الرئيسية / مقالات متنوعة / لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

لأكون مع الصادقين د. محمد التيجاني

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أما بعد فإن الدين يعتمد بنحو أساسي على العقائد التي تكون منه مجموعة الأصول والمرتكزات التي يؤمن بها معتنقو هذا الدين أو ذاك. والتي لا بد أن يقوم إيمانهم بها على الدليل القاطع والبرهان الجلي الذين ينطلق من المسلمات العقلية التي يؤمن بها جميع الناس، ليتسنى له إقناعهم بما يدعوهم إليه، ورغم ذلك فإنه ثمة أفكار يصعب على العالم تفسيرها.. مثلما يصعب على العقل التصديق بها عند الوهلة الأولى، من ذلك مثلا أن تكون النار ” بردا وسلاما ” في حين أن العلم والعقل يتفقان على أنها حرارة مهلكة، أو أن تقطع الطير إلى أجزاء متناثرة فوق الجبال ثم تدعى فتأتي تسعى، في حين أن العلم والعقل يستبعدان ذلك، أو أن يشفى الأعمى والأبرص والأكمه بمجرد مسح عيسى (ع)، بل وإحياء الموتى، في حين أن العلم والعقل لا يجدان تفسيرا لهذا.. وهي أمور تندرج في باب المعجزات التي أجرها الله تعالى على أيدي أنبيائه (عليهم السلام)، وهي موجودة لدى المسلمين واليهود والنصارى..
(٩)
وإنما أجرى الله سبحانه وتعالى تلك المعجزات والخوارق على أيدي أنبيائه ورسله عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام، ليفهم العباد بأن عقولهم قاصرة عن الإدراك والإحاطة بكل شئ، لأنه سبحانه لم يؤتهم من العلم إلا قليلا، ولعل في ذلك صلاحهم وكمالهم النسبي، فقد كفر الكثير بنعمة الله وأنكر الكثير وجوده سبحانه، واعنز الكثير منهم بالعلم والعقل حتى عبدوهما من دون الله، هذا مع قلة العلم وقصور العقل، فكيف لو أعطاهم علم كل شئ؟!
ونظرا لأهمية العقيدة ومركزيتها في إيمان المسلم فإن كتابي هذا قد تناول جملة من العقائد الإسلامية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي كانت مسرحا لاختلاف فرق المذاهب الإسلامية، فعقدت فصلا خاصا بمعتقدات أهل السنة والشيعة في القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم تطرقت بعد ذلك لسائر المسائل التي اختلفوا فيها وشنع بعضهم على البعض الآخر بدون مبرر، هادفا من ذلك بيان ما رأيته الحق، راغبا في مساعدة من يريد البحث عنه، آملا أن يساهم ذلك في قيام الوحدة الإسلامية على أساس فكري متين، والله أسأل أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى ويجمع كلمة المسلمين على الصواب إنه عزيز قدير..
(١٠)
القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الإمامية الاثني عشرية هو كلام الله المنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو المرجع الأعلى للمسلمين في أحكامهم وعباداتهم وعقائدهم، من شك فيه أو أهانه فقد برئ من ذمة الإسلام، فهم – المسلمون كافة – متفقون على تقديسه واحترامه والتعبد بما ورد فيه..
ولكنهم اختلفوا في تفسيره وتأويله، ومرجع الشيعة في التفسير والتأويل يعود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشر وحات الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، ومرجع أهل السنة والجماعة يعود إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا ولكنهم يعتمدون على الصحابة – دون تمييز – أو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المعروفة في نقل الأحاديث وشرحها وتفسيرها..
وبطبيعة الحال نشأ من ذلك اختلاف في العديد من المسائل الإسلامية وخصوصا الفقيهة منها، وإذا كان الاختلاف بين المذاهب الأربعة من مدرسة أهل السنة والجماعة ظاهرا، فلا غرابة في أن يكون بينهم وبين مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أظهر..

إقرأ المزيد ..

الإمام الخامنئي: عملية طوفان الأقصى كانت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني

 الإمام الخامنئي يوجه رسالة إلى الطلاب الجامعيين في أمريكا المدافعين عن غزة

الإمام الخامنئي: الإعلام أكثر تأثيراً على العدو من الصواريخ والمسيّرات

(١١)

شاهد أيضاً

السيد الحوثي: الأميركي و”الإسرائيلي” دُهشا من قوة وثبات مجاهدي حزب الله

أشاد قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالأداء القتالي ...