الرئيسية / من / قصص وعبر / قصص الأنبياء – الراوندي

قصص الأنبياء – الراوندي

الباب الأول في ذكر آدم عليه السلام فصل – 1 – في ذكر خلق آدم وحوا صلوات الله عليهما:
1 اخبرني الشيخ علي بن علي بن عبد الصمد (1) النيشابوري عن أبيه، أخبرنا السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوزي (2)، أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، أخبرنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قالا: أخبرنا سعد بن عبد الله أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أخبرنا الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سال أمير المؤمنين عليه السلام هل كان في الأرض خلق من خلق الله تعالى يعبدون الله قبل (3) آدم عليه السلام وذريته؟ فقال: نعم قد كان في السماوات والأرض خلق من خلق الله يقدسون الله، ويسبحونه، ويعظمونه بالليل و
1 في ق 2: الشيخ علي بن عبد الصمد… أقول: وهو النيسابوري التميمي، قال عنه الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين ص 192 ط النجف: فاضل عالم، يروي عنه ابن شهرآشوب، و لا يبعد اتحاده مع التميمي السبزواري، قال الشيخ منتخب الدين: الشيخ علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري فقيه دين ثقة قرأ على الشيخ أبي جعفر. وقال الشيخ الحر بعد عدة أسامي: الشيخ ركن الدين علي بن علي بن عبد الصمد التميمي النيسابوري فقه ثقة قرأ على والده وعلى الشيخ أبي علي بن الشيخ أبي جعفر رحمهم الله قاله منتخب الدين انتهى و الظاهر اتحاد العناوين الثلاثة.
2 – في ق 3: الخوزي، وفي ق 2 وق 4، الحوري. ويأتي في الخبر المرقم 16 و 95 الصواب:
الجوري بالجيم والراء.
3 – في ق 2: خلق الله تعالى قبل.
(٣٨)

النهار لا يفترون، وان الله (1) عز وجل لما خلق الأرضين (2) خلقها قبل السماوات.
ثم خلق الملائكة روحانيين لهم أجنحة يطيرون بها حيث يشاء الله، فاسكنهم فيما بين (3) اطباق السماوات يقدسونه في الليل والنهار (4)، واصطفى (5) منهم إسرافيل و ميكائيل وجبرائيل.
ثم خلق عز وجل في الأرض الجن روحانيين لهم (6) أجنحة، فخلقهم دون خلق الملائكة، وخفضهم (7) ان يبلغوا مبلغ الملائكة في الطيران وغير ذلك، فاسكنهم فيما بين اطباق الأرضين السبع وفوقهن يقدسون (8) الله الليل والنهار لا يفترون.
ثم خلق خلقا دونهم، لهم أبدان وارواح بغير أجنحة، يأكلون ويشربون نسناس أشباه (9) خلقهم وليسوا بأنس واسكنهم أوساط الأرض على ظهر الأرض مع الجن يقدسون (10) الله الليل (11) والنهار لا يفترون قال: وكان الجن تطير في السماء: فتلقى الملائكة في السماوات، فيسلمون عليهم و يزورونهم ويستريحون إليهم ويتعلمون منهم الخير.
ثم إن طائفة من الجن والنسناس الذين خلقهم الله واسكنهم أوساط الأرض مع (12) الجن تمردوا وعتوا عن امر الله فمرحوا وبغوا في الأرض بغير الحق وعلا بعضهم على بعض
1 – في ق 3 وق 4: فان الله.
2 – في ق 2: الأرض.
3 – في ق 4: ما بين.
4 – في ق 3 وق 4: يقدسون الليل والنهار.
5 – في ق 3: ويطعمونه منهم، والصحيح: ويعظمونه. واصطفى منهم.
6 – في ق 2 وق 4: ولهم.
7 – في ق 1 وق 3:. حفظهم.
8 – في ق 2 وق 4: وفوقهن بعد سبع سماوات يقدسون الله، وفي ق 3: الأرضين وفوقهن يسبحون الله.
9 – في ق 3: نسناس دون أشباه.
10 – في ق 2: أوساط الأرض مع الجن يقدسون، وفي ق 3: على ظهر الأرض والكل يقدسون.
11 – في ق 4: بالليل.
12 – في ق 3: أوساط الأرض على طهرها مع.
(٣٩)

في العتو على الله تعالى حتى سفكوا الدماء فيما بينهم، وأظهروا الفساد، وجحدوا ربوبية الله (1) تعالى.
قال: وأقامت الطائفة المطيعون من الجن على رضوان الله تعالى وطاعته، وباينوا الطايفتين من الجن والنسناس الذين (2) عتوا عن امر الله.
قال فحط الله أجنحة (3) الطائفة من الجن الذين عتوا عن امر الله وتمردوا، فكانوا لا يقدرون على الطيران إلى السماء وإلى ملاقاه الملائكة لما (4) ارتكبوا من الذنوب والمعاصي قال: وكانت الطائفة المطيعة لأمر الله من الجن تطير إلى السماء الليل والنهار على ما كانت عليه، وكان بليس – واسمه الحارث – يظهر للملائكة انه من الطائفة المطيعة.
ثم خلق الله تعالى خلقا على خلاف خلق الملائكة وعلى خلاف خلق الجن (5) وعلى خلاف خلق النسناس، يدبون كما يدب الهوام في الأرض، يشربون ويأكلون كما تأكل الانعام من مراعى الأرض كلهم ذكران ليس فيهم إناث، ولم يجعل (6) الله فيهم شهوة النساء ولا حب الأولاد، ولا الحرص، ولا طول الامل، ولا لذه عيش (7)، لا يلبسهم الليل، ولا يغشاهم النهار، وليسوا ببهائم (8) ولا هوام، ولباسهم (9) ورق الشجر، وشربهم من العيون الغزار والأودية الكبار. ثم أراد الله ان يفرقهم فرقتين، فجعل فرقه خلف مطلع الشمس من وراء البحر، فكون لهم مدينه أنشأها لهم تسمى (10) ” جابرسا ” طولها اثنا عشر

1 – في ق 3: وأنكروا ربوبية الله.
2 – في ق 2: الطائفتين الذين.
3 – في ق 3: فحفظ أجنحة.
4 – في ق 2: إلى السماء والأرض وإلى ملاقاة الملائكة لما، وفي ق 3: وإلى السماء وإلى ملائكة بما ارتكبوا.
5 – في ق 2 وق 4: على خلاف خلق الجن وعلى خلاف خلق الشياطين.
6 – في ق 1 وق 3: لم يجعل.
7 – في ق 1 وق 3: ولا لذة العيش.
8 – في ق 3: بهائم.
9 – في ق 1 وق 3: لباسهم: بدون الواو.
10 – في ق 2: أنشأها تسمى.
(٤٠)
الف فرسخ في اثنى عشر ألف فرسخ، وكون عليها سورا من حديد يقطع الأرض إلى السماء، ثم أسكنهم فيها. واسكن الفرقة الأخرى خلف مغرب الشمس من وراء البحر، وكون لهم مدينه أنشأها تسمى (1) ” جابلقا ” طولها اثنا عشر الف (2) فرسخ في اثنى عشر الف فرسخ، وكون لهم سورا من حديد يقطع إلى السماء (3): فاسكن الفرقة الأخرى فيها، لا يعلم أهل جابرسا بموضع أهل جابلقا، ولا يعلم أهل جابلقا بموضع أهل جابرسا، و لا يعلم بهم أهل أوساط الأرض من الجن والناس. وكانت (4) الشمس تطلع على أهل أوساط الأرض (5) من الجن والنسناس فينتفعون، بحرها ويستضيئون بنورها، ثم تغرب في عين حمئة فلا يعلم بها أهل (6) جابرسا إذا طلعت، لأنها تطلع من دون جابرسا، وتغرب من دون جابلقا. فقيل يا أمير المؤمنين: فكيف يبصرون و يحيون؟ وكيف يأكلون ويشربون؟ وليس تطلع الشمس عليهم (7)؟
فقال صلوات الله عليه: انهم يستضيئون (8) بنور الله، فهم في أشد ضوء من نور الشمس، ولا يرون ان الله تعالى خلق شمسا ولا قمرا ولا نجوما ولا كواكب ولا يعرفون شيئا غيره.
فقيل يا أمير المؤمنين: فأين إبليس عنهم؟
قال: لا يعرفون إبليس ولا سمعوا (9) بذكره لا يعرفون الا الله وحده لا شريك له، لم يكتسب أحد منهم قط خطيئة ولم يقترف (10) اثما لا يسقمون ولا يهرمون ولا يموتون، يعبدون الله إلى يوم القيامة لا يفترون، الليل والنهار عندهم سواء.

1 – في ق 3: أنشأها لهم تسمى.
2 – في ق 2 وق 4: طولها ألف.
3 – في ق 1: يقطع الأرض إلى السماء.
4 – في ق 3: فان كانت.
5 – في ق 1 و 3: الأرضين.
6 – في ق 2: ولأهل.
7 – في ق 3: وكيف ما تطلع الشمس عليهم.
8 – في ق 1: ليستضيئون.
9 – في ق 3: ولا يسمعون.
10 – في ق 2 و 4: ولا يقترف.
(٤١)

شاهد أيضاً

الأذان بين الأصالة والتحريف – للسّيّد علي الشهرستاني

الأذان بين الأصالة والتحريف / الصفحات: ٣٢١ – ٣٤٠ عليه أهل البيت: الذين هم أعلم ...