عين على العدو
أكبر انتشار لجيش الاحتلال في الضفة
كشف المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” طل لف رام أنَّ إعلان حركة “حماس” اليوم الجمعة على أنه “يوم الغضب” أدّى في نهاية تقدير وضع أجراه وزير الأمن الداخلي عومر بار لف، ونائبه يؤآف سغلوفيتش، مفتش الشرطة يعقوب شفتاي، قائد إقليم القدس وقائد حرس الحدود، إلى إتخاذ قرار مفاده تجنيد أربع سرايا حرس حدود بدءًا من صباح اليوم لتعزيز القوات في منطقة القدس والغلاف.
وأشار لف رام إلى أنَّ التوجيهات حصلت على موافقة وزير الأمن الداخلي ومفتش الشرطة، وقال “قبل ذلك وفي ظل المواجهات القاسية في مخيم شعفاط ومحيطه ليل الأربعاء والخميس، أُعطيت التعليمات لحرس الحدود بإدخال عشر سرايا احتياط في حالة استنفارٍ عالٍ خشيةً من تصعيد وحصول أحداث عنيفة مشابهة لتلك التي أدّت قبل حوالي سنة ونصف إلى الخروج لعملية “حارس الأسوار” (سيف القدس)”.
وتابع “في تقدير الوضع الذي أجراه مسؤولي الشرطة تبيَّن أيضًا أنَّ الحديث يدور عن أعمال “شغب” موضعية حصلت في القدس الشرقية على خلفية التشدُّد في الفحص الأمني بعد عملية إطلاق النار عند مدخل شعفاط، لكن مع ذلك، لا تجازف الشرطة وتأخذ الحذر، وهي تدرك أنَّ الحديث يدور عن تصعيد وبيان “حماس” يُلزم من ناحيتهم التفكير بمسار جديد”.
ولفت لف رام إلى أنَّ المؤسسة الأمنية تعتقد بأنَّ إستمرار التصعيد في أحياء القدس الشرقية، وبالتأكيد إذا ما إنزلقت الأحداث إلى باب العامود والحرم القدسي، قد تؤدي إلى تصعيد أمني إضافي أيضًا في مناطق إضافية.
وبحسب لف رام، يتابع جيش الاحتلال ما يحصل في قطاع غزة الذي لا يزال حتى الآن هادئًا تمامًا. وتعتقد المؤسسة الأمنية بأن الإغلاق الذي حصل عمليًا على الأرض في مخيم شعفاط بعد العملية في المعبر عشية “عيد العرش” اليهودي، كان له تأثير أيضًا على الجهات التي قادت التصعيد الأخير.
واعتبر أنَّ “السؤال الكبير بالطبع هو ما إذا كان الحديث يدور عن تصعيد موضعي وعنيف على وجه خاص، أو منحى سيتواصل لعدة أيام وسيزعزع الاستقرار الأمني. في الجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية يتابع المعنيون ما يحصل في القدس الشرقية، التي تقع تحت المسؤولية الأمنية للشرطة. على ضوء التوتر، انتشار القوات الأمنية وحجمها من الجيش في الضفة الغربية وحتى شرطة “إسرائيل” وحرس الحدود في قطاع القدس هو الأكبر في السنوات الأخيرة في المنطقة”.
وترى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أنه يمكن وقف منحى التصعيد في القدس، لكنها تستعدّ لأنه في حال تواصل فإنه سيؤدي إلى تصعيد إضافي على الأرض.
كما أشار إلى “تأهب أمني كبير أيضًا في الضفة الغربية وخاصة في منطقة نابلس، قبيل صلاة يوم الجمعة ومواجهات بين قوات الجيش والفلسطينيين التي قد تندلع في عدة بؤر خلال اليوم، خاصة بعد إعلان حماس عن “يوم غضب””.
وعليه، سيواصل الجيش الصهيوني العمل في الأيام القريبة في جنين ونابلس، فيما يلاحظ نشاطات لأجهزة الأمن ضد المقاومين من بينهم مجموعة “عرين الأسود”، خشية من فقدان سيطرتهم في المدينة.
واستبعد المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” أن يخرج الجيش الإسرائيلي لعملية واسعة في شمال مستوطنة شومرون. مع ذلك، في أعقاب الإرتفاع الجوهري في عمليات وأحداث إطلاق النار، التي يبلغ معدلها الوسطي اثنين أو ثلاثة في اليوم في الفترة الأخيرة، يُدرَس إحتمال توسيع الأنشطة الهجومية من جنين وحتى نابلس لمحاولة كبح العمليات قبل أن تحصل على الأرض.
وبيّن أن حوالي 25 كتيبة للجيش الإسرائيلي تنتشر في منطقة الضفة الغربية، وهو أكبر انتشار هناك منذ سنوات طويلة، وحتى أكثر من عدد الكتائب التي كانت فيها عشية عملية “حارس الأسوار” في أيار/مايو 2021.