كيف ستضمن الطرق اللوجستية الجديدة أمن “بريكس”
دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال قمة “بريكس 2023″، إلى إنشاء لجنة نقل دائمة لتحالف “بريكس”، من أجل التعامل مع تطوير الخدمات اللوجستية وممرات النقل بين الأقاليم والعالم، فما هي المزايا الجغرافية لتوسع “بريكس”؟
وبعد الإعلان عن انضمام المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران والأرجنتين وإثيوبيا إلى “بريكس” خلال قمتها الـ15 الأسبوع الماضي، ستتمكن المنظمة من الوصول إلى شبكة واسعة من الموارد اللوجستية الاستراتيجية.
وستشمل الشبكة اللوجستية الواسعة للمجموعة، طريق بحر الشمال، وممرات النقل بين الشمال والجنوب والغرب والشرق، ومداخل الخليج العربي، والبحر الأحمر، وقناة السويس.
وقال الرئيس الروسي: “إن إحدى الأولويات المهمة لتفاعل “بريكس” هي إنشاء طرق نقل جديدة مستدامة وآمنة… نعتقد أن الوقت حان لإنشاء لجنة دائمة للنقل في إطار “بريكس”، والتي لن تتعامل فقط مع ممر “الشمال – الجنوب”، وإنما أيضا بمعنى أوسع، مع تطوير ممرات النقل والإمداد”.
وتعليقا على هذا، يعتقد الباحث في جامعة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، ألكسيس هابياريمي، أن “اللجنة التي ذكرها بوتين ستساعد في ضمان وصول دول “بريكس” الـ11 إلى طرق لوجستية جديدة”.
وقال هابياريمي في تصريحات لـ”سبوتنيك”: “سيعتمد تكوين اللجنة في الأساس وبشكل مثالي على المهام الموكلة إلى مثل هذه اللجنة، ولذلك عندما ننظر إلى “بريكس” ككتلة من البلدان وننظر إلى أنواع ممرات النقل المطلوبة، فإنها ليست موزعة بالتساوي على الأعضاء الحاليين وحتى الأعضاء المحتملين، لذلك يجب أن يعكس تكوين تلك اللجنة بشكل أساسي المهمة لتطوير هذه الممرات اللوجستية الجديدة”.
وبحسب البروفيسور، فإن “الدول المهتمة بشكل أساسي بممرات النقل هذه هي في المقام الأول روسيا وإيران والصين”، موضحا أنه “بصرف النظر عن ضمان الوصول إلى البحار المفتوحة، فإن الدول تتطلع إلى إيجاد حلول بديلة لـ”الاختناقات”، مثل مضيق سنغافورة، ومضيق ملقا، وقناة السويس، ومضيق البوسفور، ومضيق هرمز”.
وتابع ألكسيس هابياريمي موضحا: “ستكون المهمة الرئيسية للجنة الجديدة هي إنشاء القدرة على الصمود، وإيجاد حلول بديلة لضعف مثل هذه الاختناقات، ولذلك فإن دول مثل روسيا والصين… سيكون من أهم الاعتبارات تطوير ممرات النقل بالقطارات فائقة السرعة في المنطقة التي كان يوجد فيها طريق الحرير القديم، لذا يجب التأكد من وجود بديل لنقل البضائع، والذي لا يمكن بالضرورة أن يحل محل النقل البحري، لكنه يخفف أيضا من البديل في حالة وجود صراع وإغلاق مضيق ملقا على سبيل المثال، أو قناة السويس، ولو كانت هذه المنطقة في الواقع معقلا خانقا، فإن الرابط بين الصين وروسيا عبر آسيا الوسطى سيكون مهما للغاية”.
وبحسب هابياريمي: “المشروع المهم الآخر هو الممر الشمالي الجنوبي، الذي يربط الغرب والشمال بروسيا بالخليج العربي، ونعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بالطريق البحري الشمالي، فهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لروسيا، لأنه سيساعدها على تجنب الحصار البحري المحتمل من قبل الدول الغربية وسط العقوبات المستمرة”.
وأشار إلى أنه “وبالمثل، فإن قناة السويس والبحر الأحمر ستكون ضمن نطاق اختصاص شركاء روسيا في “بريكس”، بعد ضم كل من المملكة العربية السعودية ومصر، ومن الواضح أن شراكة “بريكس” ستساعد أيضا في حل الخلافات الناشئة حول قناة السويس ومضيق هرمز، مما يمنح المجموعة نفوذا دبلوماسيا”.
ويؤكد البروفيسور، ألكسيس هابياريمي أنه “حتى قبل التوسع إلى أعضاء جدد، فقد كان لدى دول “بريكس” الخمس (روسيا والصين والبرازيل والهند وجنول أفريقيا) بالفعل وزن اقتصادي، كان ينمو أعلى من دول “مجموعة السبع” من حيث تعادل القوة الشرائية، والآن مع ضم الأعضاء الستة الجدد، فإن الوزن الاقتصادي لمجموعة “بريكس+” إذا كما نطلق عليها سوف تنمو بشكل أكبر، ومع الظروف الاقتصادية السائدة في دول “مجموعة السبع“، فإن أهميتها الاقتصادية ستنخفض مقارنة بدول “بريكس”، لذلك مع صعود الهند كقوة اقتصادية، ناهيك عن الصين، مع احتمال دخول إندونيسيا في الجولة الثانية من التوسع، سيساهم في وزن تحالف “بريكس” ودولها الصديقة الأعضاء، وهذا سيؤدي بالتالي إلى تقليل قدرة “مجموعة السبع” على استخدام القوة الاقتصادية للضغط على الدول النامية”.