الرئيسية / من / طرائف الحكم / حقوق المرأة في الإسلام بين السائل والمجيب

حقوق المرأة في الإسلام بين السائل والمجيب

السید حسين الحيدري

1441هـ.ق

مكانة الأسرة في الشريعة الإسلامية

ثم إنّ أهمَّ مؤسسةٍ اجتماعيةٍ أكدتْ عليها تعاليم الدين الإسلامي، هي (الأسرة) التي أحاطها الإسلام بالرعاية التامّة والعناية الكبيرة، وركز على بنائها وحفظها لأنها ينبوع الرحمة الإلهية في كلِّ مُجتمع، فالتربية الصالحة للأجيال إنما تكون عبر مؤسسة (الأسرة)، فهي التي تحمي أفرادها مِنَ الأضرار والأخطار الاجتماعية، وهي التي يَنشأ تحت ظلِّ رعايتها أجيالٌ مِنَ الأفراد،صالحين سالمين نفسياًّ وروحيّاً وأخلاقيّاً.

ومتى شاهدنا مجتمعاً يحافظ على (الأسرة) ويعتني بها ويهتمّ بتوفير مُستلزمات بقائِها، ويمَنع عوامل تفككها وانهيارها، كان ذلك المجتمع سعيداًمُتحابّاً مُتعاطفاً مُتراحماً فيما بين أفراده، تسودهم مكارم الأخلاق ومحامد الخصال، لأنّ الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وهي التي تعلم الحبَّ والرحمة والاحترام والتعاون بين أفراده، لذلك لمّا انهارتْ الأسرة في المجتمعات الغربية، انتشرتْفيها أنواع الانحرافات الأخلاقية والجرائم الاجتماعية، والحقد والكراهية والبغضاء، وتفشَّتْ بينهم الأمراض النفسية والروحية المتنوعة.

 

 

تشديد عقوبة الزنا هو لمصلحة الأسرة

وكذلك حينما منع الإسلام الروابط غير الشرعيّة أمثال الزنا، وشدَّد العقوبة عليها في الدنيا والآخرة، فإنه يريد حماية الأسرة مِنَ الإنحلال والإنهيار، فالمجتمعات التي انتشرتْ فيها العلاقات المُحرَّمة، انهارت الأسرة فيها وتتفككتْ أواصرها، عند ذلك انهار بناء المجتمع كله، وانتشرتْ فيه الأمراض النفسيّة والجنسيّة الفتاكة كالإيدز وغيره، ولا يُفكر الرجل فيه بالزواج وتشكيل الأسرة، ما دام يجد سهولة في تفريغ لذته عن طريق الزنا، فإذا امتنع الناس عن تشكيل الأسرة والإقدام على الزواج، فستنخفض حينئذٍ الولادات في تلك المُجتمعات، وتنهار بسبب ذلك بعد مُدَّةٍ من الزمن، وهذا هو ما يُحذِّرُ منه هذه الأيام، العقلاءُ والحكماءُ في الدول الغربية.

ثمّ إنه لو حملتْ المرأة الغربية عن طريق الزنا، فإنها سوف تقوم بإجهاضه وقتله كما تقول إحصائياتهم الرسميّة، ولو فرضنا أنها لم تفعل ذلك ثمّ ولدته، فسوف تتخلص منه برميه في الحدائق العامة،لكونه يعتبرُ عاراً عليها، ثمّ لو كتبتْ لهذا الوليد الحياة، فسوف ينشأ أيّامَ طفولته في دور الحضانة، محروماً مِن البيت العائلي ومِنْحُبِّ الأبوين وحنانهم ورعايتهم وحمايتهم، فينشأ مُعقداً نفسياً وحاقداً على البشريّة، لذلك تقول الإحصائيات الغربيّة، بأنّ أكثر المُجرمين الخطرين، هم مِمَّن نشأوا في دور الحضانة.

والسبب واضحٌ جداً، لأننا نشاهد في الأسرة الواحدة،ورغم حنوّالوالدين على طفلهما وحبّهما له واهتمامهما به، لكنه حينيولد طفلٌآخر لهم،فإنّ الأول سوف يغار مِنَ الوليد الجديدبشدّة، لأنه يشعر بأنّ حبَّ أبويه قد توزَّع بينه وبين الوليد الجديد، بينما كان يَحظى سابقاً بحبهما له فقط، لذا يحاول أنْ يؤذي أخاه الصغير بسبب ذلك.

فكيف بامرأةٍ واحدةٍ في دور الحضانة تدير عشرات الأطفال، وهي لا تحنو عليهم كحنوِّ الأمِّ على وليدها، لأنها عبارة عن موظفة تديرهم مِنْ أجل الراتب الشهري، لذلك ينشأ أطفال دور الحضانة في كثير مِنَ الأحيان، ولديهم أنواعٌمِنَ العُقد الروحيّة والأمراض النفسيّة.

والخلاصة هي أنّ كلَّ قانون إلهيّوضعه الشارع المُقدّس، سواء كان ذلك القانون للمرأة أو للرجل، فلابُدَّ أنْ تكون المصلحة فيه عائدة عليهما وراجعة إليهما، حتى لو جهلنا ذلك ولم ندركه، لأنّ الله مُحيطٌ بكلِّ الجوانب وعالمٌبكلِّ الخفايا في الماضي والحاضر والمستقبل.

 

 

الأجوبة التفصيلية عن كلِّ سؤال

والآن ننتقل إلى الجواب عن كلِّ سؤالٍ بخصوصه، لعلَّ الله تعالى يوفقنا إلى الكشف عن الحقائق المُضيئة لقوانين هذا الدين العظيم، ولكنها مستورة عن كثير مِنَ الناس.

*****

السؤال الأول:ما هي نظرة الإسلام إلى المرأة، وهل ينظر إليها على أنها أدنى منزلة مِنَ الرجل؟

الجواب:

أولاً: مِنَ المعلوم بأنّ نظرة الأمم السابقة (غير المسلمة) للمرأة مُختلفة جداً، لكنهم أجمعوا على انحطاط منزلتها عن الرجل، فمنهم مَنْ يرى بأنها لا تحمل الروح الإنسانيّة، أو أنها شيطانة أو أنها مصدر للشرور، أو أنها تجرّ الرجل نحو ارتكاب الخطيئة، أو أنها خلقتْ مِنْ مادة أدنى مِنْ مادة الرجل، أو أنها خلقتْ لِخدمة الرجل، وكان بعضهم يعتقد بأنّ العبادات لا تقبل مِنَ المرأة، وأنّ الفضائل مُنحصرة في الرجال فقط.

ثانياً: بينما الإسلام كرّم المرأة وجعلها في منزلةٍ عظيمة جداً، فقد ورد عن النبيaأنه قال: (ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهنّ إلا لئيم) رواه ابن عساكر عن الإمام عليg، كما في كنز العمال ج16 ص371 حديث 44943، فالمرأة إنْ كانتْ أمّاً (فالجنة تحت أقدامها)مستدرك الوسائل ج2 ص628، وإنْ كانتْ بنتاً (فهنّ حسنات يُثاب على تربيتهنّ الآباءويدخل الجنة بسببهنّ) مضمون حديث رواه الكليني في الكافي ج6 ص6، وقال النبيa: (خير أولادكم البنات) مكارم الأخلاق ص219، وإذا كانتْ زوجة (فخيركم خيركم لأهله) وسائل الشيعة ج20 ص171 حديث 25336،)ومَنْ تزوّج أحرز نصف دينه) كلمة التقوى لمحمد أمين زين الدين ج7 ص5، فهي سبب تكامل الزوج ورُقيّه المعنوي والدينيّ.

ولقد بلغتْبعض النساء قِمماً شامخة في الفضل والكمال،لم يبلغها كثيرٌ مِنَ الرجال، كمريم ابنة عمران وآسية زوجة فرعون، حيث ضرب الله في القرآن بهما المثل للذين آمنوا رجالاً ونساء، لكي يقتدوا ويتأسّوا بهما، وكفاطمة سيدة نساء العالمين وأمّها خديجة وابنتها زينب عليهم السلام، حيث سبقنَ في مواقفهنّ الرائعة عظماء الرجال على مرِّ التاريخ، فالطريق مفتوحٌأمام المرأة على مصراعيه، لترتقي في سلم المجد وتسلك سبل العظمة وتتسنم قلل الكمال.

ثالثاً: إنّ المصدر الأول للتشريع في الإسلام هو القرآن الكريم، ولو ألقينا نظرة سريعة على آياته الشريفة، وجدناها تنظر للمرأة على أنها إنسانٌ كالرجل تماماً:

1 ـ (يَاأَيُّهَاالنَّاسُاتَّقُوارَبَّكُمْالَّذِيخَلَقَكُمْمِنْنَفْسٍوَاحِدَةٍوَخَلَقَمِنْهَازَوْجَهَا) النساء.

2 ـ (وَمِنْآيَاتِهِأَنْخَلَقَلَكُمْمِنْأَنفُسِكُمْأَزْوَاجاًلِتَسْكُنُواإِلَيْهَاوَجَعَلَبَيْنَكُمْمَوَدَّةًوَرَحْمَةً) الروم: 21.

3 ـ (وَاللهُجَعَلَلَكُمْمِنْأَنفُسِكُمْأَزْوَاجاًوَجَعَلَلَكُمْمِنْأَزْوَاجِكُمْبَنِينَوَحَفَدَةً) النحل: 72، ويلاحظ في هذه الآيات تصريحٌ بأنّ المرأة خلقتْ من نفس جنس الرجل تماماً.

4 ـ (إِنَّالْمُسْلِمِينَوَالْمُسْلِمَاتِوَالْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِوَالْقَانِتِينَوَالْقَانِتَاتِوَالصَّادِقِينَوَالصَّادِقَاتِوَالصَّابِرِينَوَالصَّابِرَاتِوَالْخَاشِعِينَوَالْخَاشِعَاتِوَالْمُتَصَدِّقِينَوَالْمُتَصَدِّقَاتِوَالصَّائِمِينَوَالصَّائِمَاتِوَالْحَافِظِينَفُرُوجَهُمْوَالْحَافِظَاتِوَالذَّاكِرِينَاللهَكَثِيراًوَالذَّاكِرَاتِأَعَدَّاللهُلَهُمْمَغْفِرَةًوَأَجْراًعَظِيماً) الأحزاب: 35.

5 ـ (فَاسْتَجَابَلَهُمْرَبُّهُمْأَنِّيلاأُضِيعُعَمَلَعَامِلٍمِنْكُمْمِنْذَكَرٍأَوْأُنْثَىبَعْضُكُمْمِنْبَعْضٍ) آلعمران: 195.

6 ـ (مَنْعَمِلَصَالِحاًمِنْذَكَرٍأَوْأُنثَىوَهُوَمُؤْمِنٌفَلَنُحْيِيَنَّهُحَيَاةًطَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْأَجْرَهُمْبِأَحْسَنِمَاكَانُوايَعْمَلُونَ) النحل: 97.

وهذه الآيات الثلاثة الأخيرةتوضِّح أيضاً،بأنه لا فرق بين الذكر والأنثى في الجزاء والثواب عند الله تعالى، وقد جاءتْ هذه الآيات لِتردَّ على الأفكار الخاطئة التي كانتْ سائدةً في الأمم السابقة عن المرأة.

7 ـ (يا أيها الناس إنا خلقناكم مِنْ ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّأكرمكمعنداللهأتقاكم) الحجرات: 13، وهذه الآية صريحة في المساواة بين الذكر والأنثى،وأنّ الأكرم منهماعند الله هو الأتقى، سواء كان ذكراً أو أنثى.

ولهذا قال النبيa: (ألا إنّ الناس مِنْ آدم وآدم مِنْ تراب، وأكرمكم عند الله أتقاكم) من لا يحضره الفقيه ج4 ص363.

والعجيب أنّ القرآنالكريماستخدم أساليب مُختلفة لِيُدللعلىالمساواةوعدمالتفرقةبينالمرأةوالرجل في الفضائل، ومِنْ هذه الأساليب اللطيفة، أنّكلمة(رجل)مُفردة وردتْ في القرآن(24)مرّة،وكذلك وردتْكلمة(امرأة)مُفردة(24)مرّة!!

رابعاً: إنّ روح الإنسان هي حقيقة الإنسان وليس جسده، والروح هي التي لها علاقة بالفضائل والمعارف والتكاملالمعنوي والتقوى، وهذه الروح موجودة في الذكر والأنثى على حدٍّ سواء، لأنّ جوهر الروح وحقيقتها لا هي مُذكرة ولا هي مؤنثة، بينما جسد الإنسان هو الذي يكون تارة مُذكر وتارة مؤنث، وبدن الإنسان ليس له علاقة بالفضائل والكمالات المعنوية أبداً، لذلك لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم، ولا حديثٌ عن النبيaوأهل بيتهb، اعتبر فيه الكمال مشروطاً بالذكورة أو ممنوعاً عن الأنوثة، بل إنّ طريق الكمالات المعنوية مفتوحٌ أمام الذكر والأنثى.

خامساً: لو درسنا وضع المرأة المأساوي في العصر الجاهلي، وكيف كانت تعتبرعاراً عليهم يجب التخلص منه بدفنها في التراب، وكيف يَسْوَدُّ وجهُ الأبّ حين يُبشَّر بولادة الأنثى: (وَإِذَابُشِّرَأَحَدُهُمْبِالأُنثَىظَلَّوَجْهُهُمُسْوَدًّاوَهُوَكَظِيمٌيَتَوَارَىمِنَالْقَوْمِمِنسُوءِمَابُشِّرَبِهِأَيُمْسِكُهُعَلَىهُونٍأَمْيَدُسُّهُفِيالتُّرَابِأَلاَسَاءمَايَحْكُمُونَ) النحل: 58 – 59.

وكيف كانتالمرأةفي الجاهلية تعامل مُعاملة الحيوان، بلا حقوقٍإنسانيةٍ مُعترفٍ بها، فليس لها حقٌفي الميراثولاحقٌفي التصرّففيأموالهاولاحقٌفي التملك،ولا حقٌ في إبداء الرأي، حيث تجبر على الزواج ممّنيشاء الأب، وليس لها حقُّ الاعتراض على تزويجها، فهيمُنتَزعةالحقوق تماماً، بل كانوا يجبرونها على البغاء لِتدرَّعليهم أرباحاً طائلة، فأنكر عليهم الإسلام ذلك، قال تعالى: (ولاتكرهوافتياتكمعلىالبغاءإنْأرَدْنَتحصُّناًلِتبتغواعَرَضَالحياةِالدنيا) النور: 33.

عندها ستتبين عظمة قوانين الإسلام، التي جاءتْفي مثل تلك الظروف القاسية على المرأة، لتحريرها مِنَ الظلم الكبير الذي كان مُحيقاً بها مِنْ كلِّ جانب:

ألف:فقد أعطاها الإسلام مِنَ الاحترام والإكرام اللائق بها، حيث أمر الرجال قائلاً لهم: (وعاشروهنّ بالمعروف).

باء:كما جعل لها مِنَ الحقوق والواجبات بالتساوي: (ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف)، بما يتناسب مع خلقتها وطبيعتها الأنثويّة.

جيم: وعبّر عن احتياج أحدهما للآخر بالتساوي بينهما قائلاً: (هنّلباسٌلكموأنتملباسٌلهنّ)، فكما أنّ الرجل سترٌ للمرأة عن الوقوع في الحرام، كذلك المرأة سترٌ له عن الوقوع فيه، وكما يتزيّن الرجل بلباسه فهو يتزيّن بالمرأة، وكذلك تتزين هي بالرجل، وكما أنّ الثياب سببُ راحةٍ للرجل، فكذلك هي سببُ راحةٍ للمرأة، فالحقوق بينهما مُتقابلة ومُتوازنة وبصورةٍ مُتكافئة.

دال:بل جعل لها الحقّ في تغيير الباطل، كما أنّ للرجل مثل هذا الحق، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، فالمؤمنون والمؤمنات مُكلفون بهاتين الوظيفتين المُهمَّتين، وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يختصُّ ذلك بالرجال مُطلقاً.

هاء:كما أنّ الإسلام فسح للمرأة المجال لكي تدخل على أكبر شخصيّة، وهو رئيس الدولة الإسلامية النبيَّ محمدaمتى تشاء، لتطالبه بحقوقها أو تشكو له ظلم مَن ظلمها، وكان النبيaيستمع لهنّ ويُصغي إليهنّ، ثمّ يُجيب أسئلتهنّ أو يدفع الظلم عنهنّ، كما في قضية وافدة النساء إلى النبيaأسماء بنت يزيد الأنصاريّة، أو تلك التي جاءتْ تجادل النبيَّaفي زوجها، كما في أول سورة المجادلة.

واو:بل إنهنّ بايعن النبيَّaكما بايعه الرجال على السواء، قال تعالى: (يا أيها النبيُّ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك….) الممتحنة: 12.

والقائمة طويلة جداً، ولكنا نكتفي بما ذكرناه مِنَ الأمثلة مراعاة للإختصار.

سادساً: لابدّهنا مِنْ بيان نقطة مهمة جداً، وهي أنّه إذا كان هناك اختلاف في الأحكام الإسلامية بين الرجل والمرأة، فإنّ هذا الإختلاف مُرتبط بالأعمال التنفيذية، والأعمال التنفيذية عبارة عن وظائف، والوظائف هي بسبب اختلاف طبيعة الجسد بين الرجل والمرأة، ولا عِلاقة للأعمال التنفيذية بالكمالات المعنوية مُطلقاً، فلا يوجد أيّ كمالٍ شرطه الذكورة ومانعه الأنوثة.

فوجود بعض الاختلافات في المسؤوليات الاجتماعية، يقتضيه اختلاف التركيب العضوي والعاطفي لدى الرجل والمرأة، فلا يَصُحّ أنْ نكلف المرأة أيّام حملها ورضاعتها، حيث تكون ضعيفة البنية نحيفة البدن، بتكاليف شاقة بحُجّة المساواة بينها وبين الرجل، كما فعل الغربُ في مصانعهم مع المرأة، حيث حُمِّلتْ المرأة أعمالاً شاقة بحُجّة المساواة، وأمّا مِنَ الناحية العاطفية فيناسبها تربية الأطفال أو علاج المرضى، لِمَا تحمله مِنْ عاطفة فيّاضة وأحاسيس مُرهفة، ولا يُناسبها حمل الأثقال أو قيادة الشاحنات أو العمل في المناجم أو القتال في ساحات الوغى، ولا يضرُّ بقيمتها المعنويّة مثل هذا الاختلاف في التكاليف، لأنّ أبواب السعادة والتكامل الروحيّ والرُقِيِّ المعنويّ، مفتوحة أمام المرأة والرجل بالتساوي.

وقد يقال: بأنّ المرأة مثلاً تترك صلاتها وقتَ عادتها الشهرية، وبذلك حُرمتْ مِنَ التكامل المعنوي ومِنَ الأجر والثواب الأخروي في هذه المُدّة.

والجواب:إنّ الإسلام أوضح بأنها إذا توضّأتْ وجلستْ في مُصلاها نحو القبلة، وذكرتْ الله بمقدار صلاتها فإنّ لها ثواب الصلاة، فلم يفتها إذنْ مِنَ الثواب شيءٌخلال تلك الفترة أيضاً، كما أنّ المرأة تبلغ قبل الرجل بست سنين غالباً، فهي تعبد الله وتحصل على الثواب، والولد يلعب ويلهو ولم يبلغ سنّ التكليف، حيث لا يجب عليه أنْ يعبد الله ليحصل على الثواب.

فلو قيل:إنّ الولد إذا تعبّد قبل البلوغ حصل على الثواب.قلنا: بأنّ البنت كذلك لو عبدت الله قبل بلوغها.

سابعاً: وقد يقال بأنّ المرأة في الغرب اليوم قد حصلتْ على حقوقها، ونقول: سوف يأتي توضيح هذا الموضوع بشكلٍ مُفصَّل في الفصل الثاني مِنَهذا الكتاب، وهناك سوف نتعرّف على حقيقة وضع المرأة في المجتمعات الغربية هذه الأيام، فانتظر الجواب في الفصل الثاني.

شاهد أيضاً

الأمريكي هو شريك للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني

اكد قائد حركة انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له اليوم الخميس ان ...