في رحاب الملحمة الحسينية5 – 6 عبد الستار الجابري

التقدير الالهي للملحمة الحسينية

وبعد هذا العرض المتقدم حول دور التخطيط الالهي في رسم الحركة الفردية والاجتماعية لكبح جماح انحراف المجتمع الانساني، نعود الى ثورة الامام الحسين (عليه السلام) لنرى مدى انطباق ما اشرنا اليه فيها.
تقدم ان النص القرآني في سورة يوسف (عليه السلام) صريح في ان يد التقدير قد دونت مسار حركة النبي يوسف (عليه السلام) في ارتقاء المناصب الرسمية، وهذا بعينه نراه متحققاً في قضية الامام الحسين (عليه السلام) الا ان الفارق ان يد التقدير قد قدرت له ان يرتقي منصب سيد الشهداء بينما ارتقى النبي يوسف (عليه السلام) منصب عزيز مصر، فقد تواتر عن النبي (صلى الله عليه واله) الاخبار بان الامام الحسين (عليه السلام) سيقتل شهيداً في سبيل الله ويقتله من يدعي الانتماء للاسلام، وهذا الاخبار يكشف عن عدة امور:
الاول: ان مسار الامة بعد النبي (صلى الله عليه واله) سينحرف عن جادة الحق، وستضل الامة الطريق وتتبع اهواءها وتنحرف عن قيم الدين ومبادئه، فان التعدي على ابناء الانبياء (عليهم السلام) دليل على انهيار القيم الروحية والاخلاقية في المجتمع، فكيف بمن صدح الكتاب بتطهيرهم من كل الوان النقائص مهما دنت ﴿انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً﴾ ونطق الكتاب العزيز بايات تتلى في كل لحظات الزمن بوجوب مودتهم ومحبتهم ﴿قل لا اسئلكم عليه اجراً الا المودة في القربى﴾ وتواتر عن النبي (صلى الله عليه واله) وجوب محبتهم وان حبهم من حبه وانه منهم وهم منه وان محبتهم ايمان وبغضهم كفر وامر الامة باتباعهم لانهم عدل القرآن لا يخرجون الامة عن الهدى ولا يردونهم في ضلالة، فإنباء النبي (صلى الله عليه واله) بشهادة سيد الشهداء وان من يقتله سيكون على ضلالة، امر بين وواضح في اخبار النبي (صلى الله عليه واله) عن انحراف الامة عن جادة الحق.

 

في رحاب الملحمة الحسينية 6  عبد الستار الجابري
اثار الثورة الحسينية2

الثاني: ان السنة الالهية الجارية في الامم في نصب علماً للهدى ومناراً للتقى، يقف سداً امام الانحراف عن جادة الحق الذي سلكته الامة الضالة، وهذه السنة جرت في الامة الاسلامية شأن الامم الاخرى، فقد اخبر القرآن الكريم ان الامة الاسلامية ستنحرف كما انحرفت المجتمعات السابقة، وقد اشار القرآن الكريم ونص النبي (صلى الله عليه واله) على الهداة من بعده، وتواتر عنه ان من سيحمل لواء الهدى الذي يدق الاسفين في منهج الانحراف هو سيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه)، ولذا وردت في هذا الامر العديد من النصوص التي شبهت الامام الحسين (عليه السلام) بالنبي يحيى بن زكريا (عليهما السلام) الذي تصدى لطغيان الحاكم فدفع حياته ثمناً لذلك فانتقم الله تعالى له بقتل سبعين الفا من بني اسرائيل حتى سكن غليان دمه الطاهر. فالحركة الاصلاحية للامام الحسين (عليه السلام) في الامة جزء من سلسلة التقدير الالهي والسنة الالهية في بعث من يقف امام الانحراف ويعيد المجتمع الى جادة الصواب اذ يحيي فيه روح الدين بعد ان تلبست به ارواح شياطين الهوى والضلال.
الثالث: ان الاستقامة والانحراف المجتمعي يسيران جنباً الى جنب، ولكل منهما ائمة وقادة فائمة يهدون بامر الله وائمة يهدون الى النار، وساحة صراعهما المجتمع، فائمة الهدى يستهدفون المجتمع لانقاذه من الفساد في الدنيا والعذاب في الاخرة، وائمة الضلال يسعون لافساد المجتمع في الدنيا تحقيقاً لاهوائهم فهم كما حدث القران الكريم عن فرعون ﴿فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوماً فاسقين﴾ ، فالمجتمع هو ساحة الصراع بين الطرفين وهو الذي يحدد اتجاه الحركة الاجتماعية، فالمجتمع هو من يحمل وزر فوز الطغاة الظالمين، او انتصار كفة الحق في واقع الصراع.

 

……

…

خطيب صلاة الجمعة بطهران: اغتيال الشهيد هنية تم بضوء أخضر أميركي/كابوس الانتقام اظلم أيام

ممثلية إيران في الامم المتحدة: رد حزب الله على الهجوم الإسرائيلي لبيروت سيكون له أهداف وعمقا أكثر

 

الشهيد والشهادة – واجباتنا تجاه الشهداء

 القرآن ربيع القلوب

 أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

شبهات وردود – السيد سامي البدري 

أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

مكيال المكارم – ميرزا محمد تقي الأصفهاني 

آداب الأسرة في الإسلام

 قصص الأنبياء – الراوندي

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

عزاء طويريج دراسة تاريخية

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

الآداب الشرعية (معلومة)

على خطى الحسين (عليه السلام) د. أحمد راسم النفيس

 مع الطب في القرآن الكريم – الدكتور محمد علي البار 3

 آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره

 قارون (الثري الإسرائيلي البخيل)