الرئيسية / تقاريـــر / قراءة في قمة بغداد الثانية

قراءة في قمة بغداد الثانية

محمد صادق الهاشمي

20-12-2022


يبدو من الحضور الفاعل في هذه القمة للدول العربية، وممثل الشوون الخارجية في الاتحاد الاوربي، وفرنسا، وايران وباقي الدول ان ثمة اهداف لهذه القمة، ولكن قبل استعراض الاهداف من الضروري ان نذكر باهم ما ورد من مشتركات في كلمات المشاركين فهم اكدوا على اهمية دور العراق وتحقيق الاستقرار ومساعدته في استعادة الامن وغير ذلك فضلا عن الاشارة الى السعي لربط العراق مع المنظومة الخليجية والدولية والاقليمية في مختلف المجالات الاقتصادية ،وان يكون العراق نقطة تلاقي الدول ومبداء لحل الازمات الاقليمية بالحوار ،ولكن هذا الامر الى جانبه تقف اشارات اخرى تعتبر بنظر هذه الدول الاساس لتفعيل المشاريع . اذن هناك ابعاد في هذه الموتمرات وهي :

اولا / الجانب الاقتصادي:

1- فمصر والاردن تريدان مد انبوب النفط لايصال مليوني برميل الى مصر واكثر منه الى الاردن .

2- والرئيس الفرنسي الذي قال (( امننا من امن العراق)) ،هو لم يغادر الحقيقة فربط الغاز القطري في انبوب ناباكو التركي الممتد إلى أوربا يمر بالاراضي العراقية التي تتميز بانبساطها وانخفاض كلف الربط ،فضلا عن توقيع شركة توتال الفرنسيه عقد استثمار غاز حقل عكاز في الانبار هو يتصل باهداف فرنسا بتامين الطاقه إلى الاتحاد الأوروبي في ظل ازمة اوربا الاقتصادية وازمة الطاقة كبديل عن الغاز الروسي فضلا عن مشاريع فرنسية متعددة في العراق .

3- اما اوربا فقدد اشار بوريل ممثل الشوون الخارجية في الاتحاد الاوربي قائلا ((من المهم أن يكون للعراق ضمن دول الخليج في ضمان تدفق النفط والغاز إلى أوربا)) وبهذا يتبين أن هذا المؤتمر هو استكمال لأهداف مؤتمر الطاقة الذي اقيم في ابو ظبي .

4- اما بلاسخارت ممثلة الامم المتحدة في العراق فقد صرحت (( أنها تدعو إلى أن يكون العراق منطلقا للحوار للأمن والشراكة)).

اذن في البعد الاقتصادي ان الخليج والمحور الدولي يسعيان الى جر العراق الى المنظومة العربية والخليجية في مجال الاقتصاد لمعالجة الازمة في اوربا ومصر والاردن وربط العراق مع الخليج اقتصاديا . ولكن السوال هنا ماذا يستفيد العراق ؟. وماهي المصالح التي تتحقق للعراق؟.
ام انه يعطي اكثر مما ياخذ؟.

وهل يراد منه الطاقة والغاز والسماح بمرور المال والغاز الخليجي الى اوربا عبر اراضيه دون ان يتحقق له النفع اولا؟

هذا ما يحتاج الى ايضاح وسوف يتضح اكثر في المستقبل خصوصا اذا تم تشكيل غرف تخطيط مهمة في العراق تتولى ادارة الشراكات القادمة علما ان الحضور اتفقوا على قمة ثالثة اكثر حضورا .

ثانيا : الجانب الامني :.

يبدوا من كلمات البعض انهم يعتبرون ان العراق مهدد ويتعرض امنه وسيادته الى الخطر وانه يواجه التحديات وانهم مستعدون للدفاع عنه ،ولايمكن الاستفادة من العراق مالم ينتهي التحدي الأمني. فقد قال السيسي (( مصر ترفض اي تدخلات خارجية في شوون العراق)) ،وطبعا هو لايرفض التواجد الامريكي ولا التدخل التركي وانما كلامه موجه الى ايران اولا واخيرا .

وقال ماكرون (( اذا اردنا ضمان استقرار العراق فعلينا حل المشكلات مع الجيران )) ،وهو واضح ما يقصد.

وقال وزير الخارجية السعودي (( المملكة توكد رفضها التام لاي اعتداء على اي شبر من ارض العراق )) ، وهو اكثر وضوحا في اعتبار العراق مهدد من جارته ايران وهم ينصبون انفسهم مدافعين عنه بعدما ارتقوا الدماء الغزيرة.

وبعد هذه المقدمة والتي اشرنا فيها الى جانبين في اهداف القوم هما نهب العراق وجره الى محور اخر فانه يتضح ان مشروعا اوربيا امريكيا خليجيا عربيا يخطط الى :

1- انقاذ اوربا اقتصاديا وايصال الطاقة اليها كبديل عاجل عن الغاز والطاقة الروسية .

2- لايسمح للعرق ان يتوازن بعلاقته بين المحيط الاقليمي والدولي مع ايران بل هومرغم ان يسير باتجاه واحد وعلى ايران ان تدرك ان العراق اصبح ضمن تلك المنظومة والولوج الى العراق لابد ان يتم من خلال هذه البوابة الجديدة. اذن موتمر بغداد يمختلف نسخه هو اعادة صياغة العلاقات الخارجية للعراق وطبيعة التعاملات الامنية والاقتصادية،بفرض خليجي اوربي .

3- جعل العراق ممرا ومنطلقا لاستثمارات اوربية وعربية منها مصر والادرن .

4- ربط المنطقة من الخليج الى الشام ومرورا بالعراق وصولا الى البحر المتوسط واوربا بمنظومة امن واقتصاد ولذلك تم التوجيه الى حضور تركيا في الاجتماع القادم (بغداد 3).

5- ما تقدم يجعلنا ندرك أن مخطط ما يسير بنحو جاد لسحب العراق بعيدا عن ايران .

6- الخليج يعلم ان الصين غير قادرة على حماية الخليج ولا حتى امريكا واروبا بل هم دول استثمار دون اي تعهد بالحماية لذا مارسوا بنحو الاضطرار ادخال ايران في القمة الثانية وهكذا الثالثة لممارسة اسلوب العصى والجزرة .

7- قمة بغداد الثانية والثالثة توسعت وتحولت الى مخطط دولي اكبر من حجم مصالح العراق فمن المقرران تنظم فرنسا القمة الثالثة وبحضور الاردن والامارات والبحرين والسعودية وعمان وقطر والكويت ومصر وايران وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي والامم المتحدة والاتحاد الاوربي .

8- طبعا في العمق يراد من هذه الموتمرات دمج العراق ضمن مشروع اقليمي عربي وخليجي وباشراف الامم والاتحاد الاوربي حتى لايكون العراق جزء من المحور المقاوم .
9- لايمنع مطلقاً أن يتعامل العراق بجدية مع تلك الموتمرات مهما كانت نوايا القوم لكن نحتاج إلي عقول مخططة عميقة رصينة ومراكز دراسات متينة وأحزاب متحالفة وجهود موحدة.

والقادم حاكم .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...