الرئيسية / الاسلام والحياة / متى اخترع المسيحيون التثليث بعد التوحيد

متى اخترع المسيحيون التثليث بعد التوحيد

متى اخترع المسيحيون التثليث بعد التوحيد

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 232
الثالوث الاَقدس ( تثليث ) عرف قانون الاِيمان هذه العقيدة بالقول ( نؤمن بإلَه واحد الاَب والاِبن والروح القدس إلَه واحد جوهر واحد متساوين في القدرة والمجد ) .
( 172 )
في طبيعة هذا الاِلَه الواحد تظهر ثلاثة خواص أزلية ، يعلنها الكتاب في صورة شخصيات ( أقانيم ) متساوية . ومعرفتنا بهذه الشخصية المثلثة الاَقانيم ليست إلا حقاً سماوياً أعلنه لنا الكتاب في العهد القديم بصورة غير واضحة المعالم ، لكنه قدمه في العهد الجديد واضحاً ، ويمكن أن نلخص العقيدة في هذه النقاط الست التالية :
1 ـ الكتاب المقدس يقدم لنا ثلاث شخصيات يعتبرهم شخص الله .
2 ـ هؤلاء الثلاثة يصفهم الكتاب بطريقة تجعلهم شخصيات متميزة الواحدة عن الاَخرى .
3 ـ هذا التثليث في طبيعة الله ليس موقتاً أو ظاهرياً بل أبدي وحقيقي .
4 ـ هذا التثليث لا يعني ثلاثة آلهة بل إن هذه الشخصيات الثلاث جوهر واحد .
5 ـ الشخصيات الثلاث الاَب والاِبن والروح القدس متساوون .
6 ـ ولا يوجد تناقض في هذه العقيدة ، بل بالاَحرى أنها تقدم لنا المفتاح لفهم باقي العقائد المسيحية . ولقد كانت هذه الحقيقة متضمنة في تعليم المسيح ( يو : 9 ـ 141 : 1 ويو 14 : 26 ويو 15 : 26 ).
وقد تمسكت الكنيسة بما جاء واضحاً في مت 28 : 19 ، وتحدث الرسل مقدمين هذه الحقيقة في 2 كو 13 : 14 و 1 بط 1 : 2 و 1 يو 5 : 7
ولا نستطيع أن نغفل منظر معمودية المسيح وفيه يسمع صوت الاَب واضحاً موجهاً إلى المسيح ، ويستقر الروح القدس على رأس المسيح الاِبن في شكل حمامة ( مت 3 : 16 و 17 ومر 1 : 10 و 11 ولو 3 : 21 و 22 ويو 1 : 32 و 33 ) .
ولقد كان يقين الكنيسة وإيمانها بلاهوت المسيح هو الدافع الحتمي لها لتصوغ حقيقة التثليث في قالب يجعلها المحور الذي تدور حوله كل معرفة المسيحيين بالله في تلك البيئة اليهودية أو الوثنية وتقوم عليه .
والكلمة نفسها ( التثليث أو الثالوث ) لم ترد في الكتاب المقدس ، ويظن أن أول
( 173 )
من صاغها واخترعها واستعملها هو ترتليان في القرن الثاني للميلاد . ثم ظهر سبيليوس ببدعته في منتصف القرن الثالث وحاول أن يفسر العقيدة بالقول : إن التثليث ليس أمراً حقيقياً لله لكنه مجرد إعلان خارجي ، فهو حادث موقت وليس أبدياً . ثم ظهرت بدعة إريوس الذي نادى بأن الاَب وحده هو الاَزلي بينما الاِبن والروح القدس مخلوقان متميزان عن سائر الخليقة .
وأخيراً ظهر إثناسيوس داحضاً هذه النظريات وواضعاً أساس العقيدة السليمة التي قبلها واعتمدها مجمع نيقية في عام 325 ميلادية .
ولقد تبلور قانون الاِيمان الاِثناسيوسي على يد اغسطينوس في القرن الخامس ، وصار القانون عقيدة الكنيسة الفعلية من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا .

 

18157693_432524113749813_6378062778496250410_n

شاهد أيضاً

ما يقوله القرآن في آية الكرسي/3- آية الكرسي والعناية الإلهية – سماحة الشيخ فاضل الصفار

إقرأ المزيد .. السيد خامنئي: “إسرائيل” أوقعت نفسها في الفخ.. وفي طريقها إلى الزوال الإمام ...