جاء ذلك خلال احتفال أقامته مديرية البقاع في مؤسسة جهاد البناء الإنمائية في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، لمناسبة ثلاثة أعوام على إعلان أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الجهاد الزراعي والصناعي.
وأشار يزبك إلى أنّ “المؤسسة الأم والأساس رئاسة الجمهورية في فراغ، لذا لا بُد من أن يُصار إلى الحوار والتفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية من دون رهان على الخارج ولا على أحد، وليلتقي اللبنانيون الذين يدعون حرصهم على الوطن، وحرصهم على الدولة والمؤسسات، لانتخاب رئيس الجمهورية حتى تنتظم المؤسسات وتأخذ الدولة دورها في معالجة كل ما يلزم”.
وأكَّد أنّ “الحضارة الإسلامية تدعو إلى الحوار بين الحضارات وليس إلى التصادم بينها، والذي يدعو إلى الحوار هو الواثق بما لديه”، مضيفًا “نؤكد على ضرورة قيام المؤسسات، لأننا نعتبر بأنّ العمل الفردي غير المؤسسي هو عمل لا يمكن أن يدوم، ولا يُعطي ما يتوقعه الناس، من هنا كان انطلاق ورؤية حزب الله بضرورة إقامة المؤسسات، ولا يُظنن أحد أن حزب الله عندما توجه لبناء المؤسسات بانها بديلة عن الدولة، وإنما هي مكملة لمؤسسات الدولة، ولكن مع الأسف هذه الدولة لم تقم بما ينبغي أن تقوم به مؤسساتها على صعد متعددة، ومن باب المثال الدولة ارتهنت إلى الاقتصاد الريعي بعيدا عن الاهتمام بالزراعة والصناعة أي بالاقتصاد المنتج، وهذه الدولة راهنت على ما راهنت عليه وأوصلتنا الى هذا الانهيار”.
وتابع الشيخ يزبك “نحن كحزب الله نتوجس خيفة إلى أين يصل الحال في هذا البلد، من هنا كان التفكير بالعمل من أجل إيجاد مؤسسات في أكثر من حالة، ومن أهمها مؤسسة جهاد البناء الإنمائية، في البداية رافقت هذه المؤسسة المقاومة، وكان العمل من أجل إعادة بناء ما يهدمه العدو الصهيوني في مناطقنا، ثم حين تطور الأمر واشتد عود المقاومة، وفرضت على العدو معادلة القصف بالقصف والرعب بالرعب، رأى حزب الله أنّ مهمة جهاد البناء يجب أن تتوجه الى الوضع الإنمائي، وخصوصًا بعد الحصار الاقتصادي”.
ولفت إلى أنّه “من بعد ما سميّ بـ17 تشرين الأول 2019 وما كان يخطط للبنان، التفت قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله إلى أنه لا بُد من الاعتماد على الذات، ولدينا القدرات والأرض والمياه، ولنا القدرة على مواجهة ما يخططه الآخرون من حصار لتجويعنا”.
وتابع الشيخ يزبك أنّه “كانت الانطلاقة عندما أمر سماحته بأن يتحول جهاد البناء إلى جهاد إنمائي للتأكيد على الحالة الإنمائية، فانطلقت هذه المؤسسة وهي تحمل معها إيمانها بأن الإنسان يمكنه أن ينمي قدراته”.
بدوره، عرض مدير مديرية البقاع في مؤسسة جهاد البناء الإنمائية في البقاع المهندس خالد ياغي الإنجازات بعد 3 سنوات من إعلان “الجهاد الزراعي والصناعي”، موضحًا أنّ “البداية كانت بإجراء إحصاء للموارد الزراعية والمهن الحرفية، وبلغ مجموع الاستمارات 12377 استمارة أنجزها الفريق العامل المؤلف من 509 أشخاص، منهم 491 متطوعًا و12 مهندس تدقيق و6 إداريين. واستفاد من مشروع الشجرة الطيبة 17395 مواطنًا لتخفيف ظاهرة التصحر وزيادة الغطاء النباتي، حيث تم استجلاب 1155322 غرسة مثمرة وحرجية من وزارة الزراعة السورية، وانتجنا 109582 غرسة، وقمنا بـ35 حملة تشجير لغرس 7578 شجرة، وشمل مشروع بستان 95 بستانًا”.
وأضاف أنَّه “استهدف مشروع الشجرة الطيبة تحت عنوان “منزرع سوا علم وشجر”، طلاب صفوف التاسع الأساسي في 74 مدرسة رسمية وخاصة، ونظمنا 170 ندوة حول زراعة الزيتون ووزعنا 8889 غرسة زيتون على الطلاب”.
وتابع ياغي: “تضمن مشروع الحاكورة توزيع بذور خضروات صيفية وشتوية وفطر صدفي لتعزيز ثقافة الزراعة المنزلية وللمساهمة في تحويل المجتمع من مستهلك إلى منتج، فتمّ توزيع 7773 حصة حاكورة و 298679 شتلة و 610 ليترات من بذور الفطر، وأقمنا 125 ندوة زراعية منزلية إرشادية. أما مشروع تحصين الماشية الهادف إلى العناية بالثروة الحيوانية وتعزيز مناعة القطعان، شمل 3482 مزارعا من مربى المواشي، حيث تم تحصين 276656 رأس ماشية في 121 بلدة وقرية”.
وكشف أنّه “في مجال مشروع الإرشاد والتدريب الزراعي، قمنا بجولات حقلية ومعاينات بيطرية، وقد استفاد من المشروع 25985 مزارعًا، وشملت الحملة 6134 إستشارة و 3460 جولة حقلية و258 ورشة زراعية و190 ندوة بيئية، و3141 معاينة بيطرية، وإرشاد زراعي الكتروني لـ32 مجموعة عدد منتسبيها 28440 منتسبًا”.
وأفاد ياغي بأنّه “من مشاريعنا الهادفة مشروع تسليف الأغنام والماعز للمساهمة في تأمين الاكتفاء الأسري وقد استفاد من المشروع 126 أسرة وزعنا عليها 1008 رؤوس ماشية، ويتضمن المشروع تسليم أربع رؤوس ماشية مع أربع مواليد لها لكل أسرة على أن تعيد لنا الأسرة مولودًا واحدًا كل سنة ولمدة أربع سنوات تستفيد منه أسر أخرى، وأقمنا 15 دورة تدريبية حول تربية الأغنام والماعز وتصنيع الالبان والاجبان وكيفية اجراء الاسعافات الأولية البيطرية للمواشي”.
ولفت إلى أنّ “المديرية في مشروع الصيدليات الزراعية قامت بتأمين المدخلات الزراعية بأسعار مقبولة لـ4400 مستفيدًا سنويًا، ويشمل المشروع التدريب المهني والحرفي وتعليم المهارات ورفع كفاءة الأفراد لتوفير فرص العمل ضمن 83 اختصاصًا، حيث بلغ عدد المستفيدين من المشروع 8684 مستفيدًا، كما نظمنا 73 دورة و182 ورشة، وتم تأمين 119 فرصة عمل موثقة”.
وبيَّن أنَّه “في مشروع “تعاونوا” الهادف إلى تأسيس ومتابعة الجمعيات التعاونية، تعزيزًا لثقافة العمل التعاوني، شمل 78 تعاونية ونظمنا 43 دورة تدريبية استفاد منها 1872 عضوًا في التعاونيات، و29 مشروعًا بقيمة مليون و14325 دولارًا”.
وختم ياغي “شمل مشروع تفعيل الأطر التسويقية البديلة لتسويق إنتاج التعاونيات والمنتجين 14 منشأة صناعية، شاركت في المعرض الصناعي الأول، وبلغ حجم مبيعات أسواق المزارعين في بعلبك والهرمل 4 مليارات و377 مليونًا و209 آلاف ليرة، وحجم المبيعات في السوق الأرضي بلغ 3 مليارات و504 ملايين و840 ألف ليرة. أمّا مشروع “طيبات” فبلغ حجم المبيعات فيه 38 مليارًا و602 مليونًا و258 ألف ليرة، لحوالي 600 منتج من البقاع. كما قدمنا 1275 قرضًا بقيمة 18 مليارًا و332 مليون ليرة و3 ملايين و447000 دولار، ضمن مشروع صندوق التيسير للقروض الصغيرة للمساهمة في تمويل المشاريع وتحسين الحالة الاقتصادية”.
وفي القسم الثاني من الاحتفال، كرَّم الشيخ يزبك وياغي ومسؤول قسم إعلام حزب الله في البقاع مالك ياغي إعلاميي محافظة بعلبك الهرمل، ونظمت جولة للإعلاميين على مشروع “القبان والغربال” الفريد من نوعه في المحافظة، وشرح المهندس حسن سماحة آليات عمل المشروع وخدماته للمزارعين.
وكان قد شارك في الاحتفال الوزير السابق حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة ونائبه جمال عبد الساتر، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، رئيس المنطقة التربوية في محافظة بعلبك الهرمل حسين عبد الساتر، ممثل مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية المهندس علي شحادة ورؤساء مصالح وإدارات عامة ضمن نطاق المحافظة، ورؤساء بلديات: بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، مقنة فواز المقداد، إيعات حسين عبد الساتر، بوداي محمد شمص، الأنصار طعان المقداد، فلاوى علي السبلاني، وممثل بلدية مجدلون ياسر خير الدين، وفعاليات سياسية واجتماعية.