الرئيسية / بحوث اسلامية / الشيعة وفلسطين _ عبد الستار الجابري_ الحلقة الحادي عشر

الشيعة وفلسطين _ عبد الستار الجابري_ الحلقة الحادي عشر

الشيعة وفلسطين
عبد الستار الجابري
الحلقة الحادية عشر – المقطع الاخير2
الثاني: التلازم بين الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية وعدم الاستقرار في المنطقة.
يقرر سماحته في هذا المقطع التلازم التام بين الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية مع مأساة الشعب الفلسطيني وانعدام الامن والاستقرار في منطقة الشرق الوسط التي تمثل اليوم مصدراً مهماً للطاقة التي يتوقف عليها الاقتصاد العالمي، مضافاً الى ما تمثله من محورية في طريق التجارة العالمية بين الشرق والغرب باعتبارها المنطقة الرابطة بين اعظم منتج عالمي – الصين – واعظم متسهلك عالمي – اوربا وامريكا -.
ويكمن سبب التلازم بين انهاء الاحتلال واستقرار المنطقة بطبيعة انشاء الكيان الصيهوني على ارض فلسطين السليبة، اذ ان الكيان الصهيوني اقيم على ارض فلسطين لتحقيق غاية اصيلة لدى الشرقيين والغربيين وهي منع قيام دولة او دول كبرى تضم المسلمين من شأنها ان تشكل تهديداً وجودياً لدول الشرق والغرب على الصعيد السياسي والاقتصادي والامني والحضاري، كما ان التطور في الصراع بين الشرق والغرب ادى الى ظهور تطور في حاجة الغرب الى الكيان الصهيوني في الشرق وهوالوقوف امام التمدد الشرقي وتهديده للهيمنة الغربية على المدى البعيد.
والمتتبع لما جرى ويجري في المنطقة منذ اقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين الى اليوم يلاحظ تطور العلاقة بين الحكام العرب والكيان الصهيوني حيث كان العلاقات سرية بين الكيان الصهيوني والمملكة والمغربية ودول الخليج والاردن ومصر، ثم ظهرت للعلن وكانت مصر اول دولة اعلنت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الكيان الصهيوني بعد ان كانت حرب 1973 اخر حرب بين اسرائيل والجيوش العربية، وذلك في ايام الرئيس محمد انور السادات، واستمرت العلاقة من الكيان الصهيوني منذ عقدت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل والى يومنا هذا، ثم تلتها الاردن فالمغرب فسلطنة عمان وقطر والامارات والبحرين، وصرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخراً في ان ما يمنع قيام علاقة بين اسرائيل والسعودية يتعلق برفض الكيان الصهيوني فك الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة، بعدها تعدى الامر الى الفلسطينيين انفسهم، حيث اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية بدولة اسرائيل وعملت السلطة الفلسطينية كشرطي لدى الكيان الصهيوني ضد الحركات الفلسطينية التحررية واصبحت سجون الضفة الغربية معتقلاً للفلسطينيين الرافضين للاحتلال الصهيوني، وبعد عمليات طوفان الاقصى وخروج تظاهرات في الضفة الغربية منعت الشرطة الفلسطينية المتظاهرين وزجت بعضهم في السجون، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل شكلت بعض الدول الخليجية وعلى راسها السعودية والامارات وقطر اضافة الى مصر تحالفاً مع امريكا والكيان الصهيوني لضرب القوى الدولية والاقليمية المؤثرة في المنطقة، وكان احد اهم الاعمال المشتركة بين هؤلاء المتحالفين دعم ما يسمى بالمجاهدين لمواجهة القوات السوفيتية التي دعاها الرئيس الافغاني عام 1979 بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران لضرب الحركات الاسلامية المناوئة له، وكانت تلك القوات تدعم بالمال الخليجي مضافاً الى تجنيد المقاتلين المسلمين من مختلف المناطق للقتال في افغانستان تحت عنوان الجهاد وكان ذلك البرنامج يدار من قبل امريكا واسرائيل ومصر وباكستان ودول الخليج وعلى راسها السعودية بالاضافة الى تركيا، وبعد انسحاب الروس من افغانستان سنة 1991 وانقلاب الافغان على الداعم الداعم الغربي والعربي دعم الخط الامريكي الصهيوني الخليجي الباكستاني حركة طالبان لاسقاط الحكم الافغاني، ثم عادوا لدعم حلفاء الامس ضد حكومة طالبان، وعادوا بعد سنين للتفاهم مع طالبان ضد الحكم القائم ثم انسحب الامريكان من افغانستان بعد عشرين سنة من التخريب والتدمير.
ولم تنقطع العلاقة بين الامريكان وصنيعتها في افغانستان بل استعملوها في مخططهم الهادف لتمزيق البلدان العربية وتأسيس الشرق الاوسط الجديد، فارسلوهم الى العراق بعد سنة 2003 لاثارة الحرب الطائفية والتي ابتدأتها القاعدة والتي تطورت الى الدولة الاسلامية في الشام والتي عملت منذ 2011 على تمزيق سوريا برعاية قطرية وسعودية واماراتية مباشرة تحت ظل الغطاء الامريكي الاسرائيلي، حيث اصبحت مشافي اسرائيل موضعاً لمعالجة جرحى الحرب من الدواعش، ثم عادوا الى العراق سنة 2014 وبتواطئ من الحاضنة الكبيرة لهم في غرب العراق ليدخلوا دخول الفاتحين الى الموصل وليتمددوا في المحافظات ذات الاغلبية السنية وليعلنوا قيام الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي اختصرت بكلمة داعش.

ورافق ذلك نشاط تركي – قطري لتسهيل وصول الاخوان الى سدة الحكم في ليبيا وتونس ومصر، وبعد انهيار حكم مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس، وفي المقابل قام التحالف الاماراتي السعودي الكويتي بالتحرك بالضد للقضاء على حكم الاخوان في مصر واعادة الجيش الى الواجهة، وبعد ان عاشت مصر وضعاً اقتصادياً خانقاً تبرعت دول الخليج بثمانية مليارات دولار كمعونات لمصر نصفها نقدي والنصف الاخر مساعدات عينية عندما تولى السيسي الحكم بعد اسقاط حكومة مرسي الاخوانية، ليعود الحكم للجناح السعودي – الاماراتي، ويعود الجناح القطري – التركي الى المعارضة، وفي ليبيا بقي حمام الدم جارياً الى فترة طويلة بسبب دعم تركيا وقطر للسراج، ودعم السعودية والامارات ومصر لحبتر.
ان المراحل التي مرت بها المنطقة منذ اتفاقية سايكس – بيكو، ووعد بلفور كان يتمثل في اقامة كيانات عربية متناحرة، على اسس عرقية او طائفية، والغاية من تأجيح التناحر العرقي والطائفي ابقاء المنطقة الاسلامية تعيش حالة اللا استقرار ضماناً لتدفق النفط الى الدول الغربية وتحويل الشرق الى سوق للبضاعة الشرقية والغربية، لتتمكن الدول الغربية من الهيمنة على مقدرات البلدان من جهة وتحويلها الى مستهلك لبضاعتها من جهة اخرى ولضمان مصالحيها السياسية والاقتصادية والامنية، وبعد تعاظم الدور الصيني وظهوره كقوة اقتصادية عالمية عظمى سعت الدول الغربية للسيطرة على طرق النقل التجاري الذي سعت الصين لانشائه لضمان سرعة نقل البضائع الى الدول المستهلكة والتي يمثل الخط البري افضل وسيلة نقل من ناحية قلة الكلفة وسرعة الوصول، حيث سيمر خط نقل البضائع بالعراق وسوريا بالدرجة الاساس، الامر الذي استدعى حضوراً اكبر لامريكا ودوراً اكبر لاسرائيل في المنطقة فكانت احداث 2003 وما تلاها برنامجاً امريكياً اسرائيلياً خليجياً يتبنى اطروحة الشرق الاوسط الجديد الذي يكون لاسرائيل الدور المحوري فيه، وان الشرق الجديد ستكون حدوده من المحيط الاطلسي الى حدود الصين، وان الدين الرسمي لهذا الوجود الجديد هو الديانة الابراهيمية التي سيكون لليهودية والتوراة الحضور الاكبر فيها، ويتعين على الدول التي يشملها الشرق الاوسط الجديد ان ترتبط بأقوى قوة اقليمية على الصعيد الاقتصادي والامني والتقني والعسكري – وهي دولة اسرائيل – بمختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية، وان يستخدم فائص المال الاسرائيلي في الاستثمار في تلك البلدان فتكون اسرائيل العمود الفقري لهذا المشروع، ولا يمكن لهذا المشروع ان يتم مالم يتم تصفية القضية الفلسطينية لتكون اسرائيل دولة واحدة موحدة مستقرة خالية من الاضطرابات الداخلية، ويتحقق ذلك بتهجير الفلسطينيين من الارض المحتلة تماماً فينقولون الى سيناء والاردن ودول الخليج والعراق وبلدان المنطقة الاخرى.
ومن العرض المتقدم يتضح التلازم والترابط بين احتلال الكيان الصهيوني للارض الفلسطينية وعدم الاستقرار في المنطقة، اذ اصبحت المنطقة مستهدفة فكرياً وعقائدياً واقتصادياً وسياسياً وامنياً وثقافياً ببرنامج امريكي اسرائيلي تشارك فيه الدول العربية بقوة مقترناً باستغفال تام للشعوب العربية والاسلامية، ولتركيا دور مهم في هذه الجريمة التاريخية المرتكبة بحق الشعوب المسلمة فهي ضمن اللعبة وعنصر هام من عناصرها، فهي سبب مهم في عدم الاستقرار في العراق وسوريا وليبيا ومصر.

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :
الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

 

 

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב

#ياقدس _قادمون
#إقتربت_ساعة_الزوال
#كلنا_فلسطين

شاهد أيضاً

شهادة الزهراء – شيخ زمان الحستاوي

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...