مروحة من الأحداث تعصف على ساحة المحافظات الجنوبية. وكأن ما تعانيه تلك المحافظات من أزمات اقتصادية ومعيشية متتالية لا يكفي. حيث رصدت في الآونة الأخيرة جملة من التطورات العسكرية والأمنية، منها الخطف والاعتداءات. وأخطرها عودة التحشيد العسكري لقوات تنفذ الأجندة السعودية في البلاد، وانتشارها في مناطق متعددة خاصة في عدن.
وفي هذا السياق، وردت معلومات عن ان “رتلاً عسكرياً مكوناً من أكثر من 200 مركبة وصلت إلى عدن قادمة من محافظة شبوة، مروراً بنقطة العلم. وتؤكد المعلومات على ان مروحيات الأباتشي السعودية كانت ترافق الرتل وتعمل على حمايته، قبل ان تتجه بعدها إلى قصر المعاشيق وتتخذه مكاناً للتمركز.
فيما بدأت قوات منتمية لحزب الإصلاح بالانتشار العسكري، وبدأت بالتمركز في كريتر وجبل حديد، والذي يأوي أكبر معسكرات الانتقالي. عملية الانتشار هذه، تمت تحت إشراف خبراء عسكريين، ومن المتوقع وصول المزيد من ميليشيات الإصلاح إلى منطقة العبر للتجمع -بدعم سعودي- للتوجه بعدها إلى عدن، حسب ما أوردت صحيفة المسيرة.
وبحسب المعلومات الواردة فإن هذه القوة قد وصلت إلى عدن لتسليمها إلى ألوية الحماية الرئاسية، والتي تتولى مسؤولية حماية ما يسمى المجلس الرئاسي الذي هندسته الرياض لحماية مصالحها. وقد ذكرت وسائل اعلام تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، ان “العشرات من العربات والآليات العسكرية غادرت مدينة عتق باتجاه عدن”.
وتأتي هذه التحركات العسكرية، بالتوازي مع المفاوضات والوساطات المستمرة في العاصمة الأردنية لفتح الطرق، ووسط أجواء الهدنة التي تم تمديدها للمرة الثانية بغية فتح الباب أمام التوصل لحل سياسي مشترك يمكّن الأطراف من التوصل إلى قرار انهاء الحرب.
وعلى المقلب الآخر من مسلسل الاعتداءات المستمرة، اعتقلت قبل ميليشيات العمالقة، الشاب أحمد مبارك سنان، من شبوة، في مدينة العليا منذ شهر نيسان/ مارس الماضي. وعلى الرغم من ان أحد وجهاء في بيحان كان قد قدم ضمانة له، إلا ان الجماعة ترفض الافراج عنه حتى الآن.
في حين ان قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، على أرضٍ حكومية قامت ببسط سيطرتها على عقار تابع لوزارة الإعلام بمحافظة عدن في ضمن سلسلة عمليات النهب غير المشروع لممتلكات الدولة والخاصة.
ووفقاً لوثيقة مسربة فقد بسطت قوة بقيادة قائد ما يسمى بـ “الحزام الأمني، محسن الوالي، على قطعة أرض كبيرة تعود ملكيتها الحكومية إلى محطة الإرسال الإذاعي في منطقة الحسوة بمديرية البريقة وجرفت مساحات منها كما توضّح الوثيقة.
توازياً مع تلك الأعمال التي تعمق الأزمة الأمنية في المحافظات الجنوب وتزيد من الأوضاع سوءاً غير قابلة للحل القريب، نتيجة السياسيات المتبعة من قبل “أدوات الرياض” في عدن. أفادت قناة الحدث ان هناك عدد من المنظمات الدولية قررت مغادرة عدن بسبب الأوضاع الأمنية. في ظل تحذيرات أممية من اضطرار بعض المنظمات الى مزيد من التخفيضات في الحصص الغذائية التي تقدمها للمحتاجين في اليمن، حسب التقرير الأخير الصادر عن الأمم المتحدة.