الرئيسية / زاد الاخرة / كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

كتاب معرفة الله – السيّد محمّد حسين‌ الحسيني الطهراني قدّس سرّه

أبيات‌ هاتف‌ الإصبهاني‌ّ في‌ تجلّي‌ الله‌ تعالي‌ في‌ كلّ مكان‌
يار بي‌پرده‌ از در و ديوار در تجلّي‌ است‌ يا اولي‌ الابصار

شمع‌ جوئيّ و آفتابْ بلند روز بس‌ روشن‌ و تو در شب‌تار

گر ز ظلمات‌ خود رهي‌، بيني ‌ همه‌ عالم‌ مشارق‌ الانوار

كور وَش‌ قائد و عصا طلبي ‌ بهر اين‌ راه‌ روشن‌ و هموار

چشم‌ بگشا به‌ گلستان‌ و ببين‌ جلوة‌ آب‌ صاف‌ در گل‌ و خار [12]

زآب‌ بي‌رنگ‌ صد هزاران‌ رنگ ‌ لاله‌ و گل‌ نگر در آن‌ گلزار

پا به‌ راه‌ طلب‌ نِه‌ از ره‌ عشق‌ بهر اين‌ راه‌ توشه‌اي‌ بردار

شود آسان‌ ز عشق‌ كاري‌ چند كه‌ بود نزد عقل‌ بس‌ دشوار

يار گو بالغُدُوّ و الآصال ‌ يار جو بالعَشيِّ و الإبكار

صد رهت‌ لَنْ تَراني‌ ار گويد باز مي‌دار ديده‌ بر ديدار

تا به‌ جائي‌ رسي‌ كه‌ مي‌نرسد پاي‌ اوهام‌ و پاية‌ افكار [13]

بار يابي‌ به‌ محفلي‌ كآنجا جبرئيل‌ امين‌ ندارد بار

اين‌ ره‌، آن‌ زادِ راه‌، آن‌ منزل‌ مرد راهي‌ اگر بيا و بيار

ورنه‌اي‌ مرد راه‌ چون‌ دگران‌ يار مي‌گوي‌ و پشت‌ سر مي‌خار

هاتف‌ ارباب‌ معرفت‌ كه‌ گهي‌ مست‌ خوانندشان‌ و گه‌ هشيار

از مي‌ و بزم‌ و ساقي‌ و مطرب ‌ وز مُغ‌ و دير و شاهد و زُنّار

قصد ايشان‌ نهفته‌ اسراري‌ است‌ كه‌ به‌ ايما كنند گاه‌ اظهار [14]

پي‌ بري‌ گر به‌ رازشان‌ داني‌ كه‌ همين‌ است‌ سرّ آن‌ اسرار

كه‌ يكي‌ هست‌ و هيچ‌ نيست‌ جز او وَحْدَهُ لا إلَهَ إلاّ هُو [15]

12ـ إلَهِي‌! كُلَّمَا أَخْرَسَنِي‌ لُوْمِي‌، أَنْطَقَنِي‌ كَرَمُكَ! وَكُلَّمَا أَيْأَسَتْنِي‌ أَوْصَافِي‌، أَطْمَعَتْنِي‌ مِنَنُكَ!

13ـ إلَهِي‌! مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِي‌َ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ مَسَاوِؤُهُ مَسَاوِي‌َ؟! وَمَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِي‌َ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِي‌َ؟!

( لانّ العيوب‌ والنقصان‌ والزلل‌ وغير ذلك‌ تتخلّل‌ محاسنه‌، ولهذا فإنّ مَعاد تلك‌ المساوي‌ إنّما يكون‌ إلی القبح‌؛ فكيف‌ إذا ما تطرّقنا إلی قبائحه‌ ومساوئه‌ التي‌ يكون‌ فيها القبح‌ أصلاً لها ومادّة‌ تتكوّن‌ منها؟! وإذا ما تأمّلتَ حقائق‌ كلامه‌ وسلوكه‌ لرأيت‌ أنّ محاسنه‌ قد امتزجتْ مع‌ ادّعاءاته‌ الكاذبة‌ والباطلة‌؛ فكيف‌ إذا تطرّقنا إلی ادّعاءاته‌ التي‌ هي‌ باطلة‌ وكاذبة‌ من‌ الاساس‌؟!).

14ـ إلَهِي‌! حُكْمُكَ النَّافِذُ، وَمَشيَّتُكَ القَاهِرَةُ، لَمْ يَتْرُكَا لِذِي‌ مَقَالٍ مَقَالاً، وَلاَ لِذِي‌ حَالٍ حَالاً!

( لانّ كلّ صاحب‌ حديث‌ وكلام‌ مهما كان‌ حديثه‌ جميلاً وكلامه‌ ممتعاً، وكلّ صاحب‌ حال‌ مهما كان‌ في‌ يُسر ورخاء، قد يتحوّل‌ كلّ ما لديه‌ فجأةً إلی عدم‌ وخراب‌ وذلك‌ علی أساس‌ الحكم‌ النافذ للحقّ تعالي‌ ومشيّته‌ الغالبة‌ ).

15ـ إلَهِي‌! كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا، وَحَالَةٍ شَيَّدْتُهَا، هَدَمَ اعْتِمََادِي‌َ عَلَيْهَا عَدْلُكَ! بَلْ أَقَالَنِي‌ مِنْهَا فَضْلُكَ!

( وذلك‌ لانّ صفة‌ العدل‌ ( التي‌ تمتلكها ) لم‌ تترك‌ لي‌ طاعةً أو حالةً يمكنني‌ الاتّكاء والاعتماد عليها، لكنّ اتّصافك‌ بالفضل‌ هو أملي‌ وكلّ ما بقي‌ لي‌؛ وها هي‌ ذي‌ يدي‌ فارغة‌ إلاّ من‌ النظر إلی فضلك‌ الزائد ورحمتك‌ الواسعة‌، إذ لم‌ يبقَ لي‌ شي‌ء غيرهما ).

16ـ إلَهِي‌! إنَّكَ تَعْلَمُ: وَإنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّي‌ فِعْلاً جَزْماً، فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَعَزْماً!

17ـ إلَهِي‌! كَيْفَ أَعْزِمُ وَأَنْتَ القَاهِرُ؟! وَكَيْفَ لاَ أَعْزِمُ وَأَنْتَ الآمِرُ؟!

( لا نّي‌ عَرَفْتُ اللَهَ بِنَقْضِ العَزَائِمِ. وأنّ ما يعتري‌ الحالات‌ من‌ تبديل‌ وتبدّل‌ إنّما هما من‌ الاُمور العجيبة‌ والمدهشة‌ ومن‌ الاسرار الغامضة‌ الرائعة‌ التي‌ لا يمكن‌ لاحد غير الذات‌ المقدّسة‌ للحقّ تعالي‌ الوصول‌ إليها والعِلم‌ بها ).

18ـ إلَهِي‌! تَرَدُّدِي‌ إلَيْكَ فِي‌ الآثَارِ، يُوجِبُ بُعْدَ المَزَارِ؛ فَاجْمَعْنِي‌ عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي‌ إلَيْكَ!

19ـ إلَهِي‌! كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي‌ وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ إلي‌آخره‌.

20ـ إلَهِي‌! عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا قَرِيباً رَقِيباً إلی آخره‌.

( وقد مرّ تفسير هاتين‌ الفقرتَيْن‌ ).

21ـ إلَهِي‌! أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إلَی الآثَارِ، فَارْجِعْنِي‌ إلَيْهَا بِكِسْوَةِ الاَنْوَارِ وَهِدَايَةِ الاِسْتِبْصارِ، حَتَّي‌ أَرْجِعَ إلَيْكَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْتُ إلَيْكَ مِنْهَا مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إلَيْهَا، وَمَرْفُوعَ الهِمَّةِ عَنِ الاِعْتِمَادِ عَلَيْها؛ إنَّكَ عَلَی كُلِّ شَي‌ءٍ قَدِيرٌ!

22ـ إلَهِي‌! هَذَا ذُلِّي‌ ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ! وَهَذَا حَالِي‌ لاَ يَخْفَي‌ عَلَيْكَ! مِنْكَ أَطْلُبُ الوُصُولَ إلَيْكَ! وَبِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ! فَاهْدِنِي‌ بِنُورِكَ إلَيْكَ! وَأَقِمْنِي‌ بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ!

( لا نّه‌ ثبت‌ لدي‌َّ وأصبح‌ مشهوداً أن‌ لا مُؤثِّرَ غير ( علی الإطلاق‌ )، وأنّ جميع‌ الاسباب‌ محكومة‌ بحكمك‌ وتابعة‌ لاختيارك‌ وانتخابك‌ ومشيّتك‌. ولذا، فأنت‌ وحدك‌ يمكنك‌ أن‌ تفتح‌ لي‌ طريق‌ الوصول‌ إلی حرم‌ عزّتك‌ ( وحريم‌ قدسك‌ )! وهذه‌ الآثار هي‌ ظهوراتك‌، وأنت‌ الظاهر من‌ خلالها، فأطلبُ منكَ يا مَن‌ تُمثّل‌ تلك‌ الظهورات‌ أن‌ توصلني‌ إلی الظهورات‌ التي‌ هي‌ وجودك‌ المقدّس‌! وخَلّصني‌ من‌ دعاواي‌ بقَدم‌ الصدق‌ النافية‌ للدعاوي‌ الباطلة‌، وأقِمني‌ في‌ عالَم‌ التحقّق‌ والواقعيّة‌ بكلّ معني‌ الكلمة‌ ).

23ـ إلَهِي‌! عَلِّمْنِي‌ مِنْ عِلْمِكَ المَخْزُونِ، وَصُنِّي‌ بِسِرِّ اسْمِكَ المَصُونِ!

( فقد خصصتَ بذلك‌ العِلم‌ المخزون‌ أولياءك‌ الموثوق‌ بهم‌ من‌ قِبَلِك‌ المُتوكّلين‌ عليك‌. وحفِظتَ بذلك‌ الاسم‌ الخاصّ كلّ محبّ صادق‌ وحبيب‌ مخلص‌ وصُنتَه‌ من‌ كيد الاعداء كالشيطان‌ والنفس‌ الامّارة‌ بالسوء، وأكتَنَفتَه‌ بقدرتك‌ وعزّتك‌! أسألك‌ ( إلهي‌ ) أن‌ تُلحِقَني‌ بهم‌ ).

24ـ إلَهِي‌! حَقِّقْنِي‌ بِحَقَائِقِ أَهْلِ القُرْبِ، وَاسْلُكْ بِي‌ مَسَالِكَ أَهْلِ الجَذْبِ!

( إنّ الذين‌ وقفوا علی بساط‌ الاضطرار لمواجهة‌ الافتقار، يتوسّلون‌ بك‌ علی الدوام‌ وهم‌ بك‌ متمسّكون‌ وبحبلك‌ معتصمون‌، لا نّهم‌ وجدوا طريقهم‌ إلی معرفتك‌!).

25ـ إلَهِي‌! أَغْنِنِي‌ بِتَدْبِيرِكَ عَنْ تَدْبِيرِي‌! وَبِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي‌! وَأَوْقِفْنِي‌ عَلَی مَرَاكِزِ اضْطِرَارِي‌!

( حتّي‌ لا أشكو حالي‌! ولا أكشف‌ سِرّي‌ بكلامي‌! وأجعلُ منك‌ شاهداً عَلَی ( في‌ كلّ الاحوال‌ ) ورقيباً ( علی أعمالي‌ وأورادي‌ )، وصاحب‌ الإرادة‌ والاختيار. وأن‌ أكون‌ يقظاً في‌ مواقع‌ الضعف‌ والحاجة‌ حتّي‌ لا أجرؤ، لا سمح‌ الله‌، علی نسبة‌ الصفات‌ الربوبيّة‌، التي‌ هي‌ من‌ حقّك‌ أنت‌، إلی نفسي‌ وأنا عبدك‌ المحتاج‌ من‌ رأسي‌ إلی أخمص‌ قدمَي‌ّ!).

26ـ إلَهِي‌! أَخْرِجْنِي‌ مِنْ ذُلِّ نَفْسِي‌! وَطَهِّرْنِي‌ مِنْ شَكِّي‌ وَشِرْكِي‌ قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي‌! بِكَ أَسْتَنْصِرُ فَانْصُرْنِي‌، وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلاَ تَكِلْنِي‌، وَلِجَنابِكَ أَنْتَسِبُ فَلاَ تُبْعِدْنِي‌ عَنْكَ، وَبِبَابِكَ أَقِفُ فَلاَ تَطْرُدْنِي‌، وَإيَّاكَ أَسْأَلُ فَلاَ تُخَيِّبْنِي‌!

27ـ إلَهِي‌! تَقَدَّسَ رِضَاكَ أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ، فَكَيْفَ تَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي‌! أَنْتَ الغَنِي‌ُّ بِذَاتِكَ عَنْ أَنْ يَصِلَ إلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ غَنيَّاً عَنِّي‌؟!

28ـ إلَهِي‌! إنَّ القَضَاءَ وَالقَدَرَ غَلَبَنِي‌! وَإنَّ الهَوَي‌ بِوَثَاقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِي‌! فَكُنْ أَنْتَ النَّصِيرَ لِي‌ حَتَّي‌ تَنْصُرَنِي‌ فِي‌ نَفْسِي‌ وَتَنْصُرَ بِي‌! وَأَغْنِنِي‌ بِجُودِكَ حَتَّي‌ أَسْتَغْنِي‌َ بِكَ عَنْ طَلَبِي‌!

أَنْتَ الَّذِي‌ أَشْرَقْتَ الاَنْوَارَ فِي‌ قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ! وَأَنْتَ الَّذِي‌ أَزَلْتَ الاَغْيَارَ مِنْ قُلُوبِ أَحْبَابِكَ!

أَنْتَ المُونِسُ لَهُمْ حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ العَوالِمُ؛ وَأَنْتَ الَّذِي‌ هَدَيْتَهُمْ حَيْثُ اسْتَبانَتْ لَهُمُ المَعَالِمُ!

مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ؟! وَمَا الَّذِي‌ فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ؟!

لَقَدْ خَابَ مَنْ رَضِي‌َ دُونَكَ بَدَلاً! وَلَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَي‌ عَنْكَ مُتَحَوَّلاً!

29ـ إلَهِي‌! كَيْفَ يُرْجَي‌ سِوَاكَ وَأَنْتَ الَّذِي‌ مَا قَطَعْتَ الإحْسَانَ؟! وَكَيْفَ يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ وَأَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الامْتِنَانِ؟!

يَا مَنْ أَذَاقَ أَحْبَابَهُ حَلاَوَةَ مُوَانَسَتِهِ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ! وَيَا مَنْ أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلاَبِسَ هَيْبَتِهِ، فَقَامُوا بِعِزَّتِهِ مُسْتَعِزِّينَ!

أَنْتَ الذَّاكِرُ مِنْ قَبْلِ ذِكْرِ الذَّاكِرينَ! وَأَنْتَ البَادِي‌ُ بِالإحْسَانِ مِنْ قَبْلِ تَوَجُّهِ العَابِدِينَ! وَأَنْتَ الجَوَادُ بِالعَطَايَا مِنْ قَبْلِ طَلَبِ الطَّالِبِينَ! وَأَنْتَ الوَهَّابُ ثُمَّ أَنْتَ لِمَا وَهَبْتَنَا مِنَ المُسْتَقْرِضِينَ!

30ـ إلَهِي‌! اطْلُبْنِي‌ بِرَحْمَتِكَ حَتَّي‌ أَصِلَ إلَيْكَ! وَاجْذُبْنِي‌ بِمِنَّتِكَ حَتَّي‌ أُقْبِلَ عَلَيْكَ!

31ـ إلَهِي‌! إنَّ رَجَائِي‌ لاَ يَنْقَطِعُ عَنْكَ وَإنْ عَصَيْتُكَ؛ كَمَا أَنَّ خَوْفِي‌ لاَ يُزَايِلُنِي‌ وَإنْ أَطَعْتُكَ!

32ـ إلَهِي‌! قَدْ دَفَعَتْنِي‌ العَوَالِمُ إلَيْكَ؛ وَأَوْقَفَنِي‌ عِلْمِي‌ بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ!

33ـ ] إلَهِي‌! [ كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ أمَلِي‌؟! أَمْ كَيْفَ أُهَانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِي‌؟!

34ـ إلَهِي‌! كَيْفَ أَسْتَعِزُّ وَفِي‌ الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي‌؟! أَمْ كَيْفَ لاَ أسْتَعِزُّ وَإلَيْكَ نَسَبْتَنِي‌؟!

35ـ إلَهِي‌! كَيْفَ لاَ أَفْتَقِرُ وَأَنْت‌ الَّذِي‌ فِي‌ الفَقْرِ أَقَمْتَنِي‌؟! أَمْ كَيْفَ أَفْتَقِرُ وَأَنْتَ الَّذِي‌ بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي‌؟!

أَنْتَ الَّذِي‌ لاَ إلَهَ غَيْرُكَ! تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَي‌ءٍ فَمَا جَهِلَكَ شَي‌ءٌ! وَتَعَرَّفْتَ إلَی فِي‌ كُلِّ شَي‌ءٍ فَرَأَيْتُكَ ظَاهِراً فِي‌ كُلِّ شَي‌ءٍ! فَأَنْتَ الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَي‌ءٍ!

يَا مَنِ اسْتَوَي‌ بِرَحْمَانيَّتِهِ عَلَی عَرْشِهِ فَصَارَ العَرْشُ غَيْباً فِي‌ رَحْمَانيَّتِكَ ] رَحْمَانيَّتِهِ [؛ كَمَا صَارَتِ العَوَالِمُ غَيْباً فِي‌ عَرْشِهِ!

مَحَقْتَ الآثَارَ بِالآثَارِ! وَمَحَوْتَ الاَغْيَارَ بِمُحِيطَاتِ أَفْلاَكِ الاَنْوَارِ!

يَا مَنِ احْتَجَبَ فِي‌ سُرَادِقَاتِ عِزِّهِ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الاَبْصَارُ!

يَا مَنْ تَجَلَّي‌ بِكَمَالِ بَهَائِهِ فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتَهُ الاَسْرَارُ!

كَيْفَ تَخْفَي‌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ؟! أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَأَنْتَ الرَّقِيبُ الحَاضِرُ [16]؟!

نعم‌، إنّ هذا الدعاء لا يمكن‌ أن‌ نجده‌ في‌ كتب‌ أدعية‌ الشيعة‌ إلاّ في‌ النسخ‌ المطبوعة‌ لكتاب‌ « الإقبال‌ » للسيّد ابن‌ طاووس‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌، وفي‌ كتاب‌ آخر، هو « مفاتيح‌ الجنان‌ » للمحدّث‌ المعاصر المرحوم‌ الحاجّ الشيخ‌ عبّاس‌ القمّي‌ّ رحمة‌ الله‌ عليه‌، حيث‌ نسباه‌ إلی سيّد الشهداء أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ عليه‌ أفضل‌ الصلوات‌ في‌ تتمّة‌ دعاء يوم‌ عرفة‌ وذيله‌.

شاهد أيضاً

مساعدات دراماتيكية… لماذا لا تُعدّ المساعدات الجوية الحل الأمثل لكارثة غزة الإنسانية؟

الخميس 12 صفر 1447 مواضيع ذات صلة لبيد: خطة إعادة احتلال غزة ستكلف كيان الاحتلال ...