الرئيسية / شخصيات اسلامية / الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)- ج01 / الصفحات: ٨١ – ١٠٠

٨١

“عليه السلام” فيها، ويسميها سنة الخير، وسنة البركة(١).

علي (عليه السلام) سجد لله لا للأصنام:

ومن أغرب ما سمعناه هنا: ما أشكل به بعض الناس على الروايات التي تذكر سجود علي “عليه السلام” في جوف الكعبة حين ولادته.

قال: فقد كانت الأصنام في جوف الكعبة، فيكون سجود علي “عليه السلام” لها..

ونقول:

أولاً: إن الله عز وجل لم يطلع هذا القائل الغريب الأطوار على غيبه هذا، ولا أخبره به نبي، ولا وصي.. وإذا كان السجود من هذا الطفل لا يكون إلا بتدخل إلهي، يهدف إلى إظهار الكرامة له “عليه السلام”، فالله لا يصنع الكرامة لعلي، لكي يعظم الأصنام، بل ليكون تعظيمه له تبارك وتعالى دون سواه.

ثانياً: يضاف إلى ذلك: أن النية هي التي تعين من يكون السجود له، ولم يطلع الله أحد على تفصيل نية علي “عليه السلام” في سجوده آنئذ..

ثالثاً: إن النص التاريخي يقول: إنه سجد لله، وشهد بالوحدانية،

١- بحار الأنوار ج٣٩ ص٣٢٨ ومستدرك سفينة البحار ج٧ ص٣٧٩ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٤ ص١١٥ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٧٥ وج٩ ص١٣٣.

٨٢

وبالرسالة..(١).

وفي نص آخر: سجد على الأرض، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وصي محمد رسول الله، وبمحمد ختم الله النبوة، وبي تتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين..(٢).

وفي نص آخر: أنه “عليه السلام” لما ولد سجد لله على الأرض، وحمده(٣).

فلا معنى للإجتهاد في مقابل النص، بادِّعاء: أنه “عليه السلام” قد سجد للأصنام!!

رابعاً: إن قول هذا القائل حجة عليه، فهل يستجيز لنفسه أن يغير دينه، ويعبد الأصنام، والعياذ بالله، استناداً إلى وهمه هذا بأن المعجزة قد ظهرت له فيها؟!..

وهل يمكن أن يظهر الله أمراً يوجب التغرير بعباده، ويوقعهم في

١- راجع: مستدرك سفينة البحار ج٦ ص٢٨٢.

٢- روضة الواعظين ص٧٩ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج٢ ص١٧٣ و (ط المكتبة الحيدرية) ج٢ ص٢٢ وبحار الأنوار ج٣٥ ص١١ و ١٤ و ١٠٤ وج٣٨ ص١٢٥ والدر النظيم ص٢٣٢ والفضائل لابن شاذان ص١٣٦ و (ط المكتبة الحيدرية ـ سنة ١٣٨١هـ ـ ١٩٦٢م) ص٥٨ وجامع الأخبار ص٥٧ و ٥٨ ومعارج اليقين في أصول الدين للشيخ محمد السبزواري ص٥٨ والأنوار العلوية ص٣٣ و ٣٧.

٣- مناقب آل أبي طالب ج٣ ص٣٨ وبحار الأنوار ج٣٩ ص٤٨.

٨٣

الشبهة والباطل؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

ولأجل ذلك نقول:

إن كل من يسمع منه هذا القول لا بد أن يعلن تكذيبه له، وسخريته به، ويعتقد أن الله لا يصنع للأصنام أي شيء يدل على علو شأنها، وبذلك يحقق توحيد الله، وتنزيهه تبارك وتعالى..

وأخيراً: فإنني لا أدري ماذا يقول هذا الرجل عن أهل نحلته، الذين ما زالوا يقولون عن علي “عليه السلام” إذا ذكروه: كرم الله وجهه، وحجتهم في ذلك أنه “عليه السلام” لم يسجد لصنم قط.

خلف أستار الكعبة أم في داخلها؟!:

وقد حاول السيد هاشم معروف الحسني أن يبهم أمر ولادته “عليه السلام” في جوف الكعبة، فقال: “أطلَّ على هذه الدنيا من الكعبة، وقد جاءتها أمه فاطمة بنت أسد مستجيرة بالله، فلاذت إلى بعض جوانبها، وقد خشيت أن تراها عيون أولئك الذين اعتادوا الإجتماع في أمسياتهم إلى أروقة البيت وفي داخله، فانحازت ناحية، وتوارت عن عيونهم خلف أستار الكعبة” ثم ذكر ولادتها إياه هناك(١).

ونقول:

١ ـ إن الكعبة لم تكن مجمعاً للناس في داخلها.. بل كانوا يجتمعون ولا

١- راجع: سيرة الأئمة الإثنى عشر للسيد هاشم معروف الحسني ج١ ص١٤٢.

٨٤

يزالون في المسجد حولها.. فلماذا تهرب منهم إلى خارج الكعبة لتكون خلف استارها.. إلا إذا فرض أن المراد بالبيت هو المسجد الحرام كله..

٢ ـ إن الأستار تجعل على ظاهر الكعبة، فتتدلى على جوانبها الخارجية من سطحها إلى الأسفل.. فإذا قيل: فلان متعلق بأستار الكعبة، فمعنى ذلك: أنه متعلق بها من الخارج.. فلماذا هذا الخلط في أمور معلومة لكل أحد؟!

٣ ـ بعض الروايات قد صرحت: بأن جدار الكعبة قد انشق لفاطمة بنت أسد، فدخلتها. وبقيت في داخلها ثلاثة أيام.. وهي كما في المناقب مروية عن العباس بن عبد المطلب، وعن الحسن بن محبوب، عن الإمام الصادق “عليه السلام”(١).

١- راجع: بحار الأنوار ج٣٥ ص١٧ و ٣٦ وكشف الغمة ج١ ص١٢٥ وروضة الواعظين ص٧٦ و ٧٧ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص١٧٤ و (ط المكتبة الحيدرية سنة ١٩٥٦م) ج٢ ص٢١ وكشف اليقين للحلي ص١٨ وبشارة المصطفى ص٧ و ٨ وإزالة الخفاء (ط باكستان) ص٢٥١ ومرآة المؤمنين (ط الهند) ص٢١ والأمالي للصدوق ص١٦٥ ومعاني الأخبار ص٦٢ وعلل الشرايع ج١ ص١٦٤ والخرائج والجرائح ج١ ص١٧١ والأمالي للطوسي ج٢ ص٣١٨ و (ط دار الثقافة ـ قم سنة ١٤١٤هـ) ص٧٠٧ وحلية الأبرار ج٢ ص٢١ ومدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج١ ص٤٧ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص٢٣٥ والأنوار العلوية ص٣٦ وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج١ ص٥٣.

٨٥

وفي نص آخر عن جابر ويزيد بن قعنب: فانفتح البيت ودخلت فيه، فإذا هي بحواء، ومريم، وآسية، وأم موسى، وغيرهن(١).

٤ ـ وتقدم قول الحاكم وغيره: “وقد تواترت الأخبار: أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليه السلام” في جوف الكعبة”(٢).

٥ ـ وقال ابن الصباغ وغيره: “ولدته بداخل البيت الحرام، أو بداخل

١- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص١٧٣ و ١٧٤ و (ط المكتبة الحيدرية سنة ١٩٥٦م) ج٢ ص٢٢ والدر النظيم لابن حاتم العـاملي ص٢٣٥ وبحـار الأنوار ج٣٥ ص٨ و ١٧ و ٣٥ والأنوار العلوية ص٣٦ والأنوار البهية ص٦٧. وراجع: الأمالي للصدوق ص١٩٥ وعلل الشرائع ج١ ص١٣٥ ومعاني الأخبار ص٦٢ وروضة الواعظين ص٧٦ والأمالي للطوسي ص٧٠٦ والثاقب في المناقب ص١٩٧ والخرائج والجرائح ج١ ص١٧١ والمحتضر لابن سليمان الحلي ص٢٦٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٦٠ والجواهر السنية للحر العاملي ص٢٢٩ وحلية الأبرار ج٢ ص٢١ ومدينة المعاجز ج١ ص٤٦ وقاموس الرجال للتستري ج١٢ ص٣١٢ وبشارة المصطفى ص٢٦ وكشف الغمة ج١ ص٦١ وكشف اليقين ص١٧ والخصائص الفاطمية للكجوري ج٢ ص٩٨ وغاية المرام ج١ ص٥٢ وتفسير البرهان ج٣ ص١٠٧.

٢- تقدمت مصادر ذلك.

٨٦

الكعبة”(١).

٦ ـ وفي نص آخر: “فتح لها باب الكعبة”(٢).

وقد ذكر السيد المرعشي “رحمه الله” في ملحقات إحقاق الحق ج١٧ من ص٣٦٤ إلى ٣٧٤ في المتن والهامش طائفة كبيرة من القائلين بولادته “عليه السلام” في الكعبة، وليراجع أيضاً كتاب: علي “عليه السلام” وليد الكعبة وغير ذلك.

١- الفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص١٧١ ومحاضرة الأوائل للسكتواري ص٧٩ والغدير ج٦ ص٢٢ وعبقرية الإمام علي “عليه السلام” للعقاد ص٤٣ ونور الأبصار ص٧٦ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” لأحمد الرحماني الهمداني ص١٤٨ و ٥٢٦ و ٥٢٧ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٧ ص٤٨٩ و ٤٩٠ والمجموع للنووي ج٢ ص٦٦ وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص٣٩ وروضة الواعظين للنيسابوري ص٨١ ومسار الشيعة (المجموعة) للشيخ المفيد ص٣٦ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج٣ ص٣٨ و ٤٨ والمصباح للكفعمي ص٥١٢ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٢٣ وج٣٩ ص٤٨ والغدير ج٧ ص٣٤٧ ومستدرك سفينة البحار ج٥ ص٢٠٢ وج٧ ص٣٨٧ وج٩ ص١٢٣ ونقد الرجال للتفرشي ج٥ ص٣١٩ وجامع الرواة للأردبيلي ج٢ ص٤٦٣.

٢- تذكرة الخواص ج١ ص١٥٥.

٨٧

حديث شق الجدار.. مستفيض:

وقد يتساءل البعض عن مدى إعتبار حديث إنشقاق الجدار لفاطمة بنت أسد لتضع مولودها في جوف الكعبة؟!

ونجيب:

إن انشقاق الجدار كرامة لأمير المؤمنين “عليه السلام”، وحديث ولادته داخلها، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً “عليه السلام”، وسعى إلى قتله، أو كان يكرهه، وينصب العداء له، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له..

فقد رواه: سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عائشة(١).

ورواه: أبو داود، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عباس بن عبد المطلب(٢).

ورواه: ابن شاذان، عن إبراهيم، بإسناده عن جعفر بن محمد “عليه السلام”(٣).

١- الأمالي للطوسي ص٧١٥ و ٧١٦ و (ط دار الثقافة قم سنة ١٤١٤هـ) ص٧٠٦ و ٧٠٧ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٣٥ و ٣٦ و ١٧ و ١٨ عن مناقب آل أبي طالب، وحلية الأبرار ج٢ ص٢٠ ومدينة المعاجز ج١ ص٤٥ وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج١ ص٥٢ والأنوار العلوية ص٣٦.

٢- نفس المصادر السابقة.

٣- نفس المصادر السابقة.

٨٨

ورواه: الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق “عليه السلام”(١).

ورواه: علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس(٢).

ورواه: علي بن أحمد الدقاق، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن ابن جبير، عن يزيد بن قعنب(٣).

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص١٧ و ١٨ والأنوار العلوية ص٣٦ وعن مناقب آل أبي طالب.

٢- الأمالي للصدوق (ط الأعلمي سنة ١٤١٠هـ) ص٩٩ ومعاني الأخبار ص٦٢.

٣- الأمالي للشيخ الصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص١٩٤ وكتاب التوحيد للصدوق ص٦٢ وعلل الشرايع (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص١٣٥ والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص١٩٧ ومعاني الأخبار للصدوق (ط مركز النشر الإسلامي) ص٦٢ وروضة الواعظين ص٧٦ و ٧٧ وبشارة المصطفى ص٢٦ وكشف الغمة للإربلي ج١ ص٦١ وقاموس الرجال للتستري ج١٢ ص٣١٢ والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص٢٦٤ وبحار الأنوار ج٣٥ ص٨ و ٩ عنهم، وعن كشف اليقين ص٣١ و ٣٢ وعن كشف الحق، والأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص٦٧ وعن بشائر المصطفى ص٩ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٦٠ وراجع: الخرايج والجرايح ج١ ص١٧١ والخصائص الفاطمية للكجوري ج٢ ص٩٨ والأنوار العلوية ص٣٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” في الكتاب والسنة والتاريخ ج١ ص٧٣.

٨٩

فظهر مما تقدم: أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي “عليه السلام”، وبغضه له، بل فيهم من حاربه. ومن تتوفر لديه الدواعي لإخفائها، وذلك يكفي قرينة قاطعة على ثبوتها.

وظهر أيضاً: أن الرواية به مستفيضة..

وظهر: أن هذه الرواية قد جاءت عن:

١ ـ عائشة بنت أبي بكر.

٢ ـ العباس بن عبد المطلب.

٣ ـ عبد الله بن عباس.

٤ ـ يزيد بن قعنب.

٥ ـ الإمام جعفر الصادق “عليه السلام”.

فإذا أخذنا بقول الزرقاني الذي صرح بأن: “من القواعد: أن تعدد الطرق يفيد: أن للحديث أصلاً”(١).

وقول الخفاجي عن حديث رد الشمس: “إن تعدد طرقه شاهد صدق على صحته”(٢).

وإذا أخذنا بقاعدة: “والفضل ما شهدت به الأعداء”.

١- شرح المواهب اللدنية ج٦ ص٤٩٠.

٢- نسيم الرياض ج٣ ص١١ والغدير ج٣ ص١٣٦ ورسائل في حديث رد الشمس للشيخ المحمودي ص١٩ و ٦٤ ونظرة في كتاب الفصل في الملل ص١٠٩.

٩٠

حتى إن عائشة لم تكن تطيب نفسها بذكر علي “عليه السلام” بخير أبداً..

وإذا أكدنا ذلك بوجود أثر هذا الشق في جدار الكعبة إلى يومنا هذا، وقد جهدوا ليخفوه، فلم يمكنهم ذلك..

نعم.. إننا إذا أخذنا بذلك كله، فلماذا لا نأخذ بهذه الرواية أيضاً؟!

بل إنه حتى لو كان رواة حديث مَّا ينسبون للكذب والوضع، فإن ذلك لا يعني أن لا تصدر عنهم كلمة صدق أصلاً.

بل لابد أن يكثر صدقهم، إذ لولا ذلك لما استطاعوا التسويق للأمر الذي يريدون أن يكذبوا فيه.

والحاصل: أن الكاذب قد يقول الصدق، والوضَّاع قد يعترف بالحق، مع أن الأمر في رواة هذه الحادثة ليس كذلك كما يُعلم بالمراجعة..

أسئلة.. وأجوبتها:

وقد ذكرت بعض الروايات: أن فاطمة بنت أسد ولدت علياً “عليه السلام” في جوف الكعبة “..فلما خرجت قال علي “عليه السلام”: السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته.

ثم تنحنح وقال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ}(١) الآيات..

١- الآيتان ١ و ٢ من سورة المؤمنون.

٩١

فقال رسول الله “صلى الله عليه وآله”: قد أفلحوا بك، وأنت والله أميرهم، تميرهم من علمك، فيتمارون، وأنت ـ والله دليلهم. وبك ـ والله ـ يهتدون الخ..”(١).

وفي حديث آخر: أن النبي “صلى الله عليه وآله”، قال في حديث طويل:

“ولقد هبط حبيبي جبرئيل في وقت ولادة علي “عليه السلام”، فقال: يا حبيب الله، العلي الأعلى يقرأ عليك السلام، ويهنؤك بولادة أخيك علي “عليه السلام”، ويقول: هذا أوان ظهور نبوتك، وإعلان وحيك، وكشف رسالتك، إذ أيدتك بأخيك، ووزيرك.. الخ”(٢).

وفي نص آخر: أنه “عليه السلام” لما ولد سجد على الأرض، وهو يقول:

١- بحار الأنوار ج٣٥ ص١٨ و ٣٧ و ٣٨ و ٢١٧ ومناقب آل أبي طالب ج٢ ص١٧٤ (وط المكتبة الحيدرية ـ سنة ١٣٧٦هـ ـ ١٩٥٦م) ج٢ ص٢٣ والأمالي للطوسي ج٢ ص٣١٩ و (ط دار الثقافة ـ قم ـ سنة ١٤١٤هـ) ص٧٠٨ ومدينة المعاجز ج١ ص٤٨ والبرهان (تفسير) ج٥ ص٣٢٩ وحلية الأبرار ج١ ص٢٢٦ وج٢ ص٢٢ والإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام” لأحمد الرحماني الهمداني ص٥٨ والأنوار العلوية ص٣٦ وغاية المرام ج١ ص٥٣ و ٩٩.

٢- بحار الأنوار ج٣٥ ص٢١ وروضة الواعظين ص٨٣ والروضة في فضائل أمير المؤمنين لشاذان بن جبرئيل القمي ص١١٠ وحلية الأبرار ج٢ ص٥٨ وراجع: الهداية الكبرى للخصيبي ص١٠٠ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص١٠.

٩٢

“أشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأشهد أن علياً وصي رسول الله. بمحمد يختم النبوة، وبي يتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين إلخ..”(١).

فهنا أسئلة عديدة، هي التالية:

أحدها: أن القرآن لم يكن قد نزل حين ولادة علي “عليه السلام”، لأنه “عليه السلام” ولد قبل البعثة بعشر سنوات. فكيف قرأ علي “عليه السلام” الآيات من سورة المؤمنون، حين ولادته، وهي لم تكن قد نزلت؟!

وكيف تقول الرواية: إن جبرئيل هبط على رسول الله، وقال له:..؟!

فهل كان جبرئيل يهبط على النبي “صلى الله عليه وآله” قبل أن يبعث؟!

السؤال الثاني: كيف يتكلم علي “عليه السلام” حين ولادته، فإن هذا الأمر غير معقول؟!

السؤال الثالث: كيف علم علي “عليه السلام” بهذا القرآن، وهو قد ولد لتوّه ولم يعلمه النبي “صلى الله عليه وآله” إياه. بل هو “صلى الله عليه

١- روضة الواعظين ص٧٩ ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج٢ ص١٧٣ و (ط المكتبة الحيدرية) ج٢ ص٢٢ وبحار الأنوار ج٣٥ ص١١ و ١٤ و ١٠٤ وج٣٨ ص١٢٥ والدر النظيم ص٢٣٢ والفضائل لابن شاذان ص١٣٦ و (ط المكتبة الحيدرية ـ سنة ١٣٨١هـ ـ ١٩٦٢م) ص٥٨ وجامع الأخبار ص٥٧ و ٥٨ ومعارج اليقين في أصول الدين للشيخ محمد السبزواري ص٥٨ والأنوار العلوية ص٣٣ و ٣٧.

٩٣

وآله” لم يره بعد؟!

والجواب:

أولاً: قد ذكرنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم “صلى الله عليه وآله”: أن النبي “صلى الله عليه وآله” كان نبياً منذ ولد كما دلت عليه الروايات، ثم صار رسولاً حين بلغ أربعين سنة(١).

ويدل على ذلك: أن عيسى “عليه السلام” كان نبياً منذ ولد، فقد قال تعالى:

{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً، وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}(٢).

وقال سبحانه وتعالى عن يحيى: {وَآتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيّاً}(٣).

وورد في أخبار كثيرة، بعضها صحيح السند كما في رواية يزيد الكناسي: إن الله لم يعط نبياً فضيلة، ولا كرامة، ولا معجزة إلا أعطاها نبينا الأكرم “صلى الله عليه وآله”.

وروي أيضاً: أنه “صلى الله عليه وآله” قال: كنت نبياً وآدم بين الروح

١- بحار الأنوار ج١٨ ص٢٧٧ وراجع: سبل الهدى والرشاد ج١ ص٨٣ وخلاصة عبقات الأنوار ج٩ ص٢٦٤.

٢- الآيات ٢٩ إلى ٣١ من سورة مريم.

٣- الآية ١٢ من سورة مريم.

٩٤

والجسد، أو نحو ذلك(١).

١- راجع: الإحتجاج ج٢ ص٢٤٨ والفضائل لابن شاذان ص٣٤ وبحار الأنوار ج١٥ ص٣٥٣ وج٥٠ ص٨٢ والغدير ج٧ ص٣٨ وج٩ ص٢٨٧ عن مصادر كثيرة، ومسند أحمد ج٤ ص٦٦ وج٥ ص٥٩ و ٣٧٩ وسنن الترمذي ج٥ ص٢٤٥ ومستدرك الحاكم ج٢ ص٦٠٩ ومجمع الزوائد ج٨ ص٢٢٣ وتحفة الأحوذي ج٧ ص١١١ وج١٠ ص٥٦ والمصنف لابن أبي شيبة ج٨ ص٤٣٨ والآحاد والمثاني ج٥ ص٣٤٧ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص١٧٩ والمعجم الأوسط ج٤ ص٢٧٢ والمعجم الكبير ج١٢ ص٧٣ وج٢٠ ص٣٥٣ والجامع الصغير ج٢ ص٢٩٦ وكنز العمال ج١١ ص٤٠٩ و ٤٥٠ وتذكرة الموضوعات للفتني ص٨٦ وكشف الخفاء ج٢ ص١٢٩ وخلاصة عبقات الأنوار ج٩ ص٢٦٤ عن ابن سعد، ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٣٩٢ و ٥٢٢ وعن فيض القدير ج٥ ص٦٩ وعن الدر المنثور ج٥ ص١٨٤ وفتح القدير ج٤ ص٢٦٧ والطبقات الكبرى ج١ ص١٤٨ وج٧ ص٥٩ والتاريخ الكبير للبخاري ج٧ ص٢٧٤ وضعفاء العقيلي ج٤ ص٣٠٠ والكامل لابن عدي ج٤ ص١٦٩ وج٧ ص٣٧ وعن أسد الغابة ج٣ ص١٣٢ وج٤ ص٤٢٦ وج٥ ص٣٧٧ وتهذيب الكمال ج١٤ ص٣٦٠ وسير أعلام النبلاء ج٧ ص٣٨٤ وج١١ ص١١٠ وج١٣ ص٤٥١ ومن له رواية في مسند أحمد ص٤٢٨ وتهذيب التهذيب ج٥ ص١٤٨ وعن الإصابة ج٦ ص١٨١ والمنتخب من ذيل المذيل ص٦٦ وتاريخ جرجان ص٣٩٢ وذكر أخبار إصبهان ج٢ ص٢٢٦ وعن البداية والنهاية ج٢ ص٢٧٥ و ٢٧٦ و ٣٩٢ وعن الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج١ ص١٦٦ = = وعن عيون الأثر ج١ ص١١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج١ ص٢٨٨ و ٢٨٩ و ٣١٧ و ٣١٨ ودفع الشبه عن الرسول ص١٢٠ وسبل الهدى والرشاد ج١ ص٧٩ و ٨١ و ٨٣ وج٢ ص٢٣٩ وعن ينابيع المودة ج١ ص٤٥ وج٢ ص٩٩ و ٢٦١.

٩٥

ومن الواضح: أن نزول القرآن الدفعي الذي أشير إليه بقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}(١) إنما يحتاج لمجرد نزول الوحي، الذي تتحقق به النبوة، وقد كان ذلك حاصلاً لرسول الله “صلى الله عليه وآله” منذ صغره، أو قبل ذلك حيث كان آدم بين الماء والطين أو بين الروح والجسد، فيكون نزول القرآن سابقاً على ولادة علي “عليه السلام”.

ثانياً: إنه لا مانع من أن يعلم علي “عليه السلام” بالقرآن، ما دام أن نوره مشتق من نور الرسول “صلى الله عليه وآله”، وهو وصيـه، وهو يعلم بما أنزل الله على نبيه، بالنحو المناسب لمسيرة خلقته، وحسبما يختـاره الله لـه من وسائل التعليم، ولو بواسطة الملك الذي يحدثـه بما يعرفـه، فإنه إذا كان سلـمان “عليه السلام” ـ كما روي ـ محدثـاً(٢)، بل كان عمر محدثاً أيضاً

١- الآية ١ من سورة القدر.

٢- راجع: بصائر الدرجات ص٣٤٢ وعلل الشرائع ج١ ص١٨٣ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج٢٧ ص١٤٦ و (ط دار الإسلامية) ج١٨ ص١٠٦ وبحار الأنوار ج٢٢ ص٣٢٧ و ٣٤٩ و ٣٥٠ وج٢٦ ص٦٧ وجامع أحاديث الشيعة ج١ ص١٧٣ والغدير ج٥ ص٤٨ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٢٤٠ وتفسير الميزان ج٣ ص٢٢٠ وإختيار معرفة الرجال ج١ ص٥٥ و ٦١ و٦٤ = = و٧٢ والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص٢١٠ و٢١١ وقاموس الرجال للتستري ج١٢ ص٤٧٦ و ٤٧٧ والخصائص الفاطمية ج١ ص٢٦١ واللمعة البيضاء ص١٩٦ ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص٣١١ و ٣١٢ و ٣١٣ وإلزام الناصب ج١ ص١٣.

٩٦

(حسب زعمهم(١))؛ فلماذا لا يكون علي “عليه السلام” كذلك أيضاً،

١- راجع: كنز العمال ج١١ ص٥٨٠ وج١٢ ص٦٠٠ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٤ ص٩١ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٥ وصحيح البخاري ج٤ ص٢٠٠ ومسند أحمد ج٦ ص٥٥ وسنن الترمذي ج٥ ص٢٨٥ والغدير ج٥ ص٤٢ و ٤٤ و ٤٦ وج٨ ص٩٠ وفضائل الصحابة للنسائي ص٨ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٨٦ وعمدة القاري ج١٦ ص١٩٨ وتحفة الأحوذي ج١٠ ص١٢٥ والسنن الكبرى ج٥ ص٤٠ وأسد الغابة ج٤ ص٦٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٣ ص٢٦٠ والبداية والنهاية ج٦ ص٢٢٤ وسبل الهدى والرشاد ج١٠ ص٩٩ و ٢٣٨ ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص٢٢٠ وتفسير السلمي ج٢ ص٣٨٠ والإستذكار ج٥ ص١٢٤ والمصنف ج٧ ص٤٧٩ والنهاية في غريب الحديث ج١ ص٣٥٠ ومسند ابن راهويه ج٢ ص٤٧٩ وتاريخ بغداد ج٩ ص١١٤ وعلل الدارقطني ج٩ ص٣١٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٢ ص١٧٧ ولسان العرب ج٢ ص١٣٤ وتاج العروس ج٣ ص١٩٢ وأحكام القرآن لابن العربي ج٣ ص٥٣ والجامع لأحكام القرآن ج٩ ص١٩٣ وتغليق التعليق ج٤ ص٦٤ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص٥٦٩ وأبو هريرة للسيد شرف الدين ص٤١ و ١٣٥ والخصائص الفاطمية للكجوري ج١ ص٢٦٤.

٩٧

فيخبره الملك منذ ولادته بما أنزل الله تعالى على رسوله “صلى الله عليه وآله”؟!

ثالثاً: إن نطق الصغير بالكلام، وظهور رجاحة عقله، وإقراره بالإيمان، وبالإسـلام، وبغير ذلك.. وإن كان مخالفاً للعادة، لكنه ليس من المحالات في نفسه، ونحن نشهد تفاوتـاً ظاهـراً في وعي الأطفال في صغرهم؛ وفي أوقات ظهور ذلك منهم.. فكيف إذا كان الله تعالى هو الذي يظهر هذه الفضيلة لهم.

وقد أنطق الله تعالى عيسى بن مريم “عليه السلام” فور ولادته، كما صرحت به الآيات الكريمة التي أشرنا إليها آنفاً، فلماذا لا يُنطِق علياً “عليه السلام”، وهو أفضل منه، كما أظهرته الأحاديث الشريفة، ومنها حديث: لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ، آدم فمن دونه؟!(١).

حكيم بن حزام لم يولد في الكعبة:

وبعد جميع ما تقدم نقول:

قال السيد الحميري، المتوفى في سنة ١٧٣ ه‍:

ولدته في حـرم الإلـه وأَمنِـهِ والبيـت حيـث فِناؤه والمسجدُ
بـيضاء طـاهـرة الثياب كريمـة طابـت وطاب وليدهـا والمولد
في ليلة غـابت نحوس نجومها وبدا مـع القمـر المنير الأسعد

 

١- ستأتي مصادر ذلك انشاء الله تعالى..

٩٨
ما لـف في خرق القـوابل مثلــه إلا ابـن آمـنـة الـنـبـي محمـد

ويقول عبد الباقي العمري:

أنـت الـعـلي الذى فوق العلى رُفعا بـبـطن مكة وسط البيت إذ وُضعا

ولكن نفوس شانئي علي “عليه السلام” قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها، فحاولت تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين، ورواة الحديث والأثر، والضرب بها عرض الجدار، حيث نجدهم يسعون ـ وبكل جرأة ولا مبالاة ـ ليثبتوا ذلك لرجل آخر غير علي “عليه السلام”، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعلي أيضاً، حتى لقد قال في كتاب النور:

“حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة، ولا يعرف ذلك لغيره. وأما ما روي من أن علياً ولد فيها فضعيف عند العلماء”(١).

وقال المعتزلي: “كثير من الشيعة يزعمون: أنه ولد في الكعبة، والمحدّثون لا يعترفون بذلك، ويزعمون: أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام”(٢).

ثم حاول الحلبي والدياربكري الجمع والصلح بين الفريقين، باحتمال ولادة كليهما فيها(٣).

١- راجع: السيرة الحلبية ج١ ص١٣٩ و (ط دار المعرفة) ج١ ص٢٢٧ وذكر ولادته فيها في: أسد الغابة ج٢ ص٤٠ والإصابة ج١ ص٣٤٩ والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج١ ص٣٢٠.

٢- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١ ص١٤.

٣- تاريخ الخميس ج١ ص٢٧٩ والسيرة الحلبية ج١ ص١٢٩.

٩٩

ولكن كيف يصح هذا الجمع، ونحن نجد عدداً ممن قدمنا أسماءهم، وغيرهم ممن ذكرهم العلامة الأميني في كتاب الغدير، وغيره، يصرون على أنه لم يولد في جوف الكعبة سوى علي، لا قبله ولا بعده؟! وأن تلك فضيلة اختصه الله بها دون غيره من العالمين؟!

وكيف يقبل هذا الجمع بين الروايتين، ونحن نجد الحاكم يصرح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين “عليه السلام” في جوف الكعبة، وبأنه لم يولد فيها أحد سواه، ليدل بذلك على كذب ما يدعونه لغير علي “عليه السلام”؟!

فهل الحاكم بنظر المعتزلي جاهل بالحديث؟!

أم أنه يعده من الشيعة؟!

ومن أين لحديث ولادة حكيم بن حزام حتى خصوصية صحة سنده، فضلاً عن أن يكون متواتراً ومقطوعاً به؟!.

لماذا حكيم بن حزام؟!

وإنما أرادوا إثبات هذه الفضيلة لحكيم بن حزام؛ لأنه كان للزبيريين فيه هوى، فهو ابن عم الزبير، وابن عم أولاده؛ فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبد العزى.

ولم يسلم حكيم إلا عام الفتح، وهو من المؤلفة قلوبهم(١)، وكان

١- الإصـابـة ج١ ص٣٤٩ و (ط دار الكتب العلميـة) ج٢ ص٩٧ والإستيعاب = = (بهامش الإصابة) ج١ ص٣٢٠ و (ط دار الجيل) ج١ ص٣٦٢ ومجمع الزوائد ج٦ ص١٨٨ والمعجم الكبير للطبراني ج٣ ص١٨٦ والإكمال في أسماء الرجال ص٤٩ وتاريخ مدينة دمشق ج١٥ ص٩٦. وأسد الغابة ج٢ ص٤٠ وتهذيب الكمال ج٧ ص١٧٢ وتهذيب التهذيب ج٢ ص٣٨٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٤ ص١٩٧ والوافي بالوفيات ج١٣ ص٨٠ ونسب قريش ص٢٣١.

شاهد أيضاً

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات – للشيخ المفيد

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات / الصفحات: ٢٢١ – ٢٤٠ وصرح ابن حزيمة في الناسخ ...