وفي حديث أجرته معه وكالة “روسيا اليوم” اليوم الخميس، أكد الأسد أن “التوافق السعودي الإيراني لا بد أن ينعكس إيجابًا على المنطقة بشكل عام، ولا شك سيؤثر على سورية. كيف؟ من الصعب أن نحدد الآن”.
وقال الرئيس الأسد: “إن الحديث عن أن هناك علاقة سورية إيرانية يجب أن تنقطع، لم يعد يثار مع سورية… هناك وفاء بين سورية وإيران عمره أربعة عقود. هذا الموضوع لم يعد مشكلة على الساحة العربية”.
أضاف: “هناك بداية حراك عربي من خلال طرح الأفكار، نحن بانتظار أي خطط تنفيذية أخرى لهذه الأفكار حول موضوع الأزمة السورية. لم نقطع العلاقات يومًا مع الدول العربية. قطع العلاقات ليس مبدأً صحيحًا في السياسة”.
وأوضح الرئيس الأسد أن عضوية سورية مجمدة في الجامعة العربية، وقال: “لا بد من إلغاء التجميد في إطار قمة عربية، ثم نشارك… الهدف هو العمل العربي المشترك، وليس القمة في حد ذاتها”.
وردًّا على سؤال، قال الرئيس الأسد: “نحن في عالم متعدد الأقطاب في مرحلة التشكيل. الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى نفسها على أنها قطب مهيمن. الولايات المتحدة بدأت تخسر هيمنتها المطلقة على الأسواق وغيرها”.
وعن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سورية، لفت الرئيس الأسد إلى أن الكيان الصهيوني لم يتوقف عن هذه الاعتداءات، وقال: “إسرائيل” تخلط الأوراق منذ 2013، وقامت بالتعاون مع الولايات المتحدة بإطلاق “داعش”. “إسرائيل” جُبلت على الإرهاب ومن الطبيعي أن تمارس ذلك”.
وأعلن عن أن إمكانية عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرتبطة بشروط أساسية، مؤكدًا أنه “إذا استوفيت هذه الشروط فلا موعد محددًا للقاء أردوغان.. قد يكون اليوم أو غدًا”.
وأوضح الرئيس الأسد أن أي لقاء سياسي يجب أن يحقق نتائج محددة، وأوضح أن أولويات سورية تتمثل في خروج كل القوات غير الشرعية من أراضيها، وهي التركية والأميركية، والتوقف عن دعم المنظمات الإرهابية.
وشدد الرئيس الأسد على أن “لا خلاف بين الشعبين السوري والتركي. والمشكلة في العلاقات السورية – التركية هي في السياسيين الأتراك، لأن لهم مطامع خاصة يريدون تحقيقها من خلال الحرب في سورية”.
وحول ما إذا كان الزلزال الذي تضرر منه الشعبان السوري والتركي، وما إذا كانت هذه الكارثة الإنسانية قد تعجّل فتح صفحة جديدة، قال الرئيس الأسد: “إن الزلزال الوحيد الذي قد يغير هذا الوضع الذي وصلت إليه العلاقات اليوم بسبب السياسيين الأتراك هو زلزال الانتخابات التي تستعد تركيا لتنظيمها”.
وشدد الرئيس الأسد على أن “المقترح التركي الأخير الذي تم طرحه خلال الاجتماع الرباعي على مستوى معاوني وزراء الخارجية، يجب ألا يكون هناك أي جدول أعمال، وألا تكون هناك أي شروط مسبقة، وألا تكون هناك أي توقعات”، موضحًا أن دمشق تصرّ على ضرورة وجود جدول أعمال للقاء، وأهمها مناقشة الانسحاب التركي من سوريو”.
وأوضح أنْ “لا حقيقة لما يتم الترويج له، حول أن سورية لا تذهب إلا بالحد الأقصى من الشروط، ولكن يوجد مطلب ثابت ووطني، وليس سياسيًّا، وهو الانسحاب من الأراضي السورية”.
وقال: “الأولوية هي لانسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية وأقصد التركية والأميركية… نحن لم نطرح شروطًا للقاء أردوغان وطرح موضوع الانسحاب من الأراضي السورية هو موضوع وطني وليس سياسيًّا”.
وردًّا على سؤال قال الأسد: “إن وزير الدفاع التركي ربما يعيش في مرحلة العصر الروماني، عندما كانت الدول تحدد حدودها تبعًا لقوتها العسكرية، كان الأولى أن يقول الحقيقة، وهي أنه لم تكن هناك أي مشكلة على الحدود بين البلدين قبل الحرب”، معتبرًا أن ما يحدث الآن من خلل أمني سببه السياسات التركية وتحديدًا سياسة أردوغان.
وأعلن أن تقديرات إعادة إعمار سورية بعد الحرب كانت تفوق 400 مليار دولار، وهو رقم تقريبي، وقد يكون أكثر من ذلك، باعتبار أن هناك مناطق خارج سيطرة الدولة.
وأشار إلى أن الرقم المفترض لتجاوز تداعيات الزلزال الأخير هو 50 مليار دولار، وهو أيضًا رقم افتراضي، مشيرًا إلى أن فحص البنى المدمرة لم يكتمل بعد.
وردًّا على سؤال، أكد الرئيس الأسد، أن العقوبات الأميركية المفروضة على سورية لم ترفع بعد الزلزال “لكن سُمح فقط بدخول بعض المساعدات الإنسانية”.
وبيَّن الرئيس الأسد أن “سورية قادرة بغض النظر عن العقوبات على إعادة تأهيل نفسها بعد الحرب، وبعد الزلزال، لأنها تمتلك كل المقومات، لكن المشكلة أن هذه العملية الآن هي أكثر كلفة وأكثر صعوبة، ومع ذلك فهي تتم ولكن في بعض القطاعات مثل الكهرباء، لذا نحن بحاجة لرفع الحصار عنا”.
وقال الرئيس الأسد: إن “السياسة الأوروبية مبنية على الكذب في كل شيء وفي كل الملفات، والملف السوري واحد من ملفات الكذب.. إن لم تكذب اليوم، فأنت لن تكون غربيًّا”.