الرئيسية / تقاريـــر / في رحاب الملحمة الحسينية القسم 3 – 4 عبد الستار الجابري

في رحاب الملحمة الحسينية القسم 3 – 4 عبد الستار الجابري

 التدخل الغيبي لتصحيح الانحراف الاجتماعي
وعند تصفح ايات الذكر الحكيم نجد اشارات الى تدخل يد الغيب في المنع من هيمنة حركة الانحراف المجتمعية على الواقع الانساني، والتدخل الغيبي في الكثير من الموارد لتصحيح حركة المجتمع الانساني.
ومن الاحداث التي اشار اليها القرآن الكريم على صعيد تصحيح المسارات المجتمعية قصة قوم نوح وقوم لوط وقوم هود وقوم صالح وهم اقوام ابادهم الله تعالى لانهم اصبحوا سبباً للفساد المطلق ولا يوجد اي استعداد لديهم للصلاح، على العكس من قوم يونس الذين عفا الله عنهم بعد ان اخلصوا التوبة لله، كما يحدثنا القرآن الكريم عن شق البحر لقوم موسى (عليه السلام) لانقاذهم واغراق فرعون وجيشه فلم يعم الانتقام الالهي كل المصريين بل اقتصر على هرم السلطة وقواته العسكرية ومن تبعه عندما نادى قومه للقضاء على بني اسرائيل. هذا على صعيد التدخل الالهي المباشر في معالجة مسائل الانحراف.
واما على صعيد التدخل غير المباشر فقد بين تبارك اسمه انه تعالى بارادته وهيمنته يحرك المجتمع البشري نحو تحجيم حركة الانحراف وان لم يصل ذلك المجتمع الى القضاء على تلك الحركة المنحرفة قال تبارك اسمه ﴿وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين﴾

وقال ﴿الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز﴾ وقال عز اسمه ﴿ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون﴾ وقال ﴿انهم يكيدون كيداً۞ واكيد كيداً۞ فمهل الكافرين امهلهم رويداً﴾ وقال ﴿ومكروا مكر الله والله خير الماكرين﴾ . هذا على صعيد الحركة الاجتماعية.

 

بحوث اجتماعية وسياسية:

في رحاب الملحمة الحسينية4

عبد الستار الجابري
الغيب ومستقبل الفرد
واما على صعيد الحركة الفردية فان من ابرز الادلة على دور التقدير الالهي في رسم مستقبل الفرد الانساني المادي هو سورة يوسف (عليه السلام) التي تحدثت عما قدر الله تعالى لمستقبل يوسف (عليه السلام) حيث اراه في المنام ان احد عشر كوكبا والشمس والقمر كانوا ساجدين له، فاخبر اباه برؤياه فاخبره يعقوب (عليه السلام) عن المستقبل العظيم الذي سيكون بانتظاره وان هذا المستقبل هو اتمام لمسيرة النبي ابراهيم واسحق (عليهما السلام) وخطوة في اتمام النعمة على ال يعقوب.

وعند النظر بصورة اجمالية في قصة يوسف (عليه السلام) نجد ان هناك ثلاثة مسائل سلطت عليها سورة يوسف الاضواء، وهي ان كل موجود انساني خلق ليبتلى ويبتلى به ويحقق الله تعالى من خلاله امراً يريده، فيوسف (عليه السلام) ابتلى به اخوته وفشلوا في الابتلاء والامتحان وابتليت به امرأة العزيز ففشلت في الابتلاء، وابتلي به عزيز مصر ففشل في الابتلاء اذ اودعه السجن ظلماً وعدواناً، وابتلي به صاحبي السجن وشعب مصر والمجتمع الانساني وعباد الاوثان، كما ابتلي يوسف (عليه السلام) بكل اولئك ايضاً، فعفا عن اخوته وعن امرأة العزيز ونسوة اكابر المدينة وحفظ الامة الانسانية من الهلاك جوعاً ودعا الى عبادة الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومما حققه الله تعالى على يد يوسف (عليه السلام) نشر التوحيد في ربوع مصر، وانتقال ال يعقوب (عليه السلام) الى مصر من بادية الشام، ليتعلموا المدنية وشؤون الادارة ليكونوا نواة دولة التوحيد على يد يوشع بن نون (عليه السلام) بعد التيه ووفاة موسى وهرون (عليهما السلام).

وهذا المعنى نجده في امرأة العزيز التي حقق الله من خلالها معجزة يوسف (عليه السلام) التي انبأت عن صدق نبوته بعد ان اعادها شابة بعد الهرم، وساقي الملك الذي ابلغ الملك انه يعرف من يعبر له رؤياه فكان طريقاً لنجاة يوسف (عليه السلام) من السجن وممارسة دوره في انقاذ المجتمع الانساني من الجوع وما ترتب على قربه من ملك مصر من دور مهم في مستقبل الدعوة الى التوحيد ونبذ عبادة الاصنام.

وعند تطبيق هذه المفردة على حياة غير الانبياء ومن عاصرهم من الناس نجد مصاديق واضحة في تاريخ الانسانية سواء من الافراد الصالحين ام المفسدين.
على صعيد الصالحين مثلاً بعد هيمنة الفكر الماركسي على شرق العالم من اوربا الشرقية وحتى الصين ومن تبعهم من البلدان الصغيرة، وهيمنة الفكر الراسمالي من امريكا وحتى اليابان والدول الصغيرة التي اتبعتهم، وشاع انكار القيم الدينية بين المعسكرين وعدم اهلية الدين لقيادة الامة، وفي خضم هذا الصراع بعد النكبات التي تعرض لها المتدينون على يد السلطات الحاكمة في هذا المعترك الكبير ظهر السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) مجتهداً فقهياً عالماً انتهج مقارعة الطاغوت في بلاده فتحرك المجتمع بحركته واستجاب لندائه على الرغم من نفيه من بلاده فاطاحت حركته بالنظام الملكي في ايران ليعلن ايران جمهورية اسلامية تحكم على اساس مباني القرآن الكريم والسنة المطهرة، لا شرقية ولا غربية، فتغيرت النظرة العالمية تجاه الدين وقيادته للامة، وتمكنت الجمهورية الاسلامية بعد رحيله من ادامة طريقها رغم كل العوائق والصعوبات ونازلت القوى الكبرى واذرعها في المنطقة وغيرت الكثير من المعادلات السياسية والامنية الاقليمية لما وهبها الله من موارد بشرية وثروات اقتصادية وموقع استراتيجي وعقيدة راسخة بمبادئ الثورة وقدرة قيادتها وابناءها على ادارة كفة الصراع بكفائة وقدرة، وقد اسهم كل ذلك في نمو المقاومة الاسلامية وتنامي التصدي للاستكبار العالمي وفرض معادلات جديدة في واقع المنطقة مضمخماً بدماء الشهداء وروح التضحية بعد ان خنع الغالبية لارادة الشرق والغرب وارادة الكيان الصهيوني الغاصب، فالسيد الخميني (قدس سره) ابتلي به الشعب الايراني والسلطة الايرانية والحكومات الاقليمية والاتجاهات الدينية والمذهبية المخالفة والشرق والغرب، وابتلي هو بهم، فاثبت الواقع صحة ما ذهب اليه وبطلان ما حاربوه به، وحقق الله تعالى على يده اضعاف الاتجاه المناوئ للدين ولحاكمية الاسلام والمدعي لعدم اهلية فقهاء المسملين، كما بث ببركة ثورته الروح في المجتمع المسلم ومستضعفي العالم واثبت لهم انهم قادرون على تحقيق ذواتهم وقهر اعدائهم، واصبح الامل بقيام حكم يعتمد الدين شعاراً ومنهجاً امراً واقعاً وحقيقة حية، واعاد احياء المنهج التابع لاهل البيت (عليهم السلام) الى الواجهة بعد ان تعرض لمحاولات الطمس والالغاء.

وعلى صعيد المفسدين يمكن ان نأخذ طاغية العراق صدام حسين المجيد، الذي عند ملاحظة وضعه الشخصي والعائلي في صغره لا يمكن لمثله ان يصل الى حكم العراق، الا ان جملة من الظروف شكلت مقدمات موضوعية مكنته من الوصول الى حكم العراق فاسقاط الحكم الملكي في العراق والصراع على السلطة بين قاسم والقوميين والبعثيين والشيوعيين، مع الدور الاقليمي المخرب في العراق لجمال عبد الناصر ودول الخليج والاردن والحرب الداخلية مع الانفصاليين الاكراد، والتغيرات الاجتماعية الكبيرة التي شهدتها الساحة العراقية بعد سقوط النظام الملكي والسعي لعسكرة الشعب وضرب القطاع الخاص وامساك الدولة بجميع المفاصل المهمة للبلد والضعف الاداري الذي رافق حكم المشير عبد الرحمن عارف، والضعف الذي اصاب الحركة الشيوعية في اخريات سني قاسم وما تلاه، ووصول حزب البعث الى السلطة عام 1968 وترشيح صدام حسين لمنصب وزير الداخلية ثم تعيينه نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة السيد الخميني (قدس سره) وسعي المعسكر الغربي لاسقاط النظام الاسلامي الفتي ودفع دول الخليج بهذا الاتجاه، كل هذه الظروف اوصلت الصبي القروي الى كرسي السلطة، ليبتلي به الشعب العراقي والشعب الايراني وشعوب المنطقة، فزج العراقيين في حرب مع ايران لثماني سنوات ليس للعراق وشعبه ناقة فيها ولا جمل، وبعدها غزا الكويت التي رفضت ان تدفع له الاموال التي طلبها منهم، فتسبب في قتل واعاقة ملايين الناس من العراقيين والايرانيين ومن بعدهم الكويتيين، وتسبب في انهيار الوضع الاقتصادي لايران والعراق والكويت والاضرار باقتصاد بعض دول الخليج فضلاً عن الاضرار التي تسبب بها للشعب السوري والشعب اللبناني وباقي شعوب المنطقة. فكان هذا بعض مما ابتلى به الناس بصدام وابتلاه الله بهم فكانت سلطته الطاغويتة وسياسته الدموية التي لم يسلم منها صبي ولا شيخ وامراة ولا شاب ولا رجل دين ولا تزال اثاره الاجرامية تعاني منها شعوب المنطقة وبصورة خاصة شعب العراق الى اليوم، واما ما اراد الله تعالى به ان يتحقق فانه سياسته الارهابية دفعت بمن شارك في الانتفاضة الشعبانية عام 1441ه – اذار 1991م الى الهجرة الى خارج العراق، ليشكلوا بعد ذلك قوى سياسة كان لها دور مهم في رسم خارطة العراق السياسية بعد اسقاط نظامه الفاشي عام 2003 على يد امريكا وقوى التحالف الدولي، وبسقوطه اصبح للشيعة والاكراد الذين كانوا مهمشين في ظل الحكومات الطائفية والعنصرية التي حكمت العراق منذ 1921م دوراً مهماً في ادراة الدولة العراقية ما بعد 2003م، واصبح للقوى الشيعية العراقية دور فاعل في اسناد العملية السياسية والدفاع عن ارض العراق بعد ان تعرضت للغزو الطائفي على يد عصابات داعش الاجرامية المدعومة بالطائفية الاقليمية والمخابرات الدولية، واصبح العراق جزءاً فاعلاً في الواقع السياسي الاقليمي وقد كشف عن ذلك المواقف التي اتخذها العراق في مؤتمر جدة ومؤتمر القاهرة ومؤتمر البحرين في القضايا المصيرية التي تخص الامن الاقليمي والقضية الفلسطينية، وكان للحركات الشيعية دور اساسي في افشال المخطط الامريكي الخليجي الصهويوني الرامي الى تحويل سوريا الى المحور الامريكي الصهيوني، كما ان الدور الكبير للقوى الشيعية العراقية في اسناد القضية الفلسطينية الذي مارسته في قصف الكيان الصهيوني والمقرات الامريكية في العراق والاردن وسوريا, وبالاضافة الى ذلك كان لهجرة المجتمع الشيعي العراقي الى مختلف بقاع الدنيا سواء من لجأ منهم ابتداء الى معسكر رفحاء السعودي او من لجأ الى ايران او الى سوريا ثم انطلقوا منها الى مختلف بقاع المعمورة ليقوموا بنشر فكر اهل البيت (عليهم السلام) والطقوس الشعائرية الشيعية ليعيش العالم الفكر الشيعي في جانبية العلمي الحضاري والطقوسي الشعائري، فينتشر ذكر سيد الشهداء في كل ارجاء المعمورة في العاشر من المحرم والعشرين من صفر من استراليا شرقاً وحتى امريكا وكندا غرباً، بحيث اصبحت ساحة البيت الابيض احدى الاماكن التي يحيي فيها شيعة اهل البيت (عليهم السلام) ذكرى الامام الحسين (عليه السلام)، وكذا بقية الدول والبلدان وهذا حدث لم يكن مسبوقاً تاريخياً، ومما اجراه الله تعالى رغما عن صدام ومن وراءه تحول العراق الى داعم اساسي الى محور المقاومة وانضمام العديد من القوى الشيعية الى محور المقاومة صراحة وتأثيرهم المباشر في احداث المنطقة وتغيير المعادلات فيها.

إقرأ المزيد ..

 الشباب البلجيكي يبعث برسالة الى قائد الثورة الاسلامية

الإمام الخامنئي: انتصار الشعب الفلسطيني أمرٌ محتّم

نداءات الإمام الخامنئي إلى الشباب الغربي: نحو تشييد جبهة المقاومة العالميّة

الإمام الخامنئي: عملية طوفان الأقصى كانت ضربة قاصمة للكيان الصهيوني

الإمام الخامنئي يوجه رسالة إلى الطلاب الجامعيين في أمريكا المدافعين عن غزة

الإمام الخامنئي: الإعلام أكثر تأثيراً على العدو من الصواريخ والمسيّرات

السيد نصر الله: الكيان الصهيوني في أسوأ أيامه… يتحدثون عن خراب “الهيكل الثالث”

نحن قوم لا نخاف الحرب.. و”إسرائيل” ستزول على أيدي الأجيال الحاضرة في غزة والضفة وجبهات الإسناد

السيد نصر الله: سنخرج جميعًا من معركة طوفان الأقصى منتصرين شامخين

السيد الحوثي للنظام السعودي: التورط مع أميركا و”إسرائيل” فيه خسارة.. ولن نقبل بالتصعيد العدواني ضدّ اليمن

السيد الحوثي: دخول صاروخ “حاطم” في خط العمليات سيكون له تأثيرات كبيرة

السيد الحوثي: على الجميع أن يتجه للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف جرائمه في غزة

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام

نفحات من القران

رسائل ومقالات – الشيخ جعفر السبحاني

أطائب الكلم في بيان صلة الرحم – الشيخ حسن الكركي

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

في رحاب الولي الخامنئي – التعبئة 04 \ 22

شبهات وردود – السيد سامي البدري -2

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

2

الإحتجاج (ج1) / للطبرسي

أوائل المقالات في المذاهب والمختارات – للشيخ المفيد

ألف سؤال وإشكال (المجلد الأول) / الصفحات: ٢٦١ – ٢٨٠

مكيال المكارم – ميرزا محمد تقي الأصفهاني 04

ثواب الأعمال – الشيخ الصدوق

آداب الأسرة في الإسلام

أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي

لكل زوج وزوجة

احسن الأفعال في تربية الاطفال

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام

الادب العربي – الأمثال العربية: محمد رضا المظفر

المرجعية والقيادة

البقاء على تقليد الميت

أحكام شروط التقليد

هل تريد السعادة إقرأ وصايا لقمان

قضاء حقوق المؤمنين

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

في مراقبات شهر محرم الحرام

الغارات – إبراهيم بن محمد الثقفي ج ١

نداءات الإمام الخامنئي إلى الشباب الغربي: نحو تشييد جبهة المقاومة العالميّة

[ هٰذا الْخُمَيْنِيُّ الَّذِي هُوَ أُمَّةٌ ] قصيدةٌ من ديوان الإنسان الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

ذكرى استشهاد الإمام الصادق (ع)… معجزة الدنيا الخالدة ومفخرة الانسانية الباقية

ما هي أبعاد واقعة الغدير؟

الطاعة كسبيل لتحقيق النصر

قراءة القرآن وآداب تلاوته ومقاصده

لماذا يُعتبر عيد الغدير هو عيد الله الأكبر؟

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية – البهائي العاملي 03

قضاء حقوق المؤمنين

موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري

شاهد أيضاً

فصائل المقاومة تُدين جريمة استهداف المتضامنة الأميركية أيسينور إيجي

عقب استشهاد المتضامنة الأميركية من أصول تركية أيسينور إزجي إيجي، اليوم الجمعة 6 أيلول/سبتمبر 2024، ...