قصص المعصومين (عليهم السلام )
5 ساعات مضت
قصص وعبر
9 زيارة
ودخل على الوليد.. فسلم عليه ثم قال : ـ كيف اءصبح الامير اليوم ..؟وكيف حاله ..؟ فرد عليه الوليد بن عتبة ردا حسنا.. واءدناه منه فاءجلسه قربه .. ومروان بن الحكم ـ ذلك الخبيث ـ كـان جالسا ينظر اليهما.. فساءل الامام الحسين (ع ) الوليد عن اءمر معاوية , وكاءنه لم يعلم من اءمره شيئا , هل وردعليكم خبر من معاوية .. ؟ انه كان عليلا وقد طالت علته .. فكيف حاله الان .. ؟ تاءوه الوليد.. وتنفس الصعداء.. ثم قال للامام الحسين (ع ) : ـ يا اءبا عبداللّه ..لقد ذاق الموت .
فقال الامام الحسين (ع ) للوليد : ـ انا للّه وانا اليه راجعون .. ولكن لماذادعوتني .. ؟ فاءجاب الوليد : ـ دعوتك للبيعة التي اجتمع الناس عليها.
فـقـال الامام الحسين (ع ) : ـ اءيها الامير.. ان مثلي لا يعطي بيعته سرا.. وانمايجب اءن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة .. فاذا دعوت الناس غدا الى البيعة .. دعوتنا معهم .
فرد عليه الوليد : واللّه لقد قلت فاءحسنت .. وهكذا كان ظني بك . وهـنـا قـام مروان صارخا بالوليد : اءيها الا مير ان فارقك الساعة ولم يبايع ..فانك لا تقدر منه على مثلها اءبدا.. فاحبسه عندك ولا تدعه يخرج حتى يبايع .. وان لم يفعل فاضرب عنقه .
فقال له الامام الحسين (ع ) : ويلي عليك يا ابن الزرقاء.. اءتامر بضرب عنقي ..؟ كذبت واللّه ولؤمت .
واللّه لو رام ذلك اءحد لسقيت الارض من دمه .. فان شئت ذلك فرم اءنت ضرب عنقي ان كنت صادقا.
ثـم الـتـفت الى الوليد قائلا : ايها الامير.. انا اهل بيت النبوة .. ومعدن الرسالة .. ومختلف الملائكة .
ومـهـبـط الرحمة .. بنا فتح اللّه وبنا ختم .. ويزيدرجل فاسق .. شارب للخمر.. قاتل للنفس .. ومعلن للفسق .. فمثلي لا يبايع مثله .. سنصبح وتصبحون .. وننظر وتنظرون اءينا اءحق بالخلافة والبيعة .
وسـمـع الـذين على الباب صوت الحسين (ع ) قد علا.. فهموا اءن يقتحمواعليهم المكان بسيوفهم .
ولكنهم فوجئوا بالامام الحسين (ع ) يخرج اليهم ..فاءمرهم بالانصراف الى منازلهم .
وبـعدها قال مروان بن الحكم معاتبا الوليد : ـ انك عصيتني اءيها الاميرحتى اءفلت الحسين من يدك .
سيخرج عليك وعلى يزيد.. فاعلم ذلك .
فـقـال له الوليد : ويحك انك قد اءشرت علي بقتل الحسين .. وفي قتله ذهاب ديني ودنياي .. واللّه لا اءحب اءن اءملك الدنيا باءسرها.. شرقها وغربها.. ازاءقتل الحسين بن فاطمة .. وما اءظن اءحدا يلقى اللّه يوم القيامة بدمه الا وهوخفيف الميزان عند اللّه . لا ينظر اليه .. ولا يزكيه .. وله عذاب اءليم .
اءصـبـح الامـام الـحسين (ع ) واذا بمروان بن الحكم يعترضه في طريقه قائلا: اءباعبداللّه .. اني اءرشـدك الـى بيعة يزيد فانها خير لك في دينك ودنياك ..فاسترجع الامام الحسين (ع ) : انا للّه وانا الـيـه راجـعون .. وعلى الاسلام السلام اذا ابتليت الامة براع مثل يزيد.. يا مروان اءترشدني لبيعة يـزيـد..ويـزيـد رجـل فـاسق ؟ لقد قلت شططا وزللا.. ولا اءلومك فانك اللعين الذي لعنك رسول اللّه (ص ) واءنـت فـي صـلب اءبيك الحكم بن العاص .. ومن لعنه رسول اللّه (ص ) فلا ينكر منه اءن يـدعو لبيعة يزيد.. اليك عني ياعدو اللّه .. فانااءهل بيت رسول اللّه .. الحق فينا ينطق على اءلسنتنا.
وقـد سـمـعـت جـدي رسـول اللّه (ص ) يـقـول : ى الـخلافة محرمة على آل اءبي سفيان الطلقاء وابناءالطلقاء.. فاذا راءيتم معاوية على منبري فاءبقروا بطنه ه . ولقد رآه اءهل المدينة على منبر الرسول فلم يفعلوا به ما اءمروا.. فابتلاهم اللّه تعالى بابنه يزيد.
فـقـال مروان بغضب شديد : واللّه لا تفارقني حتى تبايع ليزيد صاغرا.. فانكم آل علي بن ابي طالب ملئتم شحناء.. وشربتم بغض آل ابي سفيان .. فحق لهم بغضكم .
فـقـال له الحسين (ع ) : اليك عني فانك رجس .. واني من اءهل بيت الطهارة ..قد اءنزل اللّه فينا : ـ ( انما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس اءهل البيت ويطهركم تطهيرا..) ((9)) . فنكس مروان راسه .. ولم ينطق بكلمة واحدة .. حتى قال له الحسين (ع ) :اءبشر يا ابن الزرقاء بكل ما تكره من رسول اللّه (ص ) يوم تقدم على ربك ..فيساءلك جدي عن حقي .
فمضى مروان الى الوليد.. واءخبره بما قاله الحسين (ع ) . فبعث الوليد بثلاثين رجلا في طلبه .. فلم يقدروا عليه .. فكتب الوليد الى يزيد.. يخبره باءمرالحسين (ع ) باءنه لا يرى عليه طاعة ولا بيعة .
بـعد اءن وصل كتاب الوليد الى يزيد.. غضب غضبا شديدا.. فكتب اليه كتابا يطلب فيه راءس الحسين بن علي (ع ) ويمنيه بجائزة عظيمة .
فـاءعـظـم الوليد ذلك قائلا : ـ واللّه .. لا يراني اللّه واءنا قاتل الحسين ابن رسول اللّه (ص ).. ولو جعل لي يزيد الدنيا وما فيها.
خـرج الامام الحسين (ع ) ليلا الى قبر جده الرسول (ص ) فصلى هناك .. ولمافرغ من صلاته جعل يـدعو قائلا : اللهم ان هذا قبر نبيك محمد(ص ) واءنا ابن بنت نبيك .. وقد حضرني من الامر ما قد علمت .. اللهم اني اءحب المعروف واءكره المنكر.. واني اءسالك يا ذا الجلال والاكرام بحق هذا القبر ومن فيه .. اخترلي من اءمري ما هو لك رضى .. ولرسولك رضى .. وللمؤمنين رضى .
2025-08-13