وهكذا فان فرائد الكتب والدراسات في حقل النبوة والإمامة والسيرة والتاريخ إنما هي نتائج البحث في رد الشبهات.
ولا أزعم أنني في هذه الأوراق سوف أقدم نظير ما قدمه أولئك الفطاحل ولكني أحاول ان أيسر للباحث عن الحقيقة بعض ما قدموه بشكل مختصر وبخاصة وان الشبهات هي الشبهات وان كتابها ومثيريها يأخذ بعضهم من بعض في أغلب الأحيان.
اخترت قارئي الكريم للحلقات الأولى من أوراق الرد هذه شبهات وشكوكا أثارها احمد الكاتب حول الشيعة والتشيع في نشرته (الشورى) (1) وكتبه الثلاثة المتداولة بالدسك الكومبيوتري.
فقد انكر ولادة المهدي محمد بن الحسن العسكري ((عليهما السلام)) وغيبته وجعل القول بذلك من ابتكار النواب الأربعة، ونفى أيضا صحة الأحاديث النبوية في الأئمة الاثني عشر الواردة عند الشيعة والسنة وادعى ان العقيدة باثني عشر إماما لم يكن لها أثر في القرن الثالث الهجري وانها كانت وليدة القرن الرابع الهجري هذا مضافا إلى نفيه
(1) صدر منها لحد صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب اثنا عشر عددا.
(١٤)
وهذه الشبهات وغيرها وان كانت تكرارا لشبهات الزيدية والمعتزلة وأهل التسنن وقد كتب علماؤنا في الرد عليها آلاف الصفحات ومئات الكتب غير أني كما قلت آنفا أحاول في هذه الأوراق ان اختصر الرد وأيسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وان كثيرا منهم لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الكتب ولا مختصراتها.
وقد كرست فاتحة هذه الحلقات لتسع شبهات مما أثاره حول العقيدة الاثني عشرية لنكات لا تخفى على القارئ اللبيب أرجو ان لا يذهب وقته معها سدى وان يغتفر لي نواقصها والله ولي التوفيق.
سامي البدري قم المشرفة 17 ربيع الأول 1417 هجري