زار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانيّة في لبنان السيد كميل باقر راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر في مقر المطرانية، في الأشرفية، حيث تناول البحث كيفية تحقيق الحوار الحقيقي بين أبناء الطوائف الإسلامية والمسيحيّة من دون الاصطفافات السياسية، ومن خلال التموضع الصحيح في جبهة الحق ضد الباطل.
وتم البحث في آفاق الحوار الإسلامي- المسيحي، وسبل تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والفكرية والتربوية، انطلاقًا من المشتركات الإسلامية- المسيحية.
واستعرض السيد باقر والمطران عبد الساتر، خلال اللقاء، موضوع الإساءة للمقدسات وبالخصوص القرآن الكريم والكتاب المقدس والتحديات والمخاطر التي تتعرض لها الأسرة.
وأعرب السيّد كميل باقر للمطران عبد الساتر عن “استعداده للتعاون الثقافي في مجال حماية المقدسات الإسلامية والمسيحيّة، من خلال نشر الأفكار الجامعة والرؤى المُوحدة بين الأديان.
وتمنّى أن “تتضافر جهود المرجعيّات الدينيّة في كل العالم من أجل مواجهة التحديّات المشتركة التي تتهدد الأسرة، ومنها الشذوذ الجنسي الذي يهدف لتدمير الأسرة والمجتمع”، كما أمل أن “يُترجم التعاون إلى أنشطة مشتركة تحمي الأسرة وتصدّ الحملات الترويجية للشذوذ”.
إلى ذلك، أكّد السيّد باقر أمام المطران عبد الساتر أنّ “المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في إيران جاهزة للبدء بأيّ تعاون مشترك مع المؤسسات التي تشرف عليها أبرشية بيروت المارونية”، مشيّدًا بمواقف المطران عبد الساتر “الوطنية والجامعة للحدّ من التوترات الطائفية التي يحاول المصطادون في الماء العكر إثارتها بين الحين والآخر من أجل تشتيت جهود المخلصين العاملين في سبيل حماية أوطانهم من المؤامرات الخبيثة”.
وأمل السيّد باقر “تكثيف جهود المخلصين لأوطانهم في سبيل وقف الظلم والاضطهاد في أيّ مكان من العالم، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين سائر شعوب العالم”، كما أمل أن “تتعزز العلاقات الأكاديمية والثقافيّة مع الكنائس المسيحيّة والكنسية المارونيّة في سبيل ارساء ثقافة الحوار والتفاهم”، فضلًا عن تعزيز المناخات التي تساعد على قيام مجتمعات تؤمن بالحوار والتفاهم وتنشر ثقافة المحبة والسلام بين بني البشر.
وخلال اللقاء أيضًا عرض السيد كميل باقر للمطران عبد الساتر، الجهود التي تبذلها إيران في سبيل تعزيز الحوار الإسلامي- المسيحي، فضلًا عن متانة العلاقات اللبنانية الإيرانية في ظل الدعم الذي توليه الجمهورية الإسلامية في إيران للشعب اللبناني، وأن إيران تقف دائمًا إلى جانب الشعب اللبناني في الظروف الصعبة، وحاضرة لمد جسور التواصل مع كل اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم.
من جهته، قال المطران عبد الساتر “نحن كمسيحيين نرفض الاساءة للقرآن الكريم وللكتاب المقدّس، على اعتبار أنّ الديانات السماوية لا تقبل التعرّض لأيّ من الأديان”.
وشكر للمستشار الثقافي الإيراني “مساعيه وجهوده لتحقيق الالتقاء بين الأديان وسعيه الدؤوب لتوفير متطلبات الحوار الإسلامي- المسيحي وموجباته”، كما تمنّى المطران عبد الساتر للسيد كميل باقر التوفيق في مهامه في لبنان.
وفي ختام اللقاء، وجّه السيّد كميل باقر للمطران عبد الساتر دعوة لزيارة إيران، متمنيًا تلبيتها في أقرب وقت، وقد شكره المطران عبد الساتر على الدعوة.
بعد ذلك قدّم السيّد كميل باقر للمطران عبد الساتر هدايا عبارة عن كتب عن تاريخ إيران وكنائسها ومجموعة من كتب “الجيب” (القرآن الكريم- نهج البلاغة- الصحيفة السجادية).