ناصر قنديل
– العلاقة التاريخية بين سورية والجزائر هي علاقة بين شعبين ودولتين ، مؤسستين عسكريتين ، وقيادات تاريخية منتمية إلى خط عربي تحرري واحد ، ولذلك لاتشبهها أي علاقة تربط أي دولة عربية بدولة أخرى ، ففي العلاقة السورية المصرية التي شكلت علاقة الشعبين والجيشين نواتها الصلبة ، وتشكل جسرا صلبا في العلاقات العربية ، رغم كل التباينات السياسية في مواقف سورية ومصر من قضايا عديدة ، شكلت المتغيرات التي لحقت بطبيعة الحكم في مصر اختلافا جوهريا عن المرحلة التي كانت فيها دولة الراحل الكبير جمال عبد الناصر قبالة الدولة التي أسسها الراحل الكبير حافظ الأسد .
– في سورية والجزائر جيشان ومؤسسات حاكمة ، وقيادة ، يربط بينها خيط تاريخي واحد يجعل منها امتدادا لتاريخ عربي كفاحي يحفظ تراث النضال الوطني والقومي بوجه المستعمر الأجنبي وكيان الاحتلال ، وتمسكا واضحا لا مكان فيه للمساومة تجاه فلسطين وخيار المقاومة .
– التلاقي السوري الجزائري في الذكرى الستين لانتصار الثورة الجزائرية وما رافقه من حرارة خلال زيارة وزير الخارجية السورية فيصل المقداد للجزائر ، إحياء لهذا العمق الذي يثله الثنائي السوري الجزائري في وجدان كل القوميين وكل الوطنيين وكل المقاومين وكل دعاة الإستقلال والحرية .
– ليست القضية في ما إذا كانت سورية ستحضر القمة العربية في الجزائر ، على أهمية الحدث ، ولا في ما إذا كانت الجزائر ستطلب نقل القمة إلى بلد آخر إذا تعثرت عودة سورية الى الجامعة العربية بسبب تلبية بعض الحكومات العربية للطلبات الأميركية ، فالأمر تفصيل بالقياس لتمسك الجزائر بحضور سورية ، وتمسك سورية بانعقاد القمة في الجزائر ، و تمسكهما معا بموقع لا يعوض غيابه شيئ في وضع عربي شديد السوء .
– موقع سورية في المشرق وموقع الجزائر في المغرب ، وبينهما مصر في الوسط ، عقد فريد لمواجهة الأزمات ، سواء في ليبيا وتونس و الصحراء والمغرب او في العراق والأردن وفلسطين ولبنان .