الرئيسية / من / طرائف الحكم / الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 4

الصلاة على محمد وآله في الميزان – البغدادي 4

علي وعليهم…… الخ (1) (2) وقال أبن تيمية الحراني في منهاج السنة (3) إن الله تعالى أمر بالصلاة على نبيه (ص) وقد فسر النبي ذلك الأمر بالصلاة عليه وعلى آله.
توهم أشكال ولزيادة الإيضاح لهذه الحقيقة أقول: ربما يقال على ألسن البعض كما سئلنا عن ذلك مرارا: – أن الآية الشريفة في ظاهرها يأمر الله تعالى بها عباده المؤمنين أن يصلوا على النبي (ص) ويسلموا تسليما ولم يكن فيها ذكر الآل معه (ص) في الصلاة والسلام عليه، ولذلك يقول الكثير من المسلمين من أهل السنة عند ذكره (صلى الله عليه وسلم (فلعلهم يصلون عليه بهذه الكيفية من دون ذكر الآل معه أخذا بظاهر الآية الشريفة.
وقد صرح بهذا المعنى أبن كثير الدمشقي الشافعي في تفسيره (4) في أخر بحث الآية نفسها، قال: ما نصه: (فرع) قال النووي: إذا صلي على النبي (ص) فليجمع بين الصلاة والتسليم، فلا يقتصر على أحدهما، فلا يقول: صلى الله عليه فقط، ولا عليه السلام فقط، (ثم قال أبن كثير) وهذا الذي قاله (أي النووي) منتزع من هذه الآية الكريمة وهي قوله: يا أيها الذين

(1) راجع (الصواعق المحرقة) ص 87 الفصل الأول من الباب الحادي عشر الآيات الواردة فيهم وقد ذكر من تلك الآيات 14 / آية من ص 85 – 102.
(2) راجع مستدرك الحاكم ج 3 ص 148.
(3) منهاج السنة ج 2 ص 146 ط القاهرة كما في احقاق الحق ج 9 ص 599.
(4) تفسير أبن كثير ج 3 ص 517 ط القاهرة (الاستقامة) سنة 1373 ه‍ ونقل قول النووي، وأبن كثير القلقشندي في (صبح الأعشى) ج 2 ص 227.
(١٨)
أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، فالأولى أن يقال: صلى الله عليه وسلم تسليما.
دفع هذا الأشكال نقول: نعم أن الله جل وعلا أمر بهذه الآية بالصلاة والسلام على نبيه (ص)، من دون ذكر كيفيتها، كما أمر في آيات عديدة بالصلاة اليومية الواجبة، مثل قوله تعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ([العنكبوت / 45] ولكن كيفية الصلاة الواجبة من أين نأخذها ونعلمها لنقيمها كما أمر الله بها؟ أليس النبي (ص) هو الذي يبين لنا كيفيتها بسنته الغراء فعلا وقولا وإقرارا، كما يبين جميع ما في القرآن من علوم وأسرار، وهو الذي فيه تبيان كل شئ. قال تعالى: (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ([النحل / 89].
ومعلوم أن القرآن الذي أنزل تبيانا لكل شئ لا يعلم كل ما فيه من تبيان من الله – أولا بالذات – إلا الذي أنزل عليه وأوحي إليه وهو (ص) المرجع الأول لأمته الذي يبين لهم ما نزل فيه إليهم، قال تعالى (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (43) بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ([النحل / 43 – 44] فالنبي (ص) بين لأمته كيفية الصلاة عليه التي أمر الله بها في الآية الشريفة كما بين لهم كيفية الصلاة
(١٩)

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...