الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 35 في آداب زيارة أمير المؤمنين (ع)

ليالي بيشاور – 35 في آداب زيارة أمير المؤمنين (ع)

في آداب زيارة أمير المؤمنين (ع):

إذا وصل الزائر إلى خندق الكوفة يقف ويقول :

الله أكبر ، الله أكبر أهل الكبرياء والمجد والعظمة ، الله أكبر أهل التكبير والتقديس والتسبيح والآلاء ، الله أكبر مما أخاف وأحذر ، الله أكبر عمادي وعليه أتوكل ، الله أكبر رجائي وإليه أنيب .. إلى آخره .

وإذا وصل إلى الباب الأول من الروضة المقدسة فليقل بعد حمد الله تعالى :

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له … إلى آخره .

وإذا وصل إلى الباب الثاني فليقل : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له … إلى آخره .

وإذا أراد أن يدخل الروضة المقدسة يستأذن الله تعالى ورسوله (ص) والأئمة والملائكة .

وبعد ذلك يستلم القبر الشريف فيسلم على النبي وعلى أمير المؤمنين وعلى آدم ونوح … إلى آخره .

والعبارة التي هي محل الشاهد للشيخ عبد السلام ولنا هي : ثم صل ثلاث صلوات ثنائية ، ركعتان هدية لأمير المؤمنين (ع) ، وركعتان هدية لآدم أبي البشر ، وركعتان هدية لنوح شيخ الأنبياء ، لأنهما مدفونان عند قبر أبي الحسن أمير المؤمنين (ع) .

” صلاة الزيارة والدعاء بعدهما “

هل صلاة الهدية شرك ؟!

ألم ترد روايات في صلاة الهدية للوالدين وغيرهما من المؤمنين (ع) قربة إلى الله تعالى هل هذا شرك ؟!

فقد جرت العادة عند الناس وكذلك المؤمنين ، أن كل من يذهب لزيارة أحبابه يأخذ معه هدية ، ونجد في أكثر كتب الأخبار والأحاديث فضلا في استحباب وثواب هدية المؤمن لأخيه المؤمن وقبولها منه .

والزائر لما يصل إلى قبر من يحبه ويعلم أن الصلاة أحب شيء إلى مزوره ، فيصلي ركعتين قربة إلى الله تعالى ويهدي ثوابها إلى المزور .

والمعترضون لو كانوا يواصلون مطالعتهم و يقرءوا الدعاء بعد صلاة الزيارة لعرفوا خطأهم وتيقنوا أن عمل الشيعة عند الزيارة ليس بشرك ، بل هو التوحيد وكمال العبادة لله عز وجل .

واعلموا أن الشيعة إنما يزورون الإمام علي والأئمة من ولده (ع) ، لأنهم عباد الله الصالحون وأوصياء رسوله الصادقون .

وأما عبارة الرواية فهي كما يلي ، على خلاف ما قاله الشيخ عبد السلام : ” بأن يقف بجانب القبر يصلي ” بل العبارة :

” أن يقف مستقبل القبلة مما يلي رأس الإمام (ع) ” فيصبح القبر على يسار المصلي ، فيقول : اللهم إني صليت هاتين الركعتين هدية مني إلى سيدي ومولاي ، وليك وأخي رسولك ، أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله ، اللهم فصل على محمد وآل محمد وتقبلها مني واجزني على ذلك جزاء المحسنين ، اللهم لك صليت ولك ركعت ولك سجدت ، وحدك لا شريك لك ، لأنه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلا لك ، لأنك أنت الله لا إله إلا أنت .

بالله عليكم أيها الحاضرون ! أنصفوا ، أي عمل من هذه الأعمال يستوجب الشرك بالله تعالى ؟!

الشيخ عبدالسلام : عجبا ألا تجد هذه العبارة تقول : ثم قبل العتبة وادخل الحرم .

ألم يكن هذا العمل سجودا لصاحب القبر ؟!

والسجود لغير الله شرك .

” تقبيل قبور الأئمة (ع) وعتبة روضاتهم المقدسة “:

قلت : إن جنابك تغالط في البحث ، إذ تفسر تقبيل العتبة بالسجود ، ثم تحمل ذلك الشرك بالله سبحانه !! وإذا كنتم في حضورنا تفسرون كلامنا هكذا ، فلابد في غيابنا وخاصة أمام أتباعكم من العوام والجاهلين ، تثبتون كفرنا !!

وأما الجواب : فإن الوارد في هذا الكتاب وغيره من كتب الزيارات يقول : إن الزائر تأدبا يقبل العتبة … ليت شعري بأي دليل تفسرون القبلة بالسجود ؟!

وأين ورد نهي عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله الصالحين ، وتقبيل أعتابهم المقدسة ؟! في القرآن الكريم ؟! أم في الحديث الشريف ؟!

ثم بأي دليل تعدون هذا العمل شركا بالله العظيم ؟!

والعجيب أن عوامكم يصنعون بقبر أبي حنيفة والشيخ عبد القادر أكثر مما تصنعه الشيعة بقبور أئمة أهل البيت (ع) .

وإني أشهد الله العلي العظيم فقد ذهبت يوما إلى قبر أبي حنيفة في بغداد ، في محلة الأعظمية ، فرأيت جماعة من أهل السنة الهنود ، سقطوا على الأرض كالساجدين وقبلوا التراب !!

وحيث إني لم أنظر إليهم بعين الحقد والعداء ، ولم يكن عندي دليل على أن عملهم كفر وشرك ، لم أنقل هذا الموضوع في أي مجلس ، ولم أنتقد عملهم ، بل تلقيته أمرا عاديا .

لأني أعلم أنهم ما وقعوا على الأرض بنية السجود لصاحب القبر ، وهذا أمر بديهي .

فاعلم يا شيخ ! وليعلم الحاضرون ! إن أي زائر شيعي عالم أو جاهل حاشا أن يسجد لغير الله تعالى ، وإن كلامكم على الشيعة : بأنهم يسجدون لأئمتهم ، كذب وافتراء علينا !!

وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على التراب أمام القبر ، ولكن لما لم يقصد السجود لصاحب القبر وإنما يريد بذلك احترامه وإظهار محبته له ، لم يكن فيه بأس وإشكال .

الشيخ عبدالسلام : كيف يعقل أن يهوي إنسان إلى الأرض ويجعل جبهته على التراب ومع ذلك لا يكون عمله سجودا ؟!

قلت : لأن الأعمال بالنيات ، فإذا فعل أحد ذلك ولم ينوي السجود فلا نحسب عمله سجودا(49) كما فعل إخوان يوسف الصديق له ، ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك ، والله سبحانه يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه ، فيقول : ( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا )(50).

وكم من موضع من الذكر الحكيم يخبر الله عز وجل فيه عن سجود الملائكة لآدم بأمر منه سبحانه .

فحسب كلامكم ، فإن إخوة يوسف الصديق والملائكة كلهم مشركون ، إلا إبليس لأنه لم
يسجد !! والحال لم يكن كذلك ، وإنما جعل الله سبحانه اللعن على إبليس وأخرجه من الجنة .

وأما جوابي لجناب الحافظ ، وإن كان الوقت لا يتسع له ، ولكن أبينه باختصار :

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...