الرئيسية / من / طرائف الحكم / الكبائر من الذنوب

الكبائر من الذنوب

الكبائر من الذنوب – الحاج حسين الشاكري

الكبائر من الذنوب الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
(١)
الإهداء إلى أولادي وأعزائي..
إلى من يهمني أمره..
إلى كل من هرب بدينه مهاجرا إلى الله ورسوله..
إلى كل من هجر من وطنه وأخرج من دياره..
إلى كل من عانى مرارة الهجرة وشظف العيش والحرمان..
أقدم لهم رسالة نصح وتوجيه آملا أن تعينهم في دنياهم وتنفعهم في أخراهم حسين الشاكري
(٣)
بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد لنعمل معا تمهيدا لعصر الظهور الهدف من إحياء التراث الإسلامي، وإشاعة العقيدة الحقة لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) في أوساط شبابنا الحائر بين تيارات الثقافات الغربية، الغريبة المشبعة بسموم أفكار الصهيونية والصليبية والماركسية، بتخطيط من الماسونية العالمية.
وكذلك غزو الآراء الشاذة الضالة، من بعض المذاهب التي تدعي الإسلام زورا وبهتانا، بدفع من الاستعمار والماسونية العالمية، بهدف التخريب والتفرقة وقطع الجسور الممتدة بين المسلمين كافة، وتكفير مذهب شيعة أهل البيت (عليهم السلام) خاصة..
والغرض من تسليح شبابنا الناهض للوقوف بوجه تلكم التيارات المنحرفة الضالة، ليدافع عن مبادئه
(٥)
وعقيدته كما دافع عنها سلفنا الصالح وتحمل العنت والعذاب في سبيل ذلك، لا سيما شبابنا الذين قهرتهم الظروف العصبية والالتجاء إلى أحضان دول الكفر، لسد حاجاتهم البايولوجية، كالمستجير من الرمضاء بالنار..
وحتى لا تكون هجرتهم هجرة تعرب (1)، بل تكون هجرتهم إلى الله بقصد التبليغ والدعوة إلى دين الإسلام، ومذهب أهل البيت (عليهم السلام).
حسين الشاكري الفاتح من شهر الصيام 1418

(1) التعرب: أي الهجرة من دار الإسلام إلى دار الكفر أينما صارت.
توطئة قد يتصور الإنسان أو يوسوس له الشيطان أنه ليس بعد الموت نشور ولا حساب، وليس هناك ثواب أو عقاب.
وحتى لو كان ذلك، من الذي يستطيع ضبط أعماله وإحصاء آثامه لدى اقترافه لها في خلواته طوال أيام حياته في الدنيا، وكيف السبيل إلى ذلك؟
أقول.. وأنا العبد المذنب، إعلم بأن الله تبارك وتعالى حين خلق الإنسان وفطره يعلم ما توسوس به نفسه لذلك جعل معها رقيبا وشاهدا، لضبط حركاته وسكناته: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) (1)

(1) ق / 16 – 17.
(٧)
نعم جعل الله تعالى مع الإنسان، حينما خلقه، الضوابط الذاتية وأجهزة الرقابة التي لا تخطر على بال بشر لتكون شاهدا عليه يوم القيامة وساعة حسابه، وما الاختراعات العلمية التي هدى الله إليها الإنسان هذه الأيام، من أجهزة ضبط الصورة والصوت الألكترونية وتقريب البعيد وأجهزة حفظ المعلومات (الكمبيوتر) إلا واحدة – ونموذج بشري مبسط – من أجهزة الخالق جل شأنه العديدة الحسية لتقريب الصورة إلى أذهاننا لتكون حجة علينا.
وربما توفرت على شرح وتوضيح بعض من الرقابة الإلهية ووسائل إثبات الذنوب والمعاصي يوم القيامة بصورة مختصرة وموجزة، استنتاجا من الآيات الواردة بهذا الشأن في كتاب الله المجيد، نذكر منها أمورا خمسة:
الأول: الضبط الصوتي، والذي عبر عنه تعالى بقوله:
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (1).

(1) ق / 18.
(٨)
وقال أيضا: (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) (1).
الثاني: الضبط السجلي، قال تعالى: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) (2).
الثالث: الضبط التلفزي، أشار القرآن إلى ذلك بقوله:
(يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم) (3).
إذ يشاهدون نفس أعمالهم بناء على تجسم الأعمال وظهورها لنا معشر الخلائق ظهورا لا ريب فيه (4).
وقال تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) (5).

(1) الجاثية / 29.
(2) الإسراء / 13 – 14.
(3) الزلزلة / 6.
(4) تفسير الميزان / العلامة الطباطبائي في تفسيره للآيتين.
(5) الكهف / 49.
(٩)
وعليه فالحاضر عندهم نفس الأعمال بصورها المناسبة لها لا كتابتها كما هو الظاهر (1).
الرابع: الضبط الجرمي، وهو شهادة أعضاء الإنسان نفسه، بقوله تعالى: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (2).
الخامس: الضبط المكاني والزماني، بقوله تعالى:
(يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها) (3).
هذا وصف موجز لوسائل الضبط والتسجيل وعرض الأعمال عند الله سبحانه لإثبات جرائم الإنسان وذنوبه، وعندئذ لا يستطيع إنكارها والتهرب من تبعاتها، وأنى له ذلك؟
فإذا اعتقدنا أن الله سبحانه مطلع وشاهد علينا وهو

(1) تفسير الميزان / العلامة الطباطبائي في تفسيره للآيتين.
(2) يس / 65.
(3) الزلزلة / 4 – 5.
(١٠)

شاهد أيضاً

حمدان: خطة الجنرالات في شمال القطاع محكوم عليها بالفشل أمام صمودنا

قال القيادي في حماس أسامة حمدان إنّ “ما يحدث في شمال قطاع غزة إبادة جماعية ...