يقول : بحق من أرسلته به إلى خلقك وبحق كل آية لك فيه وبحق كل
مؤمن مدحته فيه ، وبحقك عليك ولا أحد اعرف بحقك منك يا سيدي يا
الله عشر مرات ، بحق محمد صلى الله عليه وآله عشر مرات بحق على عشرا ، بحق
فاطمة عشرا – ثم تعد كل إمام عشر مرات حتى تنتهى إلى إمام زمانك – إصنع
بي كذا وكذا يقضى حاجتك انشاء الله تعالى .
صلاة أخرى للحاجة في يوم الخميس : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : من
صلى الخميس أربع ركعات يقرء في الأولى منهن الحمد مرة وإحدى عشرة
مرة قل هو الله أحد وفي الثانية الحمد مره وإحدى وعشرين مرة قل هو الله
أحد وفى الثالثة الحمد مرة وإحدى وثلاثين مرة قل هو الله أحد وفي الرابعة
الحمد مره وإحدى وأربعين مرة قل هو الله أحد كل ركعتين بتسليم فإذا سلم
في الرابعة قرء قل هو الله أحد إحدى وخمسين مرة ، وقال : اللهم صل على محمد
وآل محمد إحدى وخمسين مرة ، ثم يسجد ويقول في سجوده : يا الله يا الله مأة
مرة وتدعو بما شئت ، وقال : إن من صلى هذه الصلاة وقال هذا القول لو سئل
الله في زوال الجبال لزالت أو في نزول الغيث لنزل ، إنه لا يحجب ما بينه وبين
الله وإن الله تعالى لغضب على من صلى هذه الصلاة ولم يسئل حاجته .
دعاء يوم الخميس :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم إني أسئلك سؤال الخائف من وقفة
الموقف الوجل من العرض ، المشفق من الخشية لبوائق القيامة ، المأخوذ
على الغرة النادم خطيئته المسؤول المحاسب المثاب المعاقب الذي
لم يكنه عنك مكان ، ولا وجد مفرا منك الا إليك ، متنصلا من سيئ عمله
مقرا ، فقد أحاطت به الهموم وضاقت عليه رحائب التخوم ، موقنا بالموت ،
مبادرا بالتوبة قبل الفوت ان مننت على بها وعفوت عنى فأنت رجائي إذا
ضاق عنى الرجاء وملجأي إذا لم أجد فناء الالتجاء توحدت بالعز وتفردت
بالبقاء ، فأنت المنفرد الفرد المتفرد بالمجد لا يوارى منك مكان ولا يغيرك
زمان ، تألفت 1 بلطفك الفرق وفلقت بقدرتك الفلق ، ودبرت بحكمتك
دواجي الغسق ، وأخرجت المياه الصم الصياخيد عذبا وأجاجا ، وأهمرت 2
من المعصرات ماء ثجاجا ، وأخرجت من الأرض نباتا رجراجا ، وجعلت
الشمس للبرية سراجا والقمر والنجوم أبراجا ، من غير أن تمارس ابتدأت
لغوبا ولا علاجا ، فأنت اله كل شئ وخالقه ، وجبار كل شئ ورازقه ،
فالعزيز من أعززت والشقي من أذللت ، والغنى من أغنيت والفقير من
أفقرت ، أنت وليي ومولاي عليك رزقي وبيدك ناصيتي ، فصل على محمد
وآله وافعل بي ما أنت أهله ، وعد بفضلك على عبد غمره جهله ، واستولى
عليه التسويف حتى سالم الأيام واحتقب المحارم والآثام ، فصل على محمد
وآل محمد واجعلني سيدي عبدا يفزع إلى التوبة ، فإنها مفزع المذنبين ،
وأغنني بجودك الواسع عن لؤم المخلوقين ولا تحوجني إلى شرار العالمين ،
وهب لي عفوك في موقف يوم الدين ، يامن له الأسماء الحسنى والأمثال
العليا ، جبار السماوات والأرضين ، إليك قصدت راغبا فلا تردني عن سنى
مواهبك صفرا ، انك جواد كريم مفضال ، يا رؤوفا بالعباد ومن هو لهم
بالمرصاد ، صل على محمد وآل محمد ، وأكرم مآبي واجزل ثوابي واستر
عورتي وانقذني بفضلك من اليم العذاب ، انك كريم وهاب ، فقد ألقتني
السيئات والحسنات بين ثواب وعقاب ، وقد رجوتك يا الهى أن تكون
بلطفك تتغمد عبدك المقر بفوادح الذنوب بالعفو والمغفرة يا غفار الذنوب ،
وتصفح عن زلله يا ستار العيوب ، فليس لي رب أرتجيه غيرك ولا ملك يجير
فاقتي سواك فلا تردني منك بالخيبة ، يا كاشف الكربة ومقيل العثرة ، صل
على محمد وآل محمد وسرني فانى لست بأول من سررته يا ولى النعم
وشديد النقم ودائم المجد والكرم صل يا رب على محمد وآل محمد
واخصصني بمغفرة لا يقاربها شقاء ، وسعادة لا يدانيها اذى ، وألهمني تقاك
ومحبتك وجنبني موبقات معصيتك ولا تجعل للنار على سلطانا انك أهل
التقوى وأهل المغفرة ، فقد دعوتك 1 يا الهي وتكفلت بالإجابة ، ولا ترد
سائليك وتخيب آمليك ، يا خير مأمول برأفتك ورحمتك وفردانيتك في
ربوبيتك ، صل على محمد وآل محمد واكفني ما أهمني من أمر دنياي
وآخرتي انك على كل شئ قدير ، وأنت سميع فأدرجني درج من أوجبت له
حلول دار كرامتك مع أصفيائك وأهل اختصاصك بجزيل مواهبك في درجات
جناتك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا ، اللهم وما افترضت للآباء والأمهات والاخوة والأخوات
فصل على محمد وآل محمد واحتمله عنى إليهم واغفر لنا ولهم وللمؤمنين
والمؤمنات انك قريب مجيب وذاك عليك يسير وصلى الله على سيدنا
محمد وآله الطاهرين .
وبعده في شكر النعمة :
اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت في كتابك : ( ضرب الله مثلا
قريه كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله
فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ، فبك آمنت وصدقت ،
فلا تجعل هذا مثلي في نعمتك يا سيدي ولا تجعلني مغترا بالطمأنينة إلى رغد
العيش آمنا من مكرك ، لأنك قلت في كتابك : ( ولا يأمن مكر الله الا القوم
الخاسرون ) وانا ابرء إليك من الحول والقوة معترف باحسانك مستجير
بكرمك ، من أن تذيقني لباس الجوع والخوف بعد الامن والنعمة وصل على
محمد وآله واجرني ولا تخذلني ، واستغفرك لذنبي فاغفر لي ، واجعلني ممن
سبقت له منك الحسنى فأسعدته في الآخرة والأولى ، واسئلك يا سيدي
ان تصلى على محمد وآل محمد وان تستجيب دعائي وتحقق بفضلك املى
ورجائي يا الله فلك الحمد يا حي يا قيوم .
عوذة يوم الخميس :
بسم الله الرحمن الرحيم ، أعيذ نفسي ووالدي ( وولدي ) 1 وجميع ما
رزقني ربى وما أنعم به على وعلى جميع إخواني المؤمنين والمؤمنات بالله
الأعز الأكبر ، وأعيذها بالله الأعز الأعظم ، وأعيذها بالله الاجل الا رفع ،
وأعيذها بالله رب المشارق والمغارب ، من شر كل شيطان مارد وقائم وقاعد
وحاسد ومعاند ، وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم ويذهب عنكم
رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ، اركض برجلك هذا
مغتسل بارد وشراب وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه
مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا ، الآن خفف عنكم وعلم أن فيكم ضعفا
، ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم
يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا ، فسيكفيكهم الله وهو
السميع العليم والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، لا إله إلا الله
محمد رسول الله وحسبنا الله ونعم الوكيل . 2

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...