12/05/2023
جواد جابر
تعد مواقع التواصل الاجتماعي من الوسائل الرئيسية للتواصل في العالم الحديث، وتمثل وسيلة سهلة وفعالة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة بالإضافة إلى التعرف على أشخاص جدد والمشاركة في المناقشات والأحداث. ولكن على الرغم من ذلك، تحمل هذه المواقع بعض المخاطر التي يجب على المستخدمين التعرف عليها وتفاديها.
مخاطر الإدمان
تشكل المواقع الاجتماعية متعة كبيرة للكثيرين، ولكن الإدمان عليها يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية خصوصًا عند الأطفال والمراهقين. وقد أظهرت الدراسات أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى الشعور بالوحدة والقلق والاكتئاب، كما أن الدخول المستمر على هذه المواقع يؤثر سلبًا على الإنتاجية والتركيز في العمل والدراسة، ويمكن أن يؤثر على النوم والصحة بشكل عام.
مخاطر خصوصية البيانات
خصوصية بيانات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي هي واحدة من جملة المخاطر الرئيسية. فمن خلال نشر المعلومات الشخصية والصور والفيديوهات، يتعرض المستخدمون لخطر انتهاك خصوصيتهم والتعرض للسرقة أو الاحتيال. وفي بعض الحالات، يمكن استخدام هذه المعلومات للتعرض للابتزاز أو الضغط على المستخدمين.
مخاطر التأثير على الصحة النفسية
تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأفراد بطرق مختلفة. يمكن أن تؤدي الانتقادات والتنمر على المنصات الاجتماعية إلى الشعور بالضعف والتشويش النفسي. كما أن الصور المتلاحقة للحياة الناجحة والسعيدة للآخرين يمكن أن تسبب الشعور بالإحباط واليأس وتؤثر على الثقة بالنفس.
كيفية تفادي المخاطر
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتفادي المخاطر عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى التوعية بالمخاطر والحذر اللازم، يمكن اتباع الإرشادات التالية:
• تحديد وقت محدد لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتقليل الوقت المستخدم على هذه المواقع بشكل عام. يمكن تحديد وقت محدد في اليوم للاستخدام والالتزام به، بدلاً من الدخول الى المواقع عشوائيًا طوال اليوم. ويمكن تخصيص الوقت الإضافي للأنشطة الإيجابية والمفيدة الأخرى مثل القراءة أو ممارسة التمارين الرياضية.
• يجب تحديد الأهداف من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وعدم تخطي هذه الأهداف والانجرار للأهداف التي من الممكن أن توقع الفرد في المخاطر.
• يجب تحديد قائمة الأصدقاء والتي تتشارك معهم بالأهداف والمبادئ.
• عدم نشر أي معلومات شخصية حساسة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعزيز الخصوصية عن طريق ضبط إعدادات الخصوصية على هذه المواقع (الملف الشخصي، الموقع الجغرافي، الاطلاع على النشورات، قائمة الاصدقاء). يجب تفادي نشر المعلومات الشخصية مثل العنوان أو رقم الهاتف أو التفاصيل المالية على المواقع الاجتماعية، حتى لا يتم استخدامها من قبل المتسللين أو المحتالين. ويمكن ضبط الخصوصية بحيث تحدد من يمكنه رؤية المحتوى الذي تشاركه.
• تجنب الانخراط في المناقشات السلبية والتنمر، والتركيز على القضايا الإيجابية والمفيدة، والتواصل مع الأشخاص الذين يساعدون على رفع المعنويات والإيجابية. يمكن تجنب المناقشات السلبية عن طريق الابتعاد عن الموضوعات الساخنة أو الحساسة التي قد تؤدي إلى الخلافات.
• مراقبة استخدام الأطفال والمراهقين للمواقع الاجتماعية، وتعزيز الوعي بالمخاطر وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال والمراهقين. كما يمكن تعزيز الوعي بالمخاطر وتوجيههم إلى السلوكيات الآمنة على الإنترنت. كذلك تثقيفهم على ضرورة إخبار الأهل وبشكل عاجل عن أي عارض ممكن أن يوجههم على الانترنت (مثل قيام احد الأشخاص بالتواصل معهم، الطلب منهم اعطاءهم معلومات عن افراد العائلة، الطلب منهم ارسال صور شخصية، القيام بارسال صور خادشة للحياء أو ابتزازهم بمعلومات أو صور شخصية لهم).
• أنشئ كلمات مرور قوية ولا تستخدم كلمة مرور واحدة لكافة حساباتك واحرص على تغييرها بشكل دوري.
• تجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أجهزة الاماكن العامة مثل المكتبات أو استخدام هواتف الأصدقاء أو الاتصال بالشبكات في الأماكن العامة (مثل: الاستراحات، المقاهي والحدائق).
• تجنب تسجيل الدخول بمعلوماتك الخاصة (بريد الكتروني، كلمات مرور وارقام الحسابات المالية) في الصفحات المرسلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي يمكن أن تكون صفحة وهمية مزيفة قبل التأكد من موثوقية ومصداقية هذه الصفحات لتجنب الاحتيال والسرقة.
• تجنب الموافقة السريعة على طلبات الصداقة من أشخاص لا تعرفهم أو لا تربطك بهم أي صلة، والحذر من قبول الصداقة قبل التأكد والبحث عن الشخص المرسل من يكون وماذا يريد.
• بحال الموافقة على طلبات الصداقة يجب عدم تحويل الصداقة الالكترونية لصداقة حقيقية (الاتفاق على لقاء، إعطاء معلومات) قبل التأكد من حقيقة الشخص لأنه على الاغلب ممكن ان تتعرض للابتزاز أو الاحتيال.
• الاستعداد الدائم للانسحاب أو الابتعاد لفترات عن مواقع التواصل الاجتماعي وعدم جعلها جزءًا أساسيًا من حياتك، الشيء الذي يساعد على معالجة مشكلات الافراط في استخدامها مثل تقليل التوتر والقلق والتحكم في دوافعك وانفعالاتك.
• انتبه دائمًا إلى أنك معرض للتجنيد من قبل العدو الإسرائيلي وأجهزة المخابرات العالمية والجماعات الإرهابية تحت عناوين مختلفة مثل عروض العمل والإعلانات الوهمية.
• شبكات التواصل الاجتماعي توفر للعدو بحرًا من المعلومات، احذر ماذا تفعل!
• يجب التبليغ الفوري والضروري لدى الاجهزة المتخصصة عند أي التعرض لأي ابتزاز أو احتيال أو محاولات تجنيد وعدم الاستسلام للمعتدي خشية الفضيحة أو الأذية.
بشكل عام، تعد مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة مفيدة ومسلية للتواصل والتفاعل مع الآخرين. ومع ذلك، يجب على المستخدمين الحذر من المخاطر التي تنشأ عن استخدامها المفرط والتي تشمل الإدمان، وخصوصية البيانات، والتأثير على الصحة النفسية، والنشر العام. ويجب على الجميع اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية خصوصيتهم وتجنب الإدمان وتجنب الآثار النفسية السلبية التي يمكن أن تؤثر على الحياة اليومية. ويجب على الأهل الاهتمام بصحة أطفالهم والمراهقين ومراقبة استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي.