نجاح عليۣ مراد الخطاويٛ ولد عام1958م في مدينة واسط، تلك المدينة التي سطّرت تاريخا جهاديا وبطوليا حفرته في الذاڪرة الجهادية لشعبنا، من خلال دماء ومواقف رجالها وتضحياتهم من أجل الإسلام…
يمتد تاريخ تلك المدينة الى مواقف الصحابي الجليل سعيد بن جبير رضواناللهتعالىعليه والسيد قاسم شبررحمهاللهتعالى، ذلك الرجل الذي وقف ضد النظام الصدامي وقد تجاوز العقد التاسع من عمره. من تلك المدينة الصامدة، أسرة مجاهدة ربَّت أبناءها على الإباء، وأرضعتهم الشجاعة وفضائل الأخلاق، هي أسرة الشهيد أبي تراب الواسطي، حيث عُرفت تلك الأسرة بالتزامها وبحبها لأهل البيت عليهمالسلام ووقفت شوكة في عيون العفالقة المجرمين.
أڪمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدينته، عُرف عنه نشاطه الإسلامي وحركته الدؤوبة ودعوته للشباب إلى الالتزام بالإسلام ونصرته، وخصوصا بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فكان كثير الحضور في المساجد والحسينيات،
للاشتراك في مجالسها، التي تضم الشباب المؤمن في المنطقة، يغترفون منها الوعي والفكر النيّر. لم يكن أزلام النظام بعيدين عن تلك الظاهرة، فقاموا باعتقال العشرات من المؤمنين وعلى رأسهم نجاح عام1981م، وأُفرج عنه عام1983م، لكنه بقي على عهده لم ينكُث ولم يفُتّ في عضده كثرة ما قاسى من ألوان التعذيب النفسي والجسدي.
بقيت عيون البعث البغيضة تلاحقه أينما حل، عندها قرّر الهجرة إلى إيران فكانت رحلة شاقة عبر كردستان العراق.
بعد أشهر قضاها في معسكر اللاجئين في مدينة كرج الواقعة غرب مدينة طهران، خرج ليسكن في مدينة قم حيث قدّم للدراسة الجامعية وقُبل في جامعة مشهد كلية العلوم — فرع الكيمياء، لكنه عزف عنها، كما أنه عزف عن إكمال وإتمام دراسته الحوزوية في مدرسة الشهيد الصدر في مدينة قم المقدسة وقرر الالتحاق بالمجاهدين.
أحزم حقيبته، ليلتحق مخفّا بإخوانه المجاهدين ضمن الدورة الواحدة والعشرين بتاريخ17/5/1986م.
عُرف بأخلاقه الإسلامية العالية، وتفانيه في سبيل مبدأه، لاتأخذه في الله لومة لائم، كما عرف عنه تشجيعه للشباب المؤمن للدفاع عن بيضة الإسلام، ومقاتلة البعثيين الذين عاثوا في العراق ومقدساته فسادا.
كان يقيم مجالس العزاء الحسيني، ويسعى لجمع شمل إخوته العراقيين في المهجر، داعيا إلى وحدتهم، ويُعتبر المؤسس الأول للهيئة الحسينية في حي شهر قائم في قم المقدسة.
تزوج قبل أن يستشهد بثلاثة أشهر كانت ثمرة زواجه طفلة واحدة لم يمتع ناظريه بنظرة منه إليها، إلا أنَّ فاطمة تربت تربية إسلامية كما كان يتمنى أبوتراب وها هي تدرس الطب لتشق طريقها لخدمة المجتمع.
على قمم شمال بلدنا الحبيب يوم26 ذي الحجة 1406ه.ق، المصادف1/9/1986م كانت عاقبته الحسنى مع الثلة المجاهدة من أبناء الشهيد الصدر الذين سطّروا أروع ملاحم البطولة والفداء، حيث اصطبغت جبال حاج عمران بدمائهم الزاڪية، لتكون محطة انعطاف كبيرة في الحياة الجهادية، فتعانقت الأرواح الطاهرة وروح الشهيد أبي تراب الواسطي في الرفيق الأعلى لتفوز بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
ومن وصيته رحمهالله (الشهادة في سبيل المبدأ تبعث روح الشجاعة والبطولة والتضحية في النفوس، فحين يرى الإنسان إخوانه وأبناء شعبه قد ضحوا بأنفسهم في سبيل المبدأ، يقتنع وجدانيا بأن المبدأ أغلى من كل شيء، ويندفع إلى بذل حياته من أجل إحياء مبدأ الإسلام وقيمه، فإنّ كرامة الشعوب ومبادئها لايكتب لها البقاء بدون تضحيات).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا